فن وترفيه

اهمية تعليم الفتاة في ظل الانفتاح المعرفي والتكنولوجي

يحث الدين الإسلامي الحنيف على التعلم بما في ذلك اهمية تعليم الفتاة، وهناك العديد من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تدعونا لطلب العلم وتوقير واحترام العلماء، بل أن الإسلام جعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة وجاء هذا في قول الرسول صلى الله عليه وسلم (طلب العلم فريضة على كل مسلم) [رواه ابن ماجة وهو حديث حسن].


فلقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز: {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} [الزمر، 9]، ويقول سبحانه {اقرأ بسم ربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم} [العلق، 3]. 


وفي حديث نبوي صحيح "النساء شقائق الرجال ". ويقول الرسول الله صلى الله وعليه وسلم لأحد الصحابيات، وكان اسمها الشفاء، (ألا تُـعلّمين هذه – يريد حفصة – رقية النملة كما علمتها الكتابة)، [حديث صحيح رواه أبو داوود].

ولذلك نجد أن معظم دول العالم قد ألزمت مواطنيها بقضاء عدد محدد من السنوات في تعليم إلزامي يضمن لهم النهضة والتطور المعرفي والتخلص من الجهل والظلام.


وكما قال الشاعر:

الأم مدرسة إذا أعددتها ...أعددت شعبا طيب الأعراق

من لي بتربية النساء فإنها... في الشرق علة ذلك الإخفاق


وقال المعري:

علموهن الغزل والنسج والردن ... وخلوا كتابة وقراءة

فصلاة الفتاة بالحمد والإخلاص ... تجزئ عن يونس وبراءة

وقال البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه: " باب تعليم الرجل أَمَته وأهله" ثم ساق حديثه عن الرسول صلى الله وعليه وسلم: (ثلاث لهم أجران … ورجل كانت عنده أمة فأدّبها فأحسن تأديبها، وعلّمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران).


وقال الشاعر حينما عبر عن دور الأم في بناء المجتمعات والأبناء أن:

الأم روض إذا تعهده الحيا ... بالري أورق أيما إيراق

الأم أستاذ الأساتذة الأولى ... شغلت مآثرهن مدى الآفاق


وقال الشاعر أيضا:

فكيف نظن بالأبناء خيرا ... إذا نشئوا بحضن الجاهلات

وهل يرجى للأطفال كمال ... إذا ارتضعوا ثدي الناقصات

لأخلاق الصبي بك انعكاس ... كما انعكس الخيال على المرآة


وقال البخاري رحمه الله – باب هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم، وساق حديث أبي سعد الخدري – رضي الله عنه – قالت النساء للنبي صلى الله وعليه وسلم (غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما لقيهنّ فيه فوعظهنّ وأمرهنّ).


اهمية تعليم الفتاة:

المرأة هي المجتمع؛ مقولة موجزة ولكنها تحمل الكثير والكثير من المعاني، فنجد أن المرأة تتحمل الكثير من الأعباء خلال مراحل حياتها، عندما تتزوج الفتاة وتصبح مسؤولة عن بناء أسرة وكيان اجتماعي مستقل؛ سنجدها تتحمل الكثير من الأعباء والصعاب اليومية ومنها أنها في معظم الأحيان قد تضطر للعمل خارج المنزل لمساعدة زوجها على مواجهة الأعباء المادية المتلاحقة، ولكي تجد هذه المرأة عمل مناسب؛ ولكي تصبح قادرة على كسب قدر كافي من المال يغنيها عن سؤال الغير لابد لها من تحقيق مستوى تعليمي وثقافي معين يمكنها من النجاح في العمل وتطويره، ولكن ينبغي أن نوضح أن عمل المرأة لدى كثير من النساء يمثل هدف معنوي ومكانة اجتماعية مرموقة وتحقيق للذات ليس إلا، تلك المعرفة لن تتحقق في بيئة محاطة بالجهل والتخلف ولكن يلزمها توفير مناخ معرفي وتكنولوجي مناسب.


وهناك العديد من المنافع التي تعود على الفتاة من التعليم وذلك كما يلي:

• يمكنها نقل العديد من الأخلاقيات الصحيحة والسلوكيات السليمة، وذلك إيمانا بمبدأ أن القدوة أساس التربية، وسنجد حينها أن الأم والأب أول قدوة يقتدي بها الأبناء، ولذلك تحقق الأم المتعلمة سبق في هذا المنطلق، فلديها القدرة على غرس العديد من القيم والمبادئ والسلوكيات السليمة.

• وتكمن اهمية تعليم الفتاة في قدرتها على الفصل بين الحرام والحلال والصالح والطالح، كما يمكنها معرفة حقوقها وواجباتها تجاه المجتمع ككل.

• كما يمكن للأم المتعلمة أن تشجع أبنائها على الدراسة والمذاكرة لنجاحهم ورفعة شأنهم في المستقبل.

• اهمية تعليم الفتاة في حال تعرض الفتاة لظروف قهرية ومادية عصيبة؛ قد يكون العلم هو السلاح الوحيد في يدها لتوفير عمل وذلك لتحقيق عائد مادي مناسب لتلبية احتياجاتها هي وأبنائها إن وجد أبناء، وفي هذه الحالة يصبح العمل والعلم أهم ما تحارب به المرأة ظروف حياتها القاسية واحتياجها للمال.

• يرتفع مستوى وعي الفتاة كلما ازداد علمها ومعرفتها وذلك يخولها للمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية والجمعيات الخيرية وغيرها.

• اتساع مدارك الفتاة وتعرفها على الكثير من الثقافات المختلفة التي تزيد من قدرتها على التعامل مع الآخرين في الدول المختلفة.

• تحقيق استقلال مادي وكيان خاص بالفتاة يمكنها من مواجهة المستقبل بكل تحدياته ومشكلاته.


الصعوبات التي تواجهها الفتاة عند طلبها للعلم:

اهمية تعليم الفتاة تواجه الفتاة الكثير من الصعوبات التي تحول بينها وبين العلم، وتزداد حدة وكم هذه الصعوبات كلما ازداد جهل البيئة الحيطة بها، وغالبا ما نجد مثل هذه المعوقات في الأماكن الريفية والتي تفتقر لدور العلم والمعرفة.


ومن أهم تلك المعوقات ما يلي:

• اهتمام الأهل والمجتمع بتعليم أبنائهم من الذكور من دون الإناث.

• هناك اعتقاد سلبي سائد بأن الفتاة مهما حققت من درجات العلم سينتهي بها الأمر كربة منزل فقط.

• هناك العديد من العادات والتقاليد الخاطئة التي تمنع الفتاة من التعليم بهدف البعد عن الاختلاط مع الذكور، مما يسلبها حقها في التعليم.

• هناك الكثير من العائلات لا تستطيع تحمل التكلفة المادية للعيش ولذلك لا يجدون ما ينفقوه على العلم والتعليم.

• اهمية تعليم الفتاة هناك الكثير من القرى الريفية التي تفتقر لدور العلم من الجامعات والمعاهد مما يجعل الفتاة مضطرة للسفر خارج المدينة التي نشأت بها لاستكمال دراستها الجامعية وأحيانا الثانوية أيضا.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.