قبل دقائق انتهى خطاب الرئيس الامريكي براك اباما، وبالرغم من الإهتمام العربي والإسرائيلي المسبق في محاولة لمعرفة ما يمكن ان يجدده في القضية الاهم وهو قضية فلسطين، الا ان براك اباما لم يأت بجديد يذكر بل اكد على مبادىء صرح بها في الماضي حتى انه يمكن القول انه تراجع قليلا عن بعضها لمصلحة اسرائيل. يمكن تقسيم الخطاب الى جزئين اساسيين: الاول ما يخص الحراك الحاصل في العالم العربي، والثاني ما يخص عملية التسوية الفلسطينية- الإسرائيلية. غالبية خطاب اباما يتعلق بالتغيرات الحاصلة في العالم العربي مكررا دعم امريكا للديموقراطية والحريات الفردية وحقوق المرأة وملفتا النظر الى القدرات الموجودة لدى الشباب المتعلم، ولكنه غير القادر على تحصيل لقمة العيش، بسبب الفساد المستشري في هذه الانظمة، ومنوها الى ضرورة الإستفادة من هذه القدرات الكبيرة. لكن اباما، كما يبدو، تناسى ان امريكا كانت حليفة وداعمة لهذه الأنظمة، "الدكتاتورية" كما سماها، وخص بالإسم تونس، ضد شعوبها ومنهم الشباب ايضا. اوضح اباما ان امريكا تدعم بكل الوسائل كل الحركات الداعية الى التغيير والديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان ضد انظمة القمع والفساد وستدعم كل نظام يقوم بعمليات الإصلاح بهذا الإتجاه بغض النظر ان اختلف، سياسيا، مع امريكا او اتفق معها، ولكن هذا المبدأ، على ما يبدو في خطابه، لا يشمل الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية ضد الإحتلال بين هذه الشعوب والحركات. ولكن ما لفت انتباهي هو التصفيق الذي حظي به عندما قال ان ما ينطبق على اليمن "ينطبق ايضا على البحرين"، ودعا الحكام في البلدين الى نقل السلطة بسلام. اباما اعتبر ان التغيير الحاصل في العالم العربي يشكل "فرصة لنشر القيم الامريكية في الشرق الاوسط"، ونفى ان تكون امريكا دفعت بالشعوب الى هذا الحراك، وقال: انه حراك عفوي تدعمه امريكا، وان التجربة العراقية علمت امريكا ان دعم الحراك الشعبي اوفر لها من التدخل العسكري من اجل تغيير الانظمة. وبالرغم من انتقاده وحتى الهجوم على النظام السوري ولكنه ترك للرئيس الأسد فرصة للإصلاح وقال: "اما ان يقود الإصلاح او يرحل". ولم يقل ان عليه الرحيل فورا. اوباما ابدى استعداد امريكا لتقديم الدعم المادي للأنظمة الجديدة بالتنسيق مع اوروبا على شاكلة المساعدات التي قدمت لانظمة اوروبا الشرقية، وفي ذلك ربما اشاره ليس فقط الى مصر وتونس، بل الى دول اخرى مثل سوريا واليمن ايضا. وان المساعدة لن تكون على شكل تقديم المساعدات المالية بل إقامة صناديق استثمار دولية بمساعدة البنك الدولي. اما قضية التسوية الفلسطينية-الإسرائيلية فلم تحظ بأكثر من دقائق معدودة من خطابه، بالرغم وجود نتانياهو في الولايات المتحدة، وربما بسبب وجوده والخطاب الذي سيلقيه امام الكونغرس في الإسبوع القادم. ويمكن تلخيص ما جاء في خطاب اباما بما يلي: 1. التأكيد على عجز اباما ان يفرض حلولا على اسرائيل، ومع ذلك فأمريكا، يقول اباما ملتزمة بامن اسرائيل ودعمها على خلفية العلاقة التاريخية والحضارية والتحالف