فن وترفيه

لندن تجمع "الجهاد" بالموسيقى في كوميديا سوداء

من شارع فرعي في ساحة بيكاديللي الصاخبة، تصدمك لافتة بعنوان "جهاد، ذا ميوزيكال"، منصوبة اعلى باب متواضع صغير، لـ"مسرح جيرمن".إنها مسرحية موسيقية يأمل منتجها جايمس سيبرايت ان يصل صدى عرضها الى اكبرشريحة ممكنة من الجمهور اللندني.70 مقعداً حجم كراسي صالة، اجتاحها الحضور. صمَت الجميع وتكلم البروجكتور، انطفأت الأضواء واقفل باب المسرح، لتنطلق تجربة مختلفة بكل المقاييس، في مدينة يتهم الجهاد فيها بأنه محلي الصنع بعدما كان مستورداً.وسبق ان عرض هذا العمل المثير للجدل عام 2007 في ادنبره فرينج، لكن انتقال "الجهاد الموسيقي" الى لندن تطلب تجديدا للنسخة السابقة.كتبت نص المسرحية الغنائية هذه زوي سامويل، فيما عاونها على تأليف كلمات الأغاني بنجامن شوير، الذي الّف ايضاً موسيقاها، فيما حمل الاخراج هذه المرة توقيع غوردون غرينبرغ."أن نتمكن من ان نضحك على اشياء مخيفة وتضع حياتنا في خطر هو مصدر راحة وتسلية كبيرين". بهذه العبارة وصف منتج "الجهاد، ذا ميوزيكال جايمس سيبرايت" السبب في الجمع بين نقيضين: التطرف الاسلامي والموسيقى اللاهية في مسرحية موسيقية للكوميديا السوداء.كما اشار سيبرايت إلى أن " ما يحاول العرض فعله هو تنقية موضوع مخيف ومقلق".كيف لا والمشهد المسرحي اللندني يتغيّر يوماً بعد آخر، فيما ملامح المدينة ثابتة، وتقاليد المشاهدة، والحياة الاجتماعيّة والثقافيّة. لتزحف إليها حشود تبحث عن فسحة من اللهو والترفيه.وصلة غنائية امتدّت نحو ساعة ونصف الساعة أضحكت الحضور بباقة من الأغاني، فكانت اغاني كـ" محور الحرية" و"صنع قنبلة اليوم"، "اريد ان اصبح كما أسامة"، "رائع"، "فرنسا الرائعة"، و"ماري المرعبة".حياة ارهابييروي العمل حياة "ارهابي عرَضاً" بأكثر من مفارقة، فسعيد صديقي بائع الزهور في احد شوارع جلال آباد لم يخطط يوماً لأن يكون عضوا في خلية نائمة. لكن لقاءه صحفية تبحث عن مادة تلفزيونية وان كلفها الأمر اختلاقها، وسفر اخته شازيا للدراسة في فرنسا، فتحا أمامه فرصة نادرة للسفر الى الغرب.وهناك يلتقي السعودية نور، تغويه وتعرفه الى رب عملها حسين، ليجد نفسه من حيث لا يدري عضوا في خلية ارهابية، تضم الشيشاني فلاد، والافريقي بلال."الناس تولد خائفة من المسلمين" هكذا تقول الصحفية ماري لتبرير اختلاقها ارهابياً، فيما يقدم العرض صورة نمطية للارهابيين العربيين: نور، المراة المنقبة بمنتجات "برادا" و"غوتشي" التي توقع الفتى في حبها وتجنده في خلية معلمها حسين الطامح الى شهرة.مسرح جيرمن حيث عرضت المسرحيةسخرية من وقوع سعيد الذي "يريد الذهاب حيث تنمو الزهور"- وفقا لاغنية يرددها في اكثر من مشهد- في غرام امراة لا يرى وجهها، ويتغزل بالحوَل في عينيها.ويعلل بنجامن شوير، النفحة الرومانسية في العرض بكونه "عملاً فنياً يميز بين عالم الموسيقى والعالم الواقعي، في مخيلتنا نامل ونعلم ان الامور لا تنتهي ايجابية".لقاء الارهاب والرومانسيةويرى شوير أن لا شيء يحول دون الجمع بين الارهاب الكريه والرومانسية المحببة. يقول: "اظن انهما يلتقيان فالقصة هي الصراع للعثور على ما يريد المرء ان يفعل في الواقع اذا وجد بين قوتين شريرتين: أولهما صحفية تريد قصة وان كان عبر اختلاقها، وثانيهما ارهابي يريد الشهرة، وكلاهما يسعى لاستغلال الفتى لتحقيق مأربه الخاص. وفي نهاية نضاله، يكون خروج سعيد وفعل ما عليه فعله. وهو بيع الزهور".الجدير ذكره أن شوير لم يتعد ربيعه السابع والعشرين، لكنه على رغم ذلك نجح في صنع اسم وصل صداه الى نيويورك وشيكاغو.وعن الجمهور الذي يستهدفه العرض يقول: "ما زال العرض في بدايته، ومن يشتري البطاقات ليس من نحدده. انه موجه لجمهور منوع".ويعزف العرض على الوتر الحساس، باستهزائه من الاجراءات الامنية في المطارات. وهو مشهد يتلاءم كثيرا مع الوضع الراهن، وبه تتردد اغنية "نحن نحمي الحرية... نحن محور الحرية... قد لا يعجبك الحال... لكننا نستخدم مال الضرائب التي تدفعها لنحمي محور الحرية".بحسب سيبرايت، فإن زوي سامويل وبنجامين شوير يسعيان من خلال نص "الجهاد" للسخرية من الاحكام المسبقة والخوف والتهليل الاعلامي بالحرب على الارهاب.وسامويل معروفة بهذا النوع من الاعمال،وهي شاركت في كتابة وانتاج فيلم مقبل بعنوان سبلباوند. وتعمل على مسرحية ستعرض في نيويورك في شباط (فبراير) المقبل، بعنوان "ذا كوميدي اوف مانورز".اما شوير، فنيويورك تناديه، حيث ادرجت أوبرا "ذا نايتغايل اند روز" ضمن برنامج اوبرا ميتروبوليس لربيع 2010 في نيويورك. وسبق أن عرضت في "اي- بيم" في بروكلين عام 2009.أما مخرج المسرحية، غوردون غرينبرغ، فينكب حالياً على مسرحية بعنوان "عندما تأمل" يخرجها ويشارك في كتابة السيناريو.من اعماله ايضاً مسرحية موسيقية جديدة لديزني، "باند غيكس" (فرقة غريبي الاطوار)، ضمن اعمال اخرى في سان دييغو وشيكاغو.

