إنّ رحيل الأديب الفلسطينيّ سلمان ناطور هو خسارة كبيرة للسّاحة الثقافيّة العربيّة والفلسطينيّة. حيث خصص الأديب الفلسطيني الكبير قلمه لتوثيق الذّاكرة الفلسطينيّة، الثقافة الفلسطينية، قصص الناس والارض ، تاركا ورائه ارثا شعريا وادبيا ومسرحيا وثقافيا ووطنيا خالدا للأجيال القادمة.

ولد في دالية الكرمل عام 1949. أنهى الثانوية في حيفا وواصل دراسته الجامعية في القدس ثم في حيفا. درس الفلسفة العامة وعمل في الصحافة منذ العام 1968 وحتى 1990 حيث حرر الملحق الثقافي لجريدة "الاتحاد" الحيفاوية ومجلة "الجديد" الثقافية. شارك في تأسيس وإدارة عدد من المؤسسات العربية، بينها: إتحاد الكتاب العرب، وجمعية تطوير الموسيقى العربية، ومركز إعلام للمجتمع الفلسطيني، وحلقة المبدعين العرب واليهود ضد الاحتلال ومن أجل السلام العادل وجمعية عدالة،ومعهد الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية على اسم اميل توما بحيفا. وادار في مركز مساواة مشروع : "الثقافة الفلسطينية- حقوق وفضاءات" وبادر في اطاره لتأسيس مشروع: "آذار الثقافة" الذي يكرس منذ العام 2011 لتنشيط الثقافة الفلسطينة في الداخل لشهر كامل غني بالفعاليات الثقافية الفلسطينة من الجليل وحتى المثلث. مثّل الثقافة الفلسطينية في العديد من المؤتمرات والمهرجانات العربية والأجنبية. اعتقل وفرضت عليه إقامات منزلية إجبارية لفترات عديدة بسبب مواقفه الوطنية التي عبر عنها في كتاباته الصحفية والأدبية.

- الانتاج الادبي والفكري

1 – آراء ودراسات في الفكر والفلسفة، القدس 1971 مقالات
2 – ما وراء الكلمات، القدس 1972 قصص قصيرة
3 _ أنت القاتل يا شيخ، القدس 1976 رواية
4 - الشجرة التي تمتد جذورها الى صدري 1978 الأسوار عكا قصص قصيرة
5 – أبو العبد في قلعة زئيف 1980 بيروت دار المصير مقالات ساخرة
6 – ساعة واحدة وألف معسكر 1981 حيفا دار اليسار مقالات ساخرة
7 - وما نسينا 1983 دار الجديد حيفا قصص تسجيلية عن النكبة
8 – كاتب غضب 1985 الاتحاد حيفا مقالات ساخرة
9 – حكاية لم تنته بعد 1986 دار العماد حيفا مقالات ساخرة
10 – خمارة البلد 1987 الاتحاد حيفا قصص ساخرة
11 – يمشون على الريح 1992 مركز يافا كتابة تسجيلية (صدر باللغة العبرية أيضا)
12 – فقسوسة 1995 قصة للأطفال
13 – دكدوك 1995 قصة للأطفال
14 – شرقشند 1995 قصة للأطفال
15 – شيكي بيكي 1995 قصة للأطفال
(وزارة الثقافة الفلسطينية أعادت طباعة القصص الأربع ووزعت على المدارس الفلسطينية عام 2004)
16 – طائفة في بيت النار 1995 مقالات
17 – من هناك حتى ثورة النعناع 1995 حوارات مع الكتاب الاسرائيليين
18 – ثقافة لذاتها، ثقافة في ذاتها 1995 مقالات عن الثقافة الفلسطينية
19 – دائرة الطباشير الفلسطينية 1995 مقالات سياسية
20 – هل قتلتم أحدا هناك ؟ نص من وعن الذاكرة 2000 بيت الشعر رام الله
21 – أريحا ..رحلة يوم وعشرة آلاف عام 2000 مؤسسة تامر رام الله تسجيلي
22 – فلسطيني على الطريق 2000 مؤسسة تامر رام الله تسجيلي
23 – الاعلام الاسرائيلي والانتفاضة 20001 (دراسة)
24- ذاكرة 2006 مركز بديل – بيت لحم. صدرت باللغة الايطالية عام 2008 وباللغة العبرية عام 2015
25 – سفر على سفر .2008 , مؤسسة تامر رام الله.
26 - ستون عاما/ رحلة الصحراء , 2009, دار الشروق عمان – رام الله.
27- هي أنا والخريف، رواية، 2011، دار راية للنشر، حيفا. صدرت الطبعة الثانية 2013 عن دار الشروق في عمان ورام الله وصدرت باللغة العبرية عام 2012 ترجمة يهودا شنهاف شهرباني

اعداد وترجمة عن العبرية:
1 – الزمن الأصفر دافيد غروسمان 1976
2 – أحاديث في العلم والقيم يشعياهو لايبوفيتش 1995
3 – عادة للريح قصص لسبعة كتاب عبريين 1990
4 – لمن ترسم الحدود قصص اسرائيلية 1996
5 – من بياليك الى عميحاي قصائد اسرائيلية 2000
6 - اسرائيل/ فلسطين الواقع وراء الأسطورة ميخائيل هرسيغور دراسة ناريخية
7 – قصص اسرائيلية صدرت عن مركز مدار رام الله 2004
8 – ما أروع هذه الحرب كتاب دان ياهف عن العسكرة في المجتمع الاسرائيلي صدر عن مدار 2004
9 – جدلية المنفى والوطن، ايلان غور زئيف، مدار 2006
10 – المسرح الاسرائيلي ، شمعون ليفي، مدار 2006

مسرحيات:
1 – المستنقع. الناصرة 1982 اخراج رياض مصاروة
2 – موال . الناصرة، 1990 اخراج راضي شحادة
3 – هزة الغربال . الناصرة ، 1992 اخراج سليم ضو
4 – هبوط اضطراري القدس – الحكواتي 1999 اخراج مازن غطاس (بالعبرية مسرح السرايا في يافا اخراج غاي كوهين 2004). مسرح حكايا رام الله 2009.
5 – ذاكرة. مسرح يافا 2003 اخراج أديب جهشان، اعيد انتاجها في مسرح الافق بحيفا في 2015
6- سفر على سفر، مسرح السرايا، اخراج منير بكري 2013
ترجمة واعداد مسرحيات:
6 – المتاهة عن رواية سامي ميخائيل انتاج بيت الكرمة
7 – الحارس مسرحية هارولد بنتر المسرح البلدي حيفا
8 – طريق الآلام مسرحية ديفيد هير مسرح الكاميري تل أبيب

كتبوا عن "ذاكرة"/ مختصر

* إنها "ذاكرة" حياة تواجه ذاكرة موتٍ عند الإسرائيليين، فإذا كان الإسرائيليون قد استعمروا هذه البلاد قادمين على أسطورة المحرقة، فإن الفلسطينيين يواجهون الإبادة والنفي بما زرعوه وتركوه من حياة على هذه الأرض المثمرة بالحضارة والتاريخ والثقافة والإنسانية، فلا يحتاج الفلسطينيون إلى خرافةٍ لتأويل أسطورتهم وتبرير وجودهم. (عيسى قراقع)

*"لقد استطاع ناطور من خلال "ذاكرة" نفض غبار السنين عما خزنته ذاكرة جيل كامل من الفلسطينيين لم يكل ولم يمل، ليكتشف لنا أن في الذاكرة شيء غير وجه الهزيمة والنكبة، إنما الهوية والكينونة"(أحمد محيسن)

