عالمي

فضائح عشيقة صدام حسين تصدر في(أنا امرأة صدام)

كتبت اليونانية باريسولا (ماريا) لامبسوس في كتابها الصادر في السويد بعنوان "أنا – امرأة صدام" أنها تعرفت على الرئيس العراقي صدام حسين عندما كانت في سن 16 عاماً، ولكنها لم تكن مستعدة لهذا اللقاء. وتقول باريسولا في اعترافاتها التي نشرت مجلة "اوغونيوك" الروسية مقتطفات منها (وستصدر الترجمة الروسية للكتاب قريباً) حسبما ذكر موقع "روسيا اليوم"، أنها لم تكن حسناء لكنها لم تخلو من الفتنة بعينيها اللوزتين وبقدها الممشوق وبياض بشرتها الملساء وشعرها الاشقر الذي يتهدل حتى الخصر. وقد وصفها أحد الاقارب في حديث مع اطفالها بقوله:- حين تمشي أمكم في الشارع يترك الجميع في بغداد أعمالهم ويأتون للتطلع اليها!". وحسب قولها: فهذا حق. اذ أنني لم أكن أمشي بل أتهادى راقصة. وكنت بكامل كياني أشع نوراً من السعادة. وكانت لدينا فيللا ممتازة ذات حديقة رائعة في خيرة أحياء بغداد. وكان لدينا طباخ وخدم. وكان السائق يأخذنا بسيارة فاخرة الى المدرسة أو إلى النادي الأهلي حيث تتمتع عائلتنا بعضوية امتياز فيه. وكان والدي يلتقي وجهاء البلاد الذين يبدون له التكريم والاحترام. وكانت تقطن في جوارنا خيرة العائلات العراقية وأغلبها من العائلات المسيحية مثلنا. ولم أكن أفقه شيئاً في السياسة واعتبر نفسي "أوروبية" لأن عائلتي تنتمي الى الكنيسة الارثوذكسية اليونانية. ولم يكن الفارق بيني وبين صدام حسين كبيراً جداً في الواقع. وكان آنذاك في سن 30 عاماً. بيد أن فرق السن لم يمارس دوراً كبيراً مثل دور الاختلاف في أصولنا. فقد ولد صدام في عائلة فقيرة ببلدة قريبة من مدينة تكريت في شمال بغداد. وتوفي والده قبل ولادته نفسه. وتزوجت أمه مرة أخرى وأمضى صدام فترة كبيرة من طفولته في كنف عمه في بغداد. وكان صدام يعرف قسوة الحياة ويصبو دوما للأنتقام لقاء اساءات الماضي. التعارف كانت والدتي تسمح لي أحياناً بزيارة الجيران من المسيحيين الارمن. وكان إسم أحد الجيران حارث الخياط الذي كان يزود أفراد الطبقة الراقية بالبدلات التي تحمل إسمه. وكان حارث بالذات يعرف ولع صدام بالفتيات الصغيرات، ولربما كانت احدى مهامه انتقاء الصبايا الجميلات له. وقد توفرت كافة المسوغات لدى حارث لأداء مثل هذه الخدمات إلى الرجل الذي سيحكم العراق مستقبلاً. وكنت بمثابة هدية جديدة الى الدكتاتورالقادم في ذلك المساء. وعندما كنت أرقص مع حارث في الصالون وتنورتي منشورة مثل زهرة وأنا مغرقة في الضحك دخل ثلاثة رجال. ووجه أحدهم الي انظاره فوراً. كان أنيق الملبس – ببدلة زرقاء وقميص ناصع البياض. إنه صدام حسين. وكان أول ما جذب اهتمامي فيه هو عيناه المتألقتان مثل المعدن المصقول. وقلت له : عيناك مثل عين وحش مفترس.ان نظراتك باردة. واثارت صراحتي البهجة لديه ربما لأنه اعتاد على أن الجميع حوله يخافونه. ولحظتئذ أمسك بيدي وأخذ يدور بي في أرجاء الغرفة حتى ضمني إلى صدره. وقال لي : عيناك ساحرتان. وأجلسني إلى جانبه. هناك عادات في العالم العربي لها مغزاها يجب مراعاتها لمعرفة ما يجري في واقع الحال. مثلاً إننا كنا نأكل السمك "المسكوف" الذي جرى اصطياده في نهر دجلة وتم طهيه بمهارة وبإستخدام أصناف التوابل التي يعرفها العراقيون فقط. فهناك في سمكة الشبوط قطعة من اللحم تحت الرأس تعتبر عادة الألذ مذاقاً وطراوة. وعندما تقدم لك قطعة اللحم هذه فهذا دليل على التكريم الكبير. وقد اقتطع صدام قطعة اللحم هذه وقال لي: افتحي فمك!. وبهذا أعطى اشارة إلى الحاضرين بأنني امرأته. إلى الابد. والآن عرفت كيف كان وولداه فيما بعد يستحوذون على الفتيات الشابات والجميلات. والفرق الوحيد بينه وبينهم هو أن علاقتنا لم تتوقف واستمرت. وكان صدام حسين الرجل الاول في العراق لكنه لم يرغب بالزواج من غير مسلمة أولاً. وثانياً إن عائلتي لم تكن لتوافق على ذلك أبدا. وثالثا إنه كان متزوجاً. علماً أنني لم أرغب أبداً في الزواج من صدام ، وكنت حتى أشفق على زوجته ساجدة. كان صدام يقول لي: إنك ستكونين لي إلى الأبد .. وسأقتلك قبل أن افترق معك. الحب إن صدام الذي ولد في ضواحي تكريت كان يحلم بأن يصبح شبيهاً بالارستقراطي الانكليزي. وهكذا حدث أن عشقت صدام حسين. وكان يروضني كما تروض الجياد الفتية. واستخدم معي أسلوب الترغيب والتهديد... السوط والكعكة. فتارة يقربني إليه وتارة يبعدني عنه. وهكذا روضني على أن أتحسس وجوده دائماً في حياتي. ولم أكن أهتم بشئ آخر غير حب صدام. علماً بأنه لم يعرقل مجريات حياتي. وكان يردد: - أنا معك دائماً أينما كنت. يجب أن تعرفي إنني أرى وأعرف كل شيء. وكان ذلك كافياً بالنسبة لي أنا الصبية العاشقة. واعتبرت أقواله هذه بمثابة اعتراف بالحب. وأنا سعيدة حتى الآن لكوني فقدت بكارتي في مثل هذه الظروف الرومانسية. وانا أعجب حتى الآن كيف كنت أشعر بمثل هذه الأحاسيس اللذيذة مع رجل معروف بقسوته. وبعد أعوام كنت اتطلع الى صدام وهو نائم. كان وجهه ينم عن الاجهاد والتعب. والسلاح عند رأسه. وحتى في النوم لم يكن يستطيع التخلي عن وضع التوتر : إن المخاوف والشكوك كانت تحول دون نومه بهدوء. وعندما كنت أنظر إليه أعجب :" ياترى هل أنه نفس الرجل ذاك؟ كيف يمكن ذلك؟". لقد أصبح من الصعوبة بمكان مواصلة حياتي العادية بعد كل ما حدث. وكان من الصعب أن أخفي سراً أول عشق لي في حياتي، ناهيك عن كوني كنت ألتقي صدام سراً وأمارس معه الجنس. وأنا نفسي لا أدري كيف كنت أستطيع ذلك. ربما لم يكن لدي مخرج آخر فحسب. وما كانت عائلتي لتغفر لي هذا لأنها كانت تعتبر صدام حسين رجلاً غير متعلم كما لا تشاركه أفكاره السياسية ولا أساليبه. إن غضب والدي كان سيعني نهايتي. إنني اردت في سن 16 عاما القيام بمغامرات. وكنت انجذب الى الرغبة المحرمة. وكان كل شيء في صدام يثيرني – فحولته وقوته وخطورته. بينما كان تجذبه إلي الارومة الطيبة والتربية والشعور بالكرامة. وكان صدام حسين دائما يحلم بإمتلاك ما يفتقده. بعد الزواج.. الملاحقة كان غالباً ما تذاع عبر التلفزيون خطب صدام حسين التي يتحدث فيها عن التغييرات الجديدة في الدولة. وفي أحد الايام أذيع كشف الأثرياء العراقيين الذين صودرت ممتلكاتهم وأراضيهم لصالح الدولة. وكان في طليعة الكشف إسم زوجي سيروب اسكندريان. وجمد الدم في عروقي لدى سماع ذلك. لماذا زوجي بالذات؟ وفي الرقم 1 . فهناك أشخاص آخرون أكثر غنى ولديهم قطع أراض أوسع؟ وعندما أنهى صدام خطبه إنهالت المكالمات الهاتفية على البيت. وتم الاتفاق على اجراء لقاءات ومناقشة ما يجب عمله.وحلت الاقتراحات محل الاحتجاجات. وأدركت في أعماق روحي بما يجري. إنني سألت نفسي مراراً: كم ستدوم سعادتي؟ إنني لم أستطع نسيان تعبير عيني صدام حين قال لي : "إنني سأرصد حركاتك أينما تكونين. لا تأملي في أنني سأنسى أنك ملكي". بعد مصادرة الممتلكات لم تصبح عائلة سيروب من أغنى الهوائل وأكثرها قوة في البلاد. ولم يستطع زوجي التسليم بهذا الواقع القاسي ووجد الملاذ للترويح عن النفس في لعب القمار واحتساء الكحول. وكان الهدف التالي لهجوم صدام هو بيتي. ففي أحد الايام أعلنوا فحسب أن بيتنا لم يعد ملكا لنا. لئن كانت لدي سابقاً بعض الشكوك بصدد نوايا صدام فإنها تبددت الآن. ان صدام حسين لا يهدأ حتى يقضي على كل ما هو عزيز لدي. في البداية صادر ثروتنا والآن حان دور بيتنا. ومن ثم وجهت الضربة الثالثة. وكنا عادة نتناول الشاي في الساعة الخامسة مساء وفي الوقت ذاته نستقبل الضيوف. لهذا لم يدهش أحد حين دق جرس الباب في الساعة الخامسة. ودخل رجلان من حاشية صدام الذي كان يومذاك في منصب نائب رئيس الجمهورية. لكنهما كانا أيضاً من أصدقاء زوجي منذ وقت بعيد. وقد استغل تقليد تناول الشاي في الساعة الخامسة من أجل زيارة بيتنا بعيداً عن الشبهلات وحذرا زوجي بقولهما: "غادر البلاد. فوراً. سيأتي اليك في المساء رجال صدام". وأراد زوجي أن يتصل بأبي ليرجوه العناية بي لكن صديقي سيروب أقنعاه بعدم القيام بذلك، وقال: "يجب أن تكون لديك كدمات زرق. وأنت نفسك يحب أن تتصلي بالوالد. وعنما سيأتي قولي له أن زوجك ضربك ويجب عليه أن يأخذك". فقلت: "اضربني .. اضربني بشدة". وأنا اتذكر نظرات الفزع في عينيه عندما ضربني فسقطت على الارض،وقلت "إضربني مرة أخرى.. يجب عليك الاسراع في الذهاب." إن البشر أقوى بكثير مما يعتقدون. وفي تلك اللحظة كنت أفكر فقط في أن حياة زوجي في خطر. عندما جاء أبي الى البيت كانت أشعر بالالم في كل كياني. ولم استطع الوقوف على قدمي وانخرطت في النحيب بلا توقف. بيد أن أشد ما كان يؤلمني هو أن حياتي لن تعود الى سابق عهدها أبدا. في الليل جاء رجال صدام حسين. إنهم لم يطرقوا الباب بل حطموه. هكذا كان حالهم دائماً. لكنهم لم يجدوا ما كانوا يبحثون عنه. وفي وقت لاحق جاء آخرون وعلقوا لافتة كتب عليها أن البيت وما فيه أصبح ملكاً للدولة العراقية. لكن بإستثناء غرفة نومي وغرفة الاطفال لأنه بموجب التقاليد العربية يحظر دخول الغرباء إلى غرف الحريم. وتعتبر هذه الغرف وما فيها ملكا للمرأة. إنني أعرف الآن أن سيروب سافر الى لبنان عبر سورية في سيارة. وفي بيروت قدم له الارمن المساعدة. ورحبوا به لأن الارمن شأنهم شأن اتباع القوميات الاخرى يقدمون المساعدة الى أبناء جلدتهم. وقد فكرت في هذا الامر كثيراً فأنا يونانية ولدت في لبنان ومواطنة عراقية سابقة ، أما الآن فأنا من رعايا السويد. لكن ألا يكفي المرء ان يكون مجرد انسان كائن بمفرده؟ كنت أعيش في رعب دائم. وفي احدى أمسيات آب القائظة والرطبة توقفت سيارة امام بيت والدي. كانت سيارة بيضاء من طراز أولدزموبيل. إن مثل هذه السيارات موجودة فقط لدى حاشية صدام حسين، ولم يكن بوسع أحد آخر اقتنائها. وطرق الحارس الشخصي لصدام الباب وقال لي : "لدي أمر بأن أنقلك الى القصر". في تلك الليلة بقيت إلى جانب صدام. وكانت أول ليلة من بين عدة ليال قضيناها معا بعد الفراق. وما أن رأيت صدام مجدداً حتى انبثقت مشاعري السابقة ازاءه بقوة من جديد. وكنت أعرف في أعماقي أنني منذ لحظة اللقاء الاول سأكون مرتبطة به الى الأبد. واحتقرت نفسي لأنني سمحت له بأن يغريني، ولكوني أصبحت عشيقة له. وحين تقيم المرأة في العراق علاقة مع عشيق فأنها تجلب العار ليس الى نفسها فقط بل والى عائلتها كلها. بينما أنا جددت العلاقة مع رجل جلب كل تلك المحن والالآم الى زوجي، فهذا أمر لا يمكن قبوله عموماً. ولكن ما العمل؟ لقد كان لدي عشيق فعلاً وإسمه صدام. إن القلق والاحتقار والحقد والتوبة والوحدة والشهوة والرغبة ..والجاذبية الجنسية يمكن أن تتحول بيسر إلى رغبة طاغية، بالأخص إذا ما جرى استمالتي إلى ما هو محرم ومخجل. كنت أعرف كل هذا، بيد أن هذه المعرفة لم تجد نفعاً. وتولد لدى شعور بأنني جلست في ثلاجة مدة ثلاثة أعوام وفجأة وضعت في موقد ملتهب. إنني تحولت من غلو إلى غلو أكبر، وكان مرسى الاستقرار الوحيد في البحر الهائج هو ادراك أنه لم يكن بوسعي أن اأحيا بدون هذا الرجل. ولا يهم أن يكون طيباً أم شريراً – فلم يمارس هذا أي دور بالنسبة لي. وقلت له: "ما حاجتك إلي؟ ولماذا لا تتركني وشأني؟ كان بوسعي أن ألقي عليه مثل هذه الأسئلة حين كان صدام في مزاج رائق، ويأتينا الجواب كما يلي: "أنت زهرتي التي اقتطفتها والتي هي ملكي"، أو كان يقول: "لأنني لا أستطيع ان احيا بدونك ياشقراء. ستكونين معي دائما". لقد وجب علي دوماً أن إلتزم الحذر. وأن أحدس مزاج صدام بغية عدم استثارة غضبه. وتحضرني في الذاكرة كيف تحدثت مرة أمامه عن النساء الآخريات في حياته، واللواتي كنت لا أشك في وجودهن. جلس صدام عندئذ في مقعده بينما واصلت الثرثرة بلا توقف ،وفجأة أخرج مسدسه واطلق النار في السقف. وقد ارتعبت وفكرت بأنني سأموت. وأطلق النار مرة أخرى وثالثة. - صه، أغلقي فمك ياشقراء. كلا، لم يمنعني أحد من هذا الكلام رسمياً. لكنني كنت أعرف أن صدام يعلم بكل شيء. فقد وضعت أجهزة التنصت في كل مكان تقريباً، وكان رجال أجهزة الأمن يتلقون عبرها جميع أقوالنا. وعندما كان يزورنا الضيوف نلجأ أحياناً إلى لغة الاشارات والايماءات. وبهذه الصورة أيضاً كنا نتحدث مع الأطفال حول الأمور الهامة. وأصبح ذلك بسرعة بمثابة عادة لدينا وجزءاً من حياتنا اليومية، شأنه شأن جميع فظائع نظام صدام حسين. كان صدام حسين يعرف حق المعرفة أن ولديه لن يقفا ضده أبداً. كما أنهما بدورهما كانا يعرفان بأنهما إذا فعلا ذلك فسوف يقتلهما. ولدى الرجوع إلى العادات العراقية يمكن ألا نعجب لكون صدام حسين قد عينني في وظيفة مساعدة لأبنه عدي في اللجنة الاولمبية العراقية، وتوليت مهام ادارة اللجنة طوال 10 أعوام. لم أكن أعرف متى سيتم اللقاء القادم بيننا. وكان يعجب صدام أن يبدو شخصاً يصعب التنبؤ مسبقاً بأفعاله. وأن يظهر العطف والحنان ويقدم الهدايا في يوم، وفي اليوم الآخر يمارس الجنس البدائي بفظاظة. لقد كان صدام رجلا قوي الشخصية. حتى حين يكون لوحده معي. لكن في بعض اللحظات تصيبه نوبات ضعف لن أنساها أبداً. وكانت هناك أمسيات استلقى فيها صدام إلى جانبي ورأسه على ركبتي. وبدا كالطفل تماماً. إنني لن أعرف أبداً سبب تعلق صدام بي بشدة. ربما أنه اعتاد فحسب على وجودي. وكنت اشغل مكانة خاصة في حياته، لكنني لم أستطع مناقشة هذا الأمر معه أو مع أي شخص آخر. وكنت احتل مكانة خاصة في حاشيته. ولم أكن من أقرباء صدام. ولم أكن مسلمة، ولم تربطني أية رابطة بحزب البعث ولم يوجد أحد يدافع عني ويحميني. وأيامذاك تولدت لدي عادة التحدث إلى القمر. وكنت في الامسيات، حين ينام الاطفال، وترتكب في بغداد الافعال الشنيعة السوداء، اجلس في حديقتي وكأنها من حدائق الجنة، ويحيط بي جدار عال، أتحدث إلى القمر عن همومي وحياتي. وكان القمر يبدو أحياناً غاضباً وحزيناً وحتى مبتهجاً، لكنه لم يمل أبداً من الاصغاء إلى أحاديثي. وحدث مرة في المساء وبعد تناول