تؤثر العادات السلبية والسيئة أثناء العمل على مسارنا المهني، فربما يقوم أحدنا بتفقد البريد الإلكتروني أثناء الاجتماع، أو نقوم باجراء مكالمات هاتفية شخصية في الأوقات التي من المفترض أن تكون مركزاً في العمل، حتى أنك قد تترك عادات مثل الإفراط في مشاهدة التلفاز أو التصفح المفرط للإنترنت، تثنيك عن العمل على أهدافك الشخصية.

بإمكان هذه العادات السيئة الإضرار بسمعتنا والحد من إمكانياتنا وفرصنا في حياتنا وفي مسيرتنا المهنية. لذا فانه من المهم جداً أن نتعلم كيف نتغلب ونقضي على هذه العادات.


• تعريف العادات

تعرف العادة على أنها سلوك مكتسب أو نمط تفكير يتم تكراره لا شعورياً مرات عديدة. والجدير بالذكر أن العادات يمكن أن تكون ضارة أو مفيدة على حد سواء.

ان العادات تمارس دون تفكير أو وعي كامل من الانسان، مما يسمح لعقولنا بالتفكير في أمور أخرى والتركيز عليه، وعندما تكون العادات إيجابية كالوصول في الوقت المحدد إلى العمل، أو التفاؤل، فإن ذلك يخلق تطوراً إيجابياً مترسخاً لا نحتاج معه للتفكير بشأن ما يمكننا التركيز عليه والأشياء الأخرى التي تحتاج إلى عناية وتركيز خاص.

وينطبق الأمر ذاته على العادات السيئة، فنحن عندما نقوم بممارسة السلوكيات السيئة وننخرط فيها دون تفكير كبير، فإنها من الممكن أن تلحق الضرر الكبير بحياتنا الشخصية ومسارنا المهني، دون أن نكون على وعي بذلك.

وهناك العديد من العادات السيئة التي يمكن أن تؤثر على حياتنا وعملنا بشكل سلبي، ومن هذه العادات:

- التأخر عن العمل أو الاجتماعات.

- التفكير السلبي.

- النميمة.

- السعي إلى لفت الانتباه.

- مقاومة التغيير.

- القرارات المتهورة.

- القيام بمهام متعددة في نفس الوقت.

- تخريب الذات.

- الرغبة في التحكم في كل التفاصيل الصغيرة.

- البحث عن الكمال والمثالية.


• لماذا يصعب كسر العادات السيئة؟

يعود السبب الرئيسي الذي يخلق صعوبة كسر العادات السيئة إلى ما يطلق عليه ب "الإدراك النصي"، وهي أفكار تلقائية لا واعية تتكون لدينا عند مواجهة أي موقف.

وعادة ما تستند هذه الأفكار إلى تجارب سابقة، فإذا كان الموقف مألوفاً ومعتاداً وقد سبق أن واجهناه من قبل، فإننا ننخرط في سلوكيات مترسخة دون التفكير فيما نقوم به، حيث تصبح تصرفاتنا معتادة.

وفي أغلب الأحيان، يصعب علينا كسر العادات السلبية، لأنها تبدو للشخص كممارسات ممتعة يحب أن يقوم بتكرارها، وذلك لأننا ببساطة عند القيام بأشياء ممتعة فإن الدماغ يقوم بإفراز مادة كيميائية تنشط مركز المكافأة في المخ تسمى الدوبامين، وتقوم هذه المادة بتشجيعنا على القيام بتلك الأشياء مرة أخرى، حتى يتحول هذا النشاط الى عادة لدينا.


• استراتيجيات للتغلب على العادات السيئة

يمكنك للإنسان التغلب على العادات السيئة، واستبدالها بسلوكيات إيجابية في بعض الأحيان، ولكن ذلك ليس أمراً سهلاً ويتطلب الصبر والوقت، حيث أظهرت الأبحاث أنه يتوجب الانخراط في سلوك بديل أو نمط تفكير بشكل مستمر لمدة تقارب 66 يوما، حتى يتحول هذا السلوك الى عادة.

وعلى الرغم من ذلك، فانه لا يوجد وصفة للتخلص من العادات السيئة، ومن الممكن أن نحتاج الى اللجوء إلى دمج مجموعة من الإستراتيجيات للنجاح في التخلص من العادة السيئة، ومن هذه الاستراتيجيات:

• قم بوضع خطة

تشير الدراسات إلى أن وجود خطة واعية سيساعدك على البدء في التغلب على العادات السيئة، فلا يكفي أن تقول بأنك ستتوقف عن فعل عادة ما، وتتوقع أن تنجح بهذا بكل سهولة، بل يجب عليك وضع خطة واقعية لتتمكن من تحقيق ذلك.

فيجب عليك اللجوء الى وضع التخلص من العادات السيئة ضمن الأهداف الشخصية، وتفقد تحقيقها بشكل مستمر.


• قم بتطوير الانضباط والوعي الذاتي

أشارت الدراسات أن الوعي الذاتي المستمر أمر ضروري للتغلب على عادة سيئة، وهو ما يعني وجوب مراقبة الهفوات وتذكير النفس باستمرار لماذا نريد كسر تلك العادة.

وللقيام بذلك، لابد من التحلي بالانضباط مع الذات والإرادة القوية من أجل تطوير الإصرار والحافز الذي تحتاجه للتغلب على ذلك السلوك.


• قم باِختيار المقاربة الصحيحة

من المهم إيجاد مقاربة أو نهج يعمل بشكل جيد بالنسبة لك، فالبعض يرى أن السبيل للتخلص من العادة هو تركها بشكل كامل وفوري، والبعض الاخر يرى أن نقوم بتركها بشكل تدريجي، وهنا يجب تحديد أي الأساليب والطرق التي تتناسب مع العادة ومع قدراتنا.


• قم بوضع العقبات في طريق العادة السيئة

يشير علماء النفس بأنه من الممكن التغلب على العادات السلبية من خلال وضع عقبات في طريقك تمنعك من القيام بذلك السلوك.

كما نحتاج أيضا إلى تجنب الأشخاص والأماكن والمواقف التي تؤدي إلى ممارسة هذه العادة السيئة، إذا كان ذلك مناسباً.


• قم بالاِنخراِط في سلوكيات إيجابية

لا شك أنه في كثير من الأحيان يمكننا كسر العادات السيئة وتكرارها من خلال استبدالها بسلوكيات وعادات إيجابية.


• قم بمكافئة نفسك

من المفيد والناجح جداً مكافأة نفسك على الانخراط في سلوك إيجابي لكسر عادة سيئة، ويعود تفسر ذلك الى أنك عندما تتوقف عن السلوك القديم فإنك لن تحصل على جرعة الدوبامين التي جعلتك مراراً تقوم بتكرار هذا السلوك، ولكن ستقوم المكافأة بمنحها لك بدلا من ذلك، ليبدأ دماغك مع الوقت في ربط هذا السلوك الجديد الإيجابي بجرعة الدوبامين القادمة من المكافأة.


• قم باشراك الآخرين

قم بطلب المساعدة من الآخرين للتغلب على عادتك السيئة، زملاء العمل والأصدقاء وأفراد الأسرة، قم بمشاركة أهدافك معهم، واطلب منهم أن تنبيهك في حال عودتك الى عاداتك القديمة، سيعزز ذلك المسؤولية الملقاة عليك بشكل أكبر ويعزز لديك الحافز للتخلص من هذه العادة.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.