الإستراتيجي معها. بذلك اسقط اباما كل الإحلام العربية والفلسطينية خاصة التي تقول ان امريكا قادرة على فرض الحلول وان الرئيس الأمريكي وعد بذلك. ها هو يقول مرة بعد اخرى انه غير قادر ان يفرض على أي من الاطراف. وبالتالي يكون المطلب الفسطيني بالتوجه الى الأمم المتحدة امرا لا تردد ولا تراجع فيه. 2. في الوقت ذاته يقول اباما ان سياسة التوجه الى الامم المتحدة وعزل اسرائيل لن تجلب للفلسطينيين دولة. وهنا يطرح السؤال: اذا كانت امريكا تدعم كل حركات التغيير في العالم العربي ضد الانظمة المستبدة وتستثني نضال الشعب ىالفلسطيني ضد الإحتلال، ولانها لا تستطيع ان تفرض حلولا على اسرائيل وتعد بمعارضة التوجه الفلسطيني للامم المتحدة من خلال تاكيدها على الدعم المطلق لإسرائيل، فماذا تنتظر امريكا من الشعب الفلسطيني ان يفعل؟ ولماذا ما يزال البعض مصرا على مسايرة امريكا آملا دعمها؟ 3. اشار اباما ان الحل الذي تراه امريكا هو باقامة دولتين وان "حدود الدولة الفلسطينية مبدئيا هي حدود الرابع من حزيران 67 مع تعديلات بسيطة"، وان الانسحاب الإسرائيلي يجب ان يكون منسقا وبدون عنف، ولكنه اضاف، ان على الفلسطيننين ان يعترفوا باسرائيل دولة يهودية وموطنا لليهود مثلما ان دولة فلسطين هي موطن للفلسطينيين. وبهذا يميل اباما الى الموقف الإسرائيلي والى الشرط الإسرائيلي يصعب على الفلسطينيين التجاوب معه. اضافة الى ذلك قال اباما ان مسالة القدس واللاجئين ستبقى للتفاوض لاحقا، وان لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها بنفسها، وان مجمل هذا المبادي تكون ارضية للتفاوض، وبهذا فهو يدعو الطرفين للعودة الى المفاوضات قبل توجه الفلسطينيين الى الامم المتحدة. 4. الرئيس الامريكي لم يتطرق الى الإعلانات الإسرائيلية اليوم عن بناء المزيد من الشقق السكنية في المستوطنات وكأن شيئا لم يحدث. كيف سيقرأ الإسرائيليون خطاب اباما؟ سنشهد هذه الليلة وغدا تصريحات اسرائيلية علنية مناهضة لأباما، خاصة وانه ذكر حدود الرابع من حزيران كأساس للتفاوض، وهذا جزء اساسي من الضغط الذي تمارسه اسرائيل على امريكا بشكل متواصل. ولكن التقييمات غير المعلنة سوف تعتبر ان اعلان اباما عن عجزه فرض الحلول على اسرائيل وعدم تطرقه لضرورة وقف الإستيطان وعدم تنديده بالإعلان اليوم عن مزيد من البناء في المستوطنات، وتوجهه الى الفلسطينيين بان توههم الى الأمم المتحدة لن يجلب لهم دولة، كل هذا هو ضوء اخضر لمزيد من التعنت الإسرائيلي وهذا، في تقديري، ما سنشهده في خطاب نتانياهو في الأسبوع القادم. ويبقى على القيادة الفلسطينية ان تحفظ ماء الوجه لكل الحكومات والشعوب التي ساندتها في توجهها الى الأمم المتحدة في ايلول القادم وعدم التراجع امام أي ضغط او مراوغة او ابتزاز امريكي او اسرائيلي او غيره عشية اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في ايلول القدم. اما الحركة الشعبية الفلسطينية والعربية والقوى المساندة للحق الفلسطيني فهي الضمانة الأهم لجعل اسرائيل وامريكا تنصاعان الى القانون الدولي وما يسمى بالشرعية الدولية.