العشاء أن جلست مع صدام في الشرفة المطلة على نهر دجلة وبيدي قدح النبيذ، فقال صدام فجأة إنه يريد أن أبلغه بما يفعله إبنه الاكبر عدي. لكنني رفضت. إنني لم أستطع التجسس على الابن بموجب أمر من أبيه. وقد غير صدام خطته قليلاً فوجب علي لاحقاً أن أقدم التقارير ليس إليه بل الى جهاز المخابرات. وعملياً لم يوجد أي فرق في ذلك. لكنني من الناحية النفسية كنت مرتاحة أكثر. وكان لدي إسمان مستعاران هما "ليلي" و"أم أمين". لاريب في أن رجال المخابرات كانوا يراقبونني ويكتبون بدورهم التقارير عني بغية أن يتأكد صدام من صحة المعلومات التي أقدمها. ولدنا ... لم أكن أخطط لأكون حبلى، ولكنني عندما علمت ذلك لم أدهش، اذ أنني كنت أعاني من التهاب الغدة الدرقية ومنعني الاطباء من تناول حبوب منع الحمل. وما كان بالمستطاع القيام بعملية إجهاض بدون ابلاغ صدام ، كما أنني لم أرغب في قتل طفلي القادم. وبعد تردد طويل اخترت لحظة مناسبة وأخبرت صدام بالحقيقة كاملة. فتغيرت سحنة صدام كلياً وقال: "اذا رغبت ، يا براي، في التخلص من الطفل فإعتبري نفسك في عداد الاموات". وقرر صدام أنه لا يجوز لأمرأة حامل أن تحيا بدون زوج فزوجوني على الفور من رجل اختاره صدام بنفسه. وظهر أن زوجي من النوع الذي لا يبالي بشيء ، وكان لا يهتم بشأني البتة. وكان يعبد في هذه الدنيا شخصاً واحداً هو صدام حسين. وكان عمله يتضمن بين أمور أخرى رصد حركاتي وإبلاغ صدام بكل شيء عني. وكان ينال مقابل عمله الطعام اللذيذ والملابس الانيقة وارتياد الحفلات في الأمسيات. سمح صدام لي ولإبنتي (من الزواج الاول) بالسفر إلى اليونان لفترة من الوقت. وبموجب الرواية الرسمية فإنني كنت أسافر إلى هناك مع زوجي في إجازة ، لكن بعد فترة قصيرة تم استدعاؤه الى العراق فبقيت وحدي في أثينا من أجل أن ألد الطفل. شعرت ببهجة بالغة لدى السفر الى اليونان. وكنت في سن 26 عاماً وانتظر الطفل الثالث وراودتني الآمال في أن تصبح حياتي في نهاية المطاف طبيعية. وبعد مولد إبني قسطنطين حصلت على وظيفة في شركة خطوط الشرق الأوسط الجوية. كنت أعمل وأساعد ابنتي في مراجعة الدروس واعني بأبني. وكنت آمل في أعماقي ان ينسى صدام حسين وجودي. ... حين جاءت سيارة السفارة لأخذي كنت في ملابس الخروج وجاهزة للمعركة. لقد كان معي إبني الصغير الذي لم يوجد من أتركه معه. وسلمني السفير مظروفاً بصمت. ففتحته وقرأت فيه الاسطر التالية:" يجب أن تعود باريسولا لامبسوس وأطفالها الثلاثة الى بغداد في غضون ثلاثة أيام اعتباراً من التاريخ المذكور ادناه". فأصبت بصدمة. وارتجفت ركبتاي. وفي بغداد سلموني جواز سفر عراقياً مما جعلني أبدي دهشتي. فبأي مناسبة اصبحت مواطنة عراقية الآن؟ واين جواز سفري اليوناني؟ وتطلعت إلى الصورة في جواز السفر بصمت. فمن أنا ؟ ومن اصبحت؟ هل يعقل ان هذه المرأة هي أنا؟ المصيبة اغتصب ابنتي عدي الابن الأكبر لصدام. وعندما روت لي ليزا ما جرى، سجدت أمامها واحتضنتها كطفل، فهي كانت طفلة حقاً آنذاك. - ماذا سأعمل ؟ خبريني ، ماذا سأعمل ؟ هل أقتله؟ أنت تودين أن اقتله ؟ خبريني ياليزا؟ لكن ليزا لزمت الصمت. وكانت على مدى عدة أسابيع تجلس في المقعد دون أن تتفوه بكلمة. ورفضت ارتياد المدرسة.وكنت احتضنها وأقبلها طوال الوقت رغبة مني في أن أمحى آثار يدي عدي القاسيتين من على جسدها. وقلت لها وان أغمرها بالقبل :- ستحبين ! وستتزوجين الرجل الذي تحبين! وسيكون كل شئ على ما يرام! ستنسين كل شيء. كانت ليزا في سن 16 عاماً، وشعرت بأن التأريخ يعيد نفسه وتتكرر القصة. ولم أبلغ صدام بما حدث إلا بعد نصف عام. وبعد مضي عدة ساعات وضع عدي وراء القضبان في السجن. بدون محاكمة وتحقيق. لكنه افرج عنه بعد فترة قريبة بلا ريب. وكنت أعرف أن عدي لن يغفر لي ذلك. وبالرغم من ذلك فقد أفلح في توجيه الضربة بصورة مفاجئة. كنت عائدة إلى البيت من المتجر. وعندما دخلت غرفة الاستقبال وجدت أفراد حماية عدي. وقد اقتادوا الاطفال والخدم الى زاوية الغرفة. وعندما شاهدوني أمروا الأطفال بعدم التحرك. أقتادني الرجال الاشداء إلى الصالون وأغلقوا الباب. وبعد ذلك اخرجوا الهراوات الكهربائية وبدأوا بضربي. واعتقدت أنني سأموت. ولم يتبق جزء من جسمي لم يمسه الضرب. وسقطت على الأرض بينما واصلوا ضربي. أنا أعرف فقط أن أحداً ما هتف إلى صديقتي التي استدعت الطبيب. كانت الكدمات تغطي جسمي كله. ومضت عدة أشهر قبل أن أستعيد عافيتي. ولم أخبر صدام بأي شئ حول الاعتداء علي. في أغلب الظن أنه كان يعرف سببه. التحذير الأخير لقد عاش صدام في عالمه الدموي المظلم، وهو يغوص أعمق فأعمق في لجة الجنون. وكان لديه اعداء كثيرون. ولم يكن يغفر لأحد الاساءات وينتقم لكل واحدة منها ، وحتى لأقل هفوة بريئة. وكان يتراءى له في كل مكان شبح الخيانة. وفي كل يوم كان الأفراد يلقون مصرعهم في ظروف غامضة. وأصبح الموت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية. وفي إحدى المرات نظر صدام الي بعينين متعبتين وقال: "يجب علينا أن نضع حد للأمر ياشقراء". فسألته وأنا أحاول اخفاء جزعي:- كيف ؟ - لا أعرف. يجب علي ان أفكر مليا. لكنني اعرف شيئا واحدا بدقة هو انه لن يمسك أي رجل آخر. كانت تلك أول إشارة تبعث على القلق. وقد ألمح لي صدام في وقت ما بجلاء بأنني اعتبر ملكاً له. والآن أعلن بجلاء أيضاً أن الموت بإنتظاري. لكنه لم يقل متى. لقد حان الوقت لكي أهرب أنا من العراق أيضاً. كان اللقاء الاخير مع صدام عادياً تماماً مثل غيره من اللقاءات السابقة. فبعد تناول العشاء عدنا الى غرفة مكتب صدام التي رتبت كغرفة مكتبة. - باري ، أنت تغيرت. فتظاهرت بأنني لم أفهم شيئاً. وابتسمت لصدام وقلت له بلهجة لطيفة: أنت الذي تغيرت ياحبيبي! أنت تغيرت ولست أنا ! وتجاهل صدام أقوالي. - أنا أرى كل شيء . أنت لست باري التي كانت سابقاً. كم مرة قلت لك لا تتغيري؟ ويجب أن تبقي كما كنت سابقاً. - أنا أحبك ياحبيبي! أحبك كالسابق. - أنت كاذبة! ما العمل معك؟ وبالرغم من هذا الحوار الباعث على الخوف فأننا رقدنا في الفراش كما لو لم يحدث شيء ، وكالعادة كان مسدس صدام موضوعاً في مقدمة السرير. وفي الصباح ودعته وتوجهت إلى مكان عملي. ولم أر صدام بعد هذا. وحتى بعد حديثي من القناة الفضائية الامريكي (أي-بي-سي) لم يحاول صدام الاتصال بي. كما لم يعلق عليه. لكنه شاهده. لاريب في هذا أبداً، إنني كنت أعرف جيدا بأنني يجب.. أن أهرب. والجدير بالذكر أن الامريكيين أطلقو على باريسولا لامبسوس لدى اخراجها من العراق لاحقاً اسماً مستعاراً هو "ماريا" الذي تعرف به الآن في السويد حيث تعيش تحت حماية أجهزة الأمن وبالاسم المستعار. أما اسم باريسولا فهو من طيات الماضي. لكن صاحبته تعيش في السويد ، إنها موجودة فعلاً. وقد رفضت اطلاق تسمية " عشيقة " صدام على كتاب ذكرياتها بإعتباره يمثل إهانة لها، فقد كان هدفها هو سرد الأحداث الواقعية كما هي بلا رتوش.

