فن وترفيه

قصة سيدنا ابراهيم «خليل الله»

قصة سيدنا ابراهيم، خليل الله الذي حمل رسالة الله لهدي الناس وبعث لدعوتهم للايمان، واصطفاه الله ليكون الخليل ومعناها هنا المحبة.


اختار الله سيدنا ابراهيم من بين جميع العباد ليكون حبيب الله، فتدبر ذلك أي منزلة وأي مكانة كالتي وصل إليها إبراهيم عند ربه ليتخذه خليلا. 


وتعتبر قصة سيدنا إبراهيم من القصص القرآنية المليئة بالمواعظ، حيث ولد إبراهيم وسط قومٍ كافرين؛ يقومون بعبادة الأصنام والحجارة، ومنهم من يعبد الشمس والنجوم، وآخرون من بينهم يعبدوا الحكام.


والغريب في قصة سيدنا ابراهيم أن أبوه كان صانعا للتماثيل التي يعبدها قومه ولكن رفض سيدنا ابراهيم عبادة الاصنام، على الرغم من أنه نشأ في وسط تلك الأجواء المفعمة بعبادة آلهة غريبة، عبارة عن مجموعة حجارة لا تعقل.


صار فكر سيدنا إبراهيم مشغول البال يفكر كثيرًا، ويستعجب أشد العجب على قومه، وبدأ يفكر كيف أن أبيه يصنع من الحجارة تمثالًا، ثم يعبده الناس ويعتبرونه إلهًا، على الرغم أنه مصنوع من الحجارة لا يمتلك عقلًا ولا يتكلم، وليس به أي روح أو حياة.


وبدأ يسعي ويفكر انه لابد أن الأمر ليس كذلك، وأنه لابد من وجود الإله هو من يخلق الناس، وليست الناس هي من تصنع الإله، إذًا هذه الأصنام ليست آلهة إنها لا تنفع ولا تضر، وتسأل أين الله يا ترى ؟


هكذا كان يفكر إبراهيم في خلواته مع نفسه، وبدأ يسعي ويبحث عن الله في كل شئ لتبدأ قصة سيدنا ابراهيم التي اخبرنا بها الله في كتابة العزيز.

قصة سيدنا ابراهيم والبحث عن الله:

في احدي الليالي كان إبراهيم جالسًا يتفكر ويتساءل من هو الله؟ وأين يوجد؟ وفجأة بينما هو على ذلك الحال إذ رأى كوكبًا يلمع في السماء من بين ظلمات الليل، فصاح إبراهيم ها قد وجدت الله، هذا الكوكب اللامع لم يصنعه البشر، كما أنه لا يتحطم كتماثيل الحجارة.


وليلتها فرح سيدنا ابراهيم وظن أن الكوكب هو الاله وظن أنه قد اهتدى للأمر الصواب، وأخذ يصلى لذلك الكوكب طوال الليلة، وأخبر قومه أنه عرف الله، انه ذلك الكوكب اللامع في السماء، ولكن في الصباح الباكر نظر إبراهيم إلى السماء فلم يجد الكوكب.


وقتها أدرك إبراهيم أن الكوكب ليس إله؛ أنه يغيب أما الإله لا يغيب أبدًا، (فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ)، ولكن لم ييأس إبراهيم واستمر في بحثه عن الله، لمح القمر مكتملًا ينير السماء، حينها قال هذا ربي كيف لم أدركه من قبل؟، ولكن خاب أمل إبراهيم عندما استيقظ ووجد القمر غائبًا لا يظهر في السماء، وحزن إبراهيم أشد الحزن وقال (لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ).


وفي الصباح جلس ابراهيم تحت ضوء الشمس، وبدأ في نظر إليها ورآها كبيرة تنير الكون بأكمله، تشبه الكرة الضخمة الملتهبة، فبدأ بالصياح إبراهيم ها قد وجدت الله، فهذه الشمس هي إله الكون، ولكن لم تطل آماله كثيرًا؛ فبعد ساعات مالت الشمس إلى الغروب؛ فأدرك إبراهيم أنها ليست إله الكون كما كان يظن.


وأدرك سيدنا ابراهيم أن الكواكب والقمر والشمس ليسوا آلهة، الله موجود ولكنه لا يستطيع رؤيته، فهو الله خالق الكون بأكمله، بما فيه الشمس والقمر والنجوم والكواكب، آمن إبراهيم بالله سبحانه وتعالى، وأسلم وجهه له، ولم يكن من المشركين، وأصر أن يذهب لأبيه ويتحدث معه واستمرت قصة سيدنا ابراهيم ولكن مع قومه.

