مرض التوحد عند الأطفال هو أحد اضطرابات النمو التي تصيب الطفل بالعجز عن التواصل مع الآخرين، كما أنه يُفقد الطفل المُصاب به غير قادرًا على التعبير عن نفسه أو عن المرحلة العمرية التي يعيشها.
كما يعاني المصابون بمرض التوحد عند الأطفال من عدم القدرة على إقامة علاقات اجتماعية مع من حولهم، فضلًا عن عدم استطاعتهم أن يفهموا العالم الذي يحيط بهم ويعيشون فيه.
فيما أوضح الأطباء أن أسباب هذا المرض قد تكون مرضية كـ الحساسية الغذائية، التعرض لسموم من بعض اللقاحات، زيادة الفطريات بالجهاز الهضمي، أو أسباب وراثية أو بيئية أو عوامل آخرى خاصة بالأم كتعاطيها أدوية الاكتئاب أثناء فترة الحمل وخاصة خلال الثلاثة أشهر الأولى منه أو التعرض لضغوطات نفسية أو التعرض لمصادر تلوث كيميائية، إلى جانب إصابة الأم بنقص في بعض العناصر الغذائية.
كما تتمثل أعراض مرض التوحد عند الأطفال في بعض السلوكيات مثل: تأخر مستوى الكلام عند الطفل وتكراره لعدة كلمات مُحددة، قيام الطفل ببعض الحركات الغريبة كهز اليدين بشكل ملحوظ، ميل الطفل إلى البقاء وحيًدا منعزلًا عن الآخرين، الضحك أو البكاء دون وجود سببًا واضحًا، التوقف فجأة أثناء الحديث ويدوم هذا التوقف لفترات طويلة من الزمن، بالإضافة إلى أن الطفل التوحدي لا يخاف من المخاطر كباقي الأطفال.
وتختلف درجة ظهور أعراض مرض التوحد عند الأطفال ما بين الظهور الخفيف أو الشديد من طفل لآخر، وفقًا بنسبة الإصابة بالمرض لدى الطفل حسب فروق فردية، كما أنه في كثير من الأحوال يصعب تشخيص هذا المرض لأن المظهر الجسدي للطفل يكون طبيعيًا للغاية. وعن الدراسات والإحصائيات التي توضح مدى انتشار المرض، فقد أكدت أحدث هذه الدراسات أن هناك طفلًا واحدًا من بين 175 طفلًا مُصابًا بمرض التوحد عند الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية، وأن هذا المرض شائعًا بين الأولاد أكثر من الإناث، مضيفة أنه لم يتم العثور عن إحصائيات خاصة بانتشار المرض في الدول العربية.
وهناك بعض الطرق التي حددها الأطباء لعلاج مرض التوحد عند الأطفال، ومن هذه الطرق ما يلي:
- تدريب الطفل على التواصل الاجتماعي مع الآخرين ومع من حوله، وتعلميه أبسط الطرق لهذا التواصل كالكلام أو الرسم أو الإشارة، فضلًا عن الحرص على تواجد الطفل دائمًا في أجواء اجتماعية.
- أحيانًا يحتاج الطفل التوحدي إلى تعاطي بعض أدوية الاكتئاب أو المهدئات، والتي ينصح بها الأطباء للتخفيف من حدة الحركات والتصرفات الغريبة التي يقوم بها هذا الطفل.
- وفي بعض الحالات، يزداد صعوبة الأمر، فيحتاج الطفل إلى دخول مركز علاج للتأهيل النفسي والاجتماعي، حيث تتميز هذه المراكز بوجود وسائل تكنولوجية وتعليمية حديثة للمساعدة في الشفاء من مرض التوحد عند الأطفال.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.