عاش المشاركون في لقاء " قراءة في كتاب" اجواء حميمة عابقة بالياسمين في حضرة الشعر مع الطبيب الاديب وائل ابو عرفة وهو يقلب صفحات من كتاب ذكريات الشاعرة الفلسطينية الكبيرة فدوى طوقان رحلة صعبة .. رحلة جبلية في الصالون الثقافي لمقهى الكتاب الثقافي بالتعاون مع نادي الصحافة المقدسي . وقال ابو عرفة انه في حضرة الشعر وفي ظل شاعرة كبيرة بوزن وحجم فدوى طوقان نكون اكثر صمتا واكثر خشوعا ، مستعرضا محطات في حياتها الحافلة التي صدرّتها في جزئين يغطيان مسيرتها الحياتية وهما رحلة صعبة .. رحلة جبلية حتى عام 1967 والرحلة الاصعب بعد الحرب وحتى اوسلو عام 1994. البدايات والابواب المغلقة وقال ابو عرفة ان الشاعرة تتحدث في هذين الكتابين عن ذكرياتها الشخصية وتضع ملامح عريضة للوضع السياسي والاجتماعي والثقافي للمنطقة خاصة في فلسطين منذ العهد العثماني حتى نهاية القرن العشرين . واضاف ان الشاعرة التي ولدت في مدينة نابلس حوالي العام 1917 .. اذ ان تاريخ ميلادها كما تقول ضاع في ضباب السنين . واوضح ان حياة الشاعرة فدوى تتمثل في سيرتها الذاتية في ثلاثة مراحل ، مرحلة العزل والانطواء ومرحلة الانطلاق والحرية الذاتية ومرحلة الاندماج في الهم الجماعي والتحرر الوطني بعد هزيمة حزيران حيث عبرت بشعرها عن هذه المراحل المختلفة على مدى اكثر من نصف قرن من الشعر والابداع . ولم تكن تتعدى ربيعها العاشر عندما حكم عليها شقيقها الاكبر بترك المدرسة والسجن خلف ابواب مغلقة لا لشيء الا لانها تبادلت بعض الكلمات مع صبي ربما كان من المعجبين بها وبسبب وردة قدمها لها . وكانت بداية الانفراج والخروج من سجنها الانفرادي عودة اخيها ابراهيم بعد تخرجه من الجامعة الامريكية ( مع وجه ابراهيم اشرق وجه الله على حياتي) فقد اهتم بها ايما اهتمام واحبها كل الحب ووضعها على طريق الشعر. واصطحبها معه الى القدس التي عشقتها وتعلقت بها منذ اللقاء الاول حين جاء ابراهيم للعمل في الاذاعة البريطانية.. ففي تلك الفترة القاسية من سني مراهقتها كانت يد ابراهيم هي حبل السلامة الذي تدلى وانتشلها من بئر نفسها الموحشة المكتنفة بالظلام.. وكانت صدمتها الكبرى بموته وهو في ريعان الشباب على اثر عودته الثانية من بيروت حيث كتبت كتابها الرائع "اخي ابراهيم" ورثته في العديد من القصائد تذكر برثائيات الخنساء لاخيها صقر. مرحلة اخرى من العزلة واشار ابو عرفة الى انه بعد وفاة ابراهيم دخلت الشاعرة في حالة جديدة من الحزن والانعزال .. فهي تقول .. ودعت آفاق القدس الفسيحة وعدت الى نابلس لتستقبلني الوحشة القائمة بيني وبين اهلي وقد زادها سفر ابراهيم وموته المبكر ترسيخا وعمقا. واعقب هذه المرحلة متغيرات سياسية واجتماعية.. كان خروج فدوى للحياة اشبه بخروج المارد من القمقم ولكن في وقت ضاعت فيه فلسطين وتزعزع بنيان المجتمع العربي التقليدي. وهنا كان جوعها للحياة قاسيا وانفكت عقدة لسانها .. فراحت تكتب الشعر الوطني " الذي طالما تمنى ابي ان اكتبه فأملأ مكان ابراهيم " .. فكتبت الشعر بصورة تلقائية وبدون اي الزام من احد . وكان للهزيمة وقع الصاعقة عليها فقد غيرّت الكثير من مفاهيمها الرومانسية الذاتية في الشعر .. فنشرت العديد من القصائد التحريضية في جريدة الاتحاد بعد لقائها مع شعراء الداخل الفلسطيني محمود درويش وسميح القاسم توجتها بقصيدتها الشهيرة – لن ابكي- عام 1968. وبعد حزيران اصدرت فدوى الليل والفرسان وعلى قمة الدنيا وحيدا حيث تبدل خطابها الشعري نحو القصائد الوطنية والتحريضية ومنها قصيديتها في دار حمزة والى منتهى الحوراني عام 1974 بعد خطاب ياسر عرفات في الامم المتحدة. وفي السنوات الاخيرة من عمرها عاشت فدوى فترات من القلق والانزواء وخيبة الامل كأنها عادت الى ايام الحبس الجبري في سنوات الطفولة حتى كانت اخر قصيدة لها اثناء حصار نابلس في اب 2002 . وواصل ابو عرفة.." في لندن سألني الكاتب رشاد ابو شاور .. كيف حال فدوى؟ اشم في قصيدتها رائحة الوداع؟ .. اجبت.. لم ارها منذ زمن .. ولكنني واثق انها ما زالت سنديانة جبل النار. وفي 13-12-2003 .. أغلقت فدوى وراءها الباب واغمضت عينيها ورحلت بصمت وهي القائلة .. انا عين المرأة الشاهدة .. بؤرة العدسة .. صياح الديك عند الفجر.. لؤلؤة الكلام .. حجارة الحيطان العتيقة .. نبتة الظلال التي تعانق السماء.. انا الصوت الحنون الذي يستحضر الامل عند الكلام . النظر في عين المرحلة.. واعتبر القاص والكاتب المعروف محمود شقير انه يجب النظر الى الشاعرة فدوى طوقان في اطار المرحلة التي عاشتها وظهرت فيها وقد كانت رائدة بامتياز في مرحلة الثلاثينات والاربعينات ولا يجوز محاكمة الشاعر انطلاقا من مرحلة متأخرة.. وطوقان كانت ابنة صادقة لمرحلتها وكانت متميزة فيها .. وعادة ما يتم القاء الضوء على الشاعر في بداية مشواره .. ودعا شقير الى الاهتمام بالسير الذاتية التي تسلط الضوء على حياتنا الخاصة وارتباطها في المكان .. فنحن بحاجة الى المزيد من كتب السيرة وتسجيل وقائع وتفاصيل حياتنا لمواجهة سياسة الشطب والالغاء المضادة. ونوه الى كتب السيرة للشاعر معن بسيو دفاتر فلسطينية وغربة الراعي لاحسان عباس وخارج المكان لادوارد سعيد مع ضرورة البوح وسرد الذكريات التي هي هويتنا وتاريخنا بمعنى من المعاني. وتساءلت الكاتبة الصحفية ريم المصري عن عملية المزج الشعري بين الرومانسي والوطني في شعر طوقان وطغيان الشعر الرومانسي في بداية حياتها رغم ان المنطقة والاحداث السياسية كانت قوية وطاغية وتؤثر على كل فرد من الفلسطينيين والعرب فما بالكم بالمبدع والشاعر؟؟! . ولاحظ محمد ابو شوشة انه رغم كون فدوى طوقان شاعرة مخضرمة الا ان شعرها لم يتألق بالصورة المطلوبة .. فهل يعود ذلك الى انقسام الشعر بين شعر رجولي واخر نسائي؟؟ مثلا ..وتساءل عماد منى عن مدى ارتباط فدوى بشعر اخيها الشاعر الكبير ابراهيم طوقان ؟ ونوه سمير ابو عصب الى الحالة الشعرية للشاعرة الراحلة وتأثير شقيقها الواضح على نظمها الشعر. ورد د. ابو عرفة على بعض المداخلات بالقول ان لكل شاعر او مبدع خصوصية ولا يجوز مقارنة ابداع شاعر بابداع اخر لان البيئة والظروف تختلف في كل حالة من الحالات . واشار الى أن دواوين فدوى طوقان الشعرية ترجمت الى عدة لغات في العالم .. وهذه شهادة عالمية بقيمة واهمية شعرها الوطني والانساني . وادار الحوار محمد زحايكة رئيس نادي الصحافة المقدسي.

