ذات مساء ولجتُ غرفتي لتحضُنَني الأوراق
فوجدتها مبعثره متناثره في الأفاق
سألتها ما الخطبُ عَلامَ كل هذه الآهات
قالت:إستمعتُ إلى حديثكِ مع جميلة الجميلات
تأوهتُ:يا رفيقةَ الدربِ من أجلها سأنثرُ عليكِ الكلمات
جميلتنا
وردةٌ يانعه أتَتْ إلى الحياةِ لتعيشَ بسلام
غايتها الإزهار لتعبقَ بشذاها كل روضةٍ وبستان
فقتلوها يا للعار إنهم قتلوا فيها الإنسان
قتلوا فيها أجمل صفةٍ الحس المُرهف والوجدان
ولم يتركوا لها سوى آهاتٍ تجثُمُ على صدرها وأشجان
هكذا نحن في شرقنا الحبيب
إن لمْ نقتل الجسد نقتل الروح
وإستعراضِ العضلاتِ مِنْ شِيَمِنا
فنعتدي على الضعيف
وفي مستنقعاتِ الظلمِ نرمِيه غريق
وأحدا لا يَهِبُ لِنجدتِه
قريبا كان أم رفيق
وندوسُ بأرجلنا على نعمةِ الذوقِ والجمال
وفي نهايةِ المطافِ ندَّعي الكمال
في الشرقِ
العادات والمفاهيم الحسنه
في الدُرجِ نُركنها
وفي الأكياسِ نُكدسها
لنكتبَ عليها غير صالحه للإستعمال
أما المفاهيم والمعتقدات الخاطئه
نتسبثُ بها ونحيا عبيدا وأسرى
في غياهب سجونها
مُبحرينَ في ويلاتها
دون أن ندركَ حجم مأساتنا
فتاتنا يا سادتي
لِمَن خامره شك حيةً ٌ تُرزق
ولها أسره وبيت
إلا أن المراره التي بها تعيش
ناتجه عن كونهم ألحقوا بها صفة الضعيف
ونحن والحمد لله في الشرقِ فنانونَ
بإختراع الصفاتِ والالقاب
ونبيعها لكل زائرٍ يدُقُ علينا باب
فيتناقلها الأغراب والأحباب
والنتيجه إلتصاقها بصاحبها كما تلتصقُ به الثياب
يا للعار
حتى أسماؤنا في الشرقِ تُتسى
ونعلن عنها للبيعِ في المزاد

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!