محليات

بيان ’بطيرم‘ و معطيات خطيرة عن اسباب موت اطفال العرب في البلاد

اصدرت مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد في البلاد تقريرها الإجمالي بما يتعلق بالإصابات غير المتعمدة لأطفال المجتمع العربي وذلك خلال السنوات الخمس الأخيرة ،

والذي يتضمن معطيات ومعلومات حول الاصابات ونسبة الوفيات من خلال مسح شامل لعوامل الإصابة وانواعها، اماكن حدوثها والفئات العمرية الاكثر عرضة للإصابة مع التطرق للمتغيرات الجغرافية والمنطقية في مختلف انحاء البلاد ومقارنة لهذه المعطيات ما بين المجتمعين اليهودي والعربي على حد سواء.
ويعتبر التقرير الحالي هو الرابع الذي تصدره مؤسسة "بطيرم" حيث كان التقرير الاخير قد صدر عام 2012  ، مع العلم انه ومنذ ذلك الحين قامت "بطيرم" وشركاؤها بتكثيف ومضاعفة الجهود في المجتمع العربي من خلال بناء وتحديد خطط عمل تتضمن نشاطات وفعاليات مختلفة مع التشديد على الشرائح السكانية الاكثر عرضة للإصابة بما في ذلك شريحة السكان البدو في منطقة النقب وذلك من خلال إطلاق مشروع خاص لتقليص حوادث الإصابات هناك وذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة.    
وكانت الحكومة قد صادقت عام 2012 على الخطة الوطنية لسلامة الأطفال والتي ترتكز على فحص العوامل والاليات الكفيلة بتقليل اصابات الاطفال في المجتمع العربي حيث اشتملت مراحل التخطيط على وضع اهداف لخفض نسبة وفيات الأطفال العرب بحوالي 30% حتى عام 2020 من جيل صفر حتى جيل 17 عام. 
ويشدد التقرير على " اعتبار الاصابات غير المتعمدة احدى الاسباب الرئيسية لوفيات الاطفال من جيل صفر حتى 18 عاما بكونها مسؤولة عن 24.1 % من وفيات الاطفال ما بين جيل 1 – 17 عاما وكونها مسؤولة عن 9.9 % من حالات الوفاة للأطفال ما بين 0 - 17 عاما ".

ويشير التقرير الى " انه ما بين السنوات 2011 – 2013 لقي حوالي 55 طفلا بالمعدل حتفهم نتيجة لتعرضهم للإصابة غير المتعمدة مقارنة مع 36 حالة وفاة بالمعدل لأطفال من المجتمع اليهودي . كما ان نسبة وفيات الاطفال العرب خلال السنوات الثلاث الاخيرة وصلت الى 60% في حين ان نسبة الاطفال العرب الاجمالية في البلاد تبلغ 26% فقط من عدد الأطفال الإجمالي في البلاد". كما ويشير التقرير الى " ان متوسط معدل وفيات الاطفال العرب الذين تتراوح اعمارهم بين 0 – 17 عاما في السنوات الثلاث الاخيرة (2013-2015) هو 7.9 لكل مئة الف طفل فيما يبلغ معدل وفيات الاطفال اليهود 1.9 لكل مئة الف طفل ، بحيث ان احتمال موت طفل عربي جراء الاصابة غير المتعمدة اكبر بـ 4.2 من احتمال موت طفل يهودي، وفي مسح اخر للشريحة العمرية للأطفال ما بين 1 – 4 سنوات تشير المعطيات ان احتمال موت طفل عربي نتيجة الاصابة غير المتعمدة أكبر بـ 6.2 مرة من طفل يهودي". 

وفي سياق متصل ، اشارت معطيات المركز القطري لرصد الصدمات للأعوام (2010-2012) " ان نسبة الأطفال العرب تشكل حوالي 54% من الاصابات المستعصية وما يقارب 49% من المصابين بجروح خطيرة وصعبة ونحو 41% من المصابين بإصابات متوسطة و 38% من المصابين بإصابات خفيفة. أي أن نسبة الأطفال العرب من مجمل الاطفال الذين يمكثون في مراكز علاج الصدمات اكبر بكثير من نسبتهم العامة في البلاد ضمن شريحة الاطفال والشباب والتي تبلغ 26%. اضف الى ذلك فان اصابات الاطفال العرب تميل ان تكون اكثر حدة وصعوبة لذا فان الخطر النسبي لطفل عربي للتعرض للإصابة والمكوث في المستشفى لتلقي العلاج جراء ذلك تعتبر اكبر بـ 1.7 مرة من طفل يهودي وان الخطر النسبي لاحتمال اصابة طفل عربي ما بين جيل 1 – 7 اكبر بـ 2.2 من طفل يهودي من نفس الشريحة العمرية المذكورة ". 

  
ويستدل من المعطيات " أن أحد أسباب الوفيات الرئيسية للأطفال العرب جراء حوادث غير متعمدة هي حوادث الطرق والتي تشكل نسبة 60% من مجمل الاصابات غير المتعمدة وبالتحديد الأطفال المسافرين داخل مركبة بنسبة 32.7%  او تعرضهم لحادث دهس كمشاة بنسبة 23% ". كما تشير المعطيات الى " ان معدل حوادث الطرق التي أسفرت عن وفاة أطفال في المجتمع العربي أكبر بـ 5.2 مرات مقارنة مع معدل وفيات الأطفال اليهود. وأما في فئة الحوادث المنزلية وأوقات الفراغ فبرزت إصابات الغرق بنسبة (10.3%) والاختناق بنسبة (8.5%) من الحالات" .
كما رصدت "بطيرم" ، " ان نسبة حالات السقوط لأطفال عرب والتي سببت لهم اصابات متعددة اضطرتهم المكوث في المستشفى لتلقي العلاج تبلغ 46.9 % من مجمل الحالات، أكثر من نصف هذه الحالات كانت لسقوط اطفال من علو واماكن مرتفعة. كما وان حوادث السير تعتبر السبب الاكثر انتشارا لإصابات اطفال اضطرتهم المكوث في مراكز العلاج جراء ذلك بنسبة 22.8% من مجمل الحالات حيث ان منها 9.2 % اصابات لأطفال كمشاة و 7.7 % اصابات لأطفال كراكبي دراجات".
 
