حاورت الشمس صباح اليوم كل من المحامي عادل بدير رئيس بلدية كفرقاسم، والنائب يوسف جبارين والشيخ وليد فريج؛ امام مسجد من كفرقاسم والسيد محمد بركة رئيس لجنة المتابعة حول الجريمة التي حصلت في كفرقاسم، والتي اودت بحياة الشاب محمد محمود طه، من قبل حارس امن الشرطة، اضافة الى التطرق الى موضوع العنف واستفحاله في المجتمع العربي.
بدير: " بدل ان تعالج الشرطة الاجرام من جمع السلاح وضبط العصابات وغيرها تأتي لتقتلنا"
استمرارا للاحداث التي حصلت في كفرقاسم تحدثت الشمس مع رئيس بلدية كفرقاسم المحامي عادل بدير الذي قال: "ليلة صعبة مرت على كفرقاسم، حيث لم نصحو بعد من صدمة مصرع شابين قبل بضعة ايام، لنصحو على مصرع شاب آخر. نحن كمجتمع بامكاننا معالجة العنف العادي في البيت، لكن الاجرام المنظم هو من مسؤولية الشرطة، وللعلم فشرطة اسرائيل تمكنت من تخفيف الاجرام في المجتمع اليهودي بعكس المجتمع العربي".
واضاف: "اتخذنا خطوة غير عادية باغلاق المدارس لتصحو جميع المؤسسات الرسمية ولنحفزها بفعل اجراء ما ازاء العنف في كفرقاسم، لكن بدل ان تعالج الشرطة الاجرام من جمع السلاح وضبط العصابات وغيرها تأتي لتقتلنا، وهذا سبب انعدام ثقة من قبل الجمهور القسماوي تجاه الشرطة، والشرطة اكدت انها ستعامل بيد من حديد مع من يواجهها ويعرقل عملها، وهذ بدل ان تحارب الجريمة".
وتابع: "الحراسة لا تعمل كبديل للشرطة، وعلى الشرطة ان تعالج ظاهرة الاجرام المنظم، وقد طلبنا مرارًا معالجة فورية لعصابات الاجرام، ورصد لتحركاتهم".
وقال ايضًا: "بالنسبة للعنف فهناك مسؤولية كبرى تقع على عاتق الأهل ايضًا. وبالنسبة للاضراب فهو سيستمر، وكنا قد اتفقنا ان يعود قسم من المؤسسات التعليمية لكن في ظل الظروف التي حصلت ونكث وعود الشرطة من قبلها، فاننا سنتخذ اجراءات اخرى".
النائب جبارين للشمس: "اذا لم تغير الدولة سياستها تجاهنا سيستمر العنف"
اما النائب يوسف فقال للشمس: "لم نقل ان العنف سيخف من مجتمعنا، ولم نعول على برنامج يحد من العنف، وكنا حذرنا مسبقا من تفاقم العنف، وانذرنا بحرب اهلية داخلية. اذا لم تغير الدولة سياستها تجاهنا سيستمر العنف، لذا علينا تجنيد طاقاتنا لتغير الدولة سياستها تجاهنا، والضغط عى المؤسسة الرسمية وترتيب اوراقنا لبناء مشاريع مفيدة تحد من العنف".
واشار النائب جبارين ان هناك اجماع لدى الباحثين ان الخلل الرئيس هو من قبل المؤسسة الحاكمة، مثل عدم توفير ميزانية كافية في الامور التربوية وموقفها تجاه المواطنين العرب، ولجنة اور ذكرت ان الشرطة تنظر الى العرب على انهم اعداء، منوهًا ان عصابات الاجرام هم من داخل مجتمعنا".
كما نوه ان مسألة العنف يمكن ان تكون جزءً من المرافعات الدولية، ولدينا اثبات حول التمييز في تعامل الشرطة معنا، و"قد ضغطنا على مكتب مراقب الدولة ان ياخذ دوره في هذا الجانب. ولم نستثمر الى الآن كافة قدراتنا وامكانياتنا للحد من العنف ، لذا نفكر بعمل جدي ونشاط في تل ابيب وتنظيم مسيرة سيارات وغيرها.
ولفت النائب جبارين ان هناك اشكالية في مسألة علاقتنا مع الشرطة لأنها لا تقوم بدورها ازاء الجريمة في المجتمع العربي بعكس تعاملها في المجتمع اليهودي التي تضبط الجاني بسرعة هناك. واردف: "لا نريد من شبابنا ان ينخرطوا في جهاز الشرطة لخطورة ذلك، لكن اقترح وجود عناصر حراسة محلية مرتبطة بالسلطة المحلية وتعميم ذلك على كافة بلداتنا العربية.