* في كتاب " ذاكرة" هناك جمال فلسطين المتواضع والطيب. المباشر والصريح والذي لا يتحمل التنظيرات والتعقيدات الأيديولوجية. هناك طيبة النساء وترابط الإنسان مع محيطه ، تلك الجمالية التي وثّقت الفلسطيني مع أشجاره ، دابته ، وعبق الريحان والزعتر والنرجس (د.صلاح محاميد)

* هذه الذاكرة هي حكايات بسيطة لكنها تكشف عن عالم كبير، فيه ألم بحجم المأساة وفيه ابتسامة بحجم سخريات القدر وفيه حكمة بحجم العالم الفلسطيني العبثي. انها ذاكرة الكاتب الخاصة، وفي الوقت نفسه ذاكرة شعبه، ذاتية وجماعية، له وحده ولنا جميعا، عنه كمن لا يحتفل بيوم ميلاده وعنا كمن نحتفل بمناسبات موتنا واستشهادنا. (مسرح السرايا – يافا)

"* ذاكرة" الأديب سلمان ناطور هي ذاكرتنا ، تعيش في أعماق أعماقنا، ربما لم نعاصرها جميعا، لكن النص الرشيق إستطاع أن يستحضرها الينا وهناك حضناها، لا بل خضنا غمارها. عاندناها أحيانا وإنسبنا مع الجميل منها في أحيان أخرى. (فراس خطيب)

* سلمان ناطور هو من رواد جيل المخضرمين في الأدب الفلسطيني. يكتب منذ قرون ويبدو أنه سيكتب لقرون. سخريته مهدت لما نحياه اليوم، ونظرته الحاذقة العميقة إلي القصص المتوارثة عن آبائنا وأجدادنا تفكك هذه القصص إلي عواملها الأصلية. (علاء حليحل)

* "ذاكرة"، رحلة الى الماضي من موقع الحاضر تحرك في مشاهديها جانبا من فلسطينيتهم وتجعلهم يحلقون في سماء الامل والحنين الممزوج بالواقع الانساني المتطلع الى المستقبل . هذه المسرحية ليست ذاكرة الماضي بقدر ما هي ذاكرة الحاضر , وهذا التناقض الزمني هو نفسه الذي يميزها . (د. جوني منصور)

* وهنا لا تفرّق ذاكرة المبدع بين كيّانها المتأصّل في تاريخيّة وجودها والتّائقة الى وطن جديد يسوده العدل وتحضر فيه قيّم التّسامح وبين ذاكرة شعبه الذّي يرفض الاحتلال وينتصر دائما لكرامته ولتاريخه ولأجيال المناضلين المبدعين والمفكّرين من أبناء فلسطين الذّين لا زالوا يتشبّثون بكلّ حبة تراب من ثرى وطنهم الغالي ومازال الكبار منهم يحتفضون بمفاتيح دورهم العتيقة في رام اللّه والقدس وحيفا وفي كلّ المدن والقرى الفلسطينيّة (عبد الرحمن المرساني)

* أراد سلمان ناطور في "ذاكرة" أن يتحدث عن الجانب الإنساني للقضية الفلسطينية، فخاطب العالم، بأسلوبه الإنساني، لان الفن والأدب والثقافة، والمسرح، أدوات لمخاطبة الوجدان والوعي، من خلال أداة جمالية، وهي مساهمة متواضعة، في صياغة الرواية الفلسطينية الشفوية لبناء الذاكرة الفلسطينية والجماعية. (هبة الطحان(

*كتاب سلمان ناطور إسهام جميل في مسيرة الذاكرة الفلسطينية المعاصرة، ففيها يحدث تحولا في تقنية السرد، وعليها يؤسس لأدب فلسطيني حديث يرقى إلى مصاف جمالي مركز من دون ان يتخلى عن جدلية الوطن والمنفى عبر التداعي وتذكر الحياة الفلسطينية كما كانت قبل النكبة وما جرى في أثنائها، وما حل بمن بقي في فلسطين. (محمود شريح)
*هو ليس رواية بالمفهوم التقليدي ، هو ليس مجموعة قصصية ، كما أنه بالتأكيد ليس مجموعة شعرية أو خواطر ونصوص أدبية ، ليس تأريخا لإحداث جرت وما زالت تجري ، ليس تكهنا لمستقبل لم يأت بعد ، وربما لن يأتي أبدا ، هو كل هذا وذاك ، صنفه كما شئت ، ضعه في الخانة التي تريد ، اقرأه بالطريقة التي تريد ، قيمه من أية زاوية تشاء ، فلا بد أن تتوصل إلى نتيجة حتمية وهي انك أمام عمل عظيم وغير مسبوق . "ستون عاما – رحلة الصحراء" (محمد عليان)

تقارير اخبارية / مختارات
“رحلة الصحراء الأولى” انطلقت من حيفا في ذكرى النكبة: سلمان ناطور، أضحك وأبكى وتحدى محكمة الجنايات

دقائق طويلة صفق الجمهور الذي ملأ قاعة مسرح الميدان بحيفا، مساء السبت الماضي، عندما ألقى سلمان ناطور بالحطة الفلسطينية على الحضور قائلا: “راحت الأرض وما بقي لي غير هالحطة، قبل ما يعملوا منها فساتين للسهرة، خذوها”.

“رحلة الصحراء الاولى: حدثتني الذاكرة ومضت”، هي نتاج متجدد لذاكرة سلمان ناطور (مسرح الافق بحيفا) وللذاكرة الفلسطينية التي تسكنه منذ حوالي أربعين عاما. وهي نص سردي صدر في ثلاثية وهو تمسرحها (او هي تمسرحه كما يقول) مستبدلا الجزء الثالث منها “انتظار” بيوميات حرب ما، لتشكل صرخة ضد الحروب التي تلاحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة وضد كل حرب. ستأتي الرحلة الثانية حتى نهاية هذا العام والثالثة في مطلع العام القادم.

حضر العرض بحيفا جمهور متنوع بينهم مثقفون وعمال وسياسيون ومدراء مراكز ثقافية من الجليل والكرمل والمثلث، وفي خلال أكثر من ساعة زمانية اختزل ناطور الروايات الفلسطينية بثلاث شخصيات حضرت بقوة في النص وهي شخصية أبي صلاح اللواح الذي يخفي خلف فرحه ونكاته وشغفه بفن الدبكة، مأساته الشخصية وماساة شعبه. والشخصية الثانية هي الشيخ عباس الذي قال عنه اهل البلد: “الشيخ عباس، لانه فقد الذاكرة اكله الضبع”، والشخصية الثالثة هي أم عبد الحسن التي اتهمها اهل البلد بأنها هي المسؤولة عن قتله وهي صارت تبكي وتصيح: “هذا ابني حبيبي، جبت له مي لاسقيه وخبز لأطعميه” وأمضت ما تبقى من حياتها لا تنطق إلا بسؤال واحد: “يما يا حبيبي مين قتل عبد الحسن؟”.

ثلاث شهادات على الجريمة قدمها كما لو كان ماثلا في محكمة: تدمير مخيم جنين في الاجتياح الأخير، اغراق 13 مسنا في مستنقع مرج ابن عامر وقتل عبد الحسن أمام ناظري أمه. هذه الشهادات تشكل التحدي الاكبر لمحكمة الجنايات الدولية التي لم تحقق حتى الآن بالنكبة.

في ساعة زمنية حضرت ذاكرة الموت وذاكرة الحياة واجتمعت الذاكرة الذاتية للكاتب مع ذاكرة شعبه الفلسطيني ليقول ان جيل النكبة شاهد عليها بعينيه وجيل الأبناء شاهد عليها بما سمعه منهم وجيل الأحفاد يدوّن ويسجل وينشر ويمسرح. حكاية اجيال متعاقبة تملك جميعها مفاتيح العودة ولا تتخلى عنها.