قصة سيدنا ابراهيم مع أهله:

واجه سيدنا إبراهيم أبيه وقال يا أبتي لماذا تعبد تلك الأصنام؟ التي لا تنفعك بشيء؛ فهي لا تسمع ولا ترى، وراح يخبره بأن الله موجود وهو لا يراه، وأن عليه أن يتبعه، فهذه الصراط المستقيم.


ولكن صاح الأب في سيدنا ابراهيم وغضب غضبًا شديدًا عليه، ذلك الفتى الصغير الذي تمرد على ما تعودوا على صنعه وعبادته، فأخبره سيدنا ابراهيم أن الشيطان هو الذي يسول له ولقومه الضلال، والكفر، وعبادة الأصنام، وإذا استمر في العصيان فسوف يكون مصيره النار.


وتوعد والد إبراهيم ابنه بالضرب، والقتل، والرجم حال لم يكف عن الهجوم على الأصنام، وايضا ان لم يتوقف عن الدعوة إلى الله، ثم طرده من المنزل، ولكن لما وجد إبراهيم أنه لا فائدة من أبيه، وأنه لن يستجيب له (قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا).

قصة سيدنا ابراهيم وتحطيم الأصنام:

قررسيدنا ابراهيم أمرًا في نفسه، وعزم على تنفيذه، وفي هذا الوقت كان هناك احتفالًا يقام في مكان ما بالمدينة، وقتها انتظر إبراهيم حتى تجمع قومه، وذهبوا إلى الاحتفال، وقام بالتوجه إلى المعابد التي توجد بها التماثيل والأصنام، ونظر إبراهيم إلى التماثيل المصنوعة من الحجارة، ثم وجه حديثه إليها وقال ساخرًا: ما لكم لا تأكلون.. وما لكم لا تنطقون؟


وقام بعدها سيدنا ابراهيم بحمل فأسه، وأخذ يكسر تلك الأصنام وحولها إلى قطع أحجار صغيرة، الا كبير الأصنام تركه سليمًا، لعل ذلك يُرجع قومه إلى صوابهم، يدركون أنهم في ضلال كبير بعبادتهم لتلك الأصنام التي لا حياة بها.


جاء قوم إبراهيم، ورأوا ما حدث لأصنامهم، أعمى الضلال والكفر قلوبهم؛ لم يتساءلوا كيف أنها آلهة وكيف لم تدافع عن نفسها؟! وكيف أن كبير تلك الآلهة لم يدافع عنهم وهو في نظرهم إله؟


وحينها غضب قوم إبراهيم أشد الغضب وأخذوا يتسائلون، من الذي تجرأعلى آلهتهم؟ ومن الذي فعل بها هذا؟ وافتكروا ما كان إبراهيم يدعوهم إليه، وأدركوا أن ذلك من صنع إبراهيم؛ فطلبوا استدعائه فورًا.


وسأل قوم سيدنا إبراهيم، هل هو من فعل ذلك الفعل الشنيع بآلهتهم، فأجابهم إبراهيم، أن من فعل هو كبير الأصنام، والدليل أنه ما زال سليمًا، وطلب منهم فليسألوه إن كان قادرًا على الكلام والنطق (قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ)، رد عليه القوم قائلين، كيف نسأله وهو تمثال لا ينطق ولا يتكلم؟


وقتها قال إبراهيم أرأيتم هذه التماثيل التي لا تنطق، أنت تعبدونها فأين عقولكم! عندئذ تراجع قوم إبراهيم قليلاً وأدركوا ضلالهم، ولكن هيهات سرعان ما عاد كبريائهم فأمر القوم بإحراق إبراهيم (قَالُواْ حَرّقُوهُ وَانصُرُوَاْ آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ)، فأمر الحاكم، بإلقاء القبض على إبراهيم، وإحضاره ليتم حرقه جزاءًا لما فعله بآلهتهم.


تم إلقاء إبراهيم في النار، وصاح الناس ساخرين به، فهو الذي كان يحذرهم من دخول النار، بسبب كفرهم وضلالهم، ها هو من يدخل النار، ولكن جلالة وقدرة الله فوق كل شيء، فقد أمر الله النار أن تكون بردًا وسلامًا على إبراهيم (يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ).


أصبحت النار لطيفة على إبراهيم فهي تبدو من الخارج مشتعلة، وذات ألسنة لهب مخيفة، بينما هي في الداخل كالجنة، يسبح فيها إبراهيم ربه يذكره.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.