بعد أن اجتاحت قوات هتلر عموم القارة الأوروبية، استفاقت شعوبها من هول الصدمة، فتطوع الشباب للرد عليه في ما سمي بالحركة التحت الأرضية (Underground Movement). انقسمت هذه الحركة إلى جبهتين: المقاومة المسلحة والمقاومة المدنية، وهو ما أسميه بالجهاد المدني. عمل كل من الطرفين باستقلال تام عن الآخر، فمن الخطأ جدا الخلط بين الاثنين. سألوا القادة الألمان بعد الحرب: أي الجبهتين عانيتم منها أكثر من الأخرى؟ قالوا مشكلتنا كانت مع المقاومة المدنية. فنحن عسكر ونعرف ماذا نفعل بمن يحمل سلاحا ضدنا، ولكن ماذا نفعل بامرأة عجوز تعترض دبابتنا وتؤنبنا وتتحدانا؟ استطاع هتلر أن يحصل على حليف في النرويج باسم كوزلينغ، يشاركه فلسفته العنصرية، ونصبه رئيسا للحكومة، فسعى هذا لنشر الأفكار النازية. طلب من كل المعلمين أن يدرسوا أفكارها لتلاميذهم، وأن يوقعوا على عهد بذلك. رفض المعلمون طلبه، بل وأحرقوا أمام التلاميذ هذا العهد. وأصبحت مبادرتهم بداية لحملة ضده، وشاع اسم «كوزلينغ» كمرادف في اللغة للخيانة والعمالة. وعندما حاول الألمان التآخي معهم بترتيب سباق كرة مع فريق نرويجي، حضر الفريق الألماني للساحة ولم يجد فيها أي نرويجيين. قادت الدنمارك هذا النوع من المقاومة السلمية. استعملت ما سمته بأسلوب الكتف البارد. لا تبتسم في وجه الجندي النازي، وإذا سلم عليك فلا ترد عليه السلام وتظاهر بأنك لم تسمعه. إذا كلمك فأجبه باللغة الدنماركية. اجعله يشعر بأنك لا تحبه ولا تحب وجوده في بلدك. إذا اقتضى عليك أن تكلمه فكلمه ببرود وفي حدود الرسميات والواجب. إذا كنت في مقهى أو مرقص ودخل ليجلس، فاترك المكان. إذا كنت امرأة ودعاك للرقص فاعتذري بأنك متعبة أو لا تعرفين الرقص. على قائد الأوركسترا أن يتوقف عن العزف أو يعزف قطعة حزينة يكرهها الألمان. اخرجوا من المحل واحدا بعد الآخر حتى يجد نفسه جالسا لوحده. إذا قدم لك سيجارة أو كأسا من النبيذ فاعتذر وقل إنك لا تدخن ولا تشرب النبيذ. إذا سألك عن عنوان فتظاهر بأنك لا تعرفه، أو وجهه في الاتجاه الغلط. الفكرة من أسلوب الكتف البارد هي نسف اعتقاد الألمان بأنهم جاءوا كمحررين وأنهم والدنماركيين والنرويجيين شعب واحد، أولاد عم، يحبون بعضهم بعضا. بيد أن المقاومة السلمية أخذت لونا آخر في فرنسا، أكثر عدوانية وهجوما: أصدروا مجلة سرية تعلم الناس أساليب الجهاد المدني. غيروا اتجاه إشارات المرور. اجعلوا الإشارة لبوردو تشير إلى الشمال بدلا من الاتجاه الصحيح للجنوب. إذا سألك قائد قافلة عسكرية عن الطريق لبلد، فاجعله يسير في الاتجاه المعاكس. إذا جاءك بسيارته لإصلاحها فأصلح الخلل ولكن اخلق فيها خللا أخطر. إذا سألك عن عنوان فوجهه إلى طريق يلقي به في البحر. حيثما تستطيع، حرك قضبان السكة الحديدية بحيث تجعل القطار الألماني ينقلب.