جهاد، ذا ميوزيكالمن شارع فرعي في ساحة بيكاديللي الصاخبة، تصدمك لافتة بعنوان "جهاد، ذا ميوزيكال"، منصوبة اعلى باب متواضع صغير، لـ"مسرح جيرمن".

إنها مسرحية موسيقية يأمل منتجها جايمس سيبرايت ان يصل صدى عرضها الى اكبرشريحة ممكنة من الجمهور اللندني.

 

70 مقعداً حجم كراسي صالة، اجتاحها الحضور. صمَت الجميع وتكلم البروجكتور، انطفأت الأضواء واقفل باب المسرح، لتنطلق تجربة مختلفة بكل المقاييس، في مدينة يتهم الجهاد فيها بأنه محلي الصنع بعدما كان مستورداً.

وسبق ان عرض هذا العمل المثير للجدل عام 2007 في ادنبره فرينج، لكن انتقال "الجهاد الموسيقي" الى لندن تطلب تجديدا للنسخة السابقة.

كتبت نص المسرحية الغنائية هذه زوي سامويل، فيما عاونها على تأليف كلمات الأغاني بنجامن شوير، الذي الّف ايضاً موسيقاها، فيما حمل الاخراج هذه المرة توقيع غوردون غرينبرغ.

"أن نتمكن من ان نضحك على اشياء مخيفة وتضع حياتنا في خطر هو مصدر راحة وتسلية كبيرين". بهذه العبارة وصف منتج "الجهاد، ذا ميوزيكال جايمس سيبرايت"السبب في الجمع بين نقيضين: التطرف الاسلامي والموسيقى اللاهية في مسرحية موسيقية للكوميديا السوداء.

كما اشار سيبرايت إلى أن " ما يحاول العرض فعله هو تنقية موضوع مخيف ومقلق".

كيف لا والمشهد المسرحي اللندني يتغيّر يوماً بعد آخر، فيما ملامح المدينة ثابتة، وتقاليد المشاهدة، والحياة الاجتماعيّة والثقافيّة. لتزحف إليها حشود تبحث عن فسحة من اللهو والترفيه.

