كانوا يدللونها بأسم "ليّونة" لشدة محبتها وروحها الحيوية، كانت تملأ الضحكات كل مكان تخط قدماها، يحبها الجميع وهي تحبّهم، طفلة كبيرة داعبت احلامها المسؤولية وشقّت طريقها في العمل والتعلّم في آنٍ واحد، أحبّها كل من عرفها، ترعرعت في دفء ومحبة وحنان وحميمية مميزة، وانعكس على محيّاها البسمة التي لا تفارقها والحيوية التي تحلّت بها ليان.


يسيطر الحزن واللوعة والحسرة، صراخ لا يتوقف ودموع كل المعزّين وكل احباء ليان المصدومين، والمئات يتوافدون للوقوف جنبا الى جانب العائلة الثكلى، بين ليلة وضحاها اختفت سعادتهم بليان.

صرخت والدتها، شقيقاتها خالاتها عماتها وجدتها وقريباتها تمزقن ألما ووجعا وصراخ ينادي "ليونة يا وجعي حرقتي قلبي"، " لماذا قُتلت؟ بأي ذنب؟ ماذا فعلت لتلقى مصيرها؟ أرادت السفر للترفيه مع الصديقات ولقيت حتفها، يا ليتها أصيبت فقط؟ كيف تألمت حبيبتي؟ صغيرتي؟ أوّاه يا ليونة كم اتوق لأسمع صوتك همساتك رسالاتك، دعاباتك، أتوق لأحضنك يا حبيبتي يا مهجة قلبي، لا اصدق؟ ماذا كان ينتظرك يا روحي ويا ريت روحي صعدت للسماء بدلا منك، ليتني متتّ مكانك يا روح الروح انت، ماذا قلتي ماذا تمتمتي حين تألمت، يا حسرتي انت كنت لوحدك لا نعلم ماذا سيحدث لك، أوّاه وأواه".

قالت بحرقة ومرارة قريبتها: "أصرّت ليان أن تسافر مع صديقاتها في العطلة، لم يوافق والدها لأنه في اسطنبول بالذات لا يوجد أمان، ورفض ثم رفض، لم تتنازل وتوجهت وتوسلت له راجيه بواسطة العم والخال أن يضغطوا على والدها للموافقة أن تسافر الى هناك، وعندما قال لها والدها الاماكن غير آمنة في اسطنبول ردّت عليه قائلة ’لا تخف! معقول بكل الدولة والاماكن الواسعة بإسطنبول سأكون مستهدفة؟؟؟ !!!‘".

وسُمع عن الاعتداء ..وقُتلت ليان وقتلت احلامها وطموحاتها وسُلبت حياتها، لم تكتمل فرحة عائلتها وسعادتهم بتخرجها، وتحقيق أمانيها كانت تخطط لاكمال دراستها.

تجدر الاشارة الى أن المرحومه ليان ناصر لقيت مصرعها في حادث الاعتداء المسلح في مطعم في اسطنبول، وقد قُتل في الهجوم المسلح العشرات وأصيبت صديقتها رواء منصور بجراح وكانت برفقة أربع صديقات من المدينة إحداهن اصيبت وليان قتلت.

وبحديث خاص لإذاعة الشمس صباح اليوم مع المحامي مأمون عبد الحي، رئيس بلدية الطيرة، قال: "هذا يوم حزين جدا على أهالي الطيرة، وللأسف الشديد فقد كانت بداية سنة صعبة جدا والتي كان فيها المصاب أليما وبالأخص وفاة ليان ناصر".

وأضاف عبد الحي: "الفتيات وصلن الى البلدة وهن بحالة صحية جيدة جدا، وتبقى أمر إدخال جثمان المرحومة ليان الى الطيرة والقيام بالواجب الديني بما يخص الجثمان. حسب تقديرنا فإن وزارة الخارجية ستتعامل مع الأمر خلال اليوم، وكلي ثقة أننا سننتهي من هذا الأمر في ساعات مساء اليوم أو في ساعات صباح الغد، وستتم معالجة القضية بشكل تام".

وبما يتعلق بنفقات نقل الجثمان، قال عبد الحي: "للأسف الشديد فإنه حسب القانون هذه الحالات لا تُعتبر مغطاة من قبل الوزارات المختلفة، وهذه الحالات تعتبر حالات التي من المفترض أن تُعالج من قبل العائلة ومن قبل أصحاب الشأن مباشرة ولا توجد أية تغطية قانونية لأمر من هذا النوع، ولكن تمت الإستجابة لتوجه بلدية الطيرة من قبل وزير الداخلية، وأنا أؤكد أننا لم ننتظر إستجابة وزارة الداخلية وقمنا بتسديد المبالغ المطلوبة".

وتحدثت إذاعة الشمس أيضا مع الدكتور عراد نير المتواجد في اسطنبول، حيث قال: "لا توجد أية أخبار حول التحقيقات، وقد تم فرض أمر حظر نشر على نشر أي من تفاصيل التحقيقات بوسائل الإعلام المختلفة".

وأضاف: "بحسب وسائل التواصل الإجتماعي فإن كافة أصابع الإتهام تشير الى أحد عناصر تنظيم داعش، والذي وصل الى تركيا من باكستان وقام بتنفيذ العملية".

استمعوا للقاء الكامل:


يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.