الكاتب أوري مسغاف عن يوم ذكرى رحبعام زئيفي .. "من الأفضل الغاء يوم الذكرى القومي لشخصيته بالتشريع الذي تم وضعه في العام 2005."

لا شئء  يمكن أن يسمى إرث رحبعام زئيفي. إلا إذا كان رفع شعار الترانسفير والتحريض ضد رئيس الحكومة وصداقة الخارجين على القانون والتحرشات الجنسية والشهادات حول قتل العرب الأبرياء، تسمى إرثا. كان زئيفي خللا في السياسة الإسرائيلية ونقطة سوداء في الديمقراطية الإسرائيلية. مراسيم إحياء ذكراه في هذا الاسبوع حضرها 36 عضو كنيست من بين 120 عضوا. وقد كانت المراسيم من اللحظات الجميلة للمجلس التشريعي (الكنيست) في السنوات الاخيرة. لا يوجد الكثير مثل ذلك، ومن الأفضل الكف عن ذلك والغاء يوم الذكرى القومي لشخصيته بالتشريع الذي تم وضعه في العام 2005. ما الذي يجب أن يتعلمه جنود الجيش الإسرائيلي وطلاب الجهاز التعليمي في هذا اليوم، عن الترانسفير والاغتصاب؟.

يوم الذكرى هذا ليس صدفة. ولم يتم تشريعه بالخطأ. فمنذ قتل يتسحاق رابين كان اليمين بحاجة إلى رجل عسكري خاص به. واليسار من ناحيته كان ضعيفا ويتملكه الشعور بالذنب. زئيفي قتل في فندق في شرقي القدس، الذي صمم على النزول فيه بدون مرافقة الحراس. وقد كان قتله انتقاما مباشرا للتعرض لحياة أبو علي مصطفى، الامين العام للجبهة الشعبية، في إطار سياسة التصفيات التي أيدها زئيفي بكل مشاعره.

قبل قتل أبو علي مصطفى لم يحاول الفلسطينيون التعرض لحياة سياسيين في إسرائيل، باستثناء حالة واحدة هي حالة الحاخام العنصري مئير كهانا. فلماذا لم يتم اعتماد يوم رسمي لذكرى كهانا؟ لقد قتل مخرب يهودي رئيس حكومة إسرائيل. وكان زئيفي شريكا ناجعا في التحريض الذي سبق عملية القتل. فقد اطلق على حكومة رابين اسم "حكومة ميونيخ"، وعارض حتى اتفاق السلام مع الاردن، ووقف على الشرفة في ميدان صهيون.

أحد الواقفين على الشرفة، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أعلن في هذا الاسبوع في خطاب له في الكنيست أن "إرث غاندي ليس فكرة الترانسفير المختلف فيها.. إرث غاندي يركز على أمر واحد هو الحب الكبير لأرض إسرائيل ومعرفة تاريخها". إن حب إسرائيل ومعرفة تاريخها لا يعتبران سببا ليوم ذكرى رسمي. أما اعتبار المطالبة بالترانسفير "مثار خلاف" فهذا يحدث في الديمقراطية التي فقدت الشمال.

الأمر المخجل في الحقيقة هو أن دولة كاملة استيقظت فقط بعد التحقيق الذي أجراه عمري أسنهايم وبرنامج "عوفدا"، حيث تم جلب شهادات لمجموعة من التحرشات الجنسية التي قام بها زئيفي وهو في زيه العسكري. وحول الترانسفير والعلاقة مع العالم السفلي، عرفنا قبل ذلك. وقد أعلن نتنياهو في الكنيست أن "لكل شخص الحق في أن يكون له اسم جيد، سواء الاحياء أو الأموات". وهو على حق، لكن يجب أن يسري هذا المنطق أيضا على الاسم السيئ. صحيح أن زئيفي لن يستطيع الرد على الاتهامات الخطيرة ضده. والمجندات البائسات في حينه لم يحصلن على حق الدفاع عن أجسادهن واحترامهن. والمنطق يتطلب التساؤل حول أمكانية افتراء عدد من النساء على شخص بريء ميت.

محامي الدفاع يتسحاق هيرتسوغ انضم إلى الخطابات الكلامية، وشارك في المراسيم وقال: "لا يمكن في هذا الزمن التغاضي عن الموضوع الاخلاقي والجوهري المتعلق بعلاقة النساء والرجال في المجتمع... هذه غيمة تعيب على شخصيته". الاغتصاب ليس غيمة وليس موضوعا قيميا يتعلق بالعلاقة بين الرجال والنساء. وهو لا يتعلق بفترة. فقد كان الاغتصاب وما زال جريمة فظيعة، وكذلك اطلاق النار على المواطنين غير المسلحين. والترانسفير والتحريض هي أيضا جرائم سياسية.

بدل مواجهة الشهادات بشكل جدي، اختارت حكومة إسرائيل في هذه السنة تسمية موقع في شاعر هغاي على اسم زئيفي، رغم أنه لم يسبق له أن شارك في القوافل التي ذهبت إلى القدس، ولم يعرض حياته للخطر في باب الواد. كفى لهذا الخزي.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.