محليات

بلدية سخنين تقدم دعوى ضد سماسرة الاراضي ودائرة اراضي اسرائيل تطلب مهلة زمنية

عادل طربيه

كما هو معلوم فإن دائرة أراضي اسرائيل قامت قبل سنتين بمناقصة موجه للمقاولين لبناء عشرات الوحدات السكنية على 7 قسائم أرض, ووفق هذه المناقصة على كل مقاول أن يبني عدد محدد من الوحدات السكنية على كل قسيمة ويبيع هذه الوحدات للمواطنين . للأسف قام عدد من المقاولين , وبالتعاون مع بعض السماسرة في سخنين, باستغلال أهل سخنين وبدل من البناء على القسائم قاموا بتقسم الأراضي وبيعها للمواطنين بشكل غير قانوني وباتفاقيات غير قانونية.

بسبب تجاهل دائرة اراضي اسرائيل ووزارة الإسكان لتوجهات البلدية حول الموضوع, قامت  البلدية وبتعاون وتنسيق مع اللجنة الشعبية في سخنين بتقديم دعوى قضائية لمحكمة الشؤون الإدارية بحيفا ضد دائرة اراضي اسرائيل ووزارة الإسكان , إضافة لجميع المقاولين والجمعيات الذين فازوا بالمناقصات, وطالبت المحكمة بإصدار أمر يلزم دائرة اراضي اسرائيل ووزارة الإسكان بإلزام المقاولين والجمعيات بتنفيذ كامل شروط المناقصة والإتفاقيات, بما في ذلك أن يتم بناء الوحدات السكنية حسب المناقصة ومخططات البناء.

 ضمن الفحص القانوني الذي قام به المحامي تبين أن هنالك العديد من الخروقات التي قد حدثت في هذه القسائم, ومنها أن العديد من رخص البناء التي تم إصدارها من قبل اللجنة المحلية للتخطيط والبناء صدرت بشكل غير قانوني أو تتعارض مع مخططات البناء, اضافة الى تقليل عدد الوحدات السكنية على كل قسيمة بشكل لا يتناسب مع مخططات البناء ومن دون الحصول على موافقة البلدية وأحياناً من دون موافقة وزارة الإسكان على المخططات.

 على ضوء تقديم الدعوى القضائية فقد تم فعلياً تجميد معظم الإجراءات لإصدار رخص بناء في هذه القسائم والتدقيق فيها بشكل كبير, وتم القرار أن على كل مخطط بناء أن يستوفي كامل عدد الوحدات السكنية حسب المناقصة وأن على كل مخطط أن يحوي موافقة خطية من وزارة الإسكان على المخططات .

 قبل جلسة المحكمة بأسابيع إجتمع المحامي الموكل بالقضية  والمستشار القانوني مع ممثلي النيابة العامة والمستشارة القانونية لدائرة أراضي اسرائيل لبحث أمكانية التوصل الى صيغة تسوية.

 محامو النيابة العامة ودائرة اراضي اسرائيل وضحوا أنهم بدأوا باجراء تحقيق شامل حول ما يحدث وأنهم على دراية أن هنالك تجاوزات وأمور غير قانونية قد حدثت في هذه القسائم, ووضحوا الصعوبات الموجودة أمامهم وعلى رأسها أن هذه المناقصات تمت قبل عدة سنوات وأن هنالك إشكالية بصياغة الإتفاقيات الموقعة مع المقاولين  إضافة الى أن العديد من المواطنين قاموا بدفع مبالغ كبيرة وشراء قسائم , وأن العديد من اتفاقيات البيع مخفية وغير معلنة, وأن هنالك عدة مباني قد تم بناؤها في بعض القسائم.

من أجل هذه المعطيات تم الاتفاق على أن كل تسوية وحل متفق يتم الوصول اليه عليه أن يأخذ بالحسبان كافة المعطيات المذكورة, وأن كل حل جذري عليه أن ينظر للمستقبل لمنع حدوث تجاوزات مستقبلية. 

