فن وترفيه

أبو بكر الصديق؛ حياته قبل وبعد الإسلام

أبو بَكر الصّدِّيق عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ، هو أول الخلفاء الراشدين وصديق النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ورفيقه في هجرته من مكة إلى المدينة. وُلد أبوبكر الصديق سنة (50ق.هـ / 574م) أي بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر, وتوفي في سنة (13هـ/ 634م). وكان أبوبكر الصديق من العشرة المبشرين بالجنة.


نسبه: 

هو "عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان التيمي القرشي." ويلتقي مع الرسول (ص) في الجد السادس "مرة بن كعب". أسلم أبوه بعد فتح مكة وورث منه الخلافة ثم ردها الى ابن أبوبكر.

أولاده: عبد الرحمن، وعبد الله، ومحمد، وأسماء، وعائشة، وأم كلثوم.

حياة أبو بكر الصديق:

كان أبوبكر الصديق من أغنياء قريش في أيام الجاهلية، ثم كان أول من أسلم من الرجال حين دعي الى الاسلام وبدون تردد. نشأ أبوبكر الصديق في مكة وترعرع فيها وكان من أشراف قريش. كان لأبي بكر صفات عدّة؛ حيث أنه اشتهر بمعرفته بعلم الأنساب وأخبار العرب. كان أبو بكر الصديق تاجرا ذو خلق وكريم، وكان يتنقل بين البلدان للتجارة حتى وصل الى بصرى. كان رأس ماله حوالي 40 ألف درهم وبرغم ثروته لم يكن يشرب الخمر وقد كان من أعف وأطهر الناس في الجاهلية. عرف عن أبوبكر الصديق أنه لم يسجد لصنم أبدا وكان رأيه فيها أنها لا تطعم جائع ولا تكسي عاري.

حياة أبو بكر الصديق بعد الاسلام:

بحث أبوبكر الصيق كثيرًا في موضوع الدين الذي يراه الحق، حيث عُرف عنه أنه اختلط بالعديد من الناس من مختلف الأديان لأنه تجول من شمال الجزيرة العربية الى جنوبها ومن شرقها الى غربها. كان أبوبكر يعرف النبي معرفة وثيقة أيام الجاهلية وكان يرى في محمد (ص) حسن الخلق والكرم، وحين نزل الوحي على محمد وبُعث الى الناس بالإسلام، أخبر صديقه أبوبكر وتلى عليه القرآن؛ فكفر أبو بكر الصديق بالأصنام وكان أول من أسلم من الرجال الأحرار ويقال أنه أول من صلى مع النبي. شارك أبوبكر الرسول في جميع غزواته مثل غزوة (بدر) و (تبوك) و(أُحد) والكثير من الغزوات الأخرى. ولقب أبوبكر ب"الصديق" لكثرة تصديقه بالنبي. بدأ يدعو الى الاسلام وأسلم على يديه الكثيرون مثل الزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص.


قدم أبوبكر الصديق العديد من الخدمات في سبيل الاسلام، وأنفق جميع أمواله في سبيل خدمة الاسلام، وحينما اشتد أذى المشركين للرسول مع انتشار الدعوة الاسلامية؛ راح أبوبكر يساعد المستضعفين والعبيد ويحررهم من أيادي الكفار، مثل قصة "بلال بن رباح" الذي عذبه سيده "أميه بن خلف" (أحد أسياد قريش) حين علم بإسلامه وطلب منه أن يرتد عن الاسلام، فأبى بلال أن يخضع لأوامره، فقام أميه بسجنه ومنعه من الطعام والشراب، ثم سحبه على الرمال الساخنة ووضع على صدره صخرة كبيرة، وقال له ان لم ترتد عن دين الاسلام وتؤمن بآلهتنا؛ سوف أجلدك حتى الموت، فأخذ "بلال" يردد: (أحدُ أحد)، فتوجه اليه أبوبكر وعرض على أميه أن يحرره مقابل غلام أسود أجلد منه وثابت على عبادة الأصنام، فوافق "أميه" وأعطاه الى أبوبكر الذي حرره وعتقه، ليصبح "بلال" أول مؤذن في الاسلام.


بعدما اشتد الأذى على المسلمين في مكة، سمح الرسول لأصحابه بالهجرة الى المدينة المنورة وعندما استئذن أبوبكر من الرسول لكي يهاجر، كان النبي يقول له بألا يستعجل لعله يجد من يصاحبه في هجرته فطمع أبوبكر في أن تكون هجرته مع النبي (ص) و بالفعل هاجر مع النبي حين نزل "جبريل" (عليه السلام) الى النبي وأخبره بأن قريش تخطط لقتله وأمره بألا يبيت بمكة، وكان رفيقه في الغار ، وكان يحمي النبي أثناء الهجرة؛ يمشي أمامه تارة وخلفة تارة ويمينة تارة وشماله تارة أخرى.

مُبايعته للخلافة:

أمر الرسول -حين مرضه- أبوبكر أن يصلي بالناس، وبعد وفاة الرسول، أخذ الصحابة يتشاورون فيما بينهم حول أمر الخلافة واستقروا على تولي أبوبكر الصديق للخلافة بعد الرسول، ولكنه اعتذر عنها في بادئ الأمر ثم تولى الخلافة بعد الحاح من الصحابة. واجه أبوبكر في فترة توليه الخلافة الكثير من المحن الشديدة مثل ارتداد بعض الناس عن الاسلام بعد وفاة النبي وامتناع الناس عن دفع زكاة أموالها، حينها خرج أبوبكر الى الناس و صاح بهم: "أيها الناس؛ من كان يعبد محمدا فإن محمد قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حيا لا يموت.". ثم قام أبوبكر بتجهيز جيش لمحاربة المرتدين وكان ينوي تولى قيادته ولكن استوقفه علي بن أبي طالب و أخبره أنه اذا أصابه مكروه فلن يكون هناك نظام للإسلام من بعده، فتراجع أبوبكر وولى "خالد بن الوليد" لقيادة الجيش، ليحقق جيش خالدا نصرا عظيما في اخماد نار الردة ووصل النصر الى هزيمة الروم في معركة اليرموك هزيمة ساحقة، ثم توجه بالجيوش الإسلامية لفتح العراق وبلاد الشام، و فتح جزئا كبيرا من العراق وجزئا كبيرا من أرض الشام.

وفاته:

مرض أبوبكر وتوفي سنة ثلاث عشر هجرية من شهر جمادي الآخر، ليلة الثلاثاء أي بعد وفاة النبي بسنتين وعدة أشهر عن عمر يناهز 63 عاما أي في نفس العمر الذي توفي فيه النبي.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.