فن وترفيه
youtube

النظرة التحليلية لفلم الجوكر

جميعنا كبرنا بفكرة أن المُهرج هي شخصية دائمة تُضحِك وتَضحَك، من دون وجود سبب فقط لمجرد قررت أن تصبح مُهرج، فإنه واجب عَليك أن تبقى على هذه الحال. ولكن، رغم أنه من المتوقع أن تجد حياة المهرجين مليئة بالضحك والبهجة، فإنّ هذا الفيلم قد أرانا الجانب المظلم لذلك الشخص دائم الضحك. لكل وجه هناك وجه آخر، سلبي وإيجابي، كأنهما وجهان لعملة واحدة.

في الفيلم، ظهرت المعاناة الموجودة في الحياة والتي في هذه الحالة كانت ناتجها أن يصبح هذا الشخص مجرماً. إن طفولته، الأهل، المجتمع، الظروف الاقتصادية، النفسية المرضية، البيئة المُزرية، كُل تلك العوامل إضافة إلى الإدعاء بالسعادة وتَمثيلها وإخفاء الألم أدّت إلى نتيجة قد لا تكفي كلمة سيئة لوصفها.

الأهل: هل حقاً هذه الأم كانت على أتم الاستعداد من كافة نواحي الحياة لتبني طفلاً؟

التبني يحدث فقط عندما تكون على أتم الاستعداد من كافة النواحي وليس فقط من أجل عيش تجربة الأمومة، لا يمكن الإنكار أنه تم ترك هؤلاء الأطفال في الملاجئ، ولكن ذلك لا يعني أن يتم أخذ الطفل وتعذيبه، ومن هنا فإن التوقيت كان خاطئَا وأدى إلى عواقب وخيمة.

أما عن المجتمع، فإنّ نظرة الناس للمُهرج واستضعافه، الاستهزاء به، عدم مراعاة مشاعره، والتمييز بينه وبين الآخرين بناء على المستوى الاقتصادي لعبَتْ دورها في تشكيل شخصيته المزدوجة هذه.

السياسة، لعبة محددة في تلك القصة، وضع الشعب، وضع الحكومة مع الشعب، نظرة الحكومة تجاه حقوق الشعب، الضرائب المرتفعة والمعاشات قليلة، الكذب وادعاء المثالية من أجل الحكم.

ماذا عن التمرد؟ الفقر يخلق التمرد، الجوع، القسوة وكل مجالات الحياة تَعمل على توليد التمرد. كأن الاحلام بدأت بالاختفاء، كنجم أفل نَجمَه وبدأ بالزوال.

شخص تعرض لكل تلك الضغوطات والأشد قسوة إظهار الابتسامة والضحكة على فاهه، وإكمال دورة كمُهرج يطمح للشهرة لتحقيق أحلامه، يظهر على شاشة التلفاز ليُضحك الجميع، يخوض التحدي مع تلك الأمور من أجل أمه التي ليست أمه وكانت أحد أسباب معاناته.

كيف سيكون قادراً على الضحك؟ يُضحك الناس، يكمل بتلك الأدوار، كيف يكون سليم العقل في حين أن كل شيء من حوله يثبت له أنه الشخص السيء، والعيب فيه، وهو الغريب، وأن مرضه النفسي هو سبب حالته تلك، وفي النهاية يكتشف أن الشخص الوحيد الذي خاض التحديات من أجله كان السبب الرئيسي والأساسي في عيش تلك المعاناة.

فما هو رأيكم بأن اتمرد قليلا؟ انا هو المجنون ؟ انا هو السيء؟ انا هو المستضعف؟ نعم، إذن لمَ لا أعيش دور الشخص السيء في عقولكم؟ فتبدأ معركة التمرد الأكبر، القتل، الظلم، الاستفزاز، الكلام الحق ومواجهة الحقيقة والأخطاء.

هنا، تبدأ الثورة على الحكم والنظام، على المجتمع والوضع السياسي والاقتصادي الصعب، الفساد في السلطات، والكثير من المعاناة من أجل عدم وجود أشخاص جديدة في ذلك المجتمع مثل الجوكر.

بقلم: لورا مصري

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.