 النيابة العامة ودائرة اراضي اسرائيل طلبوا مدة زمنية 3 أشهر ليكملوا فيها التحقيق والبحث وفحص كامل المناقصات والقسائم, وإتخاذ قرار حول كل قسيمة وقسيمة.

 بناءاً على هذه التفاهمات تم صياغة مسودة إتفاق, ولكن بسبب عدم ادراج تعهدات واضحة من قبل النيابة العامة لم يتم توقيع الإتفاقية قبل المحكمة.

 النيابة العامة وبسبب الخروقات الموجودة قررت عدم تقديم رد موضوعي على الدعوى الإدارية, وقدمت طلباً للمحكمة لرفض الدعوى بإدعاء أن هذه المناقصات تمت قبل فترة زمنية طويلة ولا يمكن مهاجمتها قانونياً بعد عدة سنوات, وأنه لا يوجد صلاحية لمحكمة الشؤون الإدارية لبحث هذه القضية.

 جلست المحكمة وبحضور رئيس البلدية مازن غنايم, مدير عام البلدية قاسم أبو ريا, والمستشار القانوني للبلدية شهدت مداولات طويلة حول إدعاءات النيابة العامة وحول موضوع صلاحية المحكمة, وفي خضمها طالبت النيابة العامة وتعهدت بفحص كامل المناقصات والقسائم وبحث إدعاءات البلدية, بما في ذلك تعهدت بعقد لقاءات مع ممثلي البلدية وبحضور رؤساء دائرة اراضي اسرائيل ووزارة الإسكان للبت حول كل قسيمة وقسيمة, وبسبب التعقيدات الموجودة طلبت مدة زمنية اضافية مدتها 3 أشهر لإستكمال البحث.

 بناءاً على تعهدات النيابة العامة ودائرة اراضي اسرائيل ووزارة الإسكان, قامت المحكمة بتقديم توصية للأطراف, لقبول هذه التسوية مع حفاظ البلدية على حقها بالقيام بإجراءات إضافية ضد المقاولين والجمعيات. ممثلي البلدية والنيابة العامة قبلوا هذه التوصية وبناءاًعلى ذلك تم إصدار قرار حكم بقبول التسوية.

 بعد قرار المحكمة تم عقد إجتماع بحضور رئيس البلدية مازن غنايم, مهندس البلدية سليمان عثمان, مدير عام البلدية قاسم أبو ريا, المستشار القانوني للبلدية شادي غنطوس والمحامي الموكل بمتابعة القضية المحامي وسام غنايم, وقد تم الإتفاق على الخطوات المرحلية التالية :

- البلدية ستقدم طلباً للجنة المحلية للتخطيط والبناء لإلغاء رخص البناء التي تم الحصول عليها بشكل غير قانوني حتى التي تحوي مباني قائمة, بما في ذلك الرخص التي وفقها تم تقليل عدد الوحدات السكنية دون موافقة وزارة الإسكان والبلدية كما تنص المناقصة.

- التوجه للجنة التخطيط والبناء بإعتراضات على طلبات الترخيص المقدمة  من أجل ترخيص مباني تم بناؤها بشكل لا يتلائم مع رخص البناء والمخططات, والإعتراض على كل مخطط لا يحتوي كامل عدد الوحدات السكنية حسب المناقصة.

- متابعة المسار القضائي والقانوني ضد الجمعيات والمقاولين الذين قاموا بخرق القانون, بما في ذلك التوجه لمسجل الجمعيات للتحقيق في عمل وقانونية هذه الجمعيات. 

 بلدية سخنين بتواصل مع مسؤولي دائرة اراضي اسرائيل ووزارة الإسكان لمراقبة كل المناقصات القادمة لدائرة أراضي اسرائيل, ولمنع تكرار مثل هذه الحالات في المناقصات القادمة,  بما في ذلك التدقيق في مخططات البناء المقدمة للجنة التخطيط والبناء.



يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.