تم هذا العرض غداة الذكرى السابعة والستين للنكبة، وفي كلمة الافتتاح التي قدمها مدير مؤسسة الأفق عفيف شليوط قال: :” إن سلمان في هذا المساء ينفض غبار السنين عن أحداث حصلت في العام 1948 بحلوها ومرها، مؤكداً أن الذاكرة سلاح يجب أن نستخدمه في مواجهة الواقع الذي تتم محاولة فرضه علينا. فهذه الذاكرة عبارة عن حكايات بسيطة لكنها تكشف عن عالم كبير، فيه ألم بحجم المأساة وفيه ابتسامة بحجم سخريات القدر وفيه حكمة بحجم العالم الفلسطيني العبثي”.

وقال مخرج المسرحية ، المخرج العريق أديب جهشان، عن تجربته في اخراج هذه المسرحية: ” هذه قفزة نوعية في بلورة الذاكرة والحكاية الفلسطينية. ان اتاحة الفرصة لسلمان أن يُقدّم انتاجه الأدبي على المسرح ليس بالأمر الجديد عالمياً ، بل هو جديد في مسرحنا العربي”. وأضاف :”سلمان ناطور يدرك عمق القضية الفلسطينية وتحليلها عبر حكاياته ولذلك لا يجيد تقديمها أحد غيره، وعندما قرأتها قلت : هذا النص له فقط لقدراته الأدائية الخاصة وحضوره المميز، وقد اعتمدت الرؤية الاخراجية على تقليص واختصار المؤثرات المسرحية في الديكور والموسيقى والاضاءة، لكي يتسنى تقديم الحكايات بجمالياتها شكلا ومضمونا وبقوتها الكبيرة في التأثير على وجدان المشاهدين لتثير كل الاسئلة الصعبة”.

ساعد في الاخراج الشاعر هلال الهندي. صمم الاضاءة ونفذها نزار خمرة . اعد الموسيقى الفنان الياس غرزوزي، وأشرف على التقنيات راني سعيد.

بين المغرب والأردن: سلمان ناطور قدم حكايات من ذاكرة الحياة وذاكرة الموت

استضاف مهرجان حكايا في عمان ( من 12 – 17 ايلول) الأديب سلمان ناطور لتقديم “ذاكرة” كما صاغها في حكاياته المأخوذة عن ثلاثيته “ستون عاما/ رحلة الصحراء”، وقدم عرضين؛ الأول في مقر “رواد التنمية” في عمان وقد استقبلته وقدمته للحضور السيدة سمر دودين مديرة المؤسسة العربية للتنمية المستدامة وتلا العرض نقاش مستفيض حول كيفية صياغة رواية فلسطينية مقنعة عربيا وعالميا، كذلك حل الكاتب ضيفا على المركز الثقافي للمرأة في مخيم الطالبية فالتقى مجموعة كبيرة من أطفال المخيم وعضوات ادارة المركز وتحدث فيه عن الحياة الثقافية في فلسطين قبل وبعد النكبة. وفي معرض تعريف ادارة المهرجان بذاكرة جاء في كتاب المهرجان: “يقدم سلمان ناطور منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وقائع وحكايات ينبشها من الذاكرة الفلسطينية. حكايات يبدو فيها الخيال أقرب إلى الواقع، والواقع أقرب إلى الخيال. لا يهم إن كان ما يقال في الحكاية قد حدثَ فعلاً أم لا. المهم أن يقْنعك بأنه قابل للحياة حتى وإن لم يحدث. يقدم سلمان حكاياته دون أي مؤثرات، وكل حكاية مسرحية وليست مسرحية في آن. إنه يروي حكاية جيليَن فلسطينيَّين: الجيل الأول الذي بدأ المعركة وهُزم، والجيل الثاني الذي قرر أن يكون محايداً وهُزم أيضاً ثم انتفض. إنها حكايات من ذاكرة الموت وذاكرة الحياة. من الماضي ومن الحاضر. عن الوطن والمنفى، وعن الحياة والموت، وعن الناس البسطاء الذين يُنْعشون الثورة بسذاجتهم ودعائهم الصادق.”

في ساحات المغرب
وكان ناطور حل ضيفا على مهرجان حكايا الخامس “كلمة متوسطية” الذي عقد بين 12 و17 آب الماضي في مدينة الرباط بالمغرب وقدم “ذاكرة” مع فرقة العودة بقيادة قصي علي الصالح من يافة الناصرة في كبرى ساحات الرباط العاصمة ومدينتي سلا وتمارة وقد حضرها وأصغى إلى حكاياته المؤثرة والساخرة من ذاكرة الحياة وذاكرة الموت الآلاف من الجمهور المغربي، كذلك قدم مداخلات في ندوتين فكريتين في اطار المهرجان عن المرأة في المخيال الشعبي العربي وعن أهمية فن الحكي ومكانة الرواة الحكائين في المجتمع وشارك في وضع توصيات هاتين الندوتين الهامتين اللتين ترأستهما رئيسة جمعية لقاءات، منظمة المهرجان الوزيرة الدكتورة نجيمة طايطاي الغزالي. وحضر أمسيات المهرجان ممثلون عن سفارة فلسطين في المغرب وهم الدكتور واصف منصور، ابن قرية أم الزينات ومستشار السفير المتقاعد والاديب القاص علي قبلاوي ابن مدينة عكا ومستشار السفير الحالي والسفير المهندس احمد صبح ابن قرية أم الشوف وزوجته ابنة قرية أم الزينات واللذان استقبلا الاديب ناطور وفرقة العودة في بيتهما في سهرة حنين وعشاء فلسطينيين.

" ألوم الذاكرة لأنها تخونني وألومها لأنها ترفض أن تخونني، ولا أعرف كيف أتعامل معها، بكثير من الحب أم بحقد أعمى"

مثل حبات المسبحة تتوالى الحكايات في كتاب سلمان ناطور، "حدثتني الذاكرة ومضت". هذه المسبحة التي يمكن أن نقلب حباتها ونلامسها ونصغي إلى ما يمكن أن يكون على هوامش وعينا وهو الأسئلة التي يطرحها كاتب والإجابات التي يقدمها عدد كبير من المسنين. وكذلك ما كان يحكيه لنفسه لكي يدرك ويحقق ويتذكر.

من هو الشيخ مشقق الوجه؟ لقد ولد في عدد من القرى. ذاكرته تشمل كل شيء لكنها تبقى محلية. يتذكر التفاصيل الصغيرة لكن الكبيرة أيضا والمصيرية. يتذكر أسماء الأماكن وأسماء القتلى وفي أحيان لا نعرف لماذا يتكلم وفي أحيان أخرى يصر على أن الحكاية هي الشيء الوحيد الذي يتركه بعد موته. وما هي البلاد التي يصورها الكتاب؟ كيف يمكن أن نتعايش مع خوائها وكيف نصغي إلى حكاياتها؟

كتاب سلمان ناطور؛ حدثتني الذاكرة ومضت- سيرة الشيخ مشقق الوجه، يضم حكايات لا حصر لها حول الصدمة التي ألمت بالشعب الفلسطيني عام 1948 وما تلاه. إنه أحد الكتب الأولى التي واجهت بجرأة رواية النكبة وذاكرتها بكافة أوجهها ومعانيها. والآن بعد ثلاثين عاما على نشره مسلسلا ادبيا في مجلة شهرية، ها هو ينقل إلى اللغة العبرية بترجمة وضعها بعناية يهودا شنهاف شهرباني وعقب عليها بتحليل معمق.