كتبت اليونانية باريسولا (ماريا) لامبسوس في كتابها الصادر في السويد بعنوان "أنا – امرأة صدام" أنها تعرفت على الرئيس العراقي صدام حسين عندما كانت في سن 16 عاماً، ولكنها لم تكن مستعدة لهذا اللقاء. وتقول باريسولا في اعترافاتها التي نشرت مجلة "اوغونيوك" الروسية مقتطفات منها (وستصدر الترجمة الروسية للكتاب قريباً) حسبما ذكر موقع "روسيا اليوم"، أنها لم تكن حسناء لكنها لم تخلو من الفتنة بعينيها اللوزتين وبقدها الممشوق وبياض بشرتها الملساء وشعرها الاشقر الذي يتهدل حتى الخصر. وقد وصفها أحد الاقارب في حديث مع اطفالها بقوله:- حين تمشي أمكم في الشارع يترك الجميع في بغداد أعمالهم ويأتون للتطلع اليها!".

وحسب قولها: فهذا حق. اذ أنني لم أكن أمشي بل أتهادى راقصة. وكنت بكامل كياني أشع نوراً من السعادة. وكانت لدينا فيللا ممتازة ذات حديقة رائعة في خيرة أحياء بغداد. وكان لدينا طباخ وخدم. وكان السائق يأخذنا بسيارة فاخرة الى المدرسة أو إلى النادي الأهلي حيث تتمتع عائلتنا بعضوية امتياز فيه. وكان والدي يلتقي وجهاء البلاد الذين يبدون له التكريم والاحترام. وكانت تقطن في جوارنا خيرة العائلات العراقية وأغلبها من العائلات المسيحية مثلنا. ولم أكن أفقه شيئاً في السياسة واعتبر نفسي "أوروبية" لأن عائلتي تنتمي الى الكنيسة الارثوذكسية اليونانية. ولم يكن الفارق بيني وبين صدام حسين كبيراً جداً في الواقع. وكان آنذاك في سن 30 عاماً. بيد أن فرق السن لم يمارس دوراً كبيراً مثل دور الاختلاف في أصولنا. فقد ولد صدام في عائلة فقيرة ببلدة قريبة من مدينة تكريت في شمال بغداد. وتوفي والده قبل ولادته نفسه. وتزوجت أمه مرة أخرى وأمضى صدام فترة كبيرة من طفولته في كنف عمه في بغداد. وكان صدام يعرف قسوة الحياة ويصبو دوما للأنتقام لقاء اساءات الماضي.

