محليات
pixapay

المعارف تهدد معلمي الجولان بمعاقبتهم على خلفية الإضراب بسبب إقامة التوربينات الهوائية


تحدثت اذاعة الشمس مع السيد هيثم سرالدين؛ رئيس لجنة اولياء الأمور في ثانوية مجدل شمس، حول التهديد الذي تلقاه معلمو الجولان، على خلفية اعلان الإضراب بسبب إقامة التوربينات الهوائية على اراضيهم الزراعية.


وكانت الهيئة العامّة للجان أولياء الأمور في عموم مدارس مجدل شمس قد اصدرت بيانًا جاء فيه:


تلقّى عدد كبير من المعلمات والمعلمين مؤخرًا إشعاراً من مديرة لواء الشمال في وزارة التربية والتعليم، تقول فيه أنّها تنظر بمنتهى الخطورة إلى سابقة انضمامهم للإضراب العامّ الذي دعا إليه الأهالي.. وأنّها ستخصم هذا اليوم من رواتبهم، كإجراء عقابيّ، وتسجّل تحذيراً في ملفاتهم الشخصيّة.. وسبق ذلك إرسال رسائل نصيّة، في يوم عطلتهم الرسميّة؛ مساء السبت الفائت وصبيحة يوم الأحد، تلوّح بالويل والثبور وعظائم الأمور، وتتوعّد المعلمين والمعلمات المتغيّبين عن الدوام، باستدعائهم للمثول أمام لجان تأديبيّة….


يهمّنا هنا، كلجان أولياء أمور، وكممثلين عن جمهور الأهالي، أن نعبّر عن موقفنا وأن نوضح مرتكزات هذا الموقف، لكلّ الأطراف، وعلى وجه الخصوص، للجهات الرسميّة التابعة لوزارة التربية والتعليم.


ما يمرّ به أهل الجولان، هذه الأيام، هو حدث استثنائيّ، ستطال نتائجه صحّة الأهالي وبيئتهم واقتصادهم وعيشهم، على مدى سنوات طوال قادمة… وسيكون الأطفال أكثر المتضرّرين من هذا المشروع الذي يثير قدراً كبيراً من الهلع والقلق في أوساط كلّ المجتمع الجولانيّ..


كُنّا نتوقّع من وزارة التربية والتعليم أن تبادر إلى تشجيع الطواقم التعليميّة في الجولان، إلى التركيز على هذا الموضوع، عبر الأنشطة التربويّة والفنيّة والعلميّة وفتح النقاش حوله، مع الطلاب، لرفع وعيهم بالجوانب المختلفة لمواضيع الطاقات الخضراء والمتجدّدة، وأسباب الصراع الدائر في بيئتهم القريبة، ولمساعدتهم في التعامل مع ما يجري حولهم، وما قد يستمرّ لفترة زمنية طويلة، ولاستثمار ما يحدث في الحيّز العام لخدمة الأهداف التربويّة، عبر تذويت القيم الجذريّة للتربية السويّة، وفي أوّلها المسؤوليّة الشخصيّة اتجاه الذات والآخر، واتجاه البيئة المحيطة، وقيمة التكافل الاجتماعيّ والحريّات العامّة، وأهميّة الانخراط في الدفاع عن الحقوق العموميّة عبر وسائل الاحتجاج السلميّة وعبر الوسائط الفنيّة والإبداعيّة.


نحن الأهالي، وضعنا ثقتنا الكاملة وأوكلنا أغلى ما لدينا؛ أبناءنا، إلى الهيئات التعليميّة في مدارس الجولان، ونعتبر أنّهم – المدراء والمعلمات والمعلمين والطواقم الإدارية – جزءٌ أصيلٌ من نسيج مجتمعنا، ولا يمكن فصلهم عن هموم المجتمع وقضاياه الأساسيّة. الذي حدث، في واقع الأمر، جاء بعكس توقعاتنا، وجاء صادماً ومهيناً.


يجب النظر إلى وقفة المعلمات والمعلمين إلى جانب مجتمعهم، من زاوية أنّه تجسيد فعليّ لدورهم التربويّ كي يبقوا قدوةً، بالقول والفعل، في عيون تلاميذهم، وليس من زاوية أنّه خرق لالتزامهم الوظيفيّ، أو خروج على القوانين والأنظمة المتّبعة.


إنّ مخاطبة المعلمات والمعلمين والطواقم التعليميّة في مدارسنا، بطريقة استعلائيّة، وبلغة التهديد والعقاب وبلهجة الآمر الناهي، هي مفردات مستقاة من معجم الذهنيّة العسكريّة وأساليب الأجهزة الأمنيّة، ولا تمتُّ بصلة للغة التربية أو لقيم الثقافة. نعتقد أنّ من يحتاج للتأديب ولإعادة التأهيل، هم حفنة من الموظفين التابعين لوزارة التربية والتعليم، من خارج الجولان، على اختلاف مناصبهم ومسميّاتهم ووظائفهم.


لن نسامح هؤلاء الموظفين – المتنمّرين، على الضرر والأذى الذي لحق بعشرات المعلمات والمعلمين، ممّن جُلِبوا، تحت التهديد، إلى المدارس وهي خالية تماما، والحرج الذي تسبّبوا به لهم والإساءة لصورتهم أمام طلِّابهم وأسرهم.. لن نقبل بعد اليوم، أن يتطاول أحد على كرامة معلماتنا ومعلمينا وسائر أعضاء الهيئة التعليميّة في مدارسنا.. سنقف إلى جانبهم حتى النهاية، وسنتّخذ خطوات وإجراءات جادّة في حال تكرار هذا الأسلوب من المعاملة.


نطالب كلّ من تعاطى بطريقة مسيئة مع معلماتنا ومعلمينا، أن يعتذر ويتراجع عن الإجراءات العقابيّة، وأن يتمّ تقديم اعتذار رسميّ لكافّة المعلمات والمعلمين والعاملين في المدارس، وخصوصاً أولئك الذين اُُجْبِروا على الحضور إلى المدارس بشكل قسريّ وتحت التهديد، والتعهّد بعدم تكرار ذلك.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.