استحضار شاعر فلسطين أبو سلمى ومحامي الأرض حنا نقارة، في "ذاكرة" سلمان ناطور
امتلأت قاعة مسرح الميدان الكبرى، مساء الجمعة الماضي، بحضور متشوق لحك الذاكرة والاستماع الى الرواية الفلسطينية التي يقدمها الكاتب سلمان ناطور في مسرحيته "ذاكرة" التي كتبها ويقدمها بنفسه بين السرد والتمثيل، والجمع بين ذاكرته هو وذاكرة شعبه الفلسطيني، في حكايات من الماضي والحاضر ووصلات شعرية وغنائية تنسجم مع النص الأدبي الذي ينساب بوتائر متنوعة، تثير البكاء والضحك والتوتر والاسترخاء والغضب والانفراج، في ساعة من الانفعال المسرحي ينقلنا الى عمق الحكاية الفلسطينية منذ الاستعمار البريطاني لفلسطين وحتى اجتياح جنين، وفي نهايتها يترك لنا أبو صلاح اللواح ما تبقى له من رحلة العمر المضنية، يترك لنا الحطة الفلسطينية أمانة وهي التي كانت عالمه وعلمه الوطني.

حضر هذا العرض الذي شاركت في رعايته جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين عشرات من اللاجئين في وطنهم، الذين تعيد المسرحية الى أذهانهم ملامح قراهم المهجرة والممسوحة وحالات التشرد، وقال سلمان ناطور بعد العرض "ان لحضورهم وقعا مؤثرا على نفسي حيث شعرت أثناء العرض انني واحد منهم وأنني فيهم وهم فيّ، وهذه حالة التطهر (الكاتارزيس) التي يصبو كل ممثل للوصول اليها".

في هذا العرض الحيفاوي خرج ناطور عن النص مقدما مقطعا حيفاويا أصيلا حيث استخرج من ذاكرته حكاية شاعر فلسطين أبي سلمى الذي عاش في حيفا حتى التشرد عام النكبة: "عادت اليّ القصيدة يوم قلت للشيخ المشقق الوجه أبي طوني حنا نقارة:

خذني الى بيت أبي سلمى، في شارع البساتين في حيفا.
أبو سلمى غادر البيت حاملا مفتاحة وديوانا بخط يده.
سقطت قصائده في البحر وظل ممسكا بالمفتاح.
طرقنا على الباب فخرجت امرأة عجوز من أصل روماني.
سألناها اذا كانت تعرف من كان يسكن البيت قبل مجيئها.
قالت: عائلة بولونية.
قال حنا نقارة: هنا كنا نسهر ونقرأ الشعر وهذه كانت غرفة سعيد.
وصار يردد بصوت خافت:
أنشر على لهب القصيد شكوى العبيد الى العبيد".

حنا نقارة الشخصية الحيفاوية المناضلة، كان محامي الأرض وصديقا حميما لأبي سلمى، وحين امتثلا في فضاء المسرح خيمت حالة من الخشوع والتأمل على الحيفاويين ومعارف هاتين الشخصيتين المرتبطتين عضويا بذاكرة حيفا وفلسطين.

ويذكر أن الكاتب كان صديقا ورفيقا لحنا نقارة وقد التقى الشاعر أبا سلمى عام 1980 في مدينة صوفيا ببلغاريا، ومنه عرف عن البيت والمفتاح، توفي أبو سلمى عام 1980 وحنا نقارة عام 1984.
ذاكرة سلمان ناطور التي أنتجها مسرح السرايا العربي في يافا، وأخرجها أديب جهشان، تواصل تنقلها على مسارح البلاد حيث ستعرض في الأسابيع القادمة في حيفا والناصرة وطمرة وبئر السبع، كذلك تجري ترتيبات لعرضها أمام الجاليات العربية والفلسطينية في عواصم أوروبية وقد أنجزت ترجمتها الى اللغتين العبرية والانجليزية ليتسنى لمشاهدين اسرائيليين وأجانب مشاهدتها والاطلاع على الرواية الفلسطينية ببعدها الانساني والحضاري.

"ذاكرة" سلمان ناطور يقدمها قاسم اسطنبولي

يستعد الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي، وهو فلسطيني يقيم في لبنان، للمشاركة في المهرجان الدولي للمسرح في تشيلي "ENTEPACH 18-Chile"، والذي يعقد من 10 إلى 16 كانون أول / يناير 2013 في شيلان، بالإضافة إلى تنظيم عروض للجالية العربية في العاصمة سانتياغو، وسيعرض في المهرجان "ذاكرة" سلمان ناطور التي قام اسطنبولي باخراجها وتمثيلها بعناوان "قوم يابا" وعرضها في لبنان ودول أوروبية عديدة كان آخرها في اسبانيا كما عرضت في مهرجان بجاية في الجزائر.

المسرحية هي حكايات فلسطينية تناولت ذاكرة النكبة وذاكرة الحياة اليومية للفلسطيني في وطنه ومنفاه أي ذاكرة الحياة، نشرت في كتابه "ذاكرة" الصادر بطبعته الرابعة عن "دار الشروق" ضمن ثلاثية "ستون عاما/ رحلة الصحراء" وكان أنتجها مسرح السرايا في يافا عام 2003 وأخرجها الفنان أديب جهشان وقدمها الكاتب بنفسه كمونودراما ولا يزال يعرضها حتى اليوم في مهرجانات الحكاية.

وينظم مهرجان "Entepach" شركة مسرح "Temachi" وبلدية شيلان، وبمشاركة كل من كولومبيا، وفنزويلا، وفرنسا، وإسبانيا، وأوروغواي، والأرجنتين، والمكسيك، والكونغو، والبرازيل، وبوليفيا، والإكوادور، وتشيلي، ولبنان ممثلاً العرب.

ويترافق ذلك مع الإعلان عن القائمة النهائية للعروض المسرحية المشاركة بـ 34 عرضًا، اختيرت من لجنة التقييم، من مجموع ترشيحات من داخل البلد المنظم والخارج بلغ 435 مسرحية.

وقالت إدارة المهرجان إنها المرة الأولى التي يصل فيها هذا العدد الكبير من الترشيحات، وهذا يعكس أهمية المهرجان العالمية والثقافية، وعبرت عن سعادتها بأن يشارك مسرح عربي لأول مرة في المهرجان بدورته الـ 18.

بدوره، أعرب إسطنبولي عن سعادته بتمثيل لبنان وفلسطين وكل العرب في هذا الحدث الثقافي العالمي، وأشار إلى أهمية التلاقي والتبادل الثقافي وإيصال القضايا الإنسانية والثقافة العربية

مسكة المهجرة: "الذاكرة" في موقع الذاكرة..

*الكاتب سلمان ناطور:"هذه الأمسية، في قلب المكان، أكثر تأثيرا على الأجيال الشابة من مئة كتاب وعشرين محاضرة"*

حيفا- مكتب الاتحاد- في الحلقة الأولى من سلسلة الامسيات الثقافية- السياسية المخططة، استضافت قرية مسكة المهجرة مساء السبت الأخير، في مدرستها الابتدائية، الكاتب سلمان ناطور في مقاطع من مسرحية "الذاكرة" وبحضور العشرات من أبناء القرية المهجرين وأبناء مدينة الطيرة المجاورة.
افتتح الأمسية، عضو لجنة مهجري مسكة، أمجد شبيطة، متحدثا عن نشاطات اللجنة، وعن عزمها على تنظيم سلسلة شهرية من الأمسيات الثقافية في مدرسة القرية، والتي شهدت مؤخرا أعمال ترميم وإصلاح واسعة، هي الأولى منذ 57 عاما.

كما توقف شبيطة، عند الاعتداءات المتكررة على بناية المدرسة، وهي البناية الوحيدة المتبقية من القرية، وعند تواصل عمليات قلع الأشتال التي غرسها أبناء القرية في الذكرى الـ57 للنكبة، وقال شبيطة "على الرغم من تواجدنا بشكل شبه يومي في القرية، إلا أن جهات مجهولة تمكنت لأكثر من ثلاث مرات خلال الشهر الأخير من اقتلاع الأشجار المباركة التي غرسناها، ومن سرقة ممتلكاتنا الشخصية ولكننا، وفي كل مرة، نعيد غرس الأشتال من جديد " (أنظروا مادة منفصلة).