وصلة غنائية امتدّت نحو ساعة ونصف الساعة أضحكت الحضور بباقة من الأغاني، فكانت اغاني كـ" محور الحرية" و"صنع قنبلة اليوم"، "اريد ان اصبح كما أسامة"، "رائع"، "فرنسا الرائعة"، و"ماري المرعبة".

حياة ارهابي

يروي العمل حياة "ارهابي عرَضاً" بأكثر من مفارقة، فسعيد صديقي بائع الزهور في احد شوارع جلال آباد لم يخطط يوماً لأن يكون عضوا في خلية نائمة. لكن لقاءه صحفية تبحث عن مادة تلفزيونية وان كلفها الأمر اختلاقها، وسفر اخته شازيا للدراسة في فرنسا، فتحا أمامه فرصة نادرة للسفر الى الغرب.

وهناك يلتقي السعودية نور، تغويه وتعرفه الى رب عملها حسين، ليجد نفسه من حيث لا يدري عضوا في خلية ارهابية، تضم الشيشاني فلاد، والافريقي بلال.

"الناس تولد خائفة من المسلمين" هكذا تقول الصحفية ماري لتبرير اختلاقها ارهابياً، فيما يقدم العرض صورة نمطية للارهابيين العربيين: نور، المراة المنقبة بمنتجات "برادا" و"غوتشي" التي توقع الفتى في حبها وتجنده في خلية معلمها حسين الطامح الى شهرة.

المسرح

مسرح جيرمن حيث عرضت المسرحية

سخرية من وقوع سعيد الذي "يريد الذهاب حيث تنمو الزهور"- وفقا لاغنية يرددها في اكثر من مشهد- في غرام امراة لا يرى وجهها، ويتغزل بالحوَل في عينيها.

ويعلل بنجامن شوير، النفحة الرومانسية في العرض بكونه "عملاً فنياً يميز بين عالم الموسيقى والعالم الواقعي، في مخيلتنا نامل ونعلم ان الامور لا تنتهي ايجابية".

لقاء الارهاب والرومانسية

ويرى شوير أن لا شيء يحول دون الجمع بين الارهاب الكريه والرومانسية المحببة. يقول: "اظن انهما يلتقيان فالقصة هي الصراع للعثور على ما يريد المرء ان يفعل في الواقع اذا وجد بين قوتين شريرتين: أولهما صحفية تريد قصة وان كان عبر اختلاقها، وثانيهما ارهابي يريد الشهرة، وكلاهما يسعى لاستغلال الفتى لتحقيق مأربه الخاص. وفي نهاية نضاله، يكون خروج سعيد وفعل ما عليه فعله. وهو بيع الزهور".

الجدير ذكره أن شوير لم يتعد ربيعه السابع والعشرين، لكنه على رغم ذلك نجح في صنع اسم وصل صداه الى نيويورك وشيكاغو.

وعن الجمهور الذي يستهدفه العرض يقول: "ما زال العرض في بدايته، ومن يشتري البطاقات ليس من نحدده. انه موجه لجمهور منوع".

ويعزف العرض على الوتر الحساس، باستهزائه من الاجراءات الامنية في المطارات. وهو مشهد يتلاءم كثيرا مع الوضع الراهن، وبه تتردد اغنية "نحن نحمي الحرية... نحن محور الحرية... قد لا يعجبك الحال... لكننا نستخدم مال الضرائب التي تدفعها لنحمي محور الحرية".

بحسب سيبرايت، فإن زوي سامويل وبنجامين شوير يسعيان من خلال نص "الجهاد" للسخرية من الاحكام المسبقة والخوف والتهليل الاعلامي بالحرب على الارهاب.

وسامويل معروفة بهذا النوع من الاعمال،وهي شاركت في كتابة وانتاج فيلم مقبل بعنوان سبلباوند. وتعمل على مسرحية ستعرض في نيويورك في شباط (فبراير) المقبل، بعنوان "ذا كوميدي اوف مانورز".

اما شوير، فنيويورك تناديه، حيث ادرجت أوبرا "ذا نايتغايل اند روز" ضمن برنامج اوبرا ميتروبوليس لربيع 2010 في نيويورك. وسبق أن عرضت في "اي- بيم" في بروكلين عام 2009.

أما مخرج المسرحية، غوردون غرينبرغ، فينكب حالياً على مسرحية بعنوان "عندما تأمل" يخرجها ويشارك في كتابة السيناريو.

من اعماله ايضاً مسرحية موسيقية جديدة لديزني، "باند غيكس" (فرقة غريبي الاطوار)، ضمن اعمال اخرى في سان دييغو وشيكاغو.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.