قشرة ونواة! كلمتان اثنتان تغلف أحدهما الأخرى! تطرحان مشكلة جدية وتحملان في طياتهما مسألة في غاية الأهمية! لا يخفى على أحد تلك المظاهر والقشور البراقة التي تغلف حياتنا وتشغلنا، والتي أعتبرها سببًا مباشرًا في كثير مما يجري في مجتمعنا؛ فتهدده لتوقعه بعدها في آفات واضطرابات اجتماعية. ما معنى أن يلفّ حياتنا غطاء ملوّن برّاق ونحن في الوقت ذاته نعيش حياة تعيسة شقيّة؟ هل باتت تلك الألوان والقشور؛ هي التي تتحكّم بتفاصيل حياتنا؟ تحكم على شخصياتنا وذواتنا؟ أسئلة كثيرة بهذا الصدد وأمثلة تقابلها لا تُحصى! أشخاص يتزاحمون؛ يؤدّون فرائض الدين، مثلاً، بإخلاص لكنّهم في حياتهم اليوميّة يتصرّفون بأبعد ما يكون عن الدين – هل بات الدين فرائض شكليّة فقط؟ هل ينحصر معنى حجابي كمسلمة بتغطية رأسي وشعري؟ أين ذاك النظام الشامل الذي يتعامل مع كل صغيرة وكبيرة في الحياة؟– إنّ المسألة، كما أراها، ليست جهلاً أو نفاقاً فقط؛ إنما هي وعي فاسد يؤدي إلى نوع من السلوك الظاهريّ الذي يعكس قشورًا فكرية ننتهجها ونتمسك بها والتي بدورها تشكّل بديلاً عن جوهر الأمور ونواتها! إنّي أفسر ذلك بكون تلك السلوكيّات الظاهريّة التي نتّبعها مريحة وخفيفة، ولا تتطلّب من الفرد جهداً وثمناً، فهو في نهاية المطاف يحصر كل تفاصيل حياته بمظاهر كذاّبة وسهلة المنال! فالدفاع عن المبادئ الأساسية القيّمة في الدين مثلاً؛ كالعدل والمساواة والحرية، طريق محفوف بالمخاطر في هذه الأيام التي نعيش، وبالمقابل التمسك بالقشور يمنحنا من الرضا الزائف والطمأنينة الكاذبة ما يمنح! أعجب كثيرًا لكلّ تلك التناقضات الفاحشة ما بين القشور والنواة؛ والتي تسيطر على كثير من جوانب حياتنا! نحن نشهد أنّ كثيرًا من علماء المسلمين مثلاً يدعون الله ليلاً ونهاراً على الفضائيات ويتجاوبون مع قضايا المسلمين بما هو حرام وحلال، ولكنّني لم أسمع أحدهم قد تطرق إلى حقوق المواطن أو ما يغطي عبرات شعوبنا العربية وآهاتهم، فيبرز ما لحق غالبيتهم من ظلم واضطهاد وتعذيب؛ إلا من رحم اللهُ!!! أعترف –والحق يقال- أنّهم يقضون الوقت في تزيين الشعارات، والقاعات، وعقد الخطابات والاجتماعات: نستنكر، ونناشد، ونستهجن! لكنّهم للأسف شديده لم يصيبوا نواة القضية أو يحاولوا الوصول إليها!! إنّ أكثر ما يعنيني في الأمر أنّ التمسّك بتلك القشور تجعل الفرد مُقَوْلَبًا ونموذجيًا يعيش كما يَطلب منه الآخرون وفي حدود قد بنوها له؛ بعيدًا عن التفكير والإبداع والعفوية والحرية! لنربي أبناءنا بعدها على ذلك النهج!!! بالله عليكم! أباتت مشكلة شعبنا العربيّ هو ذاك الفستان الذي ارتدته تلك الفنانة؟ وتلك النظرة غير اللائقة التي نظرها فلان في فيلمه الأخير إلى زميلته الفنانة؟ أباتت مشكلة الشاب أنّه لا يملك بيتًا مساحته كذا وسيارة "موديلها" كذا؟؛ فإذا سلّمنا بأنّ ذلك جزء من المشكلة أو قلْ انعكاسات لمُشَيْكِلات قِشْرية؛ فلا بدّ لنا أن نتمهل قليلاً ونفكر في أولويات حياتنا ومصدر سعادتنا في هذا العصر التكنولوجيّ، هذا الاستعمار الذي يبتلع روح الإنسان ومشاعره! إنّ الإسلام الحقيقيّ قد منح المسلمين يومًا ما فرصةً؛ ليحكموا العالم ويعلّموا البشرية معارج الخُلقِ الحسن ومنازل الفنِّ الأصيل ومناهل العلم المشرق ومحافل الرقيّ التربويّ! لكنّ تلك القشور قد أدّت بنا إلى درك الهوان وسحيق الشقاء الذي نحياه! فلنستمتع بطبيعتنا البشرية وإنسانيتنا، ونهتم بعلاقتنا الروحية، وصِلَتنا مع الخالق، واتصالنا مع الآخرين من بني البشر بضوابط الشرع الحنيف، ونتفكّر في كُنْه الأمور، ونغوص في أعماقها؛ لنصل بعدها إلى ما يجعلنا ذوي قيمة؛ لنا كيان يعبّر عن عروبتنا وإسلاميتنا بعيدًا عن قشور عقيمة تخنق ابداعنا العميق!وهنا تكمن سعادة المرء الحقيقيّة! هنا..هنا!