وعن الفئات العمرية الاكثر عرضة للوفاة جراء الاصابة غير المتعمدة " فان شريحة الاطفال ما بين 0 – 4 سنوات هي الاكثر احتمالا للوفاة بنسبة 50% من مجمل نسبة الوفيات وهي مسؤولة عن نسبة 37% من حالات المكوث في المستشفى للأطفال العرب نتيجة الإصابة. وتعتبر حوادث الطرق كمشاة، الاختناق والغرق هي المسببات الرئيسية لوفيات الأطفال من هذه الفئة. وضمن الفئة العمرية ما بين 1 – 4 سنوات فان احتمال التعرض للموت لطفل عربي جراء اصابته بحادث طرق كمشاة، والتي غالبا ما تكون هذه الحوادث حالات دهس الى الوراء في فناء المنزل، هذا الاحتمال يعد  اعلى بـ 12 مرة منه لدى الطفل اليهودي من نفس الفئة العمرية .
وعلى صعيد اصابات غير متعمدة وقعت في الاطر المختلفة للأطفال العرب خلال السنوات 2011 – 2015 فقد تم رصد نسبة 36% من مجمل حالات الوفاة جراء الاصابة في المنزل او في الساحة في حين ان نسبة الاصابة عينها تنخفض مع التقدم في السن.  فاذا كنا نتحدث عن نسبة 62% من مجمل الوفيات للفئة العمرية من 0 – 4 فان هذه النسبة تنخفض الى 25% لفئة العمر ما بين 5 – 14 عام  و6 % من جيل 15 – 17 عاما. في حين ان نسبة حالات الوفاة جراء الاصابة في حوادث الطرق ترتفع مع التقدم بالسن لدى ابناء المجتمع العربي 16% ما بين 0 – 4 و 40% للفئة ما بين 5 – 14 عاما و 62% للذين تتراوح اعمارهم ما بين 15 – 17 عاما. اما عن الاطار الاكثر تميزا لدى الاطفال العرب مقارنة مع الاطفال اليهود من حيث التعرض للوفاة جراء الاصابة فهو حوادث الطرق اذ ان احتمال وفاة طفل عربي بها اعلى بـ 3.4 مرة منه لدى طفل يهودي. وفي اطار المنزل فان احتمال وفاة طفل عربي اعلى بـ 2.8 مرة مقارنة مع طفل يهودي ". 

واضاف التقرير : " سجلت اعلى معدلات وفيات للأطفال العرب في السنوات الخمس الماضية (2012-2015) في منطقة الجنوب بما يعادل 16.5 حالة لكل 100 الف طفل مقارنة بمنطقة تل ابيب على سبيل المثال والتي سجلت 3.1 حالة وفاة لكل 100 الف طفل. وعليه فان احتمال موت طفل عربي من منطقة الجنوب اعلى بـ 2.8 منه لدى طفل عربي من منطقة المركز واعلى بـ 2.5 مرة من طفل عربي يسكن في شمال البلاد . كما ويستدل ايضا ان المنزل يعتبر المكان الاكثر حدوثا للإصابات بين اطفال منطقة الجنوب اذ ان احتمال موت طفل عربي من منطقة الجنوب جراء تعرضه للإصابة في المنزل اعلى تقريبا بـ 4 مرات من طفل عربي من مناطق اخرى في البلاد".

وقال بيان بطيرم : " من هنا وعلى ضوء المعطيات المذكورة تدعم مؤسسة "بطيرم" وتقوم بتطبيق وتفعيل برامج عمل في مجالات عدة اهمها  تنمية قيادة شبابية بدوية  في النقب تعنى بالتوعية والارشاد في موضوع امان وسلامة الاطفال ، زيارات منزلية لمرافقة الأهل للوصول الى منزل آمن للأطفال وذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة، إضافة لتنمية قيادة نسائية عربية بموضوع سلامة وأمان الأطفال ودعم وتعزيز برامج تعليمية في رياض الاطفال والمؤسسات التربوية والتعليمية لمنع وتفادي حالات الدهس الى الوراء وتطوير برامج وقاية تهدف لتغيير الانماط السلوكية ورفع مستوى الوعي ".
كما شددت "بطيرم"  على " وجوب دعوة الجهات الرسمية المختلفة في البلاد للعمل والتعاون المشترك اما من خلال السلطات المحلية والتي من شأنها العمل على تطوير وتحسين البنى التحتية في المجتمع العربي وفرض قوانين ونظم البناء الآمن وتطبيق قوانين تعنى بالمرافق العامة ومواقف المركبات الثقيلة والعمل من اجل اعلام موجه بموضوع سلامة وامان الاطفال وايضا تعاون مكثف للمؤسسات الصحية والاجتماعية من خلال تذويت موضوع سلامة الطفل وتمكين وتطوير قدرات مهنية لتعزيز سلامة الاطفال في المجتمع العربي وتوسيع هذا التعاون ليشمل اكبر عدد من المؤسسات المجتمعية العربية في البلاد" .

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.