عاش المشاركون في لقاء " قراءة في كتاب"  اجواء حميمة عابقة بالياسمين  في حضرة الشعر مع الطبيب الاديب وائل ابو عرفة وهو يقلب صفحات من كتاب ذكريات الشاعرة الفلسطينية الكبيرة فدوى طوقان رحلة صعبة .. رحلة جبلية في الصالون الثقافي لمقهى الكتاب الثقافي بالتعاون مع نادي الصحافة المقدسي .

وقال ابو عرفة انه في حضرة الشعر وفي ظل شاعرة كبيرة  بوزن وحجم  فدوى طوقان نكون اكثر صمتا واكثر خشوعا ، مستعرضا محطات في حياتها الحافلة التي صدرّتها في جزئين يغطيان مسيرتها الحياتية وهما رحلة  صعبة .. رحلة جبلية حتى عام 1967 والرحلة الاصعب بعد الحرب وحتى اوسلو عام 1994.

البدايات والابواب المغلقة

وقال ابو عرفة ان الشاعرة تتحدث في هذين الكتابين عن ذكرياتها الشخصية وتضع ملامح عريضة للوضع السياسي والاجتماعي والثقافي للمنطقة خاصة في فلسطين منذ العهد العثماني حتى نهاية القرن العشرين . واضاف ان الشاعرة التي ولدت في مدينة نابلس حوالي العام 1917 .. اذ ان  تاريخ ميلادها كما تقول ضاع في ضباب السنين . واوضح ان حياة الشاعرة فدوى تتمثل في سيرتها الذاتية في ثلاثة مراحل ، مرحلة العزل والانطواء ومرحلة الانطلاق والحرية الذاتية ومرحلة الاندماج في الهم الجماعي والتحرر الوطني بعد هزيمة حزيران حيث عبرت بشعرها عن هذه المراحل المختلفة على مدى اكثر من نصف قرن من الشعر والابداع . ولم تكن تتعدى ربيعها العاشر عندما حكم عليها شقيقها الاكبر بترك المدرسة والسجن خلف ابواب مغلقة لا لشيء الا لانها تبادلت بعض الكلمات مع صبي ربما كان من المعجبين بها وبسبب وردة قدمها لها . وكانت بداية الانفراج والخروج من سجنها الانفرادي عودة اخيها ابراهيم بعد تخرجه من الجامعة الامريكية ( مع وجه ابراهيم اشرق وجه الله على حياتي) فقد اهتم بها ايما اهتمام واحبها كل الحب ووضعها على طريق الشعر. واصطحبها معه الى القدس التي عشقتها وتعلقت بها منذ اللقاء الاول حين جاء ابراهيم للعمل في الاذاعة البريطانية.. ففي تلك الفترة القاسية من سني مراهقتها كانت يد ابراهيم هي حبل السلامة الذي تدلى وانتشلها من بئر نفسها الموحشة المكتنفة بالظلام.. وكانت صدمتها الكبرى بموته وهو في ريعان الشباب على اثر عودته الثانية من بيروت حيث كتبت كتابها الرائع "اخي ابراهيم"  ورثته في العديد من القصائد تذكر برثائيات الخنساء لاخيها صقر.

مرحلة اخرى من العزلة

واشار ابو عرفة الى انه بعد وفاة ابراهيم دخلت الشاعرة  في حالة جديدة من الحزن والانعزال .. فهي تقول .. ودعت آفاق القدس الفسيحة وعدت الى نابلس لتستقبلني الوحشة القائمة بيني وبين اهلي وقد زادها سفر ابراهيم وموته المبكر ترسيخا وعمقا. واعقب هذه المرحلة متغيرات سياسية واجتماعية..  كان خروج فدوى للحياة اشبه بخروج المارد من القمقم ولكن في وقت ضاعت فيه فلسطين وتزعزع بنيان المجتمع العربي التقليدي. وهنا كان جوعها للحياة قاسيا وانفكت عقدة لسانها .. فراحت تكتب الشعر الوطني " الذي طالما تمنى ابي ان اكتبه فأملأ مكان ابراهيم " .. فكتبت الشعر بصورة تلقائية وبدون اي الزام من احد . وكان للهزيمة وقع الصاعقة عليها فقد غيرّت الكثير من مفاهيمها الرومانسية الذاتية في الشعر .. فنشرت العديد من القصائد التحريضية في جريدة الاتحاد بعد لقائها مع شعراء الداخل الفلسطيني محمود درويش وسميح القاسم توجتها بقصيدتها الشهيرة – لن ابكي- عام 1968.

