مرة أخرى وفي غضون أيام قليلة ينزلق رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى هاوية تقديم التنازلات المجانية ل"إسرائيل"، فبعد اعتباره "يهودية دولة إسرائيل" شاناً إسرائيلياً لا دخل للفلسطينيين به، يهوي في طروحاته مجدداً إلى درجة التخلي عن المطالب التاريخية بفلسطين بإعلانه للتليفزيون الإسرائيلي: "أنا مستعد للإعلان عن انتهاء المطالب التاريخية وانتهاء الصراع في حال تم التوصل إلى تسوية سلمية". ما أدلى به محمود عباس واضح ولا يحتاج إلى تفسير "إنهاء الصراع والكف عن المطالب التاريخية بفلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني"، وهو تعبير عن انحدار سريع ومضطرد لطروحات السلطة الفلسطينية تؤكد على فقدان البوصلة والرؤية الاستراتيجية وإعلان صريح للهزيمة الكاملة أمام من كان العرب يعتبرونهم "عصابات يهودية أصبحت لها دولة"، بل هو إعلان عن هزيمة تاريخية للفلسطينيين والعرب والمسلمين بعد الهزيمة العسكرية في حربي 1948 و1967 مقابل انتصار مدوي للصهيونية وإيديولوجيتها ومشروعها الاستعماري الاستيطاني الإحلالي. تصريحات عباس وطروحاته تعتمد على سياسة "الصدمة والترويع" ومن ثم امتصاص الغضب وتفكيك الاحتقان وبعد ذلك تحويل ذلك إلى واقع يقبل به الرأي العام الفلسطيني والعربي على قاعدة "هذا هو الموجود، وليس بالإمكان أبدع مما كان" . إعلان عباس يعطي لليهود ما لم يعطهم إياه وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور صاحب الوعد الشهير، الذي أسس لنكبة ومأساة ومعاناة الفلسطينيين، فقد رفض بلفور أن يتضمن نص الوعد على عبارة "الوطن الطبيعي لليهود" في فلسطين إلا أنه أصر على أن يكون النص "الوطن القومي لليهود في فلسطين" ورفض أن يعتبر فلسطين وطناً طبيعياً "أي وطناً يهودياً خالصاً". رغم إلحاح الحركة الصهيونية بزعامة حاييم وايزمن على عبارة "وطن طبيعي لليهود". وعد عباس يعني التنازل عن المطالب التاريخية للفلسطينيين وهزيمة كاملة لفلسطين في الجغرافيا والتاريخ والحضارة وهزيمة للشعب الفلسطيني بشكل جماعي وهزيمة للفلسطيني كفرد وهزيمة للهوية الفلسطينية وهي مقدمة لإلغاء الفلسطيني مقابل انتصار الخرافات التوراتية والرواية اليهودية.. إنها انتصار كامل للصهيونية تكمل فيها ما تعتبره "حرب التحرير وإعادة بناء دولة إسرائيل اليهودية" وهي خطوة تعادل في أهميتها إنشاء " دولة إسرائيل" نفسها بالنسبة لليهود. إعلان عباس يقايض الحقوق الفلسطينية الثابتة والشرعية بمطالب نسبية قابلة للتفاوض مع "دولة"، أي استبدال الثابت بالنسبي "دولة مقابل كل الحقوق الفلسطينية في الحاضر والماضي والمستقبل"، وهو تتويج لنهج مستمر وثابت لدى عباس منذ عام 1974 أو ربما قبل ذلك. وتعبير عن عبث مستمر بمصير الشعب الفلسطيني وانعدام للرؤية وافتقار للاستراتيجية ونكوص عن حماية الحقوق الوطنية والتاريخية والحضارية للشعب الفلسطيني. وإذا كان فوكو ياما قد صك مفهوم "نهاية التاريخ" فإن محمود عباس هو الأب الشرعي والوحيد لعبارة "نهاية الحقوق التاريخية للفلسطينيين" أو باختصار "نهاية فلسطين" مقابل إعلان الانتصار الثاني للصهيونية في غضون 62 عاماً. والإقرار بعدم أحقية الفلسطينيين بوطنهم الطبيعي، وحق كل يهود العالم في الهجرة إلى دولة "إسرائيل" باعتبارها دولة يهودية. "وعد عباس" يكمل ما عجز وايزمان على تحقيه في "وعد بلفور".. فبلفور وعد بإقامة "وطن قومي لليهود" وعباس يعد "بدولة يهودية تنهي التاريخ الفلسطيني"، مقابل كيان هلامي بلا مقومات أو تعريف في السياسة والجغرافيا.. كيان اسمه "دولة" ليس لها من مقومات الدول شيئاً، مجرد سلطة مرتبطة بالاحتلال ترتهن لمصالحه ومصالح القوى الدولية.. "سلطة" مقابل كل الحقوق الثابتة والشرعية للشعب الفلسطيني.

