الصابون النابلسي



هو نوع من الصابون تشتهر مدينة نابلس بفلسطين بصناعته منذ القدم.هو الصابون الأكثر جودة، فجودته ليست عادية وهذا هو سر إنتاجه الجيد حتى الآن. ويتكون من زيت الزيتون البكر، ويتميز عن غيره من الأنواع الشهيرة الأخرى مثل: الصابون الحلبي والطرابلسي بلونه الأبيض. حيث يحضر من زيت الزيتون بنسبة 82% تقريبًا والصودا الكاوية بنسبة 13% تقريبًا، بالإضافة الى ماء ومواد أخرى بنسبة 5% تقريبًا. ويتم طبخه على نار حامية وصبه على الأرض، ثم يتم تقطيعه يدوياً وليس له أي رائحة. 



تاريخ صناعة الصابون النابلسي


يرجع تاريخ صناعة الصابون في نابلس إلى القرن العاشر الميلادي, حيث شكلت التجارة مع البدو في نابلس والخليل عنصراً هاماً وضرورياً، حيث كان البدو هم الوحيدون القادرون علي تزويدهم بالصودا الكاوية اللازمة لصناعة الصابون. وكان يتم إرسال الصابون إلى دمشق ليستخدم في المسجد الأموي، كما كان يصدر إلى العديد من البلدان وجزر البحر الأبيض المتوسط.


وفي زمن الاحتلال الصليبي حظيت نابلس بمكانة مهمة لشهرتها بصناعة أهم أنواع الصابون؛ حتى إن هذه الصناعة أصبحت حكراً على الملك فهو المسؤول عنها، ولا يسمح لأي من أصحاب المصانع بمزاولة الصنعة إلا بعقد يمنحه لهم ملك "بيت المقدس" مقابل مورد مالي دائم من أصحاب المصانع. ولم يكتف الصليبيون بذلك بل اجتهدوا في نقل الصنعة إلى أوروبا، وتأسست مصانع الصابون من زيت الزيتون في مرسيليا وكانت هذه المصانع تحضر الصابون بطريقة مشابهة لطريقة تحضير الصابون النابلسي.


وفي القرن الرابع عشر تطورت صناعة الصابون بشكل كبير في نابلس بعدما تم تصديره إلى دول الشرق الأوسط وأوروبا، وقيل وقتها أن الملكة إليزابيث الأولى أشادت بهذا النوع من الصابون.


وفي القرن التاسع عشر الميلادي شهدت هذه الصناعة في نابلس توسعاً كبيراً حتى أصبحت من أهم مراكز صناعة الصابون في الهلال الخصيب، وفي عام 1907 بلغ عدد المصانع 30 مصنع تنتج قرابة 5000 طن سنوياً، وكانت نابلس وحدها تنتج أكثر من نصف إنتاج فلسطين من الصابون.


تدهور صناعة الصابون


في عام 1907م كان هناك 30 مصنع للصابون النابلسي في المدينة يقومون بتوريد نصف احتياجات فلسطين من الصابون. حيث تدهورت صناعته خلال منتصف القرن 20 إثر الدمار الناجم عن زلزال عام 1927م. بالإضافة الى ذلك عدم حماية الاسم التجاري؛ ما شجع العديد من أصحاب المصانع التجارية إلى تقليد علامة الصابون، ثم جاءت الضرائب الجمركية التي فرضتها الحكومة المصرية بالتعاون مع حكومة الانتداب البريطاني وتلتها رسوم الاستهلاك التي فرضتها الحكومة السورية على الصابون النابلسي.


بالإضافة إلى الاحتلال الإسرائيلي. والهجمات من قبل القوات الإسرائيلية المحتلة. خاصة في أحداث الانتفاضة الثانية حيث دمرت الكثير من مصانع الصابون والكثير من المباني الأثرية في نابلس. ولم يتبقَ حالياً إلا عدد قليل جداً منها.