قشرة ونواة! كلمتان اثنتان تغلف أحدهما الأخرى! تطرحان مشكلة جدية وتحملان في طياتهما مسألة في غاية الأهمية! لا يخفى على أحد تلك المظاهر والقشور البراقة التي تغلف حياتنا وتشغلنا، والتي أعتبرها سببًا مباشرًا في كثير مما يجري في مجتمعنا؛ فتهدده لتوقعه بعدها في آفات واضطرابات اجتماعية.

ما معنى أن يلفّ حياتنا غطاء ملوّن برّاق ونحن في الوقت ذاته نعيش حياة تعيسة شقيّة؟ هل باتت تلك الألوان والقشور؛ هي التي تتحكّم بتفاصيل حياتنا؟ تحكم على شخصياتنا وذواتنا؟   

أسئلة كثيرة بهذا الصدد وأمثلة تقابلها لا تُحصى! أشخاص يتزاحمون؛ يؤدّون فرائض الدين، مثلاً، بإخلاص لكنّهم في حياتهم اليوميّة يتصرّفون بأبعد ما يكون عن الدين – هل بات الدين فرائض شكليّة فقط؟ هل ينحصر معنى حجابي كمسلمة بتغطية رأسي وشعري؟  أين ذاك النظام الشامل الذي يتعامل مع كل صغيرة وكبيرة في الحياة؟– إنّ المسألة، كما أراها، ليست جهلاً أو نفاقاً فقط؛  إنما هي وعي فاسد يؤدي إلى نوع من السلوك الظاهريّ الذي يعكس قشورًا فكرية ننتهجها ونتمسك بها والتي بدورها تشكّل بديلاً عن جوهر الأمور ونواتها!

إنّي أفسر ذلك بكون تلك السلوكيّات الظاهريّة التي نتّبعها مريحة وخفيفة، ولا تتطلّب من الفرد جهداً وثمناً، فهو في نهاية المطاف يحصر كل تفاصيل حياته بمظاهر كذاّبة وسهلة المنال! فالدفاع عن المبادئ الأساسية القيّمة في الدين مثلاً؛ كالعدل والمساواة والحرية، طريق محفوف بالمخاطر في هذه الأيام التي نعيش، وبالمقابل التمسك بالقشور يمنحنا من الرضا الزائف والطمأنينة الكاذبة ما يمنح!

أعجب كثيرًا لكلّ تلك التناقضات الفاحشة ما بين القشور والنواة؛ والتي تسيطر على كثير من جوانب حياتنا! نحن نشهد أنّ كثيرًا من علماء المسلمين مثلاً يدعون الله ليلاً ونهاراً على الفضائيات ويتجاوبون مع قضايا المسلمين بما هو حرام وحلال، ولكنّني لم أسمع أحدهم قد تطرق إلى حقوق المواطن أو ما يغطي عبرات شعوبنا العربية وآهاتهم، فيبرز ما لحق غالبيتهم من ظلم واضطهاد وتعذيب؛ إلا من رحم اللهُ!!!

أعترف –والحق يقال- أنّهم يقضون الوقت في تزيين الشعارات، والقاعات، وعقد الخطابات والاجتماعات: نستنكر، ونناشد، ونستهجن! لكنّهم للأسف شديده لم يصيبوا نواة القضية أو يحاولوا الوصول إليها!! 

إنّ أكثر ما يعنيني في الأمر أنّ التمسّك بتلك القشور تجعل الفرد مُقَوْلَبًا ونموذجيًا يعيش كما يَطلب منه الآخرون وفي حدود قد بنوها له؛ بعيدًا عن التفكير والإبداع والعفوية والحرية!

لنربي أبناءنا بعدها على ذلك النهج!!!

بالله عليكم! أباتت مشكلة شعبنا العربيّ هو ذاك الفستان الذي ارتدته تلك الفنانة؟ وتلك النظرة غير اللائقة التي نظرها فلان في فيلمه الأخير إلى زميلته الفنانة؟ أباتت مشكلة الشاب أنّه لا يملك بيتًا مساحته كذا وسيارة "موديلها" كذا؟؛ فإذا سلّمنا بأنّ ذلك جزء من المشكلة أو قلْ انعكاسات لمُشَيْكِلات قِشْرية؛ فلا بدّ لنا أن نتمهل قليلاً ونفكر في أولويات حياتنا ومصدر سعادتنا في هذا العصر التكنولوجيّ، هذا الاستعمار الذي يبتلع روح الإنسان ومشاعره!

 إنّ الإسلام الحقيقيّ قد منح المسلمين يومًا ما فرصةً؛ ليحكموا العالم ويعلّموا البشرية معارج الخُلقِ الحسن ومنازل الفنِّ الأصيل ومناهل العلم المشرق ومحافل الرقيّ التربويّ! لكنّ تلك القشور قد أدّت بنا إلى درك الهوان وسحيق الشقاء الذي نحياه! فلنستمتع بطبيعتنا البشرية وإنسانيتنا، ونهتم بعلاقتنا الروحية، وصِلَتنا مع الخالق، واتصالنا مع الآخرين من بني البشر بضوابط الشرع الحنيف، ونتفكّر في كُنْه الأمور، ونغوص في أعماقها؛ لنصل بعدها إلى ما يجعلنا ذوي قيمة؛ لنا كيان يعبّر عن عروبتنا وإسلاميتنا بعيدًا عن قشور عقيمة تخنق ابداعنا العميق!وهنا تكمن سعادة المرء الحقيقيّة!  هنا..هنا!

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.