قبل دقائق انتهى خطاب الرئيس الامريكي براك اباما، وبالرغم من الإهتمام العربي والإسرائيلي المسبق في محاولة لمعرفة ما يمكن ان يجدده في القضية الاهم وهو قضية فلسطين، الا ان براك اباما لم يأت بجديد يذكر بل اكد على مبادىء صرح بها في الماضي حتى انه يمكن القول انه تراجع قليلا عن بعضها لمصلحة اسرائيل.
يمكن تقسيم الخطاب الى جزئين اساسيين: الاول ما يخص الحراك الحاصل في العالم العربي، والثاني ما يخص عملية التسوية الفلسطينية- الإسرائيلية.

غالبية خطاب اباما يتعلق بالتغيرات الحاصلة في العالم العربي مكررا دعم امريكا للديموقراطية والحريات الفردية وحقوق المرأة وملفتا النظر الى القدرات الموجودة لدى الشباب المتعلم، ولكنه غير القادر على تحصيل لقمة العيش، بسبب الفساد المستشري في هذه الانظمة، ومنوها الى ضرورة الإستفادة من هذه القدرات الكبيرة. لكن اباما، كما يبدو، تناسى ان امريكا كانت حليفة وداعمة لهذه الأنظمة، "الدكتاتورية" كما سماها، وخص بالإسم تونس، ضد شعوبها ومنهم الشباب ايضا.

اوضح اباما ان امريكا تدعم بكل الوسائل كل الحركات الداعية الى التغيير والديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان ضد انظمة القمع والفساد وستدعم كل نظام يقوم بعمليات الإصلاح بهذا الإتجاه بغض النظر ان اختلف، سياسيا، مع امريكا او اتفق معها، ولكن هذا المبدأ، على ما يبدو في خطابه، لا يشمل الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية ضد الإحتلال بين هذه الشعوب والحركات. ولكن ما لفت انتباهي هو التصفيق الذي حظي به عندما قال ان ما ينطبق على اليمن "ينطبق ايضا على البحرين"، ودعا الحكام في البلدين الى نقل السلطة بسلام.

اباما اعتبر ان التغيير الحاصل في العالم العربي يشكل "فرصة لنشر القيم الامريكية في الشرق الاوسط"، ونفى ان تكون امريكا دفعت بالشعوب الى هذا الحراك، وقال: انه حراك عفوي تدعمه امريكا، وان التجربة العراقية علمت امريكا ان دعم الحراك الشعبي اوفر لها من التدخل العسكري من اجل تغيير الانظمة. وبالرغم من انتقاده وحتى الهجوم على النظام السوري ولكنه ترك للرئيس الأسد فرصة للإصلاح وقال: "اما ان يقود الإصلاح او يرحل". ولم يقل ان عليه الرحيل فورا.
اوباما ابدى استعداد امريكا لتقديم الدعم المادي للأنظمة الجديدة بالتنسيق مع اوروبا على شاكلة المساعدات التي قدمت لانظمة اوروبا الشرقية، وفي ذلك ربما اشاره ليس فقط الى مصر وتونس، بل الى دول اخرى مثل سوريا واليمن ايضا. وان المساعدة لن تكون على شكل تقديم المساعدات المالية بل إقامة صناديق استثمار دولية بمساعدة البنك الدولي.

اما قضية التسوية الفلسطينية-الإسرائيلية فلم تحظ بأكثر من دقائق معدودة من خطابه، بالرغم وجود نتانياهو في الولايات المتحدة، وربما بسبب وجوده والخطاب الذي سيلقيه امام الكونغرس في الإسبوع القادم. ويمكن تلخيص ما جاء في خطاب اباما بما يلي:

1. التأكيد على عجز اباما ان يفرض حلولا على اسرائيل، ومع ذلك فأمريكا، يقول اباما ملتزمة بامن اسرائيل ودعمها على خلفية العلاقة التاريخية والحضارية والتحالف الإستراتيجي معها. بذلك اسقط اباما كل الإحلام العربية والفلسطينية خاصة التي تقول ان امريكا قادرة على فرض الحلول وان الرئيس الأمريكي وعد بذلك. ها هو يقول مرة بعد اخرى انه غير قادر ان يفرض على أي من الاطراف. وبالتالي يكون المطلب الفسطيني بالتوجه الى الأمم المتحدة امرا لا تردد ولا تراجع فيه.

