قد يرى بعض الناس أن الوقوف لساعات في المطبخ، هو أمر ممل ومرهق، لكن البعض الآخر، يعتبر أن الطبخ شيق وممتع.
ويحب الكثيرون أن يقفوا لساعات طويلة في المطبخ، دون أن يشعروا بمرور الوقت، وأصحاب هذا الرأي الأخير، يفوزون بالعديد من الفوائد، وفقا للخبراء.
"هناك شيء ما في الرائحة المتصاعدة أثناء الخَبز، يمنحنا شعورا بالراحة، ويعزز حالتنا النفسية، ويجعلنا في مزاج أفضل. فالخَبز هواية منزلية رائعة، نمارس من خلالها نشاطا إبداعيا هادفا، يوفر لنا طعاما لذيذا، ويتطلب جهدا بدنيا، ويساعد في تعزيز حالتنا النفسية، ويجعلنا أكثر قوة".
بهذه العبارة وصفت الكاتبة الروائية الأيرلندية ماريان كيز، في كتاب بعنوان "أنقذتني الكعكة" Saved by Cake، الطريقة التي ساعدها بها الخَبز في تجاوز بعض الأوقات الصعبة، التي لم تكن تستطيع فيها حتى النهوض من الفراش.
في تقرير نشره موقع Health Shots الهندي، أشارت الكاتبة ناتاليا نينغثوجام، إلى أن من شأن الأشياء البسيطة مثل تقطيع الخضار إلى قطع صغيرة، وغلي الماء، وتجميع مكونات مختلفة معا لإعداد طبق ما أن تؤثر إيجابا على صحتك العقلية.
وذكرت الكاتبة بعض أبرز فوائد الطهي على الصحة العقلية:
تنمية الإبداع
يعزز الطبخ من القدرة على الإبداع لدى الأفراد، فمثلا عندما تحاول تعديل إحدى الوصفات لتكون حسب ذوقك وثقافتك، فإنك تطور حسك الإبداعي، كما أن صنع مفاجآت لمن تحب، من أطباق ممتعة وشهية، هو أمر إبداعي تماما.
تقوية الروابط الأسرية والاجتماعية
يمكن للطبخ أن يخلصك من الشعور بالوحدة، التي تُعد من أكبر المخاطر التي تهدد الصحة الجسدية والعقلية.
كما أن تعاون أفراد الأسرة في الطهي وتحضير المائدة يدعم الشعور بالانتماء، وعندما تتناول الطعام مع العائلة والأصدقاء، يمنحك ذلك شعورا بالأمان والرفقة، حيث يساعد في تحسين العلاقات الاجتماعية.
وفي العصر الحديث، الذي يعيبه ضيق الوقت وقلة الفترة التي تقضيها الأسرة وخاصة الزوجين معا في المنزل، يعتبر وقت إعداد الطعام وتناوله، من أهم الأوقات التي يجب استغلالها.
الشعور بالإنجاز
ينصح المتخصصون في مجال الصحة العقلية بتحديد أهداف يمكن التحكم فيها بمكافآت مرغوبة، وهو ما يجعل إعداد وجبة ما هدفًا رائعًا على المدى القصير، بغض النظر عما إذا كنت تعاني من مشاكل في الصحة العقلية أم لا.
فمراقبة التغيير الذي يطرأ على مكونات الطعام التي وضعتها لتصبح طعامًا مغذيًا ولذيذًا يُعد أمرًا مرضيًا يؤدي إلى الشعور بالإنجاز الذي يُمثل عاملًا رئيسيًّا في بناء ثقة الشخص.
تقليل التوتر
يستمتع محبو الطهي بالأوقات التي يقفون فيها داخل المطبخ، خاصة أثناء فترات التوتر والإرهاق الذهني، حيث يقوم الطهي بتصفية الذهن وتحويله بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية.
حيث أن التركيز الذي تتطلبه حركات للطهي، مثل التقطيع وتحريك المكونات، مفيدًا بشكل خاص إذا ما كنت تعاني من الإجهاد؛ لأنه سيساعدك على التركيز بالكامل على العمل الذي تقوم به.
تحسين علاقتك مع الطعام
يعاني الكثير من الناس، من علاقات مضطربة مع الطعام، وينصح المتخصصون هؤلاء بممارسة الطبخ في المنزل، وتعلم الطهي وتحمل مسؤوليته، حيث من شأن ذلك أن يعزز لديهم الثقة بالنفس ويقلل الشعور بالقلق وبالتالي تتحسن علاقتهم مع الطعام.
طالع أيضًا:
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.