متطلبات الحياة اصبحت عبئاً ثقيلا على الانسان، فكلما ازداد العلم تطورا اصبحت المعيشة صعبة وقاسية ومعقدة، وقلت فرص العمل وزادت المنافسة الشديدة في الأسواق، والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن للإنسان أن يشق طريقه في معترك هذه الحياة المركبة؟ وكيف يمكن الحفاظ على مستوى معيشي مستقر؟ فالضرائب على سبيل المثال لا الحصر، تثقل كاهل الانسان وتمنع عنه شغف العيش، خاصة وأنها متعددة وباهظة، أضف الى ذلك المصاريف المتعددة، فهناك ضريبة الدخل، صندوق المرضى، كهرباء، الهاتف، انترنت، مياه، ضريبة البلدية، الأرونانا، رسوم البناء، عمولة البنوك، التأمينات على أنواعها، وفي حالة عدم الدفع في الموعد المحدد فشركة الجباية بالمرصاد ومعززة بأفراد الشرطة!. 

فهل تعودنا على هذا النمط من الحياة؟! ام أن الموضوع له علاقة بالمحاكاة للجار أو للغني؟! أم ان ضغط الحياة يؤدي الى ذلك؟ أم أننا فقدنا البوصلة فقلنا: أنا الغريق فما خوفي من البلل؟!

أسئلة كثيرة تحوم في رأسنا كم تحوم كالفراشة حول النور، فما هو المخرج من ذلك؟ المجتمع يحترق من الداخل، ينزف، يبحث عن طريق للعبور الى النجاح والى شاطئ الأمان، ولكن للأسف الاحداث تتسارع وتحاول أن تدرك التطور التكنولوجي وغزو التقنيات العالية فما السبيل؟!.

برأيي، هنالك ظلم لجيلنا، كونه مر بتجربة قاسية غير التي يعاصرها جيل اليوم، فنحن لم نحصل على الأشياء بمعلقة فضية بل بمشقة وعناء كبيرين، فجيل اليوم همه سياقة السيارة، نظارة شمسية، بطاقة الاعتماد، الآيفون بمنظوماته المختلفة كالفيس بوك، الووتس أب، التويتر وغيره، لقد تناول جيلنا الطعام على طبق واحد، اما جيل اليوم فوجباته سريعة ومضرة، هذه الحقيقة مع الاسف.

حتى أن الكثير من المسلمات في حياتنا آخذة بالتغيير، لا بل هناك تفكك أسري وانعدام الهرم العائلي، حتى الحرية باتت مستغلة بصورة سلبية، فمن المسؤول عن ذلك وهل بالإمكان تصليح الوضع؟! هل أخذنا السلبيات من المجتمع الغربي وتنازلنا عن عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة؟! فالاحترام للوالدين لم يعد ذلك الاحترام ولا ذلك التواصل والمحبة بين افراد الاسرة بقي كما كان، فالإنسان لأخيه الانسان بات ذئبا وها هي ظاهرة العنف تتفشى في مجتمعنا كالنار في الهشيم، نسأل الله ان يلهمنا لما فيه الخير والصواب وأن نحافظ ولو على شعرة معاوية في تعاملنا مع بعضنا البعض، لان ما أتى به الأولون مبني على التجارب التي مروا بها، فلنحافظ عليها وان نصونها كي تحمينا من غدرات الزمن وتقلبات الدهر، هكذا كسبناها من الآباء والاجداد وعلينا نقل هذه الأمانة الى الأولاد والأحفاد.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.