تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائهما في نيويورك اليوم الأربعاء، بالسعي إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
اجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الأربعاء، مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وذلك لأول مرة منذ تولي الأخير رئاسة الحكومة الإسرائيلية الحالية قبل نحو تسعة أشهر، وفي ضوء خلافات بين الطرفين إزاء عدد من القضايا.
تحدث نتنياهو وبايدن أمام الصحفيين وبحضور وفدي البلدين قبل بدء اجتماعهما الثنائي، وقال بايدن مخاطبًا نتنياهو إنهما سيناقشان "قضايا صعبة" بما فيها "القيم الديمقراطية المشتركة بين البلدين" و"التوازن بين السلطات"، و"ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي"، و"حل الدولتين".
ومن جهته نتنياهو، عبر عن اعتقاده أنه بقيادة الرئيس بايدن، يمكن أن نشهد تحقيق اتفاق سلام تاريخي وغير مسبوق بين إسرائيل والسعودية، ويرى أن ذلك قد يمهد الطريق نحو تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، على الرغم من أنه يعترف بأن هذا المسار قد يكون طويلًا.
وقد أكد نتنياهو على التزام إسرائيل بمبدأ الديمقراطية، في حين أعرب بايدن عن أمله في عقد اجتماع مع نتنياهو في واشنطن بحلول نهاية العام، و لم يستبعد مسؤولون أمريكيون إمكانية عقد اجتماع في البيت الأبيض قبل نهاية هذا العام.
وأكد بايدن بقوة التزام الولايات المتحدة تجاه إسرائيل وأعرب عن أمله في أن يتسنى لهما حلاً لبعض القضايا في اليوم نفسه. بعد ذلك، جرى اجتماع ثنائي بينه وبين نتنياهو، دون الوفدين، وتمحور هذا الاجتماع حول جهود التوصل إلى اتفاق مع السعودية يشمل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
اختتم الاجتماع الثنائي بين بايدن ونتنياهو بعد مضي حوالي ساعة من بدء الاجتماع.
مسألة التطبيع وإبرام اتفاق أميركي- سعودي إسرائيلي
تناولت المحادثات العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وتوسيع نطاق التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، والتسوية المحتملة للقضية الفلسطينية، والملف النووي الإيراني.
التوصل لسلام تاريخي بين إسرائيل والسعودية: نتنياهو أعرب عن تفاؤله وثقته في أنه يمكن التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية مشيرًا إلى أن هذا السلام سيساعد في إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وتحقيق السلام بين العالم الإسلامي وإسرائيل.
تحقيق سلام حقيقي بين إسرائيل والفلسطينيين: أكد نتنياهو أنه بالتعاون مع الولايات المتحدة، يمكنهما العمل معًا لتحقيق سلام حقيقي بين إسرائيل والفلسطينيين، هذا يشير إلى استعداده للمشاركة في جهود دبلوماسية لحل القضية الفلسطينية.
دعم التطبيع بين إسرائيل والبحرين والإمارات: أشاد نتنياهو باتفاق "أبراهام" الذي تم توقيعه عام 2020 بوساطة إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذي أدى إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والبحرين والإمارات، وأعرب عن دعمه لهذه الاتفاقيات وتعزيز التعاون الإقليمي.
التزام إدارة بايدن بأمن إسرائيل: من جانبه، أكد الرئيس جو بايدن التزام إدارته بأمن إسرائيل وأشاد بالدور التاريخي لإسرائيل وتأسيسها كدولة. وأكد أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل سيستمر.
بهذا الشكل، تم التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالدور الإقليمي والدولي ودعم السلام في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تعزيز التطبيع والعمل نحو تحقيق استقرار المنطقة والتسوية الفلسطينية.
التعديلات القضائية
عبّر بادين عن رفضه لخطة التعديلات القضائية التي تسعى الحكومة الإسرائيلية الحالية لتنفيذها، وأعرب عن ذلك في مواجهة نتنياهو.
وأصدر البيت الأبيض بيانًا يؤكد فيه مجددًا قلقه من العواقب المحتملة لأي تغيير جذري في نظام الديمقراطية الإسرائيلي إذا لم يتم التوافق على هذه التعديلات بشكل واسع.
كما جرت تظاهرات حاشدة خارج المقر الذي استضاف لقاء الرئيس الأميركي ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلى تظاهر المئات أمام القنصلية الأميركية في القدس، حيث دعوا بايدن بقراره عدم السماح لنتنياهو بتدمير مؤسسات إسرائيل، وذلك احتجاجًا على محاولته تمرير خطة "إصلاح القضاء".
الملف الإيراني
أكد الرئيس الأميركي عزمه المتجدد على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، فيما وعبّر نتنياهو عن امتنانه لإلتزام واشنطن المستمر بمنع طهران من تطوير أسلحة نووية.
وأشار نتنياهو إلى أنه يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل التصدي لما وصفه بالتهديد الإيراني من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل، بما في ذلك التهديد العسكري وفرض عقوبات صارمة، بالإضافة إلى دعم المعارضين للحكومة في إيران.
حل الدولتين
وخلال اللقاء، كرر الرئيس الأميركي دعمه مبدأ حل الدولتين لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس جو بايدن دعا إلى "اتخاذ إجراءات فورية لتحسين الموقف الأمني والاقتصادي، والحفاظ على إمكان تطبيق حل الدولتين، وتعزيز التوصل لسلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.