مرة أخرى وفي غضون أيام قليلة ينزلق رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى هاوية تقديم التنازلات المجانية ل"إسرائيل"، فبعد اعتباره "يهودية دولة إسرائيل" شاناً إسرائيلياً لا دخل للفلسطينيين به، يهوي في طروحاته مجدداً إلى درجة التخلي عن المطالب التاريخية بفلسطين بإعلانه للتليفزيون الإسرائيلي: "أنا مستعد للإعلان عن انتهاء المطالب التاريخية وانتهاء الصراع في حال تم التوصل إلى تسوية سلمية".

ما أدلى به محمود عباس واضح ولا يحتاج إلى تفسير "إنهاء الصراع والكف عن المطالب التاريخية بفلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني"، وهو تعبير عن انحدار سريع ومضطرد لطروحات السلطة الفلسطينية تؤكد على فقدان البوصلة والرؤية الاستراتيجية وإعلان صريح للهزيمة الكاملة أمام من كان العرب يعتبرونهم "عصابات يهودية أصبحت لها دولة"، بل هو إعلان عن هزيمة تاريخية للفلسطينيين والعرب والمسلمين بعد الهزيمة العسكرية في حربي 1948 و1967 مقابل انتصار مدوي للصهيونية وإيديولوجيتها ومشروعها الاستعماري الاستيطاني الإحلالي.
 
تصريحات عباس وطروحاته تعتمد على سياسة "الصدمة والترويع" ومن ثم امتصاص الغضب وتفكيك الاحتقان وبعد ذلك تحويل ذلك إلى واقع يقبل به الرأي العام الفلسطيني والعربي على قاعدة "هذا هو الموجود، وليس بالإمكان أبدع مما كان" .

إعلان عباس يعطي لليهود ما لم يعطهم إياه وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور صاحب الوعد الشهير، الذي أسس لنكبة ومأساة ومعاناة الفلسطينيين، فقد رفض بلفور أن يتضمن نص الوعد على عبارة "الوطن الطبيعي لليهود" في فلسطين إلا أنه أصر على أن يكون النص "الوطن القومي لليهود في فلسطين" ورفض أن يعتبر فلسطين وطناً طبيعياً "أي وطناً يهودياً خالصاً". رغم إلحاح الحركة الصهيونية بزعامة حاييم وايزمن على عبارة "وطن طبيعي لليهود".

وعد عباس يعني التنازل عن المطالب التاريخية للفلسطينيين وهزيمة كاملة لفلسطين في الجغرافيا والتاريخ والحضارة وهزيمة للشعب الفلسطيني بشكل جماعي وهزيمة للفلسطيني كفرد وهزيمة للهوية الفلسطينية وهي مقدمة لإلغاء الفلسطيني مقابل انتصار الخرافات التوراتية والرواية اليهودية.. إنها انتصار كامل للصهيونية تكمل فيها ما تعتبره "حرب التحرير وإعادة بناء دولة إسرائيل اليهودية" وهي خطوة تعادل في أهميتها إنشاء " دولة إسرائيل" نفسها بالنسبة لليهود.

إعلان عباس يقايض الحقوق الفلسطينية الثابتة والشرعية بمطالب نسبية قابلة للتفاوض مع "دولة"، أي استبدال الثابت بالنسبي "دولة مقابل كل الحقوق الفلسطينية في الحاضر والماضي والمستقبل"، وهو تتويج لنهج مستمر وثابت لدى عباس منذ عام 1974 أو ربما قبل ذلك. وتعبير عن عبث مستمر بمصير الشعب الفلسطيني وانعدام للرؤية وافتقار للاستراتيجية ونكوص عن حماية الحقوق الوطنية والتاريخية والحضارية للشعب الفلسطيني.

وإذا كان فوكو ياما قد صك مفهوم "نهاية التاريخ" فإن محمود عباس هو الأب الشرعي والوحيد لعبارة "نهاية الحقوق التاريخية للفلسطينيين" أو باختصار "نهاية فلسطين" مقابل إعلان الانتصار الثاني للصهيونية في غضون 62 عاماً. والإقرار بعدم أحقية الفلسطينيين بوطنهم الطبيعي، وحق كل يهود العالم في الهجرة إلى دولة "إسرائيل" باعتبارها دولة يهودية.
 
"وعد عباس" يكمل ما عجز وايزمان على تحقيه في "وعد بلفور".. فبلفور وعد بإقامة "وطن قومي لليهود" وعباس يعد "بدولة يهودية تنهي التاريخ الفلسطيني"، مقابل كيان هلامي بلا مقومات أو تعريف في السياسة والجغرافيا.. كيان اسمه "دولة" ليس لها من مقومات الدول شيئاً، مجرد سلطة مرتبطة بالاحتلال ترتهن لمصالحه ومصالح القوى الدولية.. "سلطة" مقابل كل الحقوق الثابتة والشرعية للشعب الفلسطيني.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.