ليس العيد مجرد يوم عادي عابر يبدأ مع بزوغ الفجر حتى الغروب... إنه يوم مميز، تعم فيه المسرات، يتنفس فيه الفقراء الصعداء، ويتذوقون ما حرموا منه. يسوده جو تهيمن فيه المشاعر الحقيقية الصادقة، والدافئة، ويتجسد فيه العطاء، والمودة، والتسامح، والمحبة. العيد رجاء في نفوس دبّ فيها اليأس، وهو الحب في قلوب ما عرفته قطّ، وهو الرحيق في أزهار ذابلة، هو البسمة على شفاه تائهة، والصبر في قلوب اعتصرها الألم، والكلمة الطيّبة على لسان الأخرس، كيف لا ؟ والصوت في آذان صماء!! وللعيد، كما هو معروف، عدة معانٍ في شتّى المرافق، وميادين الحياة اليومية. لن أدخل في تفاصيلها والتطرق إليها. إلى أمي في ليلة العيد إلى التي زرعت في قلوبنا بذور الأمن والطمأنينة، البلسم الشافي لجروحنا، صمام وشرايين القلب. أعلم ما يجول في خاطرك، نظرتك إلى نور الشمس الحريرية تبدو شاحبة حزينة، وأمواج البحر صاخبة مخيفة، ورمال الشاطئ منهمكة تنتظر المد والجزر، والسحب السوداء المتلبدة في العلاء تتصارع كدقات قلبك وغصات أليمة، واكتئاب في داخلك، ودموع سخية تنهمل من عينيك تكاد تروي الظمآن. تتأملين الكون برفق وحذر شديد، تأخذك إلى ذكريات الأمس القريب والبعيد، تتغير تقاسيم وملامح وجنتيك الورديتين، وتظهر بوضوح علامات العناء والهموم. تطلبين الاستغاثة، تسدل أهداب عينيك، وتستيقظين على آذان صلاة العيد. تسمعين ضجيج الأحفاد، والعائلة من حولك يعايدونك. ثم تشرق شمس دافئة، وتطل النجوم وتزول الهموم . إلى كل المعايدين في غياب أمهاتهم: نعم، لا يزال الجرح ينزف رغم مرور السنين الطويلة. أعرف مدى اشتياقكم لمناداة أمكم، وسماع صوتها الدافئ العذب، والتمتّع برائحة أكلها الشهي وأجواء مطبخها، لا بأس فإن طيفها حاضر معكم لا يفارقكم. رماح بريئة، تتمنى للمحتفلين كافة، عيدا سعيدا، وأياما مباركة هنيئة، سائلين المولى أن يتقبل منا الطاعة، وأن يرشدنا إلى السبيل المستقيم، ويسدد خطانا جميعا، آملين العمل يدا بيد لبناء مجتمع حضاريّ ينبذ ويحارب كلّ ما هو سلبيّ، ويزرع المحبة والاحترام المتبادل في صفوفنا؛ لنُنعم بالأمن والسكينة.

ليس العيد مجرد يوم عادي عابر يبدأ مع بزوغ الفجر حتى الغروب...
إنه يوم مميز، تعم فيه المسرات، يتنفس فيه الفقراء الصعداء، ويتذوقون ما حرموا منه. يسوده جو تهيمن فيه المشاعر الحقيقية الصادقة، والدافئة، ويتجسد فيه العطاء، والمودة، والتسامح، والمحبة.
العيد رجاء في نفوس دبّ فيها اليأس، وهو الحب في قلوب ما عرفته قطّ، وهو الرحيق في أزهار ذابلة، هو البسمة على شفاه تائهة، والصبر في قلوب اعتصرها الألم، والكلمة الطيّبة على لسان الأخرس، كيف لا ؟ والصوت في آذان صماء!!
وللعيد، كما هو معروف، عدة معانٍ في شتّى المرافق، وميادين الحياة اليومية. لن أدخل في تفاصيلها والتطرق إليها.

إلى أمي في ليلة العيد

إلى التي زرعت في قلوبنا بذور الأمن والطمأنينة، البلسم الشافي لجروحنا، صمام وشرايين القلب.  أعلم ما يجول في خاطرك، نظرتك إلى نور الشمس الحريرية تبدو شاحبة حزينة، وأمواج البحر صاخبة مخيفة، ورمال الشاطئ منهمكة تنتظر المد والجزر،  والسحب السوداء المتلبدة في العلاء تتصارع كدقات قلبك وغصات أليمة، واكتئاب في داخلك، ودموع سخية تنهمل من عينيك تكاد تروي الظمآن.
تتأملين الكون برفق وحذر شديد، تأخذك إلى ذكريات الأمس القريب والبعيد، تتغير تقاسيم وملامح وجنتيك الورديتين، وتظهر بوضوح علامات العناء والهموم. تطلبين الاستغاثة، تسدل أهداب عينيك، وتستيقظين على آذان صلاة العيد. تسمعين ضجيج الأحفاد، والعائلة من حولك يعايدونك.
ثم تشرق شمس دافئة، وتطل النجوم وتزول الهموم .
إلى كل المعايدين في غياب أمهاتهم: نعم، لا يزال الجرح ينزف رغم مرور السنين الطويلة. أعرف مدى اشتياقكم لمناداة أمكم، وسماع صوتها الدافئ العذب، والتمتّع برائحة أكلها الشهي وأجواء مطبخها، لا بأس فإن طيفها حاضر معكم لا يفارقكم.
رماح بريئة، تتمنى للمحتفلين كافة، عيدا سعيدا، وأياما مباركة هنيئة، سائلين المولى أن يتقبل منا الطاعة، وأن يرشدنا إلى السبيل المستقيم، ويسدد خطانا جميعا، آملين العمل يدا بيد لبناء مجتمع حضاريّ ينبذ ويحارب كلّ ما هو سلبيّ، ويزرع المحبة والاحترام المتبادل في صفوفنا؛ لنُنعم بالأمن والسكينة.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.