التعارف

كانت والدتي تسمح لي أحياناً بزيارة الجيران من المسيحيين الارمن. وكان إسم أحد الجيران حارث الخياط الذي كان يزود أفراد الطبقة الراقية بالبدلات التي تحمل إسمه. وكان حارث بالذات يعرف ولع صدام بالفتيات الصغيرات، ولربما كانت احدى مهامه انتقاء الصبايا الجميلات له. وقد توفرت كافة المسوغات لدى حارث لأداء مثل هذه الخدمات إلى الرجل الذي سيحكم العراق مستقبلاً. وكنت بمثابة هدية جديدة الى الدكتاتورالقادم في ذلك المساء.

وعندما كنت أرقص مع حارث في الصالون وتنورتي منشورة مثل زهرة وأنا مغرقة في الضحك دخل ثلاثة رجال. ووجه أحدهم الي انظاره فوراً. كان أنيق الملبس – ببدلة زرقاء وقميص ناصع البياض. إنه صدام حسين. وكان أول ما جذب اهتمامي فيه هو عيناه المتألقتان مثل المعدن المصقول. وقلت له : عيناك مثل عين وحش مفترس.ان نظراتك باردة. واثارت صراحتي البهجة لديه ربما لأنه اعتاد على أن الجميع حوله يخافونه. ولحظتئذ أمسك بيدي وأخذ يدور بي في أرجاء الغرفة حتى ضمني إلى صدره. وقال لي : عيناك ساحرتان. وأجلسني إلى جانبه.

هناك عادات في العالم العربي لها مغزاها يجب مراعاتها لمعرفة ما يجري في واقع الحال. مثلاً إننا كنا نأكل السمك "المسكوف" الذي جرى اصطياده في نهر دجلة وتم طهيه بمهارة وبإستخدام أصناف التوابل التي يعرفها العراقيون فقط. فهناك في سمكة الشبوط قطعة من اللحم تحت الرأس تعتبر عادة الألذ مذاقاً وطراوة. وعندما تقدم لك قطعة اللحم هذه فهذا دليل على التكريم الكبير. وقد اقتطع صدام قطعة اللحم هذه وقال لي: افتحي فمك!. وبهذا أعطى اشارة إلى الحاضرين بأنني امرأته. إلى الابد. والآن عرفت كيف كان وولداه فيما بعد يستحوذون على الفتيات الشابات والجميلات. والفرق الوحيد بينه وبينهم هو أن علاقتنا لم تتوقف واستمرت. وكان صدام حسين الرجل الاول في العراق لكنه لم يرغب بالزواج من غير مسلمة أولاً. وثانياً إن عائلتي لم تكن لتوافق على ذلك أبدا. وثالثا إنه كان متزوجاً. علماً أنني لم أرغب أبداً في الزواج من صدام ، وكنت حتى أشفق على زوجته ساجدة.
كان صدام يقول لي: إنك ستكونين لي إلى الأبد .. وسأقتلك قبل أن افترق معك.

الحب

إن صدام الذي ولد في ضواحي تكريت كان يحلم بأن يصبح شبيهاً بالارستقراطي الانكليزي. وهكذا حدث أن عشقت صدام حسين. وكان يروضني كما تروض الجياد الفتية. واستخدم معي أسلوب الترغيب والتهديد... السوط والكعكة. فتارة يقربني إليه وتارة يبعدني عنه. وهكذا روضني على أن أتحسس وجوده دائماً في حياتي. ولم أكن أهتم بشئ آخر غير حب صدام. علماً بأنه لم يعرقل مجريات حياتي. وكان يردد: - أنا معك دائماً أينما كنت. يجب أن تعرفي إنني أرى وأعرف كل شيء.

وكان ذلك كافياً بالنسبة لي أنا الصبية العاشقة. واعتبرت أقواله هذه بمثابة اعتراف بالحب. وأنا سعيدة حتى الآن لكوني فقدت بكارتي في مثل هذه الظروف الرومانسية. وانا أعجب حتى الآن كيف كنت أشعر بمثل هذه الأحاسيس اللذيذة مع رجل معروف بقسوته. وبعد أعوام كنت اتطلع الى صدام وهو نائم. كان وجهه ينم عن الاجهاد والتعب. والسلاح عند رأسه. وحتى في النوم لم يكن يستطيع التخلي عن وضع التوتر : إن المخاوف والشكوك كانت تحول دون نومه بهدوء. وعندما كنت أنظر إليه أعجب :" ياترى هل أنه نفس الرجل ذاك؟ كيف يمكن ذلك؟".

