تؤثر الحرب على الإسرائيلية على قطاع غزة على العالم بشكل كبير، رغم أنّها منحصرة في منطقة جغرافية صغيرة.
إلا أنّ تأثيراتها لها أبعاد جيوسياسية عالمية وتمتد على مناطق جغرافية ضخمة، وذلك بفعل انضمام قوى عالمية للحرب، وإن كان بشكل أقل.
فمنذ بداية الحرب على غزة، انضمت جماعة أنصار الله، المعروفة بالحوثيين، إلى الحرب، وشكلت تهديدًا مباشرًا على أحد أهم الطرق التجارية في العالم، وهو مضيق باب المندب المؤدي من وإلى البحر الأحمر، من خلال استهداف السفن المتوجهة إلى إسرائيل، الأمر الذي جعل الكثير من شركات التجارة البحرية تعزف عن سلوك هذه الطريق، وتبحر حول القارة الافريقية لإيصال البضائع إلى الغرب، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على قناة السويس، وبشكل كبير أيضًا على أرقام التجارة البحرية، حيث تتوقع شركة مايرسك للسفن والتجارة البحرية بأنّ الربع الثاني من العام الجاري سوف يشهد تراجعًا بنسبة 15 حتى 20 بالمائة في التجارة عبر البحار.
وللحديث عن هذا المحور، كان لنا حديث مع رجل الأعمال ساري حسن، الذي أشار إلى الضربات المتتالية التي تتلقاها كل حركة التجارة عبر البحار، من التهديد الحوثي للملاحة، والقرار التركي الأخير بوقف التجارة مع إسرائيل. وقال حسن إنّ البدائل المطروحة، في حالة استيراد البضائع من آسيا، مثل الإبحار حول القارة الأفريقية أو جلب البضائع إلى الموانئ الخليجية ونقلها من هناك عبر البر، للتغلب على العقبات المذكورة، ترفع مصاريف إدخال البضائع إلى البلاد بشكل كبير، وبالتالي ترفع أسعار هذه البضائع للمستهلكين.
وأشار إلى عزوف الكثير من الشركات عن الوصول إلى موانئ البلاد، إن كان بسبب الخطر الكبير في الدخول إلى البحر الأحمر، أو بسبب الأوضاع السياسية وأنواع المقاطعة التجارية لإسرائيل من كثير من الدول، الأمر الذي يؤثر على الأسواق المحلية، مهما كان لدينا فوائض من المنتجات.
وحول البدائل المطروحة للنقل البحري، مثل النقل الجوي، قال حسن إنّ الكميات وأنواع البضائع المنقولة جوًّا هي محدودة، وأسعار النقل الجوي أعلى من أسعار النقل البحري بشكل نسبي. وأضاف حسن أنّ المشكلة الحالية تختلف عن مشكلة التجارة في فترة الكورونا، أنّها مشكلة محلية تخص دولة إسرائيل فقط، وليست مشكلة عالمية كما كانت في فترة الكورونا. وأشار إلى عدم تعاون الحكومة مع المستوردين والمصدرين في العمل على الحد من تأثيرات الأزمة الحالية في التجارة.
أما بخصوص الأزمة الحالية مع تركيا، قال حسن إنّ السوق الإسرائيلي يعتمد تقريبا بشكل كلي على البضائع المستوردة من تركيا، لعدة أسباب أهمها القرب الجغرافي وجودة البضائع، مشيرًا إلى التأثيرات الكبيرة لهذه القطيعة مع تركيا على الاقتصاد المحلي.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.