تاريخ صناعة الساعات

ومع مرور الوقت، أخذت صناعة الساعات تتطوّر بشكل كبير، حيث صُنِعت ساعات البندول، والساعات التي تحتوي على الزمبرك الشَّعريّ الذي يتميّز بخاصّيّة ثبوت مدّة الذبذبة، واستمرّ تطوُّر صناعة الساعات إلى وقتنا الحاليّ.


وعلى الرغم من التقدُّم الكبير في صناعة الساعات، إلاّ أنّها لم تصل إلى تحديد الوقت تحديداً مطلقاً؛ بسبب تأثير عوامل الضغط والحرارة على طول البندول أو الزمبرك، وهذا ما يؤدِّي إلى التغيُّر مدّة تذبذبها التي يُقاس بها الزمن، وقد تبيَّن أنّ الساعة الوحيدة التي لا يُمكن أن تُخطئ في قياس الوقت هي الأرض؛ حيث إنّ الوقت الذي تدور فيه دورة واحدة حول نفسها ثابت ثبوتاً مطلقاً.


صناعة الساعات

تختلف طريقة صناعة الساعات باختلاف أنواعها، وفيما يأتي معلومات عن صناعة الأنواع المختلفة للساعات:


الساعة الشمسيّة (المِزْوَلة): يُعتقد أنّ الصينيِّين هم من اخترعوا هذه الساعة، وظهرت في الحضارة الفرعونيّة وأخذتها عنهم الحضارة الإغريقيّة واستُخدِمت كمِزْوَلة، وتتكوّن الساعة الشمسيّة بشكل أساسيّ من عصاً أو شاخص رأسيّ مغروس في الأرض، ويتمّ تحديد الوقت بمعرفة طول الظل الساقط على المستوى العاموديّ أو الأفقيّ للأرض، ولكن في الحقيقة، لا يُمكن استخدام الساعة الشمسيّة في الليل وعند غياب أشعّة الشمس، كما أنّ الوقت الذي تقيسه ليس نفسه في الأيام جميعها؛ لأنّ طول الأيّام يختلف تبعاً لاختلاف الفصول.


الساعة المائيّة:

نظراً لعدم فاعليّة الساعة الشمسيّة عند غياب أشعّة الشمس، اخترع المصريّون القدماء والإغريق الساعة المائيّة التي تعمل في الليل والنهار وعند غياب ضوء الشمس، وتتكوّن هذه الساعة من إناء يحتوي بالكامل على الماء، وثقب صغير في قاعدته يسمح للماء بالتسرُّب من خلاله، ويتمّ تحديد الوقت عند نفاذ كمية المياه في الإناء.


في الحقيقة، لم تكن الساعة المائية دقيقة في تحديد الوقت؛ لأنّ ضغط السائل في الإناء يختلف تبعاً لاختلاف منسوب المياه في الإناء، كما أنّ الماء قد يتعرَّض للتجمد عند انخفاض درجات الحرارة.


الساعة الرمليّة أو الزجاجيّة: هي آلة تعمل من خلال تفريغ الرمل من زجاجة إلى أخرى في فترة زمنيّة تبلغ ساعةً، لذلك سُمِّيت ساعةً، وقد ابتكرها المصريّون.


ساعة البندول:

هي ساعة خشبيّة يتمّ تعليقها على الحائط وتتميّز بوزنِها الثقيل، وتحتوي بشكل أساسيّ على بندول قصير يُمثّل مقياساً موثوقاً به للوقت، بحيث يتمّ الاعتماد على طول البندول لقياس الفترة الزمنيّة الكاملة.


تمّت صناعة أوّل ساعة بندول من قِبَل عالم الفلك والفيزياء الهولنديّ كريستيان هوجنز عام 1656م، حيث ساهم في بدء التطبيق العمليّ لصناعة ساعات البندول واعتِبارها مراقباً للوقت، مستفيداً من ملاحظات غاليليو عام 1581م حول خاصّيّة ضبط الوقت الموجودة في البندول.


ساعات اليد: تمّت صناعة أوّل ساعة صغيرة محمولة في القرن السادس عشر بواسطة صانع أقفال ألمانيّ يُدعَى بيتر هينلن، وقد عُرِفت هذه الساعة باسم بيضة نوريمبيرغ، حيث كان شكلها مدوَّراً.


وقد تمّ تطوير الساعة لتصبح أكثر دقّة وفعاليّة، فقد صُنِعت ساعات اليد الإلكترونية التي تحتوي على بطاريّة صغيرة تزوّدها بالطاقة، كما ظهرت ساعات يد أكثر دِقّة من الساعات الإلكترونيّة عُرفت باسم ساعات الكوارتز.


أشهر الساعات حول العالم

نظراً لأهمِّية معرفة الوقت ولأهداف سياحيّة، تمّ تشييد ساعات عملاقة تُمثِّل تحفة فنيّة، ومن هذه الساعات:


ساعة بيغ بن الشهيرة:

هي أحد أعظم المعالم السياحيّة في لندن، تمّ تشييدها على برج عملاق في القرن التاسع عشر، وقد سُمِّيت بذلك نسبةً إلى من أشرف على بناء برج الساعة؛ وزير الأشغال البريطانيّ السير بنجامين هول الذي كنيته (بيغ بين).


في أواخر القرن العشرين تعرّضت الساعة الشهيرة لعطل فنيّ؛ بسبب سقوط عدد من القضبان الحديديّة عليها، ولكن سرعان ما تمّ إصلاحها لتعود للعمل من جديد، وبَعْد فترة زمنيّة كادت هذه الساعة تتعطّل مرّةً أخرى، والسبب هذه المرّة هو سُقوط أحد طُبول الساعة بسبب تآكل المعدن الذي يحملها، وتسبّب هذا بتوقُّف الساعة عن العمل مدة 22 يوماً، أمّا الأجراس فبقيت متوقّفةً مدّة 9 أشهر عن العمل.


ساعة الحرم المكّيّ:

هي أكبر ساعة تمّ تشييدها في العالم، وتقع هذه الساعة في مكّة المكرّمة، وتُطِلّ على ساحات الحرم المكِّي مباشرة، تمّ بناؤها بأمر من الملك عبد الله بن عبد العزيز في عام 2010م، حيث يُمكن رؤيتها من مسافة تزيد عن ثمانية كيلومتراتٍ..

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.