كلنا مشغولون هذه الأيام ومبتلون بهذه النزاعات الطائفية والدينية. الغرب أيضا لا ينفك عن استهجان ما يجري عندنا من كل ذلك ويوجه الملامات علينا وعلى حالنا. ولكنهم، ونحن معهم أيضا في ذلك، ينسون ما كان يجري بينهم من مذابح وفظائع حتى عهد قريب. وكانت شناعاتهم تفوق عشرات أضعاف ما يجري بيننا الآن في سوريا والعراق ولبنان مثلا. والطريف أن نتذكر كيف أن الأوروبيين في خضم شنائعهم الطائفية كانوا ينظرون إلينا بحسد وإعجاب ويقول الواحد منهم للآخر: انظر ما هذا الغباء الذي نعيش فيه؟ لماذا لا نتعلم من المسلمين كيف يتعايشون بسلام وتفاهم ولا تتقاتل طوائفهم أو تتناحر؟ وبالفعل قرر بعضهم إرسال بعثة منهم إلى العالم الإسلامي في عهد الإمبراطورية العثمانية ليروا كيف تتعايش سائر الطوائف بكل سلام وأمان في ظل الإمبراطورية العثمانية والشريعة الإسلامية.

 

كلنا مشغولون هذه الأيام ومبتلون بهذه النزاعات الطائفية والدينية. الغرب أيضا لا ينفك عن استهجان ما يجري عندنا من كل ذلك ويوجه الملامات علينا وعلى حالنا. ولكنهم، ونحن معهم أيضا في ذلك، ينسون ما كان يجري بينهم من مذابح وفظائع حتى عهد قريب. وكانت شناعاتهم تفوق عشرات أضعاف ما يجري بيننا الآن في سوريا والعراق ولبنان مثلا. والطريف أن نتذكر كيف أن الأوروبيين في خضم شنائعهم الطائفية كانوا ينظرون إلينا بحسد وإعجاب ويقول الواحد منهم للآخر: انظر ما هذا الغباء الذي نعيش فيه؟ لماذا لا نتعلم من المسلمين كيف يتعايشون بسلام وتفاهم ولا تتقاتل طوائفهم أو تتناحر؟ وبالفعل قرر بعضهم إرسال بعثة منهم إلى العالم الإسلامي في عهد الإمبراطورية العثمانية ليروا كيف تتعايش سائر الطوائف بكل سلام وأمان في ظل الإمبراطورية العثمانية والشريعة الإسلامية.

 

أتذكر وأكتب كل ذلك ولا أملك غير أن أنظر إلى السماء وأقول سبحان من ينقلنا من حال إلى حال. والمؤسف أن شأننا كان كذلك حتى عهد قريب، ربما حتى اكتشفوا النفط في ديارنا فتغير حالنا. لا بد لنا في العراق والكثير من الدول العربية أن نعترف بهذا الجميل للعثمانيين، في أنهم تركوا لنا مجتمعا منسجما مع نفسه. لم يجرؤ أحد منا أن يسأل الآخر عن دينه أو طائفته أو إثنيته. كنا نعتبر مثل هذا السؤال قلة أدب. أنا لي أصدقاء حميمون أعرفهم لأكثر من ثلاثين سنة وحتى الآن لا أعرف لأي طائفة ينتمون. وكثيرا ما أدى هذا إلى مواقف محرجة. أتذكر أن صديقي البروفسور محمد رضا انطلق في وصف اليهود بصفات مشينة من دون أن يعرف أن مضيفنا البروفسور سامي زبيدة يهودي.

 

ومن معالم ذلك الزواج المختلط؛ فمعظم زملائي من أبناء الطبقة المتوسطة ولدوا من أسرة مختلطة، سني وشيعية أو شيعي وسنية. ومن المقالب الأدبية الطريفة أن الروائي جبرا إبراهيم جبرا، كان هو وأديب عراقي آخر يرتبطان بعلاقة حميمية مع فتاتين، مسيحية ومسلمة. وكنا نتصور ونتوقع أن جبرا المسيحي سيتزوج البنت المسيحية وزميله المسلم يتزوج بالمسلمة. ولكن العكس هو ما جرى. تزوج جبرا المسلمة وتزوجت المسيحية بالمسلم!

 

ولكنها ليست أغرب من هذا الثلاثي الفني؛ كانت المطربة الشهيرة زكية جورج امرأة مسلمة من سوريا اسمها فاطمة محمد. جاءت لتعمل في ملاهي بغداد. لاحظت أن اسمها هذا لا يتناسب مع راقصة ومغنية في كباريه، فغيرته إلى زكية جورج. ثم دخلت بعلاقة عاطفية مع الموسيقار صالح الكويتي، يهودي. وعند رحيلها لشهر رمضان لتعمل في ملاهي البصرة، وقعت في علاقة مشابهة مع صيدلاني مسيحي. وتركت اليهودي يئن ويتوجع من هجرها له بما تمخض عنه أغان خلدت في نفوسنا حتى اليوم. يهودي يتألم من هجر مسلمة عنه لآخر نصراني:

 

هذا مو إنصاف منك، غيبتك عني تطول، الناس لو سألوني عنك، شأرد أجاوبهم شأقول؟

عن الشرق الأوسط

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.