وأضاف: "وعلى الرغم من ان الجهة لا زالت مجهولة الا ان تكرر الحادثة ومنهجيتها يقطعان أي شك باليقين بأن هنالك جهات رسمية تقف وراء هذه الأعمال اللصوصية، ومديرية أراضي اسرائيل هي المتهمة الأولى".

وقدّم شبيطة الكاتب سلمان ناطور الذي استهل لقاءه بالتعبير عن انفعاله وتأثره من هذا الحدث المميز، اذ "يجري الحديث عن الذاكرة في مكان الذاكرة، فاستعادة المكان الفلسطيني هي غاية هذه الذاكرة" وقدم ملاحظات حول الرواية الفلسطينية الشفوية وضرورة توثيقها، كما دعا أبناء القرية الى القيام بذلك، ثم قدم فقرات من نصه الأدبي "ذاكرة"، الذي كان أنتجه مسرح السرايا بيافا وقدمه الكاتببنفسه.

يذكر بأن "الذاكرة" تجمع بين حكايات "وما نسينا" و"الشيخ المشقق الوجه" وتبني ثلاث شخصيات فلسطينية تجسد الحالة الفلسطينية منذ حوالي مائة عام وهي شخصية أبي صلاح اللواح، والشاب البطل عبد الحسن والشيخ عباس الذي فقد ذاكرته فأكله الضبع.

وفي ختام الأمسية أشاد ناطور ببروز مشاركة الأطفال والفتية قائلا: "إن هذه الأمسية، في قلب المدرسة، بما تحمله من أصالة وارتباط بالمكان أكثر تأثيرا على الأجيال الشابة من قراءة مئة كتاب والاستماع الى عشرين محاضرة".

وفي تحيته الى "لجنة مهجري مسكة"، دعا ناطور الى تعزيز النشاطات في قرية مسكة وإلى تعميمها على بقية القرى المهجرة.

يشار الى أن الأمسية حظيت وتحظى بتغطية اعلامية واسعة، في العديد من وسائل الاعلام العربية والعبرية.

"ذاكرة" تفتتح مهرجان الحكاية التونسي: سلمان ناطور روى ما أضحك وما أبكى

افتتح مهرجان الحكاية في مدينة صفاقس التونسية في قاعة المسرح البلدي الكبرى في المدينة تحت عنوان "حكايات من فلسطين". واشتمل على ثلاث فقرات جمعت بين الحكاية التونسية بعد الثورة، إذ قدم تلاميذ المعهد النموذجي بصفاقس، باشراف الاستاذ غسان كمون، فقرات مسرحية ساخرة واختتم حفل الافتتاح بفقرات من الدبكة قدمتها مجموعة من شبان فلسطينيين ولدوا في تونس.

وكانت الفقرة المركزية لضيف المهرجان الأديب سلمان ناطور الذي قدم لمدة أربعين دقيقة حكاياته من الذاكرة بأسلوبه المميز وأدائه الخالي من المؤثرات المسرحية وروى الحكاية كما تروى معتمدا إيقاعا دراميا وتعاقبا سرديا يلتقي فيه المبكي بالمضحك والمحكي بالفصيح وسيرة الراوي بسيرة أبطاله ورغم أنها حكايات متعددة الأزمنة والأمكنة والشخصيات إلا أنها تشكل ذاكرة واحدة هي ذاكرة الحياة وذاكرة الموت.

وقدم ناطور حكايات أبي صلاح اللواح والشيخ عباس وعبد الحسن وحيفا ويافا وصفورية وأم الزينات وشفاعمرو لينهيها بحكاية الرحيل والكشف عن المأساة التي يخفيها أبو صلاح: " راحت البلد وراحت الأرض وراح الزعتر وراحت المرة وراح الولد وما بقي لي غير هالحطة (الكوفية) ، قبل ما يعملوا منها فساتين للسهرة، خذوها، خذوها، خذوها"، وسلم ناطور كوفية أبي صلاح للشبان الفلسطينيين الذين ولدوا في تونس وتلقوها بفرح وانطلقوا بعد ذلك في دبكات "يا زريف الطول والجفرا" وقد صفق الجمهور التونسي لدقائق طويلة ووقف ليعبر عن حبه لفلسطين وعن تأثره البالغ بالحكايات التي سمعها.
وفي البيان الصحفي الذي عممته إدارة المهرجان عقب الافتتاح ونشر في العديد من وسائل الاعلام التونسية، جاء: " ضيف الاحتفال الأديب سلمان ناطور، تألق في رواية حكايات فلسطين في مواجهة الاحتلال... وهي مواجهة خارج ساحة الحروب التي تندلع وتنطفئ. مواجهة يومية. الفلسطيني فيها مدجج بذاكرته وبحبه لأرضه ووطنه وشعبه وبأشيائه الصغيرة التي تعجز كل جيوش الأرض عن محوها وإلغائها".

وقد استضاف المهرجان أيضا الفنانة التشكيلية ندى ناطور حيث عرضت بعض أعمالها الخزفية في صالة المسرح اليلدي وطبع نصها "بيد ترتجف" ووزع على المدعوين ونظمت لها ورشة لتعليم فن السيراميك. كما زارت المعهد العالي للفنون في المدينة واستقبلها رئيس قسم الفنون التشكيلية الدكتور كمال الكشو والتقت عددا من الفنانين التشكيليين.

وفي اليوم التالي قدم ناطور محاضرة في المكتبة الجهوية عن تجربته في جمع وسرد الحكاية، هذه التجربة التي استمرت أكثر من ثلاثين عاما حيث أحيى الذاكرة الفلسطينية وجمعها في كتابه "ستون عاما، رحلة الصحراء" ويعرض مختارات منها في مهرجانات وأمسيات ثقافية في الوطن وخارجه.
وفي جزيرة قرقنة قدم ناطور "ذاكرة" في دار الثقافة أمام جمهور كبير من شبيبة الجزيرة الذين أصغوا بشغف الى الحكايات ثم تحولت الأمسية إلى اجتماع تضامني مع الشعب الفلسطيني بتقديم الحكواتية سوسن كانون التي أنشدت ومعها الجمهور الأغنيات الفلسطينية: منتصب القامة أمشي وأناديكم.

سلمان ناطور يشارك في مهرجان فنون البحر المتوسط في ايطاليا

يشارك الكاتب سلمان ناطور، في المهرجان العالمي الأول لفنون البحر المتوسط، الذي يقام في ايطاليا، ابتداء من التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري وحتى الثالث عشر، حيث يشمل أمسيات أدبية ومسرحية وموسيقية وسينمائية وبمشاركة عدد من الأدباء والفنانين من القارات الثلاث التي تحيط بالبحر البيض المتوسط: آسيا وأوروبا وأفريقيا. نظم المهرجان مؤسسة "أليغورين" الايطالية بالتعاون مع الدائرة الثقافية في محافظة روما وتعقد الأمسيات في روما العاصمة ومدينتي لادسبولي وسيرفتيري، ويشارك فيه عدد كبير من الأدباء والفنانين: الشاعر عبد المعطي حجازي (من مصر)، المنصف الوهابي (من تونس) وآخرون من اليونان وألبانيا وفرنسا واسبانيا والبوسنة وايطاليا.