لقد أصبح من الصعوبة بمكان مواصلة حياتي العادية بعد كل ما حدث. وكان من الصعب أن أخفي سراً أول عشق لي في حياتي، ناهيك عن كوني كنت ألتقي صدام سراً وأمارس معه الجنس. وأنا نفسي لا أدري كيف كنت أستطيع ذلك. ربما لم يكن لدي مخرج آخر فحسب. وما كانت عائلتي لتغفر لي هذا لأنها كانت تعتبر صدام حسين رجلاً غير متعلم كما لا تشاركه أفكاره السياسية ولا أساليبه. إن غضب والدي كان سيعني نهايتي. إنني اردت في سن 16 عاما القيام بمغامرات. وكنت انجذب الى الرغبة المحرمة. وكان كل شيء في صدام يثيرني – فحولته وقوته وخطورته. بينما كان تجذبه إلي الارومة الطيبة والتربية والشعور بالكرامة. وكان صدام حسين دائما يحلم بإمتلاك ما يفتقده.

بعد الزواج.. الملاحقة

كان غالباً ما تذاع عبر التلفزيون خطب صدام حسين التي يتحدث فيها عن التغييرات الجديدة في الدولة. وفي أحد الايام أذيع كشف الأثرياء العراقيين الذين صودرت ممتلكاتهم وأراضيهم لصالح الدولة. وكان في طليعة الكشف إسم زوجي سيروب اسكندريان. وجمد الدم في عروقي لدى سماع ذلك. لماذا زوجي بالذات؟ وفي الرقم 1 . فهناك أشخاص آخرون أكثر غنى ولديهم قطع أراض أوسع؟ وعندما أنهى صدام خطبه إنهالت المكالمات الهاتفية على البيت. وتم الاتفاق على اجراء لقاءات ومناقشة ما يجب عمله.وحلت الاقتراحات محل الاحتجاجات. وأدركت في أعماق روحي بما يجري. إنني سألت نفسي مراراً: كم ستدوم سعادتي؟ إنني لم أستطع نسيان تعبير عيني صدام حين قال لي : "إنني سأرصد حركاتك أينما تكونين. لا تأملي في أنني سأنسى أنك ملكي".

بعد مصادرة الممتلكات لم تصبح عائلة سيروب من أغنى الهوائل وأكثرها قوة في البلاد. ولم يستطع زوجي التسليم بهذا الواقع القاسي ووجد الملاذ للترويح عن النفس في لعب القمار واحتساء الكحول. وكان الهدف التالي لهجوم صدام هو بيتي. ففي أحد الايام أعلنوا فحسب أن بيتنا لم يعد ملكا لنا.

لئن كانت لدي سابقاً بعض الشكوك بصدد نوايا صدام فإنها تبددت الآن. ان صدام حسين لا يهدأ حتى يقضي على كل ما هو عزيز لدي. في البداية صادر ثروتنا والآن حان دور بيتنا. ومن ثم وجهت الضربة الثالثة. وكنا عادة نتناول الشاي في الساعة الخامسة مساء وفي الوقت ذاته نستقبل الضيوف. لهذا لم يدهش أحد حين دق جرس الباب في الساعة الخامسة. ودخل رجلان من حاشية صدام الذي كان يومذاك في منصب نائب رئيس الجمهورية. لكنهما كانا أيضاً من أصدقاء زوجي منذ وقت بعيد. وقد استغل تقليد تناول الشاي في الساعة الخامسة من أجل زيارة بيتنا بعيداً عن الشبهلات وحذرا زوجي بقولهما: "غادر البلاد. فوراً. سيأتي اليك في المساء رجال صدام".

وأراد زوجي أن يتصل بأبي ليرجوه العناية بي لكن صديقي سيروب أقنعاه بعدم القيام بذلك، وقال: "يجب أن تكون لديك كدمات زرق. وأنت نفسك يحب أن تتصلي بالوالد. وعنما سيأتي قولي له أن زوجك ضربك ويجب عليه أن يأخذك". فقلت: "اضربني .. اضربني بشدة". وأنا اتذكر نظرات الفزع في عينيه عندما ضربني فسقطت على الارض،وقلت "إضربني مرة أخرى.. يجب عليك الاسراع في الذهاب."

إن البشر أقوى بكثير مما يعتقدون. وفي تلك اللحظة كنت أفكر فقط في أن حياة زوجي في خطر. عندما جاء أبي الى البيت كانت أشعر بالالم في كل كياني. ولم استطع الوقوف على قدمي وانخرطت في النحيب بلا توقف. بيد أن أشد ما كان يؤلمني هو أن حياتي لن تعود الى سابق عهدها أبدا.

في الليل جاء رجال صدام حسين. إنهم لم يطرقوا الباب بل حطموه. هكذا كان حالهم دائماً. لكنهم لم يجدوا ما كانوا يبحثون عنه. وفي وقت لاحق جاء آخرون وعلقوا لافتة كتب عليها أن البيت وما فيه أصبح ملكاً للدولة العراقية. لكن بإستثناء غرفة نومي وغرفة الاطفال لأنه بموجب التقاليد العربية يحظر دخول الغرباء إلى غرف الحريم. وتعتبر هذه الغرف وما فيها ملكا للمرأة.

إنني أعرف الآن أن سيروب سافر الى لبنان عبر سورية في سيارة. وفي بيروت قدم له الارمن المساعدة. ورحبوا به لأن الارمن شأنهم شأن اتباع القوميات الاخرى يقدمون المساعدة الى أبناء جلدتهم. وقد فكرت في هذا الامر كثيراً فأنا يونانية ولدت في لبنان ومواطنة عراقية سابقة ، أما الآن فأنا من رعايا السويد. لكن ألا يكفي المرء ان يكون مجرد انسان كائن بمفرده؟

كنت أعيش في رعب دائم. وفي احدى أمسيات آب القائظة والرطبة توقفت سيارة امام بيت والدي. كانت سيارة بيضاء من طراز أولدزموبيل. إن مثل هذه السيارات موجودة فقط لدى حاشية صدام حسين، ولم يكن بوسع أحد آخر اقتنائها. وطرق الحارس الشخصي لصدام الباب وقال لي : "لدي أمر بأن أنقلك الى القصر".

في تلك الليلة بقيت إلى جانب صدام. وكانت أول ليلة من بين عدة ليال قضيناها معا بعد الفراق. وما أن رأيت صدام مجدداً حتى انبثقت مشاعري السابقة ازاءه بقوة من جديد. وكنت أعرف في أعماقي أنني منذ لحظة اللقاء الاول سأكون مرتبطة به الى الأبد. واحتقرت نفسي لأنني سمحت له بأن يغريني، ولكوني أصبحت عشيقة له. وحين تقيم المرأة في العراق علاقة مع عشيق فأنها تجلب العار ليس الى نفسها فقط بل والى عائلتها كلها. بينما أنا جددت العلاقة مع رجل جلب كل تلك المحن والالآم الى زوجي، فهذا أمر لا يمكن قبوله عموماً.

