عملة ليبرا


يسجل الإعلان الذي صدر عن فيسبوك هذا الأسبوع حول عزمه إطلاق عملة مشفرة باسم "ليبرا" ونظاما مصرفيا اسمه "كاليبرا" ليخدم مليار و700 مليون مشترك عبر العالم لا تصلهم خدمات مصرفية حيث ستطرح محافظ رقمية لحفظ وحدات ليبرا وتحويلها وإنفاقها توضع لدى كل متعامل بهذه العملة، وهكذا سيكون مصرفا بمليارات الحسابات الشخصية. وسيجري ربط كاليبرا بمنصتي تراسل فيسبوك: ماسنجر وواتساب، اللتين تضمان أكثر من مليار مستخدم.



هذا وقد أحدث تطور ضمن جهود الشركة للتوسع خارج قطاع التواصل الاجتماعي ودخول مجالات التجارة الإلكترونية والمدفوعات العالمية. كما يأمل فيسبوك ألا يقتصر استخدام العملة على المعاملات بين المستهلكين والشركات القائمة في أنحاء العالم، بل أن تتيح أيضا للمستهلكين غير المشمولين بالخدمات المصرفية فرصة الاستفادة من الخدمات المالية للمرة الأولى.أي انه اذا نجحت خطة عملاق الفضاء الأزرق، فسيكون بوسع مستخدمي تطبيق فيسبوك التسوق الإلكتروني بتداول عملة ليبرا، وليس بتداول العملات الدولية كما يجري الآن، وهو ما يعني تغيرا في ميزان العملة عبر التاريخ.



فقد تحالف فيسبوك مع 28 شريكا في إطار كيان مقره جنيف يدعى "رابطة ليبرا"، التي ستشرف على العملة الرقمية الجديدة المقرر إطلاقها في النصف الأول من 2020، وفقا لمواد تسويقية ومقابلات مع مسؤولين تنفيذيين تمهيدا لهذا المشروع العملاق. 



الدافع وراء اطلاق عملة ليبرا


لقد كان ماركوس يعمل في موقع "باي بال" التجاري، وهو مطلع جيدا على مسائل مثل المدفوعات والضوابط. ولكنه كان من مناصري عملة بتكوين منذ عام 2012 وكان يعمل مع بورصة العملات الرقمية المشهورة "كوين بيز" عام 2017. حيث راود مشروع "ليبرا" ماركوس منذ سنوات وناقشه مع مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لفيسبوك، منذ يناير/كانون الثاني 2018. ومن جهته، عبر زوكربيرغ عن اهتمامه بهذا المشروع والأفكار التي طرحها عليه ماركوس. وقد وصفها الأخير خلال مؤتمر صحفي في 17 يونيو/حزيران بأنها "وسيلة تبادل عالية الجودة مقدمة للعالم تعمل بتقنية البلوكتشين". وهذا هو الدافع الحقيقي وراء هذا المشروع. كما قال ماركوس إن الاسم "ليبرا" مستوحى من وحدة موازين رومانية وبرج الميزان الفلكي - رمز العدالة - وكلمة "حرية" باللغة الفرنسية، موضحاً "الحرية والعدالة والمال، هذا بالضبط هو ما نحاول القيام به هنا".



قلق ورفض تجاه عملة ليبرا



وتعالت أصوات ناقدة للمشروع في فرنسا وألمانيا، فالنائب عن حزب الخضر في ألمانيا دانيال باياز اعتبر أن ما قام به فيسبوك سيشكل ضغوطاً على المصارف المركزية عبر العالم، وعلى منظمي الشؤون المالية بما يجبرهم على الدخول بشكل واسع عالم النقد الرقمي. وذهب إلى القول" سيشمل هذا أسئلة حول إصدار العملات، وقيم تبادل العملات، علاوة على خلقه صعوبات كبرى أمام جهود مكافحة غسيل الأموال، وسيخلق مشكلات في آليات حماية المستهلك والمستثمر.".



وأشار الكاتب إلى أنه من المنتظر أن تقدم عملة "ليبرا" خدمة شبيهة بخدمات "باي بال" لكن على موقع فيسبوك. وسيتعامل المستخدمون مع مجموعة من مزودي الخدمات الفرديين، أولهم شركة كاليبرا للخدمات المالية التابعة لفيسبوك، حيث يمكنهم إيداع عملتهم التقليدية والحصول على رموز عملة "ليبرا" في المقابل.



وذكر الكاتب أن الحكومات والهيئات التنظيمية قد فهمت حقا ما أرادت "ليبرا" إيضاحه، لكنهم مع ذلك يشعرون بقلق شديد. وخلال اجتماع لجنة الخدمات المالية بالكونغرس، اقترح النائب باتريك ماكهنري على رئيسة اللجنة ماكسين ووترز عقد جلسة استماع لفيسبوك بخصوص عملته الرقمية. وقد وافقت ووترز على هذا الاقتراح كما طلبت من فيسبوك وقف تطوير هذه العملة. ومن المقرر عقد جلسة الاستماع يوم 16 يوليو/تموز في الكونغرس.



على الصعيد الدولي، صرح وزير المالية الفرنسي برونو لو ماير في "راديو أوروبا 1" بأنه من غير الوارد أن تصبح "ليبرا" عملة سيادية، كما عبر عن قلقه بشأن إمكانية استخدام فيسبوك لهذه العملة من أجل جمع المزيد من البيانات. وقد حذر ماركوس فيربير العضو الألماني بالبرلمان الأوروبي من أن يصبح فيسبوك "بنك الظل".



وبين الكاتب أن النظام المصرفي "كاليبرا" يمكن أن يصبح نظام دفع بالولايات المتحدة، على الرغم من فشل نظام "فيسبوك كريديتس" السابق. ويجب أن تكون "ليبرا" قادرة على حل المشاكل المتعلقة بأزمة الثقة التي يواجهها فيسبوك كما يجب أن تكون قادرة على تجاوز المزيد من الصعوبات االدافع الحقيقي.



 تعد عملة فيسبوك الجديدة "ليبرا" بمثابة مشروع أيديولوجي أكثر من كونها مشروعا عمليا. فهل ستصبح عملة ليبرا عملة مستقبلية معترف بها كباقي العملات وما مصير العملات الالكترونية والورقية.



يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.