التدخين من العادات السيئة وليس من المواد التي تؤدي للإدمان، فهو لا يكون كالمواد المخدرة، وإن هو إلا عادة قبيحة لا علاقة لها بالكيف ولا تعمل عمل الكحول والخمر، ولكنها مضرة يتعدى ضررها ليصل للأسرة والناس الذين يجلسون بجانب المدخن أثناء التدخين، والتدخين يدمر الصحة ويتلف العقل ويسبب الوفاة ويسبب الكثير من الأمراض.


أمراض مثل سرطان الرئة والمثانة والقولون والأمعاء وتليّف القلب وقرحة المعدة وسرطان اللثة واللسان ويدمر الأسنان ويأتي على الجسم كله فيهلكه، ويسبب أيضًا الجلطات القلبية والدماغية وغير ذلك من الأمراض التي أثبتها الأطباء في أبحاثهم وكتبهم وفي مرضاهم.


التدخين تبذير

وأيضًا فإن التدخين به من التبذير ما يجعل العاقل أن يتعجب من الذي يشتري سيجارة ويحرقها دون فائدة بل بالضرر لنفسه ومن يحب بنفسه النتن ورائحته الكريهة التي تؤذي من يجلس أو يقف بجانبه، فهذا المدخن قد يندرج تحت قول الله تعالى {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورًا} فالتبذير هو إنفاق المال في الحرام أما الإسراف فهو إنفاق المال في الحلال ولكن مع زيادة في الإنفاق.


فبهذا يكون المدخن من المبذرين ويكون من إخوة الشياطين، لأنه حرم نفسه من الطيبات من الطعام والشراب وذهب ليشرب الخبيث من الدخان الذي يحتوي على مادة النيكوتين والقطران وغيرها من المواد التي تأتي بالسرطان والأمراض.


وقد يكون بيته وأهله ليس لديهم ما يقتاتون به أو عليهم الديون ورغم ذلك يشتري الدخان، ومن المبكي أن يؤثر هذا المرض والخبث على أولاده وأهله وإذا طلب من المدخن الصدقة والعطاء بخل وتعذر وهو ينفق على الدخان في السنة أكثر من سبعة آلاف من الجنيهات وهذا بالنسبة لمصر ومن يدخن أقل وأردأ السجائر، ناهيك عن من يدخن ضعفه وفي بلدٍ آخر أضعافهم لفرق العملة، بل من الناس من يدخن في اليوم الواحد بالثلاثة علبٍ من السجائر ثم ينفق على المرض بعد ذلك الكثير من المال، والمدخن يهلك بدنه وماله ويؤذي غيره.


فمن هذا المنطلق يصبح المدخن من مرتكبي الحرام والآثام، فالإسلام قال: لا ضرر ولا ضرار، وقال الله سبحانه {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} فالسجائر خبيثة فهي من المحرمات وليست طيبة لنقول أنها من الحلال، وجلب المرض للجسم طواعية وهدم الجسد وقتله يعد قتلاً للنفس وبهذا يقع تحت قتل النفس فيموت منتحرًا بالدخان، وهذا ليس استرجالاً في الكلام، بل تقارير الأطباء ومنظمة الصحة العالمية، وهناك التقارير التي تقول بوفاة الكثير من المدخنين بالسكتة القلبية أو الدماغية.


وهذا المؤشر لا يؤثر في المدخن وما يسمعه من أمراض بسبب السجائر لأنه لم ينوي الإقلاع والبعد عن التدخين وهذا لظنه بأن هذه السيجارة تجعله بين الناس رجلاً أو لتلذذه بها أو لتعوّده عليها، ولكن هناك من يريد أن يقلع عن التدخين ولا يستطيع وهذا لجهلة بالأشياء التي تعينه على ذلك.


كيف تُقلع عن التدخين؟

1- العزيمة على الإقلاع عن التدخين بكل ما أوتي من عزيمة وصبر وقوة.

2- أن يتوفر معك المال، فلو أقلعت وأنت بلا مالٍ فإذا جاء معك المال رجعت للتدخين مرةً أخرى.

3- أن تترك أصحاب التدخين وكل مدخن وتعتزلهم لفترةٍ طويلة حتى تنسى التدخين، فمكوثك مع مثل هؤلاء سيوحلك في طين التدخين ثانية.

4- ممارسة الرياضة القاسية ولا سيما الجري لمسافاتٍ تتعدى ثلاثة آلاف متر أو الألعاب القتالية، فعندها ستشعر بالخيبة والضعف ويعجز نفسك من أثر التدخين وستقول لنفسك: لا بد أن أقلع فورًا عن هذه العادة القذرة التي أدمت قلبي وأرهقتني.

5- مصاحبة الأخيار وأصحاب العزيمة والصلاح، والمداومة على الصلاة وفعل الخيرات من صيام وزكاة وخاصة الدعاء بتضرعٍ وابتهالٍ وأن تطلب من الله أن يتوب عليك من التدخين وأن يعافيك منه.

فبهذه الأشياء ستقلع عن التدخين بإذن الله وستنظف قلبك وصدرك وأجهزة جسمك من كل ما بها من خبثٍ ومرض.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.