ولكن ما العمل؟ لقد كان لدي عشيق فعلاً وإسمه صدام. إن القلق والاحتقار والحقد والتوبة والوحدة والشهوة والرغبة ..والجاذبية الجنسية يمكن أن تتحول بيسر إلى رغبة طاغية، بالأخص إذا ما جرى استمالتي إلى ما هو محرم ومخجل. كنت أعرف كل هذا، بيد أن هذه المعرفة لم تجد نفعاً. وتولد لدى شعور بأنني جلست في ثلاجة مدة ثلاثة أعوام وفجأة وضعت في موقد ملتهب. إنني تحولت من غلو إلى غلو أكبر، وكان مرسى الاستقرار الوحيد في البحر الهائج هو ادراك أنه لم يكن بوسعي أن اأحيا بدون هذا الرجل. ولا يهم أن يكون طيباً أم شريراً – فلم يمارس هذا أي دور بالنسبة لي.

وقلت له: "ما حاجتك إلي؟ ولماذا لا تتركني وشأني؟

كان بوسعي أن ألقي عليه مثل هذه الأسئلة حين كان صدام في مزاج رائق، ويأتينا الجواب كما يلي: "أنت زهرتي التي اقتطفتها والتي هي ملكي"، أو كان يقول: "لأنني لا أستطيع ان احيا بدونك ياشقراء. ستكونين معي دائما". لقد وجب علي دوماً أن إلتزم الحذر. وأن أحدس مزاج صدام بغية عدم استثارة غضبه. وتحضرني في الذاكرة كيف تحدثت مرة أمامه عن النساء الآخريات في حياته، واللواتي كنت لا أشك في وجودهن. جلس صدام عندئذ في مقعده بينما واصلت الثرثرة بلا توقف ،وفجأة أخرج مسدسه واطلق النار في السقف. وقد ارتعبت وفكرت بأنني سأموت. وأطلق النار مرة أخرى وثالثة.

- صه، أغلقي فمك ياشقراء.

كلا، لم يمنعني أحد من هذا الكلام رسمياً. لكنني كنت أعرف أن صدام يعلم بكل شيء. فقد وضعت أجهزة التنصت في كل مكان تقريباً، وكان رجال أجهزة الأمن يتلقون عبرها جميع أقوالنا. وعندما كان يزورنا الضيوف نلجأ أحياناً إلى لغة الاشارات والايماءات. وبهذه الصورة أيضاً كنا نتحدث مع الأطفال حول الأمور الهامة. وأصبح ذلك بسرعة بمثابة عادة لدينا وجزءاً من حياتنا اليومية، شأنه شأن جميع فظائع نظام صدام حسين.

كان صدام حسين يعرف حق المعرفة أن ولديه لن يقفا ضده أبداً. كما أنهما بدورهما كانا يعرفان بأنهما إذا فعلا ذلك فسوف يقتلهما. ولدى الرجوع إلى العادات العراقية يمكن ألا نعجب لكون صدام حسين قد عينني في وظيفة مساعدة لأبنه عدي في اللجنة الاولمبية العراقية، وتوليت مهام ادارة اللجنة طوال 10 أعوام.

لم أكن أعرف متى سيتم اللقاء القادم بيننا. وكان يعجب صدام أن يبدو شخصاً يصعب التنبؤ مسبقاً بأفعاله. وأن يظهر العطف والحنان ويقدم الهدايا في يوم، وفي اليوم الآخر يمارس الجنس البدائي بفظاظة.

لقد كان صدام رجلا قوي الشخصية. حتى حين يكون لوحده معي. لكن في بعض اللحظات تصيبه نوبات ضعف لن أنساها أبداً. وكانت هناك أمسيات استلقى فيها صدام إلى جانبي ورأسه على ركبتي. وبدا كالطفل تماماً.

إنني لن أعرف أبداً سبب تعلق صدام بي بشدة. ربما أنه اعتاد فحسب على وجودي. وكنت اشغل مكانة خاصة في حياته، لكنني لم أستطع مناقشة هذا الأمر معه أو مع أي شخص آخر. وكنت احتل مكانة خاصة في حاشيته. ولم أكن من أقرباء صدام. ولم أكن مسلمة، ولم تربطني أية رابطة بحزب البعث ولم يوجد أحد يدافع عني ويحميني. وأيامذاك تولدت لدي عادة التحدث إلى القمر. وكنت في الامسيات، حين ينام الاطفال، وترتكب في بغداد الافعال الشنيعة السوداء، اجلس في حديقتي وكأنها من حدائق الجنة، ويحيط بي جدار عال، أتحدث إلى القمر عن همومي وحياتي. وكان القمر يبدو أحياناً غاضباً وحزيناً وحتى مبتهجاً، لكنه لم يمل أبداً من الاصغاء إلى أحاديثي.

وحدث مرة في المساء وبعد تناول العشاء أن جلست مع صدام في الشرفة المطلة على نهر دجلة وبيدي قدح النبيذ، فقال صدام فجأة إنه يريد أن أبلغه بما يفعله إبنه الاكبر عدي. لكنني رفضت. إنني لم أستطع التجسس على الابن بموجب أمر من أبيه. وقد غير صدام خطته قليلاً فوجب علي لاحقاً أن أقدم التقارير ليس إليه بل الى جهاز المخابرات. وعملياً لم يوجد أي فرق في ذلك. لكنني من الناحية النفسية كنت مرتاحة أكثر. وكان لدي إسمان مستعاران هما "ليلي" و"أم أمين". لاريب في أن رجال المخابرات كانوا يراقبونني ويكتبون بدورهم التقارير عني بغية أن يتأكد صدام من صحة المعلومات التي أقدمها.

ولدنا ...

لم أكن أخطط لأكون حبلى، ولكنني عندما علمت ذلك لم أدهش، اذ أنني كنت أعاني من التهاب الغدة الدرقية ومنعني الاطباء من تناول حبوب منع الحمل. وما كان بالمستطاع القيام بعملية إجهاض بدون ابلاغ صدام ، كما أنني لم أرغب في قتل طفلي القادم. وبعد تردد طويل اخترت لحظة مناسبة وأخبرت صدام بالحقيقة كاملة. فتغيرت سحنة صدام كلياً وقال: "اذا رغبت ، يا براي، في التخلص من الطفل فإعتبري نفسك في عداد الاموات".

وقرر صدام أنه لا يجوز لأمرأة حامل أن تحيا بدون زوج فزوجوني على الفور من رجل اختاره صدام بنفسه. وظهر أن زوجي من النوع الذي لا يبالي بشيء ، وكان لا يهتم بشأني البتة. وكان يعبد في هذه الدنيا شخصاً واحداً هو صدام حسين. وكان عمله يتضمن بين أمور أخرى رصد حركاتي وإبلاغ صدام بكل شيء عني. وكان ينال مقابل عمله الطعام اللذيذ والملابس الانيقة وارتياد الحفلات في الأمسيات.

