كلما سافرنا أو عقدنا العزم على السفر أحياناً للترويحِ عن النفس نلتقي بهم على مفترقاتِ الطرق موزعون هنا وهناك كخلايا النحل الفارق الوحيد هو: الجسد الغَضّ الماثل أمامك والإبتسامة الرقيقة التي تنمُ عن ألمٍ خفي إبتسامة ٌ ممزوجة بالدموع ِ والتوسلِ والرجاء تدعوكَ إلى التامل بمصير هؤلاء الملائكة الأبرياء مصيرُ نقشَ بأيد ٍعابثة لا تجيد سوى سفكِ الدماء والمتاجرة بأرواحِ أطفال ٍ ولدوا من أرحام أجشع النساء يا للعارِ كمْ هي حياةِ الإنسانِ رخيصة وكمْ هؤلاء الصغار عظماء وكمْ أولئكَ الذين يبيعونَ الضمائر من أجلِ حفنة ٍ من المالِ سفهاء سفهاء لا يستحقونَ سوى الرجمِ بالسوطِ بلا رحمة ٍ وبدونِ إنتهاء لعلهم يصحونَ من سباتهم العميقِ المقيت ذات صباحٍ أو مساء!! ذات مرة ٍ إقتربتْ من زجاج نافذة السيارة طفلة ٌجمالها ساحرٌ آخاذ لا يطيبُ للناظرِ إليها سوى طلب المزيد والمزيد للإرتواء من ذلك النور الوَهّاج دقتْ بأناملٍ واجفة لتلفت إليها الأنظار وعيون ٍ تكاد تتكلم من فرطِ الذل والهوان لم تنطق صغيرتنا ببنت شفّة بل مدتْ يداها الصغيرتان لتلتقط بعض الأموال منظرٌ مريعٌ يهزُ كل كيان ووجدان تأملتها بقلب ٍ يفطرُ ألماً وثغر ٍ لم يتمكن من الإبتسام وعيونِ لا تجيدً إلا ذرف العَبرات على الإنسانية التي ماتت منذ أمد ٍ وزمان لم أكترث في بادئِ الأمرِ لأمنحها مبتغاها ليس لأنني لا أعيرها أي إنتباه ٍ أو إهتمام بل لأنني كنت على يقين بأن الجوع ينهشُ في الأبدان فتحتُ حقيبتي لأناولها ما لديَ من حلوى لعلها تستردُ عافيتها بعد طولِ عناء ٍ وإنتظار ترددتْ في البداية لكنها تشجعت بعد أن قرأت في عينيَّ توسلاً فالتقطت الحلوى وسارعتْ بالإلتهام فرتْ الدموع وإرتجف الفؤاد عند مرآها تتضورُ جوعاً لكنها تأبى الإعتراف بكلِ عزة ٍ وعنفوان سألتها :إن كانت تريد بعض الفاكهة هزتْ برأسها نافية ورغم الحاجة رفضت بأن تكون عالة ً على أحد ساعتها تيقنتْ وعلى هذا الأمر لا يختلف إثنان بأنها مجبرة ومكرهة على هذا العمل الجبان!!! ولم يبقى لي حينئذِ إلا أن ألعنَ في سري كل عملة ٍ ونقود ٍ واموال وكل شخص ٍ لا يقدر الطفولة البريئة ويتناسى إنه إنسان إنسان!!!

كلما سافرنا
أو عقدنا العزم على السفر
أحياناً للترويحِ عن النفس
نلتقي بهم على مفترقاتِ الطرق
موزعون هنا وهناك
كخلايا النحل
الفارق الوحيد هو:
الجسد الغَضّ الماثل أمامك
والإبتسامة الرقيقة
التي تنمُ عن ألمٍ خفي
إبتسامة ٌ ممزوجة بالدموع ِ
والتوسلِ والرجاء
تدعوكَ إلى التامل بمصير هؤلاء
الملائكة الأبرياء
مصيرُ نقشَ بأيد ٍعابثة
لا تجيد سوى سفكِ الدماء
والمتاجرة بأرواحِ أطفال ٍ
ولدوا من أرحام أجشع النساء
يا للعارِ كمْ هي حياةِ الإنسانِ رخيصة
وكمْ هؤلاء الصغار عظماء
وكمْ أولئكَ الذين يبيعونَ الضمائر
من أجلِ حفنة ٍ من المالِ
سفهاء سفهاء
لا يستحقونَ سوى الرجمِ بالسوطِ
بلا رحمة ٍ وبدونِ إنتهاء
لعلهم يصحونَ من سباتهم
العميقِ المقيت
ذات صباحٍ أو مساء!!
ذات مرة ٍ
إقتربتْ من زجاج نافذة السيارة
طفلة ٌجمالها ساحرٌ آخاذ
 لا يطيبُ للناظرِ إليها
سوى طلب المزيد والمزيد
للإرتواء من ذلك النور الوَهّاج
دقتْ بأناملٍ واجفة لتلفت إليها الأنظار
وعيون ٍ تكاد تتكلم من فرطِ الذل والهوان
لم تنطق صغيرتنا ببنت شفّة
بل مدتْ يداها الصغيرتان لتلتقط بعض الأموال
منظرٌ مريعٌ يهزُ كل كيان ووجدان
تأملتها بقلب ٍ يفطرُ ألماً
وثغر ٍ لم يتمكن من الإبتسام
وعيونِ لا تجيدً إلا ذرف العَبرات
على الإنسانية التي ماتت منذ أمد ٍ وزمان
لم أكترث في بادئِ الأمرِ لأمنحها مبتغاها
ليس لأنني لا أعيرها أي إنتباه ٍ أو إهتمام
بل لأنني كنت على يقين
 بأن الجوع ينهشُ في الأبدان
فتحتُ حقيبتي لأناولها ما لديَ من حلوى
لعلها تستردُ عافيتها بعد طولِ عناء ٍ وإنتظار
ترددتْ في البداية
لكنها تشجعت بعد أن قرأت في عينيَّ توسلاً
فالتقطت الحلوى وسارعتْ بالإلتهام
فرتْ الدموع وإرتجف الفؤاد
عند مرآها تتضورُ جوعاً
لكنها تأبى الإعتراف بكلِ عزة ٍ وعنفوان
سألتها :إن كانت تريد بعض الفاكهة
هزتْ برأسها نافية
ورغم الحاجة رفضت بأن تكون
عالة ً على أحد
ساعتها تيقنتْ وعلى هذا الأمر
لا يختلف إثنان
بأنها مجبرة ومكرهة
على هذا العمل الجبان!!!
ولم يبقى لي حينئذِ إلا أن
ألعنَ في سري
كل عملة ٍ ونقود ٍ واموال
وكل شخص ٍ لا يقدر الطفولة البريئة
ويتناسى إنه إنسان إنسان!!!

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.