يقف الإنسان في معظم الأحيان في مواقف تتطلب منه الاختيار، وهو يقف في موقف الحيرة لأنه لا يعلم غيب الأشياء، فربما اختار أشياء ظاهرها الخير وباطنها الشر، وهناك أشياء تظهر وكأنها مكروهة ولكن يجعل الله فيها خيراً كثيراً.
لذا فالاستعانة بالله عند كل أمر يقبل عليه الإنسان تعتبر من أهم الخطوات التي يجب أن يبدأ بها أي فعل سوف يقوم به، والأمور التي يقف أمامها الإنسان كثيرة، مثل (السفر، الزواج، بداية أو ترك العمل، الشروع في مشروع جديد.. إلخ).
وقد شرع الله صلاة الاستخارة لعباده ليسيرهم لما فيه الخير لهم، وهي طلب من الله تعالى أن يلهمنا الصواب فيما نختار ويجعل فيه خيراً كثيراً، ولصلاة الاستخارة خطوات متتابعة سنذكرها في هذا المقال..
• صلاة الاستخارة في الحديث الشريف
وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الاستخارة في حديثه الشريف، فلقد روي عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ. (وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ) وَفِي رواية ثُمَّ رَضِّنِي بِه رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (1166)
• خطوات صلاة الاستخارة
- تبدأ صلاة الاستخارة مثل أي صلاة بعقد النية عليها، فيجب أن ينوي المسلم القيام بصلاة الاستخارة قبل القيام بها.
- الوضوء، أيضاً ككل الصلوات فالوضوء واجب قبل صلاة الاستخارة، وليس هناك وضوء محدد لصلاة الاستخارة، فهو نفس الوضوء المخصص للصلاة اليومية.
- بعد عقد النية والوضوء يبدأ المسلم في الشروع في الصلاة.
- صلاة الاستخارة هي عبارة عن ركعتين، في الركعة الأولى للصلاة تتم قراءة الفاتحة وتليها سورة الكافرون “قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)”.
- في الركعة الثانية تتم قراءة الفاتحة ثم سورة الإخلاص “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)”.
- في أخر الصلاة يتم التسليم بعد التشهد.
- بعد التسليم من الصلاة يتم البدء في الدعاء، ويجب قبل الشروع في الدعاء أن يتم استحضار قدرة الله وعظمته.
- يبدأ الدعاء بحمد الله والثناء عليه ثم القيام بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن الأفضل التلفظ بالصلاة الإبراهيمية، وهي الصلاة التي تقال في التشهد في كل الصلوات وهي “اللّهُمَّ صَلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيم وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ في العالمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ»، ثم الشروع في قول دعاء الاستخارة.
- عند الوصول في الدعاء إلى قول “اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ” يجب هنا ذكر وتسمية الشيء الذي تقام صلاة الاستخارة من أجله.
- وفي المرة الأولى يذكر الشيء إذا كان به خير ليقربه الله، وفي المرة الثانية يذكر نفس الشيء الذي تقام الصلاة من أجله لكن هذه المرة يذكر إذا كان به شر أن يصرفه الله كالقول “اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ – ثم يتم ذكر الشيء وتسميته- شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي.
- بعد الانتهاء بالدعاء تتم الصلاة على النبي نفس لفظ الصلاة الإبراهيمية.
المراجع
"صلاة الاستخارة"، اسلام ويب، 16-10-2003، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019.
"حكم صلاة الاستخارة"، صَيْدُ الفَوائِد، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019.
أ ب محمد بن صالح العثيمين، "حكم صلاة الاستخارة"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.