سمح صدام لي ولإبنتي (من الزواج الاول) بالسفر إلى اليونان لفترة من الوقت. وبموجب الرواية الرسمية فإنني كنت أسافر إلى هناك مع زوجي في إجازة ، لكن بعد فترة قصيرة تم استدعاؤه الى العراق فبقيت وحدي في أثينا من أجل أن ألد الطفل. شعرت ببهجة بالغة لدى السفر الى اليونان. وكنت في سن 26 عاماً وانتظر الطفل الثالث وراودتني الآمال في أن تصبح حياتي في نهاية المطاف طبيعية. وبعد مولد إبني قسطنطين حصلت على وظيفة في شركة خطوط الشرق الأوسط الجوية. كنت أعمل وأساعد ابنتي في مراجعة الدروس واعني بأبني. وكنت آمل في أعماقي ان ينسى صدام حسين وجودي.

... حين جاءت سيارة السفارة لأخذي كنت في ملابس الخروج وجاهزة للمعركة. لقد كان معي إبني الصغير الذي لم يوجد من أتركه معه. وسلمني السفير مظروفاً بصمت. ففتحته وقرأت فيه الاسطر التالية:" يجب أن تعود باريسولا لامبسوس وأطفالها الثلاثة الى بغداد في غضون ثلاثة أيام اعتباراً من التاريخ المذكور ادناه".

فأصبت بصدمة. وارتجفت ركبتاي. وفي بغداد سلموني جواز سفر عراقياً مما جعلني أبدي دهشتي. فبأي مناسبة اصبحت مواطنة عراقية الآن؟ واين جواز سفري اليوناني؟ وتطلعت إلى الصورة في جواز السفر بصمت. فمن أنا ؟ ومن اصبحت؟ هل يعقل ان هذه المرأة هي أنا؟

المصيبة

اغتصب ابنتي عدي الابن الأكبر لصدام. وعندما روت لي ليزا ما جرى، سجدت أمامها واحتضنتها كطفل، فهي كانت طفلة حقاً آنذاك.

- ماذا سأعمل ؟ خبريني ، ماذا سأعمل ؟ هل أقتله؟ أنت تودين أن اقتله ؟ خبريني ياليزا؟

لكن ليزا لزمت الصمت. وكانت على مدى عدة أسابيع تجلس في المقعد دون أن تتفوه بكلمة. ورفضت ارتياد المدرسة.وكنت احتضنها وأقبلها طوال الوقت رغبة مني في أن أمحى آثار يدي عدي القاسيتين من على جسدها.

وقلت لها وان أغمرها بالقبل :- ستحبين ! وستتزوجين الرجل الذي تحبين! وسيكون كل شئ على ما يرام! ستنسين كل شيء.

كانت ليزا في سن 16 عاماً، وشعرت بأن التأريخ يعيد نفسه وتتكرر القصة. ولم أبلغ صدام بما حدث إلا بعد نصف عام. وبعد مضي عدة ساعات وضع عدي وراء القضبان في السجن. بدون محاكمة وتحقيق. لكنه افرج عنه بعد فترة قريبة بلا ريب. وكنت أعرف أن عدي لن يغفر لي ذلك. وبالرغم من ذلك فقد أفلح في توجيه الضربة بصورة مفاجئة.

كنت عائدة إلى البيت من المتجر. وعندما دخلت غرفة الاستقبال وجدت أفراد حماية عدي. وقد اقتادوا الاطفال والخدم الى زاوية الغرفة. وعندما شاهدوني أمروا الأطفال بعدم التحرك. أقتادني الرجال الاشداء إلى الصالون وأغلقوا الباب. وبعد ذلك اخرجوا الهراوات الكهربائية وبدأوا بضربي. واعتقدت أنني سأموت. ولم يتبق جزء من جسمي لم يمسه الضرب. وسقطت على الأرض بينما واصلوا ضربي.

أنا أعرف فقط أن أحداً ما هتف إلى صديقتي التي استدعت الطبيب. كانت الكدمات تغطي جسمي كله. ومضت عدة أشهر قبل أن أستعيد عافيتي.
ولم أخبر صدام بأي شئ حول الاعتداء علي. في أغلب الظن أنه كان يعرف سببه.

التحذير الأخير

لقد عاش صدام في عالمه الدموي المظلم، وهو يغوص أعمق فأعمق في لجة الجنون. وكان لديه اعداء كثيرون. ولم يكن يغفر لأحد الاساءات وينتقم لكل واحدة منها ، وحتى لأقل هفوة بريئة. وكان يتراءى له في كل مكان شبح الخيانة. وفي كل يوم كان الأفراد يلقون مصرعهم في ظروف غامضة. وأصبح الموت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية. وفي إحدى المرات نظر صدام الي بعينين متعبتين وقال: "يجب علينا أن نضع حد للأمر ياشقراء".

فسألته وأنا أحاول اخفاء جزعي:- كيف ؟

- لا أعرف. يجب علي ان أفكر مليا. لكنني اعرف شيئا واحدا بدقة هو انه لن يمسك أي رجل آخر.

كانت تلك أول إشارة تبعث على القلق. وقد ألمح لي صدام في وقت ما بجلاء بأنني اعتبر ملكاً له. والآن أعلن بجلاء أيضاً أن الموت بإنتظاري. لكنه لم يقل متى. لقد حان الوقت لكي أهرب أنا من العراق أيضاً.

كان اللقاء الاخير مع صدام عادياً تماماً مثل غيره من اللقاءات السابقة. فبعد تناول العشاء عدنا الى غرفة مكتب صدام التي رتبت كغرفة مكتبة.

- باري ، أنت تغيرت.

فتظاهرت بأنني لم أفهم شيئاً. وابتسمت لصدام وقلت له بلهجة لطيفة: أنت الذي تغيرت ياحبيبي! أنت تغيرت ولست أنا !
وتجاهل صدام أقوالي.


- أنا أرى كل شيء . أنت لست باري التي كانت سابقاً. كم مرة قلت لك لا تتغيري؟ ويجب أن تبقي كما كنت سابقاً.
- أنا أحبك ياحبيبي! أحبك كالسابق.

- أنت كاذبة! ما العمل معك؟

وبالرغم من هذا الحوار الباعث على الخوف فأننا رقدنا في الفراش كما لو لم يحدث شيء ، وكالعادة كان مسدس صدام موضوعاً في مقدمة السرير. وفي الصباح ودعته وتوجهت إلى مكان عملي. ولم أر صدام بعد هذا. وحتى بعد حديثي من القناة الفضائية الامريكي (أي-بي-سي) لم يحاول صدام الاتصال بي. كما لم يعلق عليه. لكنه شاهده. لاريب في هذا أبداً، إنني كنت أعرف جيدا بأنني يجب.. أن أهرب.

والجدير بالذكر أن الامريكيين أطلقو على باريسولا لامبسوس لدى اخراجها من العراق لاحقاً اسماً مستعاراً هو "ماريا" الذي تعرف به الآن في السويد حيث تعيش تحت حماية أجهزة الأمن وبالاسم المستعار. أما اسم باريسولا فهو من طيات الماضي. لكن صاحبته تعيش في السويد ، إنها موجودة فعلاً. وقد رفضت اطلاق تسمية " عشيقة " صدام على كتاب ذكرياتها بإعتباره يمثل إهانة لها، فقد كان هدفها هو سرد الأحداث الواقعية كما هي بلا رتوش.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.