واستطرد: "ما حصل في كفرقاسم قد يكون محركًا لنشاطات جماهيرية اخرى، لكن علينا الآن ان نوفي الشهيد حقه من خلال خطوات جدية اولها المشاركة الحاشدة في الجنازة، والمشاركة في الخطوات الاحتجاجية التي ستعلن عنها لجنة المتابعة فيما بعد، لكن يبقى التحدي الاساسي هو كيف نعد رؤية جدية لمستبقل المجتمع العربي".
الشيخ وليد فريج: "عصابات اجرامية تريد فرض بلطجيتها على اهالي كفرقاسم"
هذا وفي حديث للشمس مع الشيخ وليد فريج امام مسجد في كفرقاسم قال: "اهل كفرقاسم جميع خطواتهم كانت مشروعة، وكانت مسيرة مسبقة امام الشرطة ولم يحصل اي اعتداء. هناك حالة احتقان لدى الشباب، وطلبت بشكل شخصي من الشرطة الانسحاب، لكنها مقابل ذلك تعتدي على مركز الحراسة وتعتقلهم وهذه كانت الشرارة التي اشعلت الاوضاع هذه الليلة".
واوضح انه وبالنسبة للعنف المستشري في المجتمع العربي فالقضية هي قضية عصابات اجرامية لها ارتباطات في الداخل والخارج تريد فرض بلطجيتها على اهالي كفرقاسم. وتابع: " لدينا اطر تربوية كثيرة ونسعى ونقدم الكثير لابنائنا على مستوى القيم والتربية ونلاحق المشاكل الصغيرة قبل تفاقمها، لدينا مجتمع متلاحم في كفرقاسم يحاول التغلب على جميع الصعاب، لكن المشكلة ان هناك تواطؤ من قبل الشرطة، وما عليها ان تفعله هو ان تحضر الجاني وتعاقبه".
واضاف:" في جميع البلدات العربية هناك عصابات اجرام وخاوة وممارسات غير شرعية، واقاول ان اسوأ جهاز في الدولة هو جهاز الشرطة، لان المواطن يعتقد انه سيجد الامان لديها لكنه يصدم بحقيقة عكس ذلك تمامًا، لذا نحن نطالب ان تؤدي الشرطة دورها، وهي ما زالت تتعامل مع العرب بنفس السياسة، واذا لم يغيروا سياستهم ستتفاقم الامور وانا اتوقع حصول الأسوأ، علما اننا نعرف اننا بحاجة الى القانون وتطبيقه".
ولفت الى انه يخاطب الشباب بشكل دائم حول خطورة العنف وسلبياته، لكنه لمس شعور اليأس لديهم بعد ما حصل ليلة امس اذ كان يمكن ان تحدث مجزرة في كفرقاسم.
بركة: "مجتمعنا تحت الخطر، والدولة تستفرد بنا"
الى ذلك قال السيد محمد بركة رئيس لجنة المتابعة: "يوم حزين وسيء وكارثي على المجتمع العربي بكل معنى الكلمة، والشرطة بدل ان تمنع الاجرام وتوفر الامان فهي تستخدم الاجرام".
واوضح ان الشرطة ترتكب جريمة بحق ابنائنا، وما تحدثت عنه لجنة اور ان الشرطة تتعامل مع العرب كعدو هو صحيح وما زال مستمرا، مشيرًا انه لا يمكن القول اننا مجتمع تحكمه العنف لأن من يستخدم العنف هو فئة صغيرة لكنها خطيرة، وهناك غياب كامل للدولة ازاء ما يحصل، وهي تستفرد بمجتمعنا.
واوضح بركة الى ان النواب يلتقون مع قائد الشرطة وعناصر رفيعة في الشرطة وهي تعد بتوفير الامن لكنهم على ارض الواقع يتصرفون بعكس ذلك، بل انهم يحاولون عدم منع الجريمة بل وانتشارها.
واضاف: " يوم السبت ستكون مسيرة قطرية بكفرقاسم، وهناك حديث عن نشاط في القدس او تل ابيب"، هذا واوضح الى وجوب ان يكون موقف موحد لجميع اطياف المجتمع العربي، لأننا مجتمع يقع تحت الخطر وفي نفس الدائرة.
للاستماع للقاء الكامل:
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.