فن وترفيه

القدس واجمل ما قاله الشعراء عنها

لا توجد إلا وأبكت الملايين من عشاق هذه الأرض المقدسة، فالكثير من الشعراء والأدباء من كل بلاد العرب قد تغنوا في عظمة القدس الشريف وتاريخه العريق الحافل بالأمجاد والذكريات المجيدة، ولا يخفى على أحد مكانة القدس بين دول العالم لما تحويه من معالم أثرية ودينية بالإضافة إلى تاريخها الحافل بالبطولات.


وليس بكثير على هذا البلد العظيم أن يُكتب فيه أعظم القصائد وأروع الكلمات، لذا سنقدم إليكم أجمل ما قال الشعراء عن مدينة القدس العريقة. 


قصيدة عن القدس بقلم نزار قباني

قدم الشاعر الكبير نزار قباني العديد من القصائد والأشعار عن القدس، من بينها قصيدة عن "القدس" و "لك في القلوب منازل ورحاب" و "يا قدس".


قصيدة "القدس"

بكيت.. حتى انتهت الدّموع

صليت.. حتى ذابت الشّموع

ركعت.. حتى ملّني الرّكوع

سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع

يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء

يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسّماء

يا قدسُ، يا منارةَ الشّرائع

يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع

حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول

يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول

حزينةٌ حجارةُ الشوارع

حزينةٌ مآذنُ الجوامع

يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد

من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟ صبيحةَ الآحاد

من يحملُ الألعابَ للأولاد؟ في ليلةِ الميلاد

يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان

يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان

من يوقف الحجارة يا بلدي

من يوقفُ العدوان يا بلدي؟

عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان

من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟

من ينقذُ الإنجيل؟ من ينقذُ القرآن؟

من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟ من ينقذُ الإنسان؟

يا قدسُ.. يا مدينتي

يا قدسُ.. يا حبيبتي

غداً.. غداً.. سيزهر الليمون

وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون وتضحكُ العيون

وترجعُ الحمائمُ المهاجرة إلى السقوفِ الطاهرة ويرجعُ الأطفالُ يلعبون

ويلتقي الآباءُ والبنون على رباك الزاهرة

يا بلدي.. يا بلد السلام والزيتون.

قصيدة عن القدس "لكِ في القلوب منازل ورحاب"

لكِ في القلوبِ منازلٌ ورحابُ يا قدسُ أنتِ الحبُّ والأحبابُ

لي فيِـكِ أقدارٌ ولي دارٌ ولـي أرضٌ ولي أهــلٌ ولــي أنسـابُ

لي المسجدُ الأقصى ولي ساحاتُهُ والمنبرُ المغدورُ والمحرابُ

لي سِفرُ تاريخٍ أضاءَ سطورَهُ مجداً صلاحُ الدّينِ والخطّابُ

لي ذكرياتٌ لي أمانٍ لي رؤىً لي فيكِ غاليتي صِباً وشبابُ

لي فيـكِ أحلامٌ وبعدَكِ تنتهي الأحــلامُ بعدَكِ تُقفرُ الألبـــابُ

تاريخُ شعبي في حماكِ مســطّرٌ شــهدتْ عليهِ مـآذنٌ وقبــــابُ

قصيدة عن القدس "يا قدس"

يا قدس ما لي أرى في العين أسئلة على بحار من الأمواج تحملني

ما لي أرى قسمات الوجه شاحبة وقد عَلَتها جراح البؤس والوهن

وفوق سورك أحجارٌ وأتربة صبّ الزّمان عليها أبشع المحن

أرنو إليها ولا أدري أتعرفني أم أنّها مع دجى الأيام تنكرني

وكنت قبل تجافينا أعانقها دوماً وأُشبِعها لثماً وتشبعني

واليوم شاد عليها البوم منزله وصرت فيها غريباً دونما سكن

فهل تعود ليالينا التي سلفت؟ وهل تموت بنا الشكوى من الزمن؟

وهل أراك برغم القهر مشرقة؟ وقد توارى الضنى عن وجهك الحسن؟

فألثم الثغر والأشواق تغمرني ومن فؤادك نار الحب تحرقني

وأنظم الشعر بعد الوصل مبتهجاً وفرحتي بك فوق الغيم تنقلني

أنا أحبّك يا محبوبتي أبداً وحبّك العذب يحييني ويسعدني

فكيف أحيا بدون القدس ثانية؟ وكيف أهدأ والهجران يسحقني؟

أنا السفين وأنت البحر ملهمتي فكيف تمضي بلا ماء إذاً سفني؟

قصيدة عن القدس بعنوان "القدس والساعة" للشاعر راش حسين

كانت الساعة ُ في القدس: قتيلاً جريحاً ودقيقه

كانتْ الساعة: طفلاً سرقَ النابالمُ رجليهِ

ولمّا ظلَّ يمشي سرقوا حتى طريقه

كانتِ الساعةُ صفراً عربياً كانتِ الساعةُ ميلادَ الحقيقة

دقّت الساعة ُ .. دقّتْ دقّتِ الساعةُ!