وبعد حزيران اصدرت فدوى الليل والفرسان وعلى قمة الدنيا وحيدا حيث تبدل خطابها الشعري نحو القصائد الوطنية والتحريضية ومنها قصيديتها في دار حمزة والى منتهى الحوراني عام 1974 بعد خطاب ياسر عرفات في الامم المتحدة. وفي السنوات الاخيرة من عمرها عاشت فدوى فترات من القلق والانزواء وخيبة الامل كأنها عادت الى ايام الحبس الجبري في سنوات الطفولة حتى كانت اخر قصيدة لها اثناء حصار نابلس في اب 2002 .

وواصل ابو عرفة.."  في لندن سألني الكاتب رشاد ابو شاور .. كيف حال فدوى؟ اشم في قصيدتها رائحة الوداع؟ .. اجبت.. لم ارها منذ زمن .. ولكنني واثق انها ما زالت سنديانة جبل النار. وفي 13-12-2003 .. أغلقت فدوى وراءها الباب واغمضت عينيها ورحلت بصمت وهي القائلة .. انا عين المرأة الشاهدة .. بؤرة العدسة .. صياح الديك عند الفجر.. لؤلؤة الكلام .. حجارة الحيطان العتيقة .. نبتة الظلال التي تعانق السماء.. انا الصوت الحنون الذي يستحضر الامل عند الكلام .

النظر في عين المرحلة..

واعتبر القاص والكاتب المعروف محمود شقير انه يجب النظر الى الشاعرة فدوى طوقان في اطار المرحلة التي عاشتها وظهرت فيها وقد كانت رائدة بامتياز في مرحلة الثلاثينات والاربعينات ولا يجوز محاكمة الشاعر انطلاقا من مرحلة متأخرة.. وطوقان كانت ابنة صادقة لمرحلتها وكانت متميزة فيها .. وعادة ما يتم القاء الضوء على  الشاعر في بداية مشواره .. ودعا شقير الى الاهتمام بالسير الذاتية التي تسلط الضوء على حياتنا الخاصة وارتباطها في المكان .. فنحن بحاجة الى المزيد من كتب السيرة وتسجيل وقائع وتفاصيل حياتنا لمواجهة سياسة الشطب والالغاء المضادة.

ونوه الى كتب السيرة للشاعر معن بسيو دفاتر فلسطينية وغربة الراعي لاحسان عباس وخارج المكان لادوارد سعيد  مع ضرورة البوح وسرد الذكريات التي هي هويتنا وتاريخنا بمعنى من المعاني. وتساءلت الكاتبة الصحفية ريم المصري عن عملية المزج الشعري بين الرومانسي والوطني في شعر طوقان وطغيان الشعر الرومانسي في بداية حياتها رغم ان المنطقة والاحداث السياسية كانت قوية وطاغية وتؤثر على كل فرد من الفلسطينيين والعرب  فما بالكم بالمبدع والشاعر؟؟! .

ولاحظ محمد ابو شوشة انه رغم كون فدوى طوقان شاعرة مخضرمة الا ان شعرها لم يتألق بالصورة المطلوبة .. فهل يعود ذلك الى انقسام الشعر بين شعر رجولي واخر نسائي؟؟ مثلا ..وتساءل عماد منى عن مدى ارتباط فدوى بشعر اخيها الشاعر الكبير ابراهيم طوقان ؟ ونوه سمير ابو عصب الى الحالة الشعرية للشاعرة الراحلة وتأثير شقيقها الواضح على نظمها الشعر. ورد د. ابو عرفة على بعض  المداخلات بالقول ان لكل شاعر او مبدع خصوصية ولا يجوز مقارنة ابداع شاعر بابداع اخر لان البيئة والظروف تختلف في كل حالة من الحالات . واشار الى أن دواوين فدوى طوقان  الشعرية ترجمت الى عدة لغات في العالم .. وهذه شهادة عالمية بقيمة واهمية شعرها الوطني والانساني . وادار الحوار محمد زحايكة رئيس نادي الصحافة المقدسي.











يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.