 

بعد أن اجتاحت قوات هتلر عموم القارة الأوروبية، استفاقت شعوبها من هول الصدمة، فتطوع الشباب للرد عليه في ما سمي بالحركة التحت الأرضية (Underground Movement). انقسمت هذه الحركة إلى جبهتين: المقاومة المسلحة والمقاومة المدنية، وهو ما أسميه بالجهاد المدني. عمل كل من الطرفين باستقلال تام عن الآخر، فمن الخطأ جدا الخلط بين الاثنين. سألوا القادة الألمان بعد الحرب: أي الجبهتين عانيتم منها أكثر من الأخرى؟ قالوا مشكلتنا كانت مع المقاومة المدنية. فنحن عسكر ونعرف ماذا نفعل بمن يحمل سلاحا ضدنا، ولكن ماذا نفعل بامرأة عجوز تعترض دبابتنا وتؤنبنا وتتحدانا؟

 

استطاع هتلر أن يحصل على حليف في النرويج باسم كوزلينغ، يشاركه فلسفته العنصرية، ونصبه رئيسا للحكومة، فسعى هذا لنشر الأفكار النازية. طلب من كل المعلمين أن يدرسوا أفكارها لتلاميذهم، وأن يوقعوا على عهد بذلك. رفض المعلمون طلبه، بل وأحرقوا أمام التلاميذ هذا العهد. وأصبحت مبادرتهم بداية لحملة ضده، وشاع اسم «كوزلينغ» كمرادف في اللغة للخيانة والعمالة. وعندما حاول الألمان التآخي معهم بترتيب سباق كرة مع فريق نرويجي، حضر الفريق الألماني للساحة ولم يجد فيها أي نرويجيين.

 

قادت الدنمارك هذا النوع من المقاومة السلمية. استعملت ما سمته بأسلوب الكتف البارد. لا تبتسم في وجه الجندي النازي، وإذا سلم عليك فلا ترد عليه السلام وتظاهر بأنك لم تسمعه. إذا كلمك فأجبه باللغة الدنماركية. اجعله يشعر بأنك لا تحبه ولا تحب وجوده في بلدك. إذا اقتضى عليك أن تكلمه فكلمه ببرود وفي حدود الرسميات والواجب. إذا كنت في مقهى أو مرقص ودخل ليجلس، فاترك المكان. إذا كنت امرأة ودعاك للرقص فاعتذري بأنك متعبة أو لا تعرفين الرقص. على قائد الأوركسترا أن يتوقف عن العزف أو يعزف قطعة حزينة يكرهها الألمان. اخرجوا من المحل واحدا بعد الآخر حتى يجد نفسه جالسا لوحده. إذا قدم لك سيجارة أو كأسا من النبيذ فاعتذر وقل إنك لا تدخن ولا تشرب النبيذ. إذا سألك عن عنوان فتظاهر بأنك لا تعرفه، أو وجهه في الاتجاه الغلط.

 

الفكرة من أسلوب الكتف البارد هي نسف اعتقاد الألمان بأنهم جاءوا كمحررين وأنهم والدنماركيين والنرويجيين شعب واحد، أولاد عم، يحبون بعضهم بعضا.

 

بيد أن المقاومة السلمية أخذت لونا آخر في فرنسا، أكثر عدوانية وهجوما: أصدروا مجلة سرية تعلم الناس أساليب الجهاد المدني. غيروا اتجاه إشارات المرور. اجعلوا الإشارة لبوردو تشير إلى الشمال بدلا من الاتجاه الصحيح للجنوب. إذا سألك قائد قافلة عسكرية عن الطريق لبلد، فاجعله يسير في الاتجاه المعاكس. إذا جاءك بسيارته لإصلاحها فأصلح الخلل ولكن اخلق فيها خللا أخطر. إذا سألك عن عنوان فوجهه إلى طريق يلقي به في البحر. حيثما تستطيع، حرك قضبان السكة الحديدية بحيث تجعل القطار الألماني ينقلب.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.