ملفات خاصة

من الصحافة العبرية: كفى لتزوير التاريخ

منذ عشرات السنين وحكومة اسرائيل تدير صراعا عنيدا على صياغة الوعي التاريخي. في بؤرة المعركة على الوعي الوطني، توجد النكبة – اقتلاع مئات الاف الفلسطينيين في حرب الاستقلال، ورفض السماح بعودتهم. اسرائيل غير مستعدة لاخذ المسؤولية عن هذه الاحداث، بل انها توظف جهودا هائلة، تعليمية أساسا، كي تنفي وتطمس قصصا أو شهادات كفيلة بتأييد وجود النكبة. مثال على الشكل الذي تحاول فيه الدولة طي التاريخ الذي لا يريحها في النيسان، يمكن أن نجده في تقرير شاي حزكاني ("هآرتس" 17/5) عن بحث طلب اعداده في بداية الستينيات، رئيس الوزراء في حينه دافيد بن غوريون بهدف تثبيت الزعم الاسرائيلي بان مئات الاف اللاجئين الفلسطينيين تركوا منازلهم بارادتهم الحرة. وقد طلب اعداد البحث على خلفية أصوات في الادارة الاميركية تقول بان على اسرائيل أن تسمح بعودة بعض لاجئين 1948، وأجرته هيئة شبه اكاديمية، ذات علاقات وثيقة مع الجيش وسلطات الدولة. وكما كان متوقعا، كان استنتاجه أن الفلسطينيين غادروا بسبب سلسلة طويلة من الاسباب، القاسم المشترك فيها هو صلة هزيلة، هذا اذا كانت على الاطلاق بالاعمال التي اتخذها الجيش الاسرائيلي. وتبينت على مدى السنين تفاصيل عديدة تدل على أنه للممارسات الاسرائيلية مسؤولية كبيرة في نشوء مشكلة اللاجئين. لشدة الاسف، فان القليل فقط من المعلومات في هذا الموضوع ينجح في التسلل والوصول الى تلاميذ الثانوية في اسرائيل. يتم منع المعلومات بواسطة جهاز التعليم الذي يسيطر عليه في السنوات الاخيرة سياسيون ذوو مذاهب قومية متطرفة. احد الاهداف المركزية لوزير التعليم السابق، جدعون ساعر، كان منع مثل هذا النقاش قدر الامكان. قبل بضع سنوات طلبت وزارة التعيم اعداد كتاب تعليمي في التربية الوطنية عن العرب في اسرائيل ("هل بات مسموحا قول نكبة؟"، "هآرتس" 17/5). وكان هذا حين كان المسؤولون عن تعليم الجيل القادم لا يزالون يحاولون التغلب على الاراء المسبقة واسوار العداء بدلا من تخليدها. اكتملت كتابة الكتاب قبل نحو سنة، ولكن في الاجواء التي حرص الوزير ساعر على تنميتها لم يكن هناك احتمال بان يقر، بل وسحب بالفعل. وفي أول خطاب له قال الوزير الجديد، شاي بيرون انه يطلب من الجهاز برئاسته ان تشجيع التلاميذ "الفضولين، الذين يسألون ويعجبون". وسيكون اقرار كتاب التعليم الجديد دليل على أنه بالفعل يقصد ذلك. ان النكبة الفلسطينية بحاجة الى اعتراف اسرائيلي. من دونه لا سبيل الى فهم أصل النزاع مع العرب والوصول الى مصالحة تاريخية. هذه ليست فقط من مهام وزير التعليم بل ورئيس الوزراء ايضا. افتتاحية هآرتس أمس

من الصحافة العبرية:
 كفى لتزوير التاريخ
 


منذ عشرات السنين وحكومة اسرائيل تدير صراعا عنيدا على صياغة الوعي التاريخي. في بؤرة المعركة على الوعي الوطني، توجد النكبة – اقتلاع مئات الاف الفلسطينيين في حرب الاستقلال، ورفض السماح بعودتهم. اسرائيل غير مستعدة لاخذ المسؤولية عن هذه الاحداث، بل انها توظف جهودا هائلة، تعليمية أساسا، كي تنفي وتطمس قصصا أو شهادات كفيلة بتأييد وجود النكبة. 
 
مثال على الشكل الذي تحاول فيه الدولة طي التاريخ الذي لا يريحها في النيسان، يمكن أن نجده في تقرير شاي حزكاني ("هآرتس" 17/5) عن بحث طلب اعداده في بداية الستينيات، رئيس الوزراء في حينه دافيد بن غوريون بهدف تثبيت الزعم الاسرائيلي بان مئات الاف اللاجئين الفلسطينيين تركوا منازلهم بارادتهم الحرة. وقد طلب اعداد البحث على خلفية أصوات في الادارة الاميركية تقول بان على اسرائيل أن تسمح بعودة بعض لاجئين 1948، وأجرته هيئة شبه اكاديمية، ذات علاقات وثيقة مع الجيش وسلطات الدولة. وكما كان متوقعا، كان استنتاجه أن الفلسطينيين غادروا بسبب سلسلة طويلة من الاسباب، القاسم المشترك فيها هو صلة هزيلة، هذا اذا كانت على الاطلاق بالاعمال التي اتخذها الجيش الاسرائيلي. 
 
وتبينت على مدى السنين تفاصيل عديدة تدل على أنه للممارسات الاسرائيلية  مسؤولية كبيرة في نشوء مشكلة اللاجئين.
 
لشدة الاسف، فان القليل فقط من المعلومات في هذا الموضوع ينجح في التسلل والوصول الى تلاميذ الثانوية في اسرائيل. يتم منع المعلومات بواسطة جهاز التعليم الذي يسيطر عليه في السنوات الاخيرة سياسيون ذوو مذاهب قومية متطرفة.
 
احد الاهداف المركزية لوزير التعليم السابق، جدعون ساعر، كان منع مثل هذا النقاش قدر الامكان. 
 
قبل بضع سنوات طلبت وزارة التعيم اعداد كتاب تعليمي في التربية الوطنية عن العرب في اسرائيل ("هل بات مسموحا قول نكبة؟"، "هآرتس" 17/5). وكان هذا حين كان المسؤولون عن تعليم الجيل القادم لا يزالون يحاولون التغلب على الاراء المسبقة واسوار العداء بدلا من تخليدها.
 
اكتملت كتابة الكتاب قبل نحو سنة، ولكن في الاجواء التي حرص الوزير ساعر على تنميتها لم يكن هناك احتمال بان يقر، بل وسحب بالفعل. وفي أول خطاب له قال الوزير الجديد، شاي بيرون انه يطلب من الجهاز برئاسته ان تشجيع التلاميذ "الفضولين، الذين يسألون ويعجبون". وسيكون اقرار كتاب التعليم الجديد دليل على أنه بالفعل يقصد ذلك.
 
ان النكبة الفلسطينية بحاجة الى اعتراف اسرائيلي. من دونه لا سبيل الى فهم أصل النزاع مع العرب والوصول الى مصالحة تاريخية. هذه ليست فقط من مهام وزير التعليم بل ورئيس الوزراء ايضا.
 
افتتاحية هآرتس أمس
 
 
 

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.