سيفتتح المهرجان في قصر الثقافة بمدينة روما بحضور مدير دائرة الثقافة في محافظة روما وشخصيات سياسية وثقافية والمبدعين الضيوف المشاركين في المهرجان، وفي الأيام الأربعة الأخرى ستجري فعاليات في المدن الأخرى، يقدم فيها الكتاب والشعراء قراءات من انتاجهم وهي مترجمة الى اللغة الايطالية، وسيقدم الكاتب سلمان ناطور، ثلاثة نصوص هي: "أم الشهيد"، "يوم حزيراني على حاجز قلنديا" ومقاطع من "ذاكرة".

كذلك تنظم الجالية الفلسطينية والجاليات العربية في روما أمسية خارج المهرجان للكاتب ناطور، يقدم فيها قراءات قصصية وأدبية، ويتحدث عن الثقافة الفلسطينية في ظل الحصار، وسيواصل بعد انتهاء المهرجان جولته الثقافية، حيث تستضيفه الجالية الفلسطينية وبلدية مدينة بادوفا، وسيقدم أمسيتين في المدينة، الأولى: محاضرة عن الوضع السياسي والثقافي الفلسطيني والصراع العربي الاسرائيلي وفي الأمسية الثانية سيقدم "ذاكرة" كنص أدبي وليس مسرحيا بمرافقة موسيقية.

يشار الى أن هذا المهرجان الأول، سيصبح مهرجانا سنويا تقليديا، وهو يحظى بدعم منظمة اليونيسكو والاتحاد الأوروبي، كذلك ان مؤسسة "أليغورين" الثقافية تهتم بنقل ثقافات العالم الى ايطاليا عبر الترجمات والمهرجانات ومنح الجوائز الأدبية وكانت منحت الشاعر محمود درويش، جائزة الشعر قبل ثلاث سنوات، وعملت على ترجمة واصدار مجموعة شعرية له وللشاعر العراقي سعدي يوسف، الذي يترجم لأول مرة الى الايطالية، وتعمل الآن على ترجمة كتاب سلمان ناطور الأخير: "فلسطيني على الطريق".

خيوط الذاكرة الفلسطينية، نسج سلمان ناطور

على مسرح الميدان في حيفا، وتزامنًا مع ذكرى النكبة الفلسطينية، أطلق الأديبُ الكبير سلمان ناطور في 16 مايو الجاري عرضَه لمونودراما "حدّثتني الذاكرة ومضَت"، في تجربةٍ تخلص للرواية الفلسطينية وتؤمن بمعركة الهوية والانتماء وحفظ الذاكرة وسط مساعي تزييف التاريخ ، وبأنّ الحكاية الإنسانيّة تحرج حتى أعداءها للاعترافَ بعدالة القضية.

بصدق مَن سكنَته الحكاية حدّ التماهي ، بعذوبة السهل الممتنع، انتشلَ سلمان ناطور تفاصيلَه من ذاكرةٍ لا تخون، جمعها من أفواه من عايشوها، ودوّنها في مجموعته، ثمّ على لسان شيخٍ مشقق الوجه حفرت السنون مساراتِها في روحه وملامحه وفي تهدّج صوته، ألقى بها إلى جمهوره، مدركًا بيقين الواثق أنّ أحدًا منهم لن يخرج من العرض كما دخل إليه، فما سيحمَّله لا يمكن أبدًا أن يكون عابرًا.
إنها حكاية الإنسان الفلسطينيّ ، ورواية النكبة الحقيقية، بتفاصيلها المنسيّة ، سكبها بأسلوبٍ جمعَ الشّجن بالضحكة، وأغرقَ البسمة بماء العين، لم يترك لجمهوره أن يضيع منه لحظةً، ولم ينسَ أن يلقيَ في آخر كلّ حكايةٍ بمفارقةٍ تجعل الدهشةَ باقية، والسؤالَ ملحًّا، لتبدوَ كلّ قصّة أشبه ببقعة ضوءٍ تسلّط النورَ على مشهد من مشاهد الشعب المنكوب.

ماذا يقول ناطور؟

يحملنا العرض بين حكايات مشوّقة ، منها مثلًا حكاية الفلسطينيّ "والخواجا"، بين ما يحدث من ارتباكٍ في مطار لندن، إذ يشكّ الإنجليز بحبّات الزعتر المطحون، وما يجري من منعٍ الفلسطينيين في بلادهم (48) من قطفه لتسويقه لهم بطريقةٍ مراوغة. يصبّ ناطور كلماته بأسلوبٍ فكاهيّ مرحٍ لا يخلو من المرارة، ولكنه يطرح بتلقائيةٍ أسئلتَه المحرجة في الاتجاهين:

"كيف الإنجليز الذين لا يفرّقون بين الزعتر والبارود استطاعوا أن يحكمونا ثلاثين سنة"؟

"ألأنّ الزعتر يقوّي الذاكرة يمنعه المحتلّ عنّا كي نحترف النسيان"؟

بذاك الصراع بين الفلسطينيّ المؤمن بالزعتر (والحياة) وبين المحتلّ المؤمن بالبارود (والموت)، وبتساؤل الهوية لمجابهة مشاريع طمسها وتزييفها ، يحمّل ناطور، أفكارَه للحكاية وأبطالها بسلاسته العميقة. مثلما فعل أيضًا في السؤال الذي ينبعث على لسان الحفيدة الطفلة، ويحمل في طياته أوجاعَ أجيالٍ حُمّلت أوزارًا تتوارثها، وفي مساءلة فرديّة جمعيّة موجعة: "لماذا لم تفعل شيئًا كيلا أولد في هذي الحرب"؟!

كما في سرده لحكاية بيت الشاعر عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى)، حين يعود إليه الراوي ليجد عجوزًا يهودية جاءوا بها لتقطن فيه منذ عام 49. يسألها إن كانت تعلم من سكن هنا قبلها فتجيب: -عائلة من بولونيا، يقول: "بل كان هنا شاعر".

-"شاعر من بولونيا "؟ تسأل العجوز.

-شاعر فلسطيني

-وفلسطين هذه في بولونيا؟

-فلسطين في الشرق الأوسط

-والشرق الأوسط في بولونيا؟؟ تتساءل العجوز الجاهلة للبركان المشتعل تحت قدميها، في إشارةٍ لأكذوبة "الأرض بلا شعب" ، وفي لذاعة الإشارة لكلّ ما يجري يجيبها صارخًا:
-الشرق الأوسط في جهنم الحمرا!!

ثمّ تندلع الصرخة الأقوى في حكاية عبد الحسن، ذاك البطل الذي سعى ضابطٌ لقتله، وجمع رجال القرية جميعًا في ساحةٍ، فرفضوا أن يدلّوه عليه، وحين أتت عجوز تحمل خبزًا وماء لابنها قلقةً عليه من وهج الشمس، وقالت بزهوّ إن ابنها هو البطل عبد الحسن، تركها الضابط تسير نحوه، دون أن تردعها نصائح الواقفين بالرجوع. وما أن بلغت ابنها حتى قتله. صار الجميع يوبخونها بأنها تسبّبت في قتله ، فحملت صرّتها وتاهت لا تلفظ إلا بالسؤال :"مين اللي قتل عبد الحسن"؟؟ كأن ناطور يغمز أننا لسنا أبرياء من دمنا، وأن الفلسطينيّ يحمل بعض وزر دمائه أيضًا إذ يتعلق الأمر بالجهل تحديدًا؟ فها هي أسمى العواطف وأصدقها لم تحمِ ابنًا من الموت، حين كانت العفوية سيّدة الموقف منّا، والحقد المحبوك سيّدَه لدى الآخَر.