واعتباراً من عام 2008 لم يتبقَ من هذه المصانع في نابلس سوى مصنعين فقط. من بينهم مصنع عرفات القديم للصابون الذي تحول إلى مركز إحياء وتنمية التراث الثقافي.



عملية إنتاج الصابون النابلسي



ساهم وفرة إنتاج "زيت الزيتون" في توفير بيئة مناسبة لصناعة الصابون في نابلس، كما ساعد انتشار الحمامات التركية العامة في المدينة في استمرار هذه الصناعة وزيادة الطلب عليها، فقد ارتبط الصابون النابلسي قديما بالحمامات العامة، إذ كان العامل ينتهي من عمله مساء ويشتري قطعة من الصابون ويذهب بها إلى أحد الحمامات ليغتسل.



الأدوات المستعملة


1- الحلة: وهي عبارة عن حوض دائري مقعر من النحاس يبلغ سمكه 2.5سم ويبلغ قطره حوالي مترين، يوضع على عمق مترين أو أكثر، ثم يبنى حولها جدار سميك من الحجر الناري يتصل من أسفل بقاعدة النحاس ثم يصقل من الداخل. وعلى حافة الحلة العليا يوجد طوق سميك من الخشب. وتتسع الحلة إلى ما يقارب 250 جرة زيت أي ما يزيد عن 5 أطنان بالإضافة إلى المواد الأخرى التي تدخل في صناعة الصابون.



2- المخاضة: وهي عبارة عن قضيب خشبي طوله مترين ونصف، وفي رأسه السفلي قرص خشبي قطره 25 سم، وتستعمل المخاضة للتحريك عند بداية علمية التصبن.


3- الدكشاب: يشبه المجداف أو المعلقة، ويتكون من عمود من الخشب قطره 7 سم وطوله أربعة أمتار تقريبًا وفي رأسه السفلى قطعة خشب شكلها قطع دائري، ويستعمل لتحريك الطبخة أثناء عملية التصبن.


4- الشمامة: أداة من الخشب لأخذ عينه من الصابون لفحصها من قبل الرئيس.


5- العوامة: قضيبين من الخشب طول كل واحد منهما 3م متصلين من أحد الأطراف بقطعة مستطيلة من الخشب؛ ومربوط بها عند الطرف العلوي حبل. وتستعمل العوامة في نهاية السفي حيث يتم بها تجميع الصابون في أسفل الحلة فوق ماء الخمير.


6- علبة البسط: وعاء دائري من الصفيح، قاعدته من الخشب السميك، تتسع إلى 17 كغم من الصابون اللزج (الهلامي) تقريبًا.


7- الشوكة: قطعة من الحديد مبسطة ورأسها مدبب طولها يساوي عمق الصابون عند البسط وتستعمل لتحديد سمك الصابون عند عملية البسط، ويكون لها مقبض من الخشب.


8- المالج: قطة مستوية من الحديد، لها مقبض خشبي، تستعمل لتسوية سطح الصابون بعد علمية البسط.


9- المقشرة: صفيحة معقوفة بزاوية منفرجة بها ذراع خشبية، وتشبه في شكلها شفرة الحلاقة.


10- المقطع (السكين): سكين خاص مثبت على ذراع من الخشب طوله 70 سم.


11- الدوبارة: خيط طويل من الكتان.


12- الفرجار.


13- الأختام: وهي عبارة عن قطعة منقوشة من النحاس تحمل الماركة المسجلة للمنتج، مثبتة على مطرقة خشبية.



أنواع الصابون


أشهر الأنواع هي: "المصري"، و"الرنتيسي"، و"كنعان"، و"الشكعة"، و"النابلسي" و"فطاير" التي انهارت في زلزال مدينه نابلس 2003"، "فطاير، حارة الفقوس" أسماء لأشهر مصابن نابلس التي وجدت منذ القرنين الثامن والتاسع عشر في أحياء نابلس العريقة كالحبلة والياسمينة والغرب والقريون والشيخ مسلم.



يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.