فن وترفيه

عمر المختار واهم محطات حياته

نستعرض في هذا المقال معلومات عن عمر المختار بدايًة من الولادة والنشأة مرورًا بأبرز أعماله وإنجازاته ووصولًا إلى الحكم بإعدامه.


عمر المختار هو الاسم الذي اشتهر به عمر بن مختار بن عمر المنفي الهلالي، الذي ولد عام 1858 في ليبيا، وتحديدًا بمنطقة البطان التابعة لبرقة الواقعة بالجبل الأخضر، ونستعرض في هذا المقال معلومات عن عمر المختار بدايًة من الولادة والنشأة مرورًا بأبرز أعماله وإنجازاته ووصولًا إلى الحكم بإعدامه. 


ولادة ونشأة عمر المختار

تعود أصول عمر المختار إلى بيت فرحات الذي يتبع قبيلة بريدان، وهي تعتبر جزءً أساسيًا من قبيلة المنيف أو المنفعة، التي تعد من أوائل القبائل الهلالية التي وجدت في برقة الليبية.

ولُقب بالعديد من الألقاب، ومنها شيخ الشهداء، أسد الصحراء وشيخ المجاهدين، كما قاد عدد من المعارك التي وقعت في ليبيا، ويعد من أشهر وأبرز الشخصيات القتالية الإسلامية والعربية.

نشأ المختار في منطقة البطان، وحرص والداه على تربيته تربية إسلامية صحيحة، وفقًا لتعاليم الحركة السنوسية التي تستمد أحكامها ومبادئها إما من السنة النبوية الشريفة أو القرآن الكريم.

ولم يعش أسد الصحراء في كنف والده لفترة طويلة، حيث توفي في مكة المكرمة أثناء سفره لأداء فريضة الحج، وعقب وفاة والده قام عمه الشيخ حسين الغرياني بكفله، وفقًا لوصية والده قبل وفاته، وقام بإدخاله مدرسة خاصة بتعليم القرآن الكريم في الزاوية.


تعليم عمر المختار

التحق المختار بالمعهد الجغبوبي، لاستكمال تعليمه مع طلبة العلم من الأخوان والقبائل الليبية الأخرى، وحظى المختار باهتمام شديد من قبل شيوخه في هذا المعهد، خاصة أنهم يهتمون بتعليم المتفوقين جيدًا، لكي يصبحوا مؤهلين لتعلم رسالة الدين الإسلامي؛ والانطلاق بها إلى القبائل الليبية وأفريقيا، من أجل تعليم وتربية المسلمين على نهج وتعليم الدين الإسلامي.

وشهد الشيوخ الذي تتلمذ المختار على أيديهم بأنه نبيهًا ويتمتع بالخلق الحسن، وحب الدعوة الإسلامية، بالإضافة إلى رجاحة عقله، الأمر الذي ميزه عن باقي زملائه بمعهد الجغبوبي، كما أنه كان يعمل خلال فترة دراسته، وكان مخلصًا في عمله للغاية ويتقنه بشكل جيد، ويُقال بأنه لم يكن يؤجل عمل يومه إلى الغد.

وتميز شيخ الشهداء بالعديد من الصفات الحسنة التي ميزته عن غيره، حيث أنه كان يتمتع بأخلاق عالية، وعُرف عنه الصبر والحزم والاستقامة، ما دفع أساتذته إلى الاهتمام به.

وبمرور الوقت بات المختار من العلوم الدنيوية والدينية، وأصبح ملمًا بشئون البيئة، أحوال الوسط، الأحداث التاريخية وتاريخ وقوعها، بالإضافة إلى معرفته وإلمامه بالأنساب وعادات وتقاليد القبائل أيضًا، وأصبح على علم بإصلاح ذات البين خلال الخصومات البدوية، وغيرها من الأمور الأخرى.


أبرز أعمال وإنجازات عمر المختار

عمر المختار .. يعد شيخ المجاهدين أحد أبرز المقاتلين الليبيين الذين قاموا بالتصدي للقوات الإيطالية، بعدما دخلت إلى ليبيا في عام 1911، وقام بمحاربة هذه القوات وهو في الثلاثة والخمسين من عمره، ولمدة تخطت حاجز العشرين عامًا.

وخاض عدد من المعارك الأخرى، والتي أدت إلى اعتقاله في النهاية من قبل القوات الإيطالية في عام 1931، خلال زيارته إلى ضريح الصحابي رويفع بن ثابت في مدينة البيضاء الليبية، وظل شامخًا وقويًا طوال فترة أسره.


محاكمة عمر المختار

تم تقديم المختار إلى محاكمة صورية، سبقها تحضير المشنقة، في الخامس عشر من شهر سبتمبر لعام 1931، ووجهت إليه العديد من الأسئلة بشأن محاربة الحكومة الإيطالية، وقام بتبني كافة العمليات القتالية التي تمت ضد القوات الإيطالية