تختلف المنغصات الزوجية في حدتها من أمر إلى آخر، ولكن تظل الزوجة الغيورة سببا كبيرا في تدهور العلاقة الزوجية بشكل كبير لما يحدث من شعور الزوج بعدم ثقة زوجته به أو بنفسها، وكذلك كثرة المشكلات الناتجة عن تناسي الزوجة لأسباب السعادة في حياتها الزوجية وتنظر لأوجه القصور فقط وتعززها من خلال التشكيك الدائم في تصرفات زوجها.
وكذلك تختلف أشكال الغيرة وأسبابها، فلا تقتصر على إحساسها بالنقص أو عدم الثقة بنفسها أو الشك في زوجها، وإنما أيضا قد تكون بسبب الحب الزائد من الزوجة لزوجها، ويصل الأمر أحيانا إلى الغيرة من أبويه وأخوته بما يدفعها للرغبة في التفرد بزوجها.
ويوجد طرق مختلفة توضح كيفية التعامل مع الزوجة الغيورة والتغلب على تصرفاتها السلبية ومحاولة التوصل معها إلى نقطة جيدة تقلل من حدة هذه الغيرة إلى المستوى الذي يمكن للزوج تحمله والتعايش معه، وأول هذه الطرق هي تخصيص الزوج مساحة من وقته للزوجة لطمأنتها بوجوده إلى جانبها وتأكيد شعورها بحبه والتواجد إلى جانبها، ويمكن تجنبا للروتين انتهاز الفرص والخروج للتنزه معا أو الذهاب للتسوق أو التمشية فقط معا.
وكذلك يجب على الزوج القضاء على الأسباب التي قد تتيح الفرصة أمام الزوجة الغيورة كي تستغلها لتثبت مخاوفها، مثل الحرص على سطحية علاقات الزوج بزميلاته في العمل، وعند لقاء الأصدقاء إخبار الزوجة عمن سيتواجدون به وخاصة من النساء، أو اصطحابها معه لكي تشعر بمشاركتها إياه في مختلف جوانب حياته.
ومن الطرق اللازمة للتعامل مع الزوجة الغيورة الصبر وتحمل انتقادات الزوجة ونوبات غضبها وتفهم أسباب ثورات الغيرة المتتالية وتجنبها، والعمل دائما على إظهار حب الزوج لزوجته وعدم تضرره من غيرتها عليه وبذل الجهد دائما لإبراز فكرة تحمل هذه الغيرة بسبب الحب، وفي نفس الإطار نجد ضرورة مناقشة أسباب الغيرة من حين لآخر ومحاولة الإقناع بعقلانية للزوجة بعدم صحة مخاوفها بردود هادئة ومنطقية بدون سخرية.
وفي نفس الإطار، يجب على الزوج بذل مجهود في إثبات إخلاصه لزوجته من وقت لآخر والاعتماد على الجانب الرومانسي في العلاقة بالاهتمام بالتفاصيل الصغيرة الخاصة بالزوجة وكذلك الخاصة بحياتهما معا، وتذكر المناسبات التي تجمعهما ولها أثر كبير في نفوسهما، ويمكن للزوج عمل بعض الخطوات البسيطة التي يكون لها أثر كبير لدى الزوجة مثل ارسال الورود لها وكتابة بعض العبارات الغرامية على بطاقة يسلم لها مع هذه الورود، وأيضا إلقاء بعض الكلمات البسيطة على مسامع الزوجة مثل "بحبك" و"وحشتيني" دون مناسبة والحديث معها عن المستقبل بشكل مشترك وعبارات ثنائية وليست فردية تتحدث عن شخص الزوج فقط.
وتتضمن الطرق أيضا إشراك الزوجة في جميع الجوانب الخاصة بالزوج، حتى على الصعيد المهني له، وعدم إخفاء الأسرار عنها والتي قد تعرفها بشكل أو بآخر، وتكون المشاركة أيضا في الأنشطة والألعاب والأماكن التي يحبها الرجل، بما يخلق جوا من التكامل بين الطرفين ويحقق السعادة الزوجية لهما.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.