قالها وكرّرها الألماني نيكو روزبرغ كثيرًا هذا الأسبوع "هذه الأيام مُميّزة"، فالألماني دخل القفص الذهبي، ومدّد تعاقده مع مرسيدس حتّى العام 2017 وكان شاهدًا على فوز مُنتخبه بلاده بكأس العالم، أمّا اليوم فأكمل روزبرغ حصيلة هذا الأسبوع بفوزه على أرضه بسباقه السابع في مسيرته ليجعل عنوان الأسبوع "أربعة على أربعة".
وهذا هو الفوز الرابع لروزبرغ هذا الموسم، والأوّل له في ألمانيا، إذ سيطرت الماكينة الألمانيّة بشكل مُطلق على سباق هوكنهايم من البداية وحتّى النهاية ليُوسّع الفارق في ترتيب بطولة السائقين مع مُلاحقه المُباشرة لويس هاميلتون الذي إنطلق من المركز الـ20 وتقدّم الى المركز الثالث وراء الفنلندي فالتيري بوتاس الذي دافع عن مركزه بجدارة في اللّفات الأخيرة.
ولذلك أهدى بوتاس المنصّة الـ300 لفريقه ويليامز، وهو السائق الذي لمع نجمه منذ جائزة النمسا الكُبرى.
وهذه هي المرّة الثانيّة في مسيرته التي يتمكّن بها هاميلتون من الصعود الى منصّة التّتويج مُنطلقًا من خارج المراكز العشرة الأولى، حيث كانت المرّة الأولى في البرازيل عندما أحرز المركز الثالث مُنطلقًا من المركز الـ17.
الأحداث الدراميّة لم تتأخّر في السباق، إذ وعلى غرار ما حدث في الجولة الأخيرة في سيلفرستون، تعرّض سائق ويليامز فيليبي ماسا لحادث مع سائق مكلارن كيفن ماغنوسن في سعيهما للتقدّم للمركز الثالث عند المُنعطف الأوّل من اللّفة الأولى. تصادم السيارتين أدّى الى إنقلاب سيارة ماسا ورجوع ماغنوسن الى المركز الأخير بينما سارعت سيارة الأمان للدخول الى الحلبة.
وقال ماغنوسن لفريقه عبر إدارة الإتصال الداخلي: "جهاز التعليق جيد. ولكن الإطار الخلفي الأيسر مُتضرّر".
أكثر المُستفدين من إعادة إنطلاقة السباق كان سائق مرسيدس لويس هاميلتون الذي إستطاع القيام بسلسلة من التجاوزات سمحت له بالتقدّم الى المركز الـ13 بعد مضي 6 لفات من بداية السباق إذ حاول تجاوز سائق ريد بُل الأسترالي دانيال ريكاردو الذي تراجع من المركز الخامس في ما كان يُحاول تجنب الحادث الكبير بين السيارتين اللتين كانتا أمامه على المُنعطف الأوّل.
وأكمل هاميلتون حملته الهجوميّة لحين وصوله الى المركز العاشر في اللّفة الـ11 حيث زاد التشويق كثيرًا في ظلّ وجود أربع سيارات وراء بعضها: بيريز، رايكونن، ريكاردو وهاميلتون. حاول البريطاني القيام بكّل شيء حتى نجح بتجاوز رايكونن وريكاردو بعد لفتين ليتقدّم في وقت لاحق الى المركز الثاني وراء زميله روزبرغ بعد إجراء السائقين أمامه لوقفاتهم الأولى.
الإثارة لم تتوقف هُنا، بل وجد رايكونن نفسه من جديد بين سيارة زميله ألونسو وسيارة فيتيل إذ تقدما عليه، حيث إلتحمت سيارته بسيارة ريد بُل وخسر قطعة من جناح سيارته الأمامي.
سارع رايكونن للدخول لإجراء توقفه الأوّل في اللّفة الـ21 حيث إستخدم الإطارات "السوبر سوفت" عكس جميع السائقين ضمن المراكز العشرة الأولى وهذا ما سمح له بالقيام بعدد جيد من التجاوزات على غروجان، بيريز وماغنوسن.
مُخرج السباق أبقى الأضواء مُسلّطة على هاميلتون وهو يُحاول تجاوز زميله السابق جنسن باتون في اللّفة الـ30، ولكن إعتقد بأنّ سائق مكلارن أفسح له المجاول وهو ما أدّى الى إصطدامه به وخسارة جزء من جناحه الأمامي، إذ أثّر ذلك سلبًا على الإرتكازيّة في سيارته.
إستراتيجيّة هاميلتون لم تجرِ كما كان يشتهي. فهو قام بإجراء توقفه الأوّل بعد 27 لفة وكان ينبغي عليه أن يقود إطارات "السوفت" في القسم الثاني من السباق لعدد مُماثل من اللّفات ولكن تآكل الإطارات دفعه للتوقّف بعد 16 لفة فقط والإنتقال لإستخدام إطارات "السوبر سوفت" بدءً من اللّفة 43.
وإلتفت سيارة أدريان سوتيل في اللّفة الـ50 على الخطّ المُستقيم إذ لم يتمكّن من تحريكها حيث توقفت على المسار بشكل نهائي. تحرّك هاميلتون سريعًا وتوقف في اللّفة الـ51 أملاً منه بدخول سيارة الأمان، ولكن "المارشلز" تمكنوا دفع السيارة الى خارج المسار. كان ينبغي على البريطاني القيام بـ13 لفة في القسم الأخير من السباق، ولكن بسبب توقفه الأبكر توجّب عليه قيادة الإطارات الأبطأ لـ16 لفة.
في المركز الرابع أتى السائق سيباستيان فيتيل أمام فرناندو ألونسو الذي تقدّم بدوره على دانيال ريكاردو بعد معركة رائعة جمعت الثنائي في القسم الأخير من السباق. وعبر ألونسو اللّفة الأخيرة بفارق 0.0 ثانيّة عن ريكاردو.
المركز السابع كان لصالح نيكو هلكنبرغ، أما جنسن باتون فقد جاء ثامنًا أمام كيفن ماغنوسن الذي تمكّن من العودة الى مراكز النقاط بالرغم من مشاكله.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.