صحة

داء السمنة .. خطر يهدد العالم العربي

إذا كان العالم كله يعاني داء السمنة مع تغير نمط الحياة بالكامل، فإن العالم العربي لم يكن بمعزل عن هذا الداء.

اتجاه العالم العربي نحو تقليد العادات الغذائية الغربية، أسهم في مشكلة صحية كبيرة تتعلق بزيادة الوزن، فنمط الحياة المعتمد على الوجبات السريعة والمشروبات المحلاة والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة بات أمرا مقلقا صحيا.

وإذا كانت الدول الأوروبية والأمريكية قد انتبهت إلى تسجيلها معدلات خطرة في الإصابة بهذا الداء، واتجهت إلى فرض قوانين خاصة بتنظيم السعرات الحرارية ومكافحة زيادة الوزن المرضية، فإن العالم العربي لم يتخذ بعد أي إجراءات تتعلق بارتفاع معدلات البدانة بشكل غير مسبوق، حيث إن 58 % من الرجال و65 % من السيدات في العالم العربي والشرق أوسطي يعانون داء السمنة.

إن داء السمنة غير مرتبط بجنس أو فئة عمرية أو اجتماعية، فهو يعود إلى خلل في النظام الغذائي وقلة في النشاط البدني، فالإكثار من تناول السعرات الحرارية على حساب الأطعمة الغنية بالألياف والبروتين، واعتماد طبيعة العمل الحديثة على مجهود بدني أقل، كان سببا كافيا لازدياد معدلات السمنة في المنطقة العربية كما هو عالميا، فأطعمة مثل المعكرونة والبطاطس والخبز الأبيض والدهون بمختلف أنواعها، باتت من الأطعمة الرئيسية في كل منزل، في حين لم تعرفها الأنظمة الغذائية من قبل، حينما كان العالم أقل بدانة، فيما يقول معهد القياسات الصحية أن زيادة الوزن في العالم العربي أصبحت متزامنة مع زيادة الدخل بشكل متطرد.

وفي إحصائية للجمعية الدولية لدراسة السمنة، ظهر أن معدلات داء السمنة تتزايد بين النساء في المنطقة العربية، فنصف النساء في المنطقة زائدات الوزن، ففي الكويت على سبيل المثال بلغت معدلات السمنة بين النساء 47.9 % مقارنة بـ34.7% لدى الرجال. وتكتسب معظم النساء في الشرق الأوسط الوزن الزائد خلال فترة الحمل، ولا تتلقى الرعاية الصحية أو الأنظمة الغذائية المناسبة لطبيعة حملهن، مما يسمح لهن بالوزن الزائد، فيما تشير الدراسات إلى أن النساء اللاتي يعانين داء السمنة هن أكثر عرضة للإجهاض والإصابة بالسرطان.

اعتبرت المناطق الريفية في الماضي أقل عرضة لانتشار داء السمنة، فالمرأة الريفية خاصة في شمال إفريقيا والشام، لما تبذله من مجهود بدني وما تعتمد عليه من أطعمة غنية بالخضراوات وبروتين الألبان، لم تكن تعاني من ازدياد الوزن مثل نساء المدن، أما الآن فالوضع آخذ في التغير، فالمرأة الريفية تبيع الخضراوات والفاكهة لتشترى بها مأكولات ذات سعرات حرارية عالية.

ولم يكن الأطفال في العالم العربي بمعزل عن الإصابة بداء السمنة وما يتبعه من أمراض السكر والقلب والأوعية الدموية والسرطان، وغيرها، وأوضحت الدراسات أن الأطفال يميلون إلى اكتساب الوزن الزائد خلال فترة الدراسة.

إن العالم العربي يحتاج إلى حملات لمكافحة داء السمنة، فكما فرضت حكومات الدول المتقدمة قيودا على أصحاب محلات المأكولات السريعة بخصوص نسبة السعرات الحرارية والدهون، يحتاج العالم العربي إلى قوانين من هذا النوع، مع زيادة حملات توعية بهذا الداء الذي يجر معه مشاكل صحية عديدة.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.