عن العرض

لا شكّ أنّ فنّ المونودراما بشكلٍ عامٍ يحمل مغامراتٍ وتحدّيات تتطلّب من الممثل الوحيد على المسرح مواهبَ وقدرات ومجهودًا عاليا لجذب الجمهور وخلق كلّ العوالم التي تنصف المشهد المطلوب. ورغم أن ناطور ليس ممثلًا محترفًا، إلا أنه لم يكن بحاجة لمهارات تمثيل في الأداء، فالصّدق الذي يسكنه فيما يقول، والذي لا يختلف أبدًا عن مشروعه الأدبيّ والثقافيّ عمومًا، جعله غنيًّا عن مجهودٍ يبذله فنان آخر ليتماهى في الشخصيّات، فإذا ذاك الشيخ مشقق الوجه لم يفتعل شيئًا فيما قال، بل بعثه صادقًا يشبهه، فنفذ صادقًا إلى متلقّيه، ولكن يظلّ السؤال : ما الذي أضافه العرض المسرحي لحكاية رحلة الصحراء ولما اعتاد سلمان ناطور تقديمه؟

إذا لم نكن مبالغين لندّعي أنه كبّله وقيّد انسيابه وتحرّره في الحكاية، فعلى الأقلّ أدّعي أن العرض لم يُضِف شيئًا لما اعتاد أن يقدمه كاتبنا في أمسياته وتفاعله مع أيّ جمهورٍ لديه. .

كنتُ قد أدرتُ ندوةً إحياء لذكرى يوم الأرض في مارس 2014 في قرية جليليّة، حاورتُه فيها حول كتابه "ذاكرة" والذي يقوم عليه جزءٌ أساسيّ من سيناريو العرض الجديد.

كان منسابًا ومنطلقًا في حكاياته ونجح أن يجذب الجمهور المتنوّع ضاحكين وباكين . تمامًا كما فعل في هذا العرض؛ ولكنه فعله هنا وحيدًا وحمل على ذاته كلّ ما يتطلب أن يقوم به طاقم مسرحيّ بأكمله. إذ ظهر شبه أعزل من الخلفيات وكأن الإخراج ترك له مسؤولية خلق العوالم كلها وسط ديكور ضحلٍ فقير لم يسهم في إثراء الصورة، وموسيقى غائبة معظم الوقت. ألم يكن لنا أن نرى خلفيةً للمسرح تصاحب هذي الحكايا وتثريها أو نسمع إضافات موسيقية ومؤثّراتٍ صوتية تغني المشهد بدل أن يكون الراوي وحيدًا في أداء كلّ المهام؟! خاصّةً ونحن أمام "شيخ عجوز"، لن تسعفه مهارات الحركة الجسديّة ولن يجديَه أن يعتمد عليها. سؤال نوجّهه للطاقم المصاحب، خاصّةً أننا أمام مُخرج له تجربته الواسعة والعريضة في المسرح كالفنان أديب جهشان.

باختصار : إننا أمام نصّ مكثّف وعميق، بأداء متميز صادق ونافذ، وصوَرٍ حيّة نابضة، وإخراجٍ للأسف لم يرتقِ إليها، وموسيقى وديكور شحيحَين حدّ الغياب .
ختامًا:

مثل هذا العرض، شمعةٌ تضاء لا في سبيل حفظ الذاكرة الفلسطينية وحسبُ، بل ولترجمة تفاصيل إنسانية تحكي للعالم عدالة هذي القضية ، إذ سجّل ما يغيب عن المؤرّخ والسياسيّ ، وانتصر لرواية الإنسان ، في مشاهد تنسج معًا لوحةَ كولاج النكبة الفلسطينية من زاوية رؤيةٍ إنسانيّة تأمّلية، خالية من المزاودات والشعارات، تعجّ بالإشارات لمن شاء أن يدرك. هو صوت الإنسان بالتفاصيل التي يخونها المؤرّخون، فتفيها ذاكرة الأديب الروائيّ، والممثّل الحكّاء . بلسان حالٍ يذكّرنا بقول للشاعر الفلسطينيّ الراحل يوسف الخطيب :

" فإن قال بعضهم إنّ العدلَ والظلمَ مفهومان نسبيّان، فلعلّي من أكثر خلق الله إدراكًا لاحتمال أن تحمل الحقيقة الواحدة ألفَ وجهٍ مختلف، ولكنني أدرك في الوقت ذاته وبالقدر نفسه، أنّ الحقّ ليس له إلا وجهه الواحد الأحد" .

لوحات فنية راقصة لفرقة «موال» النصراوية في مهرجان البيرة في الضفة الغربية

البيرة (الضفة الغربية) – من علي صوافطة: من وحي التراث الفلسطيني قدم عشرون راقصا وراقصة من فرقة (موال النصراوية للفن الشعبي والحديث) لوحات فنية متعددة في إطار مهرجان البيرة الرابع للفلكلور.

اشتمل العرض الذي امتد لأكثر من ساعة ونصف الساعة على كل أنواع فنون المسرح من رقص وغناء وتمثيل بما يؤهله لوصف العرض الشامل.
وبدأ العرض بصعود الفنان إياد شيتي على المسرح الذي أقيم في استاد البيرة ليكون راوي حكاية الموال الفلسطيني الذي هو حكاية «شعب.. حكاية أناس لكل منهم اسم ولكل منهم بلد ولهم وطن واحد أحد ورثنا عنه الفرح والذاكرة».

وما أن يبدأ أبو صلاح (شيتي) في الحديث عن التراث حتى يصعد الراقصون خلفه وعلى وقع كلماته عن العادات والتقاليد ومع الموسيقى الحية على خشبة المسرح تبدأ رقصات تحكي قصة التجمع عند نبع الماء وما كان يحدث من غزل بين الشبان والصبايا.

وجاء في نشرة حول العرض أن ما يحكيه أبو صلاح «هو موال للشجرة وناجي العلي.. موال لشهيد الأمس وشهيد اليوم».

وتضيف النشرة «هو موال لأولئك الذين سلبت حريتهم وهم يحلمون بالحرية ويقاتلون لانتزاعها وللجيل الذي تعلم كيف يصمد ويقاتل وثار معه أو حمل أغنياته وصار اليوم يسمى جيل الانتفاضة».

وقال شيتي بعد العرض «الفن رسالة واحنا حاملين رسالة قضيتنا وشعبنا. إحنا بنرفض التسميات 48 و67 والمهجر (التي يصنف بها الفلسطينيون). إحنا شعب واحد جينا نحكي قصصنا اللي جدا مشابهة للقصص في رام الله وغزة. ممكن تتفاوت لكنها تتشابه».
وأضاف «يمكن العمل يكون كوميديا سوداء. نحن لا نريد أن نبكي على الأطلال ولكن نحن نحمل جرح في داخلنا ورسالة. بدنا نوصل صوتنا.. نحافظ على موروثنا الثقافي من جيل لجيل».

وتنوعت الرقصات التي قدمتها الفرقة ما بين دبكة شعبية ورقص معاصر وآخر صوفي إضافة إلى لوحات فنية على وقع أغان وطنية.

وأوضح معين شمشوم الذي أسس فرقة موال النصراوية مع زوجته في السبعينات أنه بدأ في تقديم هذا العرض منذ عام 1995 من نصوص للكاتب سلمان ناطور ومن إخراج راضي شحادة ولكنه حرص على تطوير الرقصات عاما بعد عام.

وقال «لدينا اليوم مدرسة خاصة للرقص الشعبي والحديث في الناصرة تضم عشر فرق فيها 200 مشارك من جيل 4 إلى 17 عاما تعتبر المصدر المغذي لنجاح الفرقة واستمرارها».

وأضاف «الفرقة التي قدمت العرض هي نتاج هذه المدرسة التي نجحت خلال السنوات الماضية في تقديم العديد من العروض في الدول العربية والأجنبية».

وترى غدير شمشوم الراقصة بالفرقة «ما نقدمه هو لوحات فنية مترابطة عن التهجير والأرض والانتفاضة».