لكن ... كانَ ربُ الشعبِ في البارِ يُصلي لعشيقهْ

ثُمَ يهديها دمَ الناسِ وروداً شربتْ عطراً وأصباغـاً ولكن لم يشرفها ترابٌ في حديقة

كانتِ الساعةُ أصفاراً كباراً كانتِ الساعة ُ ميلادَ الحقيقة

كانتِ الساعةُ .. أن تنبتَ للأشجارِ الأحجارِ والأزهارِ والماءِ أظافر

كانتِ الساعةُ أن يحبَلَ مليونُ رجُلْ علنا نُرزقُ فكرهْ علنا نُرزقُ ثورهْ

كانتِ الساعةُ ... كانتْ

كانتِ الساعةُ: عاقرْ

صارَتِ الساعة ُ في القُدسِ ... عذارى

في ثوانٍ حَبِلَتْ في ثوانٍ وَلَدَتْ

في ثوانٍ .. صارت الساعة ُ في القدسِ

نضالاً ودقيقهْ

دقّت الساعة ُ ... دقّتْ

بكتْ الساعة ُ حُباً .. وعذاباً وتمنّت

وإذا الطفلُ الذي من دونِ رجلينِ

على كفيهِ يمشي وعلى عينيهِ يمشي

حاملاً حُلُماً وخبزاً وسلاماً – لِمُقاومْ

هامساً أبسَطَ ما صلاّهُ طفلٌ:

"قتلوا رجلَي واغتالوا طريقي ولهذا .... لَم يَعُد لي غَيرَ أن أبقى هُنا حتى ولوقبراً .... يُقاوِم"

دقّتْ الساعة ... دقّت

ثُمَ دقّت ثُمَ دقّت

دقّتِ الساعة ُ دقاتٍ أخيرهْ ثُمَ ماتت

لَم تَعُد بالقُدسِ للساعاتِ حاجهْ

حطمّت ساعاتِهِمْ بنتٌ صغيرهْ

عُمرُها مائةُ مليونِ مُعَذّبْ أُمةٌ رغماً عنِ التخديرِ والأفيونِ

يوماً سَوفَ تَغضَبْ

ولهذا... كُلَّما مرّت بمحتلي عيون ِ القدسِ طفلةٌ

بنتٌ صغيره فتّشَت أعيُنُهُم , آلاتُهُمْ

في صَدْرِها في رَحْمِها في عَقْلِها ... عن قنبله

وإذا لم يجدوا شيئاً أصَرّوا : "هذه البنت الصغيرهْ وُلِدَت في القُدسِ والمولودِ في القُدسِ سَيُضحي قُنْبُله صَدّقوا ... المولودُ في ظلِ القنابلْ سوفَ يُضحي قُنْبُله"


قصيدة عن القدس للشاعر هاشم هارون رشيد بعنوان "إلى القدس"

أجلْ إنّي من القدس وفيها قد نما غرسي

جذوري في عروق الصخر في الصّلد، وفي الملس

ومن كنعان بي نبضٌ ومن عدنان، من قيس

من الماضي، من الحاضر من يومي، ومن أمسي

عريق المجدِ والأنساب مشدودٌ إلى الشمس

بها أختالُ في الدنيا وأمشي رافع الرأس

أنا أعطيتها عمري فدىً، أسكنتها حسّي

أنا غنّيتها شعرا رفيع الوقع والجرس

أنا منها وإن غرقت ببحر الهمّ والبؤس

أنا منها وإن حطّت عليها راية البؤس

دمي هذا الذي يجري لها متدفّقَ البجس

أنا منها وأفديها أنا بالمال والنفس

ولا أرضى لها ذلاً لمحتلّ ومندسّ

هي القدس وكم ردّت من الرومان والفرس

وكم في خاطر التاريخ من قولٍ ومن حدس

عن القدس، وهل أسمى وهل أزهى من القدسِ


وغيرهم ما يزيد عن 1000 قصيدة عن القدس الحبيبة، التي تهفو الروح إليها في كل وقت وحين، نسأل الله أن يفك أسرها وزيارة في رحابها عن قريب.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.