يبدو ان محاولات الشرطة الحثيثة للحد من ظاهرة العنف تثبت مدى فشلها، حيث أن حوادث العنف وعلى الأقل في قرى وادي عارة ما زالت مستمرة، وتتزايد وتيرتها يوما بعد يوم.

في هذا الاسبوع في قرية عرعرة، وخلال ايام قليلة، كانت هنالك اكثر من حادثة من السطو المسلح، الاولى أقدم مجهولون على اطلاق النار صوب دكان ملابس، واسفر الامر عن اصابة رجل بجراح وصفت بالمتوسطة، وهرعت قوات من شرطة وادي عارة الى المكان، وفتحت تحقيق بالحادث.

والحادثة الثانية، هي سطو مسلح على محطة الوقود هناك بالقرية، الامر الذي اسفر عن سرقة مئات الشواقل من عامل المحطة وهذا بعدما قام المجهول بوضع العامل تحت التهديد، وايضا فتحت شرطة وادي عارة تحقيق في ملابسات الحاصل. وفي حادثة اخرى مشابهة للحوادث التي كانت بعرعرة، اقدم ملثم على سرقة مركبة بمدخل قرية كفر قرع القريبة من عرعرة تحت التهديد، وفتحت شرطة وادي عارة تحقيقا بالحادث، لكن، دون جدوى.

باقة الغربية، قرية تقع ما بين المثلث الشمالي والجنوبي، كان لها نصيبا قويا من هذه الحوادث، اذ وعلى امتداد فترات مختلفة شهدت المحال التجارية هناك عمليات سطو واطلاق نار، وحتى الان لم تتوصل الشرطة الى الجاني هناك. هذا وفي مدينة ام الفحم، الاسبوع الحالي كان اسبوعا حافلا، تخلله حرق مركبات، اطلاق نار على بيوت، وحتى على اشخاص، واصيبوا بجراح متوسطة، واخر حادثة كانت كفيلة بأن تؤدي الى حدوث كارثة في مدينة ام الفحم، وهي اطلاق النار صوب عامود الكهرباء المركزي في المدينة، الامر الذي ادى الى دب الرعب في نفوس السكان، وهذا بسبب انقطاع التيار الكهرباء لفترة ليست بالقليلة.

وأيضا في قرية معاوية القريبة من ام الفحم، كانت هنالك حادثة ربما اعتاد عليها أهل الشمال، لكن، حتى الان لم يتغلغل هذا الامر ليصبح عادة عند اهل القرى، بحيث اقدم رجل على الاعتداء على زوجته وأولاده، وقد تقدم مكتب الرفاه ببلدية ام الفحم بشكوى الى الشرطة، وتم اعتقال المشتبه وتمدد اعتقاله حتى اليوم الخميس، واليوم ستبت المحكمة بمصيره النهائي.

وأفاد مراسل الشمس، انه وبالرغم من بعض الاعتقالات التي تقوم بها الشرطة، الا ان اطلاق السراح يأتي باكرا جداً، بعد يوم من الاعتقال كحد ادنى او اسبوع كحد اقصى، الامر الذي لا يردع السكان عن ارتكاب الجرائم، وهذا ما يثير استياء المواطنين، مطالبين الشرطة بالتعامل مع الاعتقالات بشكل مهني، بما معناه ان لا تقوم باطلاق سراح شخص من الممكن ان يشكل خطر على امن الجمهور، بعد ساعات قليلة من الاعتقال، فنحن بدولة قانون، ويجب تطبيقه على الجميع دون تمييز.

من جانبه، قال مريد فريد رئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم وسكرتير الحزب الشيوعي للشم: "هنالك اسباب كثيرة للعنف والجريمة، فالجريم ليست برده من السماء، انما هي بسبب الاوضاع الطبقية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع، أساس العنف، يبدأ من وضع البلاد، لا يمكن لبلد محتل يمارس القتل والبطش ضد السكان الاصليين، اي ابناء الشعب الفلسطيني، ان لا ينتقل اليهم العنف والقتل في المجتمع".

