يواجه الممثل الفلسطيني تحديات جمّة في طريقه نحو هدفه من بينها ضعف التمويل إن لم يكن من الأدق أن نقول غيابه بالإضافة إلى تدخل جهات إنتاجية في رؤاه وقضاياه وكيفية طرحها ومعالجتها من خلال الأدوات الفنية كما يواجه تحديًا أساسيًا مرتبطة باللغة العبرية واتقانها وتقديمها بأداء غير مفتعل في حال اختار أن يكون جزءًا من عمل إسرائيلي أو ما شابه. 

أمير خوري، ممثل شاب، ولد في حيفا قبل 27 عامًا، يهوى التشخيص والأداء حيث راقب خلال نشأته أعمال "آل باتشينو" ولفتته عبقرية التمثيل الصامت الذي يعتمد على الحركة أبرزها أعمال "تشارلي تشابلن" على سبيل المثال لا الحصر.

عشق حيفا بحاراتها وزقاقها وشاطئها، وكان وعائلته الصغيرة يتذوقون الفن ويعيشونه بشكل يومي وكأنه شكل من أشكال الحياة ولم يكن غريبًا أن يختار أمير مجال التمثيل بدعم كبير من ذويه وشقيقتيه.

في أولى تجاربي السينمائية "بر بحر" واجهت صدمة!

في حوارنا معه حول خطواته الفنية، اعماله، فكره وفلسفته التي طورها خلال السنوات الماضية قال أمير: "عندما بدأت بدراسة التمثيل وبدأت أخوض غمار العمل الفعلي من خلال المشاركة بأعمال تلفزيونية أو حتى الإعلانات التجارية شعرت أن هذا المكان هو حقًا ما يناسبني، فوتيرة العمل سريعة ونمط الحياة بعيد عن الروتين والأيام تختلف بشكلها، كل عن الآخر، وهو ما أحببته خلال تجاربي الأولى التي قمت بها خلال دراستي الجامعية".

"عندما وقفت أمام عدسة السينما للمرة الأولى تحت قيادة المخرجة ميسلون حمود في فيلم "بر بحر" فهمت أن وتيرة العمل التلفزيوني تختلف تمامًا عما يحدث في صناعة السينما، ما كان يمكن إنجازه خلال نصف ساعة في مسلسل للشاشة الصغيرة قد يتطلب يوم عمل كامل للشاشة الكبيرة، الأمور مختلفة جدًا في السينما وهو أمر تعشقُهُ بعد أن تعتاد عليه وتفهمه".

"كنت أبحث عن الإنتشار وعلى الطريق واجهت الهوية"

بعيدًا عن التفاصيل التقنية المتعلقة بالصناعة حاولنا التوجه بحوارنا مع أمير للحديث عن المضامين التي تقدمها هذه الأعمال ومساحة الممثل الفلسطيني داخلها وماهية التحدي الذي يعيشه خلال انتقاءه للأدوار في مسيرته، هنا أكد خوري أن الأمر لديه اختلف اليوم عما كان في بداية خطاه الفنية، قضية الهوية باتت تشغله اليوم أكثر مما كانت عليه قبل سنوات، "حينها لم أكن أدرك ماهيّة الأمر وعمقه والأهمية التي يحملها وعليه كنت أختار ما يناسبني من الأدوار من خلال تقييم فني وإبداعي للعمل أكثر من أي مركّب آخر، حينها..كنت أسعى للانتشار والانكشاف أكثر فأكثر أمام دوائر أكبر ولذا ستجدني حاضرًا في عدة أعمال من بينها أعمال إسرائيليّة ما كنت سأختارها لو عرضت عليّ اليوم، لكنني أعرف أن التجارب كلها ساهمت في تشكل هويتي الفنية وزادت من خبراتي وراكَمَتها مهنيًا وإنسانيًا". 

زاد خوري: "بعد كل تجاربي هذه فقدت الثقة بالأعمال الإسرائيلية وبات تعاملي مع ما يعرض عليّ بحذر أكبر، لأنني قد دفعت أثمانًا بسبب عدم انتباهي للصورة الكاملة والرسائل التي قدر يقدمها عمل إسرائيلي الطابع والهوية للجمهور حتى وإن لم تكن الرسائل من خلال الدور الذي أؤديه".

"عليك التعمُّق بذاتك ومن ثم تحدد معاييرك لانتقاء أعمالك الفنيّة"

تابع: "كما تعرفون لقد كبرت في حيفا، مدينة تحتضن الجميع دون أسئلة وتقبل الجميع دون تمييز كما يعرف كل من عاشها أو زارها وعليه لم أجد نفسي مضطرًا لتقديم توصيف دقيق لهويتي الشخصية والسياسية قبل أن اكون ممثلاُ امام الكاميرا، في بداية الأمر كنت أعتقد أن الأمر بسيط ولا يتطلب كل هذا النقاش بيننا داخليًا أو حتى على مستوى الدولة بسياساتها، لكنني بت أعي اليوم أن هويتك كممثل هي من سيقودك نحو مسارك الصحيح وعليك قبل دخول عمار المجال الفني والأدائي أن تسبر أغوار ذاتك وتطرح الأسئلة على نفسك وتحاول أن تجد الإجابات الواضحة حولها وهنا تبدأ بتحديد معاييرك وحدودك وشروطك كممثل يحمل قضية إنسانية عادلة يرفض أن يكون سببًا للمس بها ويعمل لإبراز صوتها من خلال تفاصيل عديدة مرتبطة بالناتج النهائي للعمل الفني".

يستعد أمير خوري خلال الفترة المقبلة لتقديم ثلاثة أعمال مختلفة، فيلم سينمائي واحد ومسلسلين تلفزيونيين، أحدهما تطلب منه التواجد في يافا لتعلم لهجة أهل المكان الخاصة من أجل الاستعداد لتقديم شخصية يافاوية في أحدها لكنه رفض الإفصاح عن معلومات متعلقة بتفاصيل هذه المشاريع غير أنه وعدنا أن ما سنشاهده من أعمال بالفترة المقبلة سيرفع سقف توقعاتنا منه كممثل وبأنه اختار كل مشروع من بينها بدراسة وعناية وإدراك


يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.