الحب والزواج

يُعتبَر الحبّ من العواطف البشرية العميقة، وهي من المشاعر التي لا يمكن السيطرة عليها، غير أنّ الكثير من الناس يأمنون بالحب من النظرة الأولى.


الحب يلعب دوراً كبيراً في حياة الجميع، وذلك لأنه من العلاقات العاطفية الراقية والرومانسية، كما أنه معيار يعتمد عليه كثير من الناس في قرار اختيار شريك الحياة، ويصعب علينا وصف الحب بشكل فعلي، لأنه شعور اتجاه العديد من الناس مثل الأهل، والأصدقاء، والجيران، ومن الممكن أن يكون الحب سيء ومضلل، وخصوصاً إن كان بشكل غير معقول.


الزواج بمثابة اتحاد رسمي وعقد قانوني بين شخصين من أجل توطين حياتهما معاً في العديد من المناح : العاطفية والاقتصادية.


يستند الزواج إلى العديد من العوامل الدينية، والثقافية، والشخصية؛ إذ إنّ الزوجين لديهما التزامات قانونية تستمرمعهما طوال الحياة، ومنها أيضا شرعية العلاقات الجنسية داخل إطار الزواج؛ مما يسهم في الحفاظ على الأخلاق.


ما الفرق بين الحب والزواج؟


هناك فرق ما بين الحب والزواج و هما:


الحبّ يطغى عليه طابع الرومانسية وعدم الواقعية بشكلٍ كافٍ، فإنّه يرتكّز على الأحلام الوردية؛ وذلك لأنّ المتحابان يعيشون في وقتهم الخاص الذي لا يحتوي على أي مشاكل حقيقية، لذلك يبدو الحب جميلاً وهو في الواقع غير ذلك.


الزواج يغلب عليه طابع الواقعية مع وجود بعض الرومانسية، و هو حياة مستمرة قد يتخلّلها الضجر، ولذلك وجب علينا مقاومته والعمل على التخلُّص منه، وفي حال وجود مشكلات؛ فيجب على المرء أن يتعامل معها بشكل إيجابي من أجل أن تسير الحياة بشكل طبيعي وبسلام.


(المقصود بالرومانسية: هي حالة عاطفية تُسيطرعلى أفعال المرء، وليست المشاعر المُفرِطَة).


( المقصود بالواقعية: الوسطية وعدم التطرُّف مع الاعتراف بوجود مشاكل بالحياة، مع القيام بالتصدي لها بموضوعية).


هل يقتل الزواج الحب؟


إنّ الحب لا يزول بعد الزواج بل قد يزيده عمقاً وتأصّلاً، وكلّ ما في الأمر أنّ الحبّ لا يعود بحاجة للتعبير عنه بالطريقة ذاتها التي كان يعبّر عنها سابقاً؛ فالزواج يؤكد وجود الحبّ ويحافظ عليه، إلّا أنّ هناك بعض النّاس الذين لا يُشعرون به، وهم بحاجة دائمة لأن يشعروا بهذا الحب من خلال تعبير الطرف الآخر بحبه لهم.


تصبح عبارات الحبّ بعد الزواج دون قيمة أو فائدة إنّما هي المواقف والأفعال التي تُثبته وتعبّر عنه بالطريقة الصادقة والصحيحة، كما أنّ محاولات تحقيق المزيد من الاتفاق والتفاهم والانسجام والرغبة المشتركة في إنجاب طفل وتحقيق الأحلام المشتركة هي جميعها من أشكال الحبّ، إلّا أنّ هذه الأمور كلها لا تحول دون شعور المرأة العادية بعدم السعادة، نتيجة عدم تعبير زوجها عن حبّه بالشكل الذي ترغبه هي خصوصا ما قبل الزواج، أمّا المرأة الذكية في تستطيع إنجاح زواجها و إسعاد نفسها.


الهدف من الزواج


1.امتثال العبد لأمر الله تعالى، وتحقيق سنّة رسوله الكريم عليه الصّلاة والسّلام.

2.التّرويح عن النّفس وإيناسها بالحلال، ويحصل ذلك بالزّواج؛ حيث يجد كلا الزّوجين المُؤانسة والمُجالسة والنَّظر المُباح.

3.إعفاف المرء وزوجته من الوقوع فيما حرّم الله -سبحانه وتعالى- عليهما؛ فهو أفضل وسيلة لإرواء الغريزة الجنسيّة.

4.حِفظ النّوع الإنسانيّ من الانقِراض والزّوال؛ وذلك بالإنجاب و استمرارية النسل.

5.الأُلفة والمحبّة بين الناس؛ فالزّواج يجمع بين العائلات المختلفة، و يحقق بينهم التعاون و التكافل.

6.السَّكينة والطّمأنينة لكلا الزّوجَين؛ فكلّ زوجٍ هو راحة للآخر، يجد عنده السّلام.

7.تقي المجتمع و الأفراد من الوقوع في الفواحش؛ فالزّواج حفظٌ للفرد.

8.إشباع غريزة الأُبُوّة والأمومة التي يتمنّاها الكثيرون؛ عن طريق الإنجاب. .

نصائح للمحافظة على الحب بعد الزواج

التفكير الإيجابيّ: يعني الاقتناع الداخليّ أنّ شريك الحياة يستحق الحبّ والاحترام والتقدير، والقيام بالسلوكيات تجاهه بناءً على هذا المبدأ، وليس على مبدأ الإرغام أو الإجبار.

الصدق والوضوح: لا تعني هاتان الصفتان إبراز العيوب بشكل ساخر إنّما إظهار نقاط الضعف بشكل حذر من شأنه تقريب الشريك أكثر لا إبعاده.

الابتعاد عن المقارنة: إنّ كلّ تجربة لها ظروفها الخاصّة وملابساتها المختلفة التي يمكن بأي حال قياسها على تجربة أخرى، عدا عن وجود الأسرار في العلاقات والتي تمنعنا من الاطلاع على العلاقة بشكل واضح وكامل يُتيح لنا المقارنة.

معرفة الحقوق والواجبات: حيث يعرف كلّ شريك ما احتياجاته وحقوقه وما هي واجباته تجاه الطرف الآخر

قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.