ويختتم المهرجان الذي تنظمه مؤسسة شباب البيرة بالتعاون مع بلدية البيرة وبدعم من عدة مؤسسات محلية مساء اليوم الأربعاء بأمسية للفنان الفلسطيني هثيم خلايلة الذي اشتهر بعد مشاركته في برنامج المواهب الشهير (أراب أيدول).

وافتتح المهرجان أمس الأول بمشاركة الفنان الأردني عمر العبدللات الذي قدم مجموعة من أغانيه.

وقالت إدارة المهرجان إن السلطات الإسرائيلية رفضت السماح للمنشدة الأردنية الفلسطينية الأصل ميس شلش من دخول الأراضي الفلسطينية للمشاركة في المهرجان.

من ساحة الرباط الى مخيم الطالبية في الأردن
سلمان ناطور قدم حكايات من ذاكرة الحياة وذاكرة الموت

استضاف مهرجان حكايات في عمان ( من 12 – 17 ايلول) الأديب سلمان ناطور لتقديم 'ذاكرة كما صاغها في حكاياته المأخوذة عن ثلاثيته "ستون عاما/ رحلة الصحراء"، وقدم عرضين؛ الأول في مقر "رواد التنمية" في عمان وقد استقبلته وقدمته للحضور السيدة سمر دودين مديرة المؤسسة العربية للتنمية المستدامة وتلا العرض نقاش مستفيض حول كيفية صياغة رواية فلسطينية مقنعة عربيا وعالميا، كذلك حل الكاتب ضيفا على المركز الثقافي للمرأة في مخيم الطالبية فالتقى مجموعة كبيرة من أطفال المخيم وعضوات ادارة المركز وتحدث فيه عن الحياة الثقافية في فلسطين قبل وبعد النكبة. وفي معرض تعريف ادارة المهرجان بذاكرة جاء في كتاب المهرجان: "يقدم سلمان ناطور منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وقائع وحكايات ينبشها من الذاكرة الفلسطينية. حكايات يبدو فيها الخيال أقرب إلى الواقع، والواقع أقرب إلى الخيال. لا يهم إن كان ما يقال في الحكاية قد حدثَ فعلاً أم لا. المهم أن يقْنعك بأنه قابل للحياة حتى وإن لم يحدث. يقدم سلمان حكاياته دون أي مؤثرات، وكل حكاية مسرحية وليست مسرحية في آن. إنه يروي حكاية جيليَن فلسطينيَّين: الجيل الأول الذي بدأ المعركة وهُزم، والجيل الثاني الذي قرر أن يكون محايداً وهُزم أيضاً ثم انتفض. إنها حكايات من ذاكرة الموت وذاكرة الحياة. من الماضي ومن الحاضر. عن الوطن والمنفى، وعن الحياة والموت، وعن الناس البسطاء الذين يُنْعشون الثورة بسذاجتهم ودعائهم الصادق."

سلمان ناطور مؤلف «سفر على سفر»
رشا حلوة
عكّا | في بداية تشرين الأول (أكتوبر)، سوف ينطلق العمل الجديد لمسرح «السرايا» في مدينة يافا. نصّ «سفر على سفر» الذي كتبه الأديب الفلسطيني سلمان ناطور (دالية الكرمل ـــ 1949) سيحمل توقيع المخرج منير بكري، ويؤدي بطولته كلّ من روضة سليمان وسهيل حدّاد.

صدر «سفر على سفر» عام 2008 («مؤسسة تامر» في رام الله) ليشكّل الجزء الثاني من سلسلة «ستون عاماً/ رحلة الصحراء» التي تضم ثلاثة كُتب تروي الحكاية الفلسطينية من خلال شخصيات مختلفة، أولها «ذاكرة» وبطلها الشيخ مشقّق الوجه التي أنتجها مسرح «السرايا» أيضاً من إخراج أديب جهشان، والثاني هو «سفر على سفر» الذي يحتوي على شخصيتين، وختامها «انتظار» التي سيُنتجها «السرايا» مطلع عام 2013. لم يأتِ اختيار يافا حاضنةً للأعمال الأدبية المسرحية مصادفة. منذ مونودراما «ذاكرة» التي شاهدناها على خشبة «السرايا» عام 2003 ولا تزال تقدم على مسارح مختلفة في فلسطين والعالم وأخيراً في تونس والمغرب، اختار صاحب «فلسطيني على الطرق» يافا و«السرايا» لأنّهما يعطيان العمل معنى أبعد من كونه مجرد مسرحية، وخصوصاً «أنّ «السرايا» يبقى المعلم الثقافي الأهم في يافا الذي نشهد فيه الإنتاجات الفلسطينية القليلة في المدينة».

«سفر على سفر» هو محطة ثانية في رحلة سلمان ناطور بين الحكايات الفلسطينية من خلال وجوه وشخصيات مختلفة. يحكي النصّ قصة لقاء بين فلسطينيين: فدوى (روضة سليمان) التشكيلية اللاجئة من مدينة بيسان إلى المغرب منذ أن كانت في السادسة، وسليم (سهيل حدّاد) ابن يافا، الذي لا يزال يعيش فيها لكنّ أهله تهجّروا من بيتهم. هو يمثل الفلسطينيين اللاجئين في وطنهم، وإن كان لا يزال يسكن في مسقط رأسه. سليم ناشط وسياسي، يلتقي فدوى في أحد مؤتمرات السلام التي حضرها في أوروبا. فدوى تحمل قضيتها من خلال لوحاتها التي تُعرض في غاليريهات مختلفة في العواصم الأوروبية. أما سليم، فيحمل فلسطينه من خلال نشاطه السياسي. هذا اللقاء سيرتكز على حبّ ومشاعر وصراعات وخلافات، وخصوصاً في ما يخص الحلّ للقضية الفلسطينية. من خلال سلسلة «ستون عاماً/ رحلة الصحراء»، يحكي سلمان ناطور الرواية الفلسطينية بتفاصيلها الحياتية الصغيرة والكبيرة. لم يشأ أن يبقي الرواية مكتوبة، بل اختار مسرحتها منذ نصّه «ذاكرة» الذي قدّمه بنفسه، فحمل قصصه التي كتبها على لسان الشيخ مشقق الوجه وقدمها مسرحياً على منصات عديدة. في حديث مع «الأخبار»، يقول صاحب «وما نسينا»: «الجميل في المسرح أنك تخاطب الناس وجهاً لوجه. وخلال التقديم، ترى ردّ الفعل الأوّلي. المقولة مباشرة وحميمية ومكثفة وإنسانية والتفاعل معها مباشر خلافاً للوسائل الأخرى كالكتاب والراديو والسينما». ويضيف: «الأمر الثاني أنّ جمالية المسرح من الناحية الأدبية تكمن في تكثيف الجملة والفكرة. المسرح لا يقبل الثرثرة. كلّ ما في العرض ذو ضرورة ما يجعل العمل أكثر عمقاً وتكاملاً». ضمن سلسلة العروض الكثيرة التي قُدمت لمسرحية «ذاكرة»، عاد سلمان ناطور أخيراً من جولة في تونس والمغرب. في بلاد البوعزيزي، قدمها داخل مسرح كبير، فيما اختار ساحة الرباط المركزية والمفتوحة في المغرب، لكن في الحالتين، حضر العروض الآلاف من الناس. عن هذه التجربة، يقول: «كلّ مرة أكتشف أن حكاياتنا الفلسطينية مؤثرة وتُسمع أينما كان في المسارح الصغيرة والكبيرة والساحات المفتوحة. ما علينا سوى إتقان تقديم الرواية بشكلها الانساني والأدبي».

سفر على سفر»: بدءاً من أوائل تشرين الأول (أكتوبر) ــ «مسرح السرايا» (يافا القديمة)

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.