فن وترفيه

صلاة الاستخارة وعلامات الاستجابة لها

دعاء الاستخارة دائمًا ما يلجأ معظم الناس إلى صلاة الاستخارة، من أجل طلب المساعدة من الله سبحانه وتعالى نستعرض في هذا المقال دعاء الاستخارة وكيفية صلاتها


تعريف الاستخارة 

الاستخارة في اللغة تعتبر هي طلب المساعدة أو الاستعطاف، أما اصطلاحًا؛ فتعني أن نطلب من الله سبحانه وتعالى أن ينعم علينا بالأصلح والأفضل في أي شيء نرغب فيه بشدة في أمور حياتنا، سواء كان هذا الأمر عمل أو زواج أو الإقدام على أي شيء آخر جديد.


وتم تعريفها أيضًا أنها التسليم لأمر الله عز وجل، والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى لطلب المساعدة منه، للجمع بين خير الدنيا والآخرة، وهذا يتطلب طرق باب من أبواب الملك عز وجل، وفي هذه الحالة لا يوجد أفضل من الصلاة والدعاء، لما في ذلك من تقدير لله والاحتياج إليه والثناء عليه، وعقب الاستخارة يُهدي الإنسان إلى الصواب وما ينشرح إليه صدره.


دعاء الاستخارة

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ, وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ, وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ, وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ, وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ, اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِة, فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ, اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِة, فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ.. (وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ) وَفِي رواية ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ).. علمًا بأنه يجب قول الدعاء كما هو ولا يجوز أي زيادة أو نقصان فيه.


حكم صلاة الاستخارة

أكد العلماء أن صلاة الاستخارة تعتبر سُنة مؤكدة عن الرسول (صلى الله عليه وسلم)، مستندين على هذا الحكم على الحديث الوارد في صحيح البخاري، عَنْ جَابِرٍ وعن سعد بن أبي وقّاص، أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، قال: "من سعادة ابن آدم استخارةُ الله، ومن سعادة بني آدم رضاهُ بما قضى الله، ومن شقوةِ ابن آدم تركُه استخارة الله، ومن شقوة ابن آدم سخطُه بما قضى الله".


الأمور التي يستخير فيها المسلم

يعتبر الهدف الرئيسي من صلاة الاستخارة وقول دعاء الاستخارة، هو طلب المساعدة من الله سبحانه وتعالى، من أجل الهداية والتخير بين الإقدام على أمر ما أو تركه.


ومن المعروف أن هناك أحكامًا شرعية يخضع لها المسلم، ومقسمة إلى خمسة أقسام، وهم؛ المكروه، الواجب، المحرم، المباح والمندوب، ويجب أن لا تكون صلاة الاستخارة بطريقة عشوائية، حيث أنه لتصنيف الحكم الشرعي للأمر دور أساسي في تقديمه أو تأخيره، وهي كالتالي:

• هناك أمور يتم تصنيفها في حكم المحرم، المستحب، الواجب والمكروه، وهذه الأمور لا استخارة فيها، إذ أن الشرع جاء واضحًا في هذه الأمور، ولا يوجد حاجة للاستخارة فيها، فالمحرم حرامًا، والمكروه يفضل تجنبه، والمستحب من المفضل الإقدام عليه، والواجب أي الأمور الملزم القيام بها، وفي هذه الحالة لا يكون لصلاة الاستخارة حاجة ملحة لأن الحكم واضحًا،


• أما في حالة وجود واجبان في الوقت ذاته دون أن يعرف الفرد المسلم بأي أمر يبدأ، مثل الزواج والحج، يجوز اللجوء إلى صلاة الاستخارة في هذه الحالة، كما يمكن الاستخارة في حالة تزامن أمران مستحبان في الوقت ذاته ووجب تأخير أحدهما.


• وتكون صلاة الاستخارة في أمور الدنيا المباحة، مثل الزواج، السفر، العمل والشراكة وغيرها، ولا تكون الصلاة في الأحكام الشرعية المبنية في القرآن الكريم والسنة، أو التي قام العلماء بالاجتهاد فيها وقاسوها، استنادًا على أحكام شرعية أخرى مماثلة.


الاستخارة في الزواج

شرع الله سبحانه وتعالى الزواج، نظرًا لما يحققه من استقرار نفسي واجتماعي وخلقي لدى المسلمة والمسلم، ومن السنة أن يتم استخارة الله سبحانه وتعالى عند عرض أمر الزواج، عن طريق صلاة ركعتين ثم دعاء الاستخارة الذي يعقب الصلاة.

ويسأل المستخير الله سبحانه وتعالى، أن يكتب الخير له أو لها، ويجب أن لا يكون المستخير ميالًا تجاه شيء بعينه، وأن يفوض أمره إلى الله سبحانه وتعالى ليقدر له الخير إن شاء الله.


كيفيّة صلاة الاستخارة

• الوضوء؛ فلا تجوز أي صلاة سواء كانت سنة أو فرضًا دون وضوء.

• النية؛ والمقصود هنا عدم التلفظ بالنية، ولكن بالقلب، فيجب أن يقوم المسلم إلى الصلاة، بنية أداء صلاة الاستخارة لأمر ما، ولا يحتاج إلى نطقها علنًا.

• صلاة ركعتين دون الفريضة؛ يقوم المسلم بصلاة ركعتين تطوعًا، بخلاف الفروض الخمسة، ويقرأ الفاتحة ثم سورة صغيرة، ومن السنة أن يقوم بقراءة سورة الكافرون عقب الفاتحة في الركعة الأولى من الصلاة، على أن يقرأ سورة الإخلاص في الركعة الثانية، ثم يتم التسليم في آخر الصلاة كما هو معتاد في أي صلاة عادية.

• رفع اليدين وبدء قول دعاء الاستخارة بالأمر والطلب من الله سبحانه وتعالى أن يحدث هذا الأمر إن كان في ذلك خير، وأن يبعده عنا إن كان في ذلك شر، والتيقن بإجابة الله سبحانه وتعالى وحكمه.


علامات استجابة صلاة الاستخارة

لا يوجد شيئًا في السنة أو عن السلف الصالح، أن الرؤيا أحد علامات الاستجابة لصلاة الاستخارة، ويمكن الاستناد على صحة هذا الأمر من خلال الآية الكريمة: "فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ" سورة آل عمران، الآية 159، ولكن يشعر الفرد المسلم أن هناك أمرًا ما قد تيسر، بالإضافة إلى الشعور بالراحة خلال القيام بهذا العمل.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.