النصوص النثرية

تتنوع النصوص النثرية ويتنوع تناولها على اختلاف ثقافة الكاتب، فهناك النصوص العلمية التي يكتبها العلماء وفقاً للأسس والقواعد العلمية التي بنيت لديهم، وهناك النصوص التي يكتبها الأدباء والتي تظهر أساليبهم الأدبية في طرح الشعر والخواطر، والنصوص الدينية التي يكتبها الفقهاء وعلماء الدين، والنصوص الفلسفية التي يتقنها الفلاسفة فيقومون بتقديمها بطريقتهم الخاصة في تناول المواضيع، وطرح أفكارهم وتساؤلاتهم، وفي هذا المقال سنقوم بطرح كيفية تناول وتحليل النص الفلسفي وما المنهجية الصحيحة التي يقوم بها الطالب أو المتناول في تحليل نص فلسفي.


النص الفلسفي

يمكن تعريف النص الفلسفي على أنه النص الذي يدور فيه الحديث عن إشكالية معينة، حيث يتم تناوله من خلال نسيج مترابط ومتسلسل من المعاني والأفكار والمفاهيم التي تكون متداخلة ومتكاملة وتتوحد حول هذه الإشكالية، أما فيما يخص الترابط بينهما فيكون بشكل فلسفي محدد، وفي النص الفلسفي يقوم الكاتب بعرض الإشكالية بالإضافة إلى عرض موقفه من هذه الإشكالية سواءً أكان ذلك بشكل معلن أو بشكل ضمني، ويعمل على برهنة موقفه وذلك بمراحل متسلسلة ومترابطة.


منهجية تحليل نص فلسفي

إليك الخطوات المتبعة في منهجية تحليل نص فلسفي فيما يلي:

- التعريف بالكاتب أو الفيلسوف: إن القارئ يبدأ أولا بالبحث عن اسم الكاتب.

يجب التحدث عن الكاتب أو الفيلسوف وعن كتبه ونزعته الفلسفية بالإضافة إلى الدوافع وراء كتابة النص الفلسفي.


- قراءة وفهم النص: يجب القيام بقراءة النص الفلسفي أكثر من مرة وذلك لفهمه جيدا، فقراءته في المرة الأولى تكون بهدف أخذ لمحة عن النص وعن محاوره، أما المرة الثانية فتكون بهدف الإبحار في كلمات النص.

عند قراءة النص الفلسفي أكثر من مرة فإنه لا بد من فهم المصطلحات والمفاهيم الفلسفية الموجودة فيه.


- تحديد الإشكالية والبنية في النص: يجب تحديد القضية أو المحور الذي يدور حولها النص، ومن ثم تحديد المشكلة وتوضيح أبعادها على شكل تساؤلات.

عند قراءة النص الفلسفي لا بد من تحديد هوية النص ومحور الحديث الذي يدور حوله.


- صياغة إشكالية النص: يقوم القارئ بتوظيف طريقته الخاصة بالإضافة إلى مجهوده الشخصي في صياغة النص من جديد.


- الكشف عن الحجج والأدلة: يتم استخراج الأدلة التي قام الكاتب بالاستعانة بها في عند طرح المشكلة لإثبات مدى صحة رأيه، ويوجد أنواع للحجج والأدلة، فمنها الحجة الواقعية، وهي التي يستعين الكاتب فيها بمثال من الواقع.

أما الحجج العلمية فتتضمن إدراج واستعمال القوانين العلمية أو الأحداث التاريخية. تتميز هذه الحجج بأنها نقلية من السنة النبوية والقرآن الكريم، ويطلق على الحجج الموجودة في النص الفلسفي مصطلح منطق النص.


- التحقيق في الحجج ومنطقية النص بالنقد والتقييم

ويتم ذلك من خلال الاستعانة بأفكار لكتاب آخرين في نفس المجال.


- النتيجة المحصلة من التحليل

عادة ما يتم التوصل الي نتيجة وتوصيات بعد الانتهاء من قراءة النص الفلسفي وتحليله، ويتم وضع الرأي الشخصي لأسلوب الكاتب، ورأيه في القضية، بالإضافة إلى مقترحاته لحل المشكلة والحجج والدلالات المستند عليها في حل المشكلة وفي وضعه لهذه المقترحات.


• أخطاء التحليل للنص الفلسفي

- عدم نسخ محتويات النص وترديد بعض محتوياته.


- الاهتمام بجوهر وأساسيات النص وعدم الانسياق وراء العموميات التي يتحدث عنها النص.


- فهم النص جيداً، فسوء فهم النص يعتبر إهمالاً وخروجاً عن التحليل الصحيح للنص، فيصبح القارئ يتحدث بشكل عمومي ويسرد فيه قضايا أخرى بعيدة عن النص.


- استخدام حجج وبراهين موثوقة، وذلك لتجنب السقوط في الأحكام الاعتباطية والمسبقة.


- يجب استخدام المسودة في التحليل، فيمكن للقارئ وضع النقاط كرؤوس أقلام وبشكل مختصر جداً، كما يجب الابتعاد عن الاختصار بقدر الإمكان وألا يكتب بشكل رمزي، فهذا لا يعتبر تحليلاً بذاته بل يصبح ضمن تلخيص النص.


يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.