2. في الوقت ذاته يقول اباما ان سياسة التوجه الى الامم المتحدة وعزل اسرائيل لن تجلب للفلسطينيين دولة. وهنا يطرح السؤال: اذا كانت امريكا تدعم كل حركات التغيير في العالم العربي ضد الانظمة المستبدة وتستثني نضال الشعب ىالفلسطيني ضد الإحتلال، ولانها لا تستطيع ان تفرض حلولا على اسرائيل وتعد بمعارضة التوجه الفلسطيني للامم المتحدة من خلال تاكيدها على الدعم المطلق لإسرائيل، فماذا تنتظر امريكا من الشعب الفلسطيني ان يفعل؟ ولماذا ما يزال البعض مصرا على مسايرة امريكا آملا دعمها؟

3. اشار اباما ان الحل الذي تراه امريكا هو باقامة دولتين وان "حدود الدولة الفلسطينية مبدئيا هي حدود الرابع من حزيران 67 مع تعديلات بسيطة"، وان الانسحاب الإسرائيلي يجب ان يكون منسقا وبدون عنف، ولكنه اضاف، ان على الفلسطيننين ان يعترفوا باسرائيل دولة يهودية وموطنا لليهود مثلما ان دولة فلسطين هي موطن للفلسطينيين. وبهذا يميل اباما الى الموقف الإسرائيلي والى الشرط الإسرائيلي يصعب على الفلسطينيين التجاوب معه. اضافة الى ذلك قال اباما ان مسالة القدس واللاجئين ستبقى للتفاوض لاحقا، وان لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها بنفسها، وان مجمل هذا المبادي تكون ارضية للتفاوض، وبهذا فهو يدعو الطرفين للعودة الى المفاوضات قبل توجه الفلسطينيين الى الامم المتحدة.

4. الرئيس الامريكي لم يتطرق الى الإعلانات الإسرائيلية اليوم عن بناء المزيد من الشقق السكنية في المستوطنات وكأن شيئا لم يحدث.

كيف سيقرأ الإسرائيليون خطاب اباما؟

سنشهد هذه الليلة وغدا تصريحات اسرائيلية علنية مناهضة لأباما، خاصة وانه ذكر حدود الرابع من حزيران كأساس للتفاوض، وهذا جزء اساسي من الضغط الذي تمارسه اسرائيل على امريكا بشكل متواصل. ولكن التقييمات غير المعلنة سوف تعتبر ان اعلان اباما عن عجزه فرض الحلول على اسرائيل وعدم تطرقه لضرورة وقف الإستيطان وعدم تنديده بالإعلان اليوم عن مزيد من البناء في المستوطنات، وتوجهه الى الفلسطينيين بان توههم الى الأمم المتحدة لن يجلب لهم دولة، كل هذا هو ضوء اخضر لمزيد من التعنت الإسرائيلي وهذا، في تقديري، ما سنشهده في خطاب نتانياهو في الأسبوع القادم.

ويبقى على القيادة الفلسطينية ان تحفظ ماء الوجه لكل الحكومات والشعوب التي ساندتها في توجهها الى الأمم المتحدة في ايلول القادم وعدم التراجع امام أي ضغط او مراوغة او ابتزاز امريكي او اسرائيلي او غيره عشية اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في ايلول القدم. اما الحركة الشعبية الفلسطينية والعربية والقوى المساندة للحق الفلسطيني فهي الضمانة الأهم لجعل اسرائيل وامريكا تنصاعان الى القانون الدولي وما يسمى بالشرعية الدولية.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.