محليات
youtube

يوسي ملمان: "اذا كان صحيحًا ان «الموساد» هو المسؤول عن تصفية فادي البطش فإنه يغتال بحدة دون أن يترك بصمات"



تحت عنوان "اغتيال دون أيّ بصمات"، كتب المحلل العسكري "يوسي ملمان" في صحيفة معاريف هذه المقالة، حول اغتيال العالم والمهندس الفلسطيني فادي البطش:


من الصعب أن نقول بيقين من اغتال المهندس فادي البطش في طريقه إلى المسجد في كوالالمبور. فلم تتبنَّ أي دولة أو منظمة المسؤولية عن العملية. في اسرائيل الرسمية ثمة صمت مطبق. «حماس»، «الجهاد الاسلامي»، والإعلام الفلسطيني ينسبون العملية لـ»الموساد»، الذي هو في الغالب في نظرهم المشبوه الفوري، ولكن حتى لو لم يكن لاسرائيل صلة بالاغتيال فانهم كانوا سيتهمونها. 


كان البطش عضواً في «حماس»، وعمل بتكليف منها في مجال اختصاصه العلمي – الهندسة الكهربائية. وحتى قبل أن يغادر غزة الى ماليزيا اعتبر البطش جزءاً من منظومة البحث والتطوير لدى «حماس»، بل كتب في الماضي مقالات عن النقل ووسائل النقل الكهربائية، وكذا عن طائرات غير مأهولة. وكان يمكن لعلمه ان يخدم المنظمة في تطوير قدرات في مجال الصواريخ، الحوامات، حفر الانفاق، وفي المجال التحت بحري. في كل هذه المواضيع تبذل «حماس» جهوداً لتجند الى صفوفها مهنيين وخبراء، خريجي جامعات، أرسل بعضهم لاستكمال دراساتهم في ايران.


ماليزيا، دولة اسلامية ليس لها علاقات مع اسرائيل، أصبحت في السنوات الاخيرة قاعدة للتدريب والارشاد للشباب الفلسطيني. مرتين على الاقل كشف جهاز المخابرات الاسرائيلية نشاط للذراع العسكرية لـ»حماس» في الدولة. هذا ما تبين حسب لائحة اتهام في العام 2015 رفعت ضد فلسطيني عاد الى الضفة مع انتهاء تعليمه، وفي اثناء حملة «الجرف الصامد» في 2014 اعتقل في القطاع نشيط من «حماس» كان ارسل الى ماليزيا للتدريب على العمليات من خلال الحوامات، وهي التهمة التي نفتها ماليزيا. في العام 2013 زار القطاع رئيس وزراء ماليزيا ليحل ضيفا على «حماس».


الاهتمام الذي تبديه اسرائيل في وحدة البحث والتطوير لدى «حماس» ليس جديدا. ففي العام 2013 اختطف في اوكرانيا ضرار السيسي، مهندس فلسطيني كان يعمل في شركة الكهرباء في غزة ولكنه كان ايضا مستشاراً في خدمة «حماس» لتطوير مستوى الصواريخ. وكان اختطافه الى اسرائيل، وفقا لمنشورات في الخارج، في حملة للاستخبارات الاسرائيلية. وبعد أن نقل الى اسرائيل، حول السيسي بعد نحو سنتين الى المحاكمة وحكم عليه بضع سنوات في السجن. لكل هذه الحالات يجب أن يضاف ايضا التصفية في تونس في العام 2016 لمحمد الزواري، مهندس الطيران الذي كان مستشارا وخبيرا لدى «حماس» في تطوير منظومة ادوات ابحار غير مأهولة وغواصات غير مأهولة. ونسبت التصفية لـ»الموساد».


من الواضح من نمط العملية ان الحديث يدور عن مهنيين، مغتالين انتظرا الى أن خرج البطش من بيته. وعندها اطلقا عشر رصاصات عليه وانصرفا ببرودة اعصاب. وحسب منشورات اجنبية في الماضي، فان مقاتلين في وحدة الحربة العملياتية في الموساد «كيدون» استخدموا الدراجات النارية في عمليات الاغتيال مثل عملية اغتيال زعيم «الجهاد الاسلامي»، فتحي الشقاقي، في العام 1995 في مالطا، او اغتيال علماء الذرة الايرانيين في العقد الماضي. اذا كان صحيحا أن «الموساد» هو المسؤول عن التصفية الحالية، فمن الواضح أن الجهاز الذي يترأسه يوسي كوهين يتحدث المرة تلو الاخرى عن الحاجة الى جعله «عملياتياً» واكثر حدة، يبادر ويعمل خارج حدود اسرائيل، في دول قريبة وبعيدة، دون أن يترك بصمات.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.