وأضاف:" للعنف اسباب كثيرة كما ذكرت اعلاه، في وضعنا وعلى الخصوص في منطقة وادي عارة، هي هي نفس الاسباب الموجودة بين الجماهير العربية عامة، في الجليل والنقب، السبب الاساسي لكل هذه الامور هو ان امراض المجتمع الاسرائيلي تنتقل الى الوسط العربي، وهذا يعود الى عدم وجود سور صيني عظيم بين المجتمع الاسرائيلي والفلسطيني في البلاد".

وزاد: "المجتمع الاسرائيلي هو الذي يقرر في نهاية المطاف وصول اللعبة بما معناه ان المجتمع الاسرائيلي هو الاقوى وان المجتمع العربي هو اضعف من كل النواحي، أمراض المجتمع الاسرائيلي تنتقل الينا بشكل مباشر، لانه لا يوجد اي قفل بين السكان العرب واليهوي، لذلك نرى الجريمة تنتشر بالوسط العربي من قتل، سطو واطلاق نار".

وتابع: "مما لا شك في ان الشرطة تتحمل مسؤولية كبيرة عن الوضع في الوسط العربي، لأنه عندما ترتكب جريمة ضد يهودي مثلا، الشرطة تعمل كل ما بوسعها حتى تكشف من هو مرتكب الجريمة، وهنالك امثال كثيرة عما جرى في مدينة ام الفحم، الشرطة هي المسؤولة عن انتشار السلاح بالوسط العربي، لانها لا تعمل بما هو مطلوب من جمع سلاح غير مرخص، والحجة التي تستعملها الشرطة بان الوسط العربي لا يتعاون معها لجمع السلاح هي حجة من باب الفراغ".

وأضاف فريد: "على الشرطة ان تقوم بدورها في محاربة الجريمة، والجريمة المنظمة وللأسف الشديد، في وسطنا العربي هنالك عصابات جريمة منظمة، اعتقد ان الشرطة تعمل بمبدأ "فخار يكسر بعضه" بما انه هذا السلاح لا يستخدم ضد الدولة، او الامن كما يدعوه، لذلك بالنسبة لهم فليبقى هذا السلاح وليستعمل بداخل المجتمع العربي، مما يؤدي الى انتشار الفوضى في المجتمع العربي، وهكذا نكون فريسة لمخططات السلطة، لكن هذا لا يمكن ان يكون مبررا الى الوضع الموجود بيننا، نحن كأقلية نتحمل ايضا مسؤولية فمثلا الاب الذي يعرف ان ابنه القاصر، يقود دراجة نارية او بحوزته سلاح، من اين اتى كل هذا،يجب ان نصارح انفسنا بكل صراحة، ونحن نتحمل قسط ليس بسيط في ظل الوضع لموجود بين الجماهير".

المطلوب من جماهيرنا العربية

وعن المطلوب من الجماهير العربية، قال مريد: "المطلوب من جماهيرنا، معالجة هذا الوضع من خلال رفع المستوى التربوي والثقافي لشبابنا وشاباتنا وعلى السلطات المحلية، ايجاد، مناح ملائم لاستيعاب هؤلاء الشباب واقصد حدائق عامة، اماكن لقضاء اوقات الفراغ، فلا يمكن ان تطلب من الشباب ان يكونوا باخلاق حسنة وسيرة حسنة، ولا توجد لهم الظروف الملائمة، وهذا بما لا شك فيه السلطات المحلية ومنها ام الفحم تتحمل قسط كبير في هذا المجال، اعتقد ان القوى السياسية والدينية والوطنية الفاعلة على الساحة الفحماوية وفي قرى وادي عارة، عليها ان يكون لها دور وباع اساسي في تقوية اطرها وتنظيماتها لكي تملا فراغ هؤلاء الشبان وتسليحهم بمبادئ وقيم تمنعهم من ارتكاب الجريمة، ان محاولة السلطات اضعاف التنظيمات السياسية في الوسط العربي، يصب في خانة الجريمة والعنف في اجتماعنا".

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.