كن غير تقليدياً

يعيش التقليديون كما الكثيرين في المجتمع لا أحد يشعر بوجودهم من غيابهم سوى المقربون منهم فقط، بل قد ينسونهم بعد فترة من غيابهم عنهم.

ونرى غير التقليديين من الناس، ومَن يسلكون طرقاً جديدةً يبقون في الذاكر أبداً.

لذلك كن دائماً متميزاً وغير تقليدي بتفكيرك، اصنع من طرق الناس طريقاً مختلفاً تسلكه أنت، وستجدهم بعد لك يتبعونك، وقد يعتبرون تجربتك رائدةً في مجالها.

أما بالنسبة للمدرس أقول له كن غير تقليدياً ،فكم من معلمٍ مر في حياتنا /،ولا نذكر لهم الأثر ،وقد نكون لا نذكر أسماءهم ،ولا يبقى في الذاكرة سوى معلماً أو معلمين فقط كان لهم الدور الكبير في صياغتنا، فهم لم يكونوا تقليديين في اعطاء المعلومة للطالب فقط ليحفظها الطالب ويكتبها في ورقة الامتحان ،ثم بعد ذلك ينساها بعد أن ينتهي من السنة الدراسية ليحفظ غيرها في سنة أخرى ،وهكذا تستمر الدائرة ،بل كان هؤلاء المدرسين المحفورين في الذاكرة متمردين على التقليدية في التدريس لذلك بقوا في الذاكرة ،وقد يكون هذا التمرد في أساليب التدريس أو في عرض المادة الدراسية أو في سلوكه ومعاملته للطلاب ،فترك الأثر الأكبر في نفوس طلابه .

هل من المعيب أن يخرج المدرس عن المألوف وعن الطريقة التقليدية في التدريس؟

أرى أن الخروج عن المألوف في عملية التدريس قد يكون له الأثر الكبير في إبقاء أثر التعلم لدى الطلاب بشكل لافت ومميز، ولنا في التجربة أكبر برهان، فلو سألنا أي مدرس استخدم الحاسوب مع طلابه في تدريس موضوع ما في مادة الجغرافيا أو الرياضيات مثلاً عن بقاء أثر التعلم لهذا الدرس؛ فسيجيبنا بأن الطالب استوعب الموضوع أكثر من غيره ،وذلك بسبب التغيير في طريقة التدريس، وخروج الطالب من الغرفة الصفية والتي تعتبر بمثابة زنزانة عند الطالب ،ويجد نفسه مُعتقلاً بداخلها، وباب الفصل وكأنه بوابة النجاة من هذه الزنزانة، فما بالكم لو كان التمرد من قِبل المدرس كأن اكبر من ذلك؟

كما أن الطالب يرى المدرسة يرى المدرسة عبارة عن سجن يحتوي العديد من الزنازين (الفصول)، وهذا السجن بسورْ عالٍ ينتظر أن ينتهي اليوم الدراسي ليتحرر منه بخروجه من المدرسة، لذلك أرى أن يكون المدرس غير تقليدي في تدريسه ليتحول هذا السجن إلى مكان مقبول لدى الطالب، ليصل أثر التعلم، وهذا محور الحديث وأهم ما نريده.

وإني لأرى أنه من الضروري الخروج بالطالب في عملية التعليم خارج أسوار المدرسة سواء كان ذلك بشكل فعلي، بإعطاء بعض الدروس في البيئة المحلية خارج المدرسة أو الخروج فكرياً وعقلياً خارج أسوار المدرسة.

ولكيلا أكون جلاداً للمدرسين والذين أنا واحداً منهم، لذا لدي بعض الأسئلة، ثم بعد ذلك نقرر هل نلوم المعلم أم لا:

هل النظام التعليمي يصلح بأن يصبح المعلم غير تقليدي؟

هل المنهج الدراسي يُعطي الوقت الكافي والمناسب للمعلم؟

هل وزارة التربية والتعليم تسمح للمعلم بأن يتصرف بطريقة تمردية؟

هل الأعباء الملقاة على المعلم تعطيه الوقت الطافي ليُبدع؟

هل الحالة النفسية التي يعيشها المعلم تسمح له بذلك؟

هل المجتمع المحلي مُتعاون مع المعلم في هذا الأمر؟

هل سيقبل المجتمع المحلي تمرد المعلم في فكره التمردي؟

وغيرها الكثير والكثير من الأسئلة والتي تشغل بال المعلم وفكره قبل أن يفكر في أن يتمرد ويفكر بطريقة غير تقليدية في التدريس، وبعد الإجابة على هذه الأسئلة نستطيع أن نحدد سبب عد إبداع المعلم وخروجه للطريقة غير التقليدية.

بعد هذا كله أقول للمعلم اخرج عن المألوف وكن غير تقليدياً، كن ثائراً في طريقة تدريسك، اصنع لك بصمة بطريقة تدريسك، حتى مع كل الظروف المحيطة، كن متمرداً ولو بفكرك، ولو حتى بعقلك.. حاول ما استطعت.


يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.