فن وترفيه

اهوال يوم القيامة؛ مراحل الأحداث بالترتيب

اهوال يوم القيامة حق وواجب على كل مسلم صادق الإيمان أن يؤمن بها، فجميعنا أحياء أو أموات في القبور سيشهد هذا اليوم العظيم يوم القيامة وما يحدث فيه من اهوال ومواقف، قال الله تعالى في كتابه العزيز: (اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ).


ومن خلال السطور القادمة سوف نستعرض معكم اهوال يوم القيامة لنتدبرها ونأخذ منها العظة، ونعمل جاهدين بتعاليم ديننا الإسلامي بكل إخلاص وصدق من أجل يوم نلقى فيه الله عز وجل، حيث يقول المولى: ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عالَمِ الغَيْبِ والشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾. 


سبب تسمية يوم القيامة بهذا الاسم

قبل أن نتحدث عن اهوال يوم القيام وجب علينا التنويه عن سبب تسمية يوم القيامة بهذا الاسم، إذ أنها سميت بذلك لأن الناس فيها يقومون من قبورهم للقاء الله ليُحاسبهم على جميع أعمالهم، قال تعالى: ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )، وفيها تقام الأشهاد، ويقام العدل لقول المولى عز وجل في كتابه العزيز: ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً).


مراحل اهوال يوم القيامة بترتيب حدوثها

نفخ إسرافيل في الصور (النفخة الأولى)

عندما يأذن الله سبحانه وتعالى، ويحين موعد يوم القيامة ينفخ اسرافيل في الصور، وهو الملك الموكل بالنفخ في الصور، ويقصد بالصور (القرن) وهو شبيه بالبوق، وبمجرد النفخ في الصور تنتهي الحياة ولا يبقي سوى الواحد الأحد ومن شاء الله ببقاءه من الملائكة، وهذه النفخة بداية اهوال يوم القيامة إذ أنها نفخة قوية ومدمرة، وتعرف بنفخة الصعق والموت لقوله تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّه).


البعث والنشور (النفخة الثانية)

ومن اهوال يوم القيامة أيضًا النفخ للبعث والنشور، حيث يقصد بالبعث إعادة إحياء العباد مرة أخرى، وإعادة أجسامهم إليهم، والنشور يقصد به العيش بعد الموت فعندما تحين اللحظة ويأذن الله بإحياء العباد مرة أخرى ينفخ إسرافيل في القرن مرة ثانية لكن تلك المرة للبعث والنشور استعدادًا للقاء المولى عز وجل، يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ).


الحشر ووصف أرض المحشر وتقسيم أحوال الناس إلى ثلاث

بعد البعث والنشور يجمع الله جميع مخلوقاته في أرض تعرف بأرض المحشر حيث يكون الناس فيها حفاة عراة غير مختونين كما خلقهم الله تعالى، يتملكهم الخوف والرعب مما يرونه من اهوال يوم القيامة ويبعث الله كل انسان على الوضع الذي مات عليه، فهناك من الخلق من يبعث على الإيمان، وهناك من يبعث على الكفر، كما أن من مات وهو محرم بعثه المولى ملبيًا، والجدير بالذكر أن الناس جميعًا سوف يقومون قيامًا طويلًا في أرض المحشر حتى يصيبهم التعب الشديد.

ويقول المولى عز وجل عن أرض المحشر: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)، وجاء في وصف أرض المحشر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (يُحشَرُ النَّاسُ يومَ القيامةِ على أرضٍ بيضاءَ، عفْراءَ، كقُرصةِ النقيِّ، ليس فيها علَمٌ لأحدٍ).


ويكون أحوال الناس يوم الحشر على ثلاث أقسام هي كالآتي:

1. قسم يحشر ماشيًا على قدميه.

2. قسم يحشر راكبًا على الإبل، وهم المؤمنون بالواحد الأحد.

3. قسم يحشر على وجهه، وهم من كفروا بالمولى عز وجل.


الورود على الحوض

بعد القيام الطويل في أرض المحشر يأذن الله سبحانه وتعالى لنبّيه محمد عليه أفضل الصّلاة والسّلام ليشرب من حوضه كلّ من مات على دين الإسلام وسنة محمد عليه السلام، لتكون أمة محمد أول من يرد الحوض، ثم يُرْفَعُ لكلّ نبي بعد ذلك حوضه يشرب منه من تبعه، وجاء في وصف حوض النبي صلوات الله عليه أن ماءه يتميز باللون الأبيض مثل لون اللبن, ورائحته طيبة كالمسك، ومن شرب منه لم يظمأ أبداً.


شفاعة محمد عليه السلام

وفي ذلك اليوم وسط اهوال يوم القيامة يطلب الناس من سيدنا آدم عليه السلام أن يشفع لهم عند ربّهم كي يبدأ الحساب وتنتهي مُعاناة الوقوف طويلًا في أرض المحشر، إلا أن سيدنا آدم يأبى ذلك مرددًا (نفسي نفسي)، ثم كرروا الطلب ولكن لسيدنا نوح عليه السّلام، فيأبى هو أيضًا، ويقول (نفسي نفسي)، ثمّ كرروا الطلب مرات أخرى إلى أن يصلوا إلى محمّد عليه أفضل الصّلاة والسّلام، فيقول (أمّتي أمّتي).


الحساب والجزاء

وتأتي لحظة الحساب فتعرض جميع أعمال العباد على الرحمن، ويبدأ الحساب، وتطاير الصحف الخاصة بالعباد، فيمسك كل واحد بكتابه، فمن كان صالحًا يمسك كتابه بيمينه، ومن كان كافرًا يمسك كتابه بشماله.


الميزان

وهو آخر خطوة من خطوات الحساب يوم القيامة حيث يتم نصب الميزان، وهو ميزان دقيق للغاية وتوزن أعمال العباد جميعها حتى ينال كل واحد جزاؤه.


الصراط

ومن اهوال يوم القيامة الصراط، وهو جسر ينصب وتحته نار جهنم تلتهب، ويتقدم محمد عليه الصّلاة والسّلام أمته، ويسأل الله له ولأمته السّلامة من الصراط، فَيَمُرْ النبي عليه الصّلاة والسّلام، وتَمُرُّ أمّته من بعده على الصّراط، فهناك من يمر عليه سريعًا جدًا كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كالطير، ومنهم من يمر عليه ببطء شديد، ومنهم من يسقط في النار، وذلك التفاوت في المرور على حسب مقدار الأعمال، فمن صلح عمله مر، ومن ساء عمله وكفر سقط في النار.


الجنة أو النار

وهذه هي المرحلة الأخيرة من اهوال يوم القيامة، فبعد المرور على الصراط ينقسم الناس إلى قسمين:

1. من مر على الصراط يدخل الجنة.

2. ومن سقط من على الصراط يدخل النار.

والجدير بالذكر أن أول من يدخل الجنة هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم فقراء المُهاجرين، ثم فقراء الأنصار، ثم فقراء الأمة، وآخر من يدخل الأغنياء حتّى تتم محاسبتهم أولًا على ما للعباد عندهم.

وفي نهاية حديثنا عن اهوال يوم القيامة ذلك اليوم المهيب نختم حديثنا بهذا الدعاء الجميل "اللهم لا تخزني يوم القيامة، ولا تخزني يوم البأس، فإن من تخزه يوم البأس فقد أخزيته".

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.