التعامل مع الأطفال ان التعامل مع الأطفال قد يبدو امرا سهلا بسيطا لا يحتاج للكثير من التعب والجهد ولا يلزم التعرف على أسسه وطرقه المختلفة؛ فهو أمر فطري ينشا مع مشاعر الأمومة والأبوة، وأي شخص بإمكانه التعامل مع الأطفال وتوجيههم والتحكم في تصرفاتهم؛ ولكن هذا غير صحيح، فمع التطور التكنولوجي وتقدم الحياة بالشكل السريع الذي اصبحنا نعيشه منذ أواخر القرن الماضي، اصبح التعامل مع الأطفال وتربيتهم أمرًا غاية في الصعوبة، فقد اصبح الأطفال اكثر اطلاعا من الكبار على كل شيء.


ولذلك ينظر كثير من الأطفال الى ان أوامر اهلهم وطلباتهم متأخرة ورجعية بالنسبة الى زمنهم، وكثيرًا من الأبحاث والدراسات التي أجريت في الفترة الأخيرة أثبتت أن طرق التعامل الخاطئة مع الأطفال تكون السبب الرئيس في تدمير حياتهم على المدى البعيد عند كبرهم، وسواء كانت طرق التعامل المخطئة تلك بالتدليل الزائد أو القسوة الزائدة، فطرق تعامل الأهل مع أطفالهم تؤثر تأثيرًا مباشرًا في حياتهم؛ ولكن ليس ما يناسب طفلًا ما يناسب غيرَه من الأطفال. فكما أن البالغين لا يتشابهون في ميولهم ورغباتهم وطباعهم التي نتعامل معهم على أساسها، كذلك الأطفال يختلفون فيما بينهم، وتختلف الدوافع التي تجعلهم يتصرفون بطريقة سيئة؛ لهذا لابد ان نعرف الدوافع المختلفة لنستطيع تحديد أيها يمر به الطفل لنتمكن من تقويمه والتعامل معه بأفضل طريقة.


دوافع الطفل لإساءة التصرف

قد يتصرف الطفل بطريقة سيئة ويقوم بأفعال مع علمه أنها مخطئة؛ ولكنه يفعل ذلك للفت انتباه الاخرين، فقد يكون الأب والأم مشغولين ولا يقضيان الوقت اللازم مع الطفل؛ فيلجأ إلى مثل تلك التصرفات للحصول على انتباههم، فعادة الأهل لا يلتفتون إلى التصرفات والأفعال الجيدة ويعدونها أمراً طبيعياً لا يستحق الانتباه؛ فتكون هذه التصرفات هي الطريقة الوحيدة للفت الانتباه.

ربما يرغب الطفل في تقليد الكبار والاعتماد على نفسه في أموره الخاصة، وقد يخفق في ذلك بسبب سنه الصغير، مما قد يسبب في تخريب بعض الأمور، قد يعد الأهل ذلك إساءة سلوك وتصرفات غير مقبولة؛ ولكنها فقط محاولة من طفلهم للنضوج وعليهم أن يساعدوه لا أن يحبطوا محاولاته مما قد يصيبه بفقدان الثقة في نفسه أو يجعله طفلًا عنيدًا لا يخضع لأحد.

قد يصدر الأطفال بعض تصرفات مخطئة دون علم، قد لا يعلم أن الذي قام به تصرفًا مخطئًا، وقد يقوم بذلك بحسن نية لذلك يجب على الأهل أن يوضحوا للطفل التصرف المخطئ من التصرف الصحيح، وأيضًا عليهم أن يوضحوا لما يعد ذلك التصرف تصرفًا سيئاً، فلم يعد من المقبول أن يلقي الأهل الأوامر على أطفالهم دون مبرر أو تفسير، كما أنه ليس أمرًا صحيًا أيضًا، فيجب اشباع فضول الأطفال في معرفة الأسباب في القيام بفعل معين او عدم القيام بفعل اخر


طرق التعامل مع الأطفال عند إساءة التصرف

ان من اهم ما يجب ان يعلمه الاهل ليتمكنوا من توجيه أطفالهم بشكل يتقبله أولادهم الا يركزوا على التصرفات السيئة فقط بل يجب مدحه على تصرفاته الجيدة قبل لومه على التصرفات السيئة ويجب التأكيد دوما اننا لا نكره الطفل ولكن نكه التصرف السيء وان لومنا له لا يعني الكره وان حبنا له لا يؤثر عليه أي تصرف وان حبنا له هو ما يجعلنا نحثه على الأفعال الحسنة.

إذا أراد الطفل القيام بأموره باستقلالية علينا ان نعطيه المساحة لذلك ما دام الأمر لا يؤدي إلى إيذاء أحد، وترك بعض الخيارات متاحة أمامه حتى وإن أخطا في اختياراته، فهو سيتعلم من اخطائه تلك.

وإذا أخطا الطفل يجب أن يتحمل نتيجة أفعاله، من غير عقاب أو صراخ أو سباب وإنما ارشاده بهدوء عن كيفية تحمل مسؤولية أفعاله، كأن يسكب الطعام أو الشراب على الأرض فيطلب منه تنظيف ما سببه ويعلمه الأهل كيف يقوم بذلك بابتسامة دون توجيه اللوم وإخباره أنهم يعلمون أنه لم يكن يقصد ذلك، حتى لو هم متأكدون أنه كان يقصد، فافتراض حسن النية وأنه طفل جيد لا يسيء التصرف؛ بهذا سيشعر بالخجل من فعله ولن يكرره مرة اخرى؛ عندها سينكشف أنه يقوم بذلك عن قصد، وسيفقد تقدير ابويه له وصورته الجيدة لديهم.

اما اذا كان الطفل يستخدم البكاء أو الصراخ للحصول على ما يريد، فعلى الأهل تجاهله تمامًا عندما يقوم بذلك وعدم تنفيذ مطالبه للتخلص من زنه أو الحصول على الراحة من صداع الرأس جراء بكائه وصراخه، أو لمنع الإحراج أمام الناس، فالطفل ليس غبيًا؛ انما هو ربما اكثر ذكاء من البالغين، ويعرف جيدا انها نقطة ضعفك؛ لذلك إذا وافقته مرة فانه سيستمر بالتصرف بنفس الطريقة مرات ومرات ليحصل على ما يريد؛ ولكن إذا تجاهلته سيتوقف عن التصرف بتلك الطريقة، وعليك أن تخبره أنه إذا استمر بالبكاء أو الصراخ فإنه لا يمكنك فهمه أو الاستماع إليه عندما يصرخ أو يبكي وأنه إذا كان يريد شيئاً فيجب أن يطلبه بهدوء وأدب عندها تستطيع ان تفهمه وتناقشه فيها.


مسؤولية تربية الأطفال

لاشك ان تربية الأطفال مهمة صعبة جدا ؛ ولكنها تستحق بذل الجهد لأجل معرفة أساليب المناسبة للتعامل مع الأطفال، وما ذكرناه ما هو إلا نقطة في بحر من علوم التربية، وعلى كل زوجين قبل أن يقررا الإنجاب أن يطلعا ولو على قدر يسير من تلك العلوم، فالإنجاب ليس فقط فرحة أن يكون الشخص أماً أو أباً؛ انما هي مسؤولية كبيرة تتجاوز فكرة توفير المتطلبات المادية، فهذه قد تكون آخر الأمور المؤثرة في تربية الطفل؛ ولعل اكثر ما يؤثر في تكوين الطفل وشخصيته هو طرق التعامل معه واحترام عقليته ومراعاة المرحلة العمرية التي يمر بها والاهتمام به وباحتياجاته النفسية.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.