فن وترفيه

آداب الحديث وفضل الكلمة الطيبة

ركزت الشريعة على اداب الحديث والكلام، فالإسلام يريد أن يميز المسلم بعقيدته وعبادته وأخلاقه وآدابه ومظهره.


اداب الحديث ..

لقد اعتنت الشريعة الإسلامية باداب الحديث والكلام، فأمرت بحفظ اللسان ولزوم الصمت ولين الكلام، ولخطورة اللسان؛ فقد ركزت الشريعة على اداب الحديث والكلام، فالإسلام يريد أن يميز المسلم بعقيدته وعبادته وأخلاقه وآدابه ومظهره، بين الإسلام خطورة الكلمة، قال تعالى: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [سورة الانفطار: الآيات 10-12]، كما أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على أهمية الكلمة واداب الحديث؛ عن بلال بن الحارث المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه). 


وقد يتكلم المرء كلمةً توبق دنياه وآخرته، وقد يقول كلمةً يرفعه الله بها درجات ودرجات، ومصداق ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، فيزل بها في النار أبعد ما بين المشرق)، وفي رواية أخرى: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة يُضحكُ بها جُلساءَهُ يهوي بها من أبعد من الثُّريا).


وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالا يرفعه الله بها في الجنة).


ونظرا لأهمية اداب الحديث والكلام وتأثير ذلك على نجاح العلاقات الاجتماعية بين الناس، سنقوم بعرض أهم اداب الحديث:

• يجب على الانسان أن يستهل حديثه بالبسملة والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيبارك ذلك الحديث ويسدد قول الانسان، كما أن اختيار أجمل الكلام وأحسن الألفاظ أثناء مخاطبة الناس من أهم آداب الحديث، فلقد قال تعالى: {وهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنْ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} [الحج، 24].


• اداب الحديث ..يجب أيضا أن يتريثوا ويتفكروا بكلامهم الذي يريدون أن يتكلموا به، فإن كان خيرًا فنعم القول هو وليقله، وإن كان شرا فلينته عنه فهو خيرٌ له. كما قال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت)، قال ابن حجر: «وهذا من جوامع الكلم لأن القول كله إما خير وإما شر وإما آيل إلى أحدهما، فدخل في الخير كل مطلوب من الأقوال فرضها وندبها، فَأَذِنَ فيه على اختلاف أنواعه، ودخل فيه ما يؤول إليه، وما عدا ذلك مما هو شر أو يؤول إلى الشر فَأَمَرَ عند إرادة الخوض فيه بالصمت».


• اداب الحديث .. الكلمة الطيبة صدقة؛ فالمرء مأمورٌ بقول الخير أو الصمت، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل سُلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة، ويعينُ الرجلَ على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة)، وربَّ كلمة طيبة أبعدت قائلها من النار، فعن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم قال: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة).


• يجب أن يراعي المرء عند حديثه أن لكل فرد في المجلس الحق كذلك في إبداء رأيه ولابد من إفساح المجال له للحديث أيضا، وذلك باتباع الصمت بعد الانتهاء من حديثك وذلك حتى لا يصبح الحديث حديث من طرف واحد.


• اداب الحديث .. الإقلال من الكلام في أيما حديث، وذلك لأن كثرته يكون سببًا في الوقوع في الإثم، فلا يأمن المُكثر منه من فلتات لسانه وزلاته، فمن أجل ذلك جاء الترغيب في الإقلال من الكلام، والنهي عن كثرته. روى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله كره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال وإضاعة المال)، وقوله: (وكره لكم قيل وقال)، فهو الخوض في أخبار الناس وحكايات ما لا يعني من أحوالهم وتصرفاتهم، قاله النووي.


• وكثرة الكلام مذمومة في لسان الشرع، فقد روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة، الثرثارون، والمتشدقون، والمتفيهقون، قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون)، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «من كثر كلامه كثر سقطه»، كما قال أبو هريرة رضي الله عنه: «لا خير في فضول الكلام».


• تجنب الخوض في أحاديث لا يعلمها أو غير متأكد من صحتها أو لا يعلم عنها إلا الظن حتى لا يرتكب إثم، وأن يحترم أيضا خصوصية كل منهم.، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات، 12].


• كما يجب عليه الالتزام بالآداب العامة واداب الحديث عند ذكر أحد ما أو التحدث عن شخصية ما غير موجودة بالملجلس.


• تجنب اللغو والكلام الذي لا فائدة منه، قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ(1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ(2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ(3)} [المؤمنون].


• تجنب الحلف بمخلوق كالنبي والكعبة والملائكة والآباء والحياة والشرف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت).


• خفض الصوت وعدم رفعه أكثر من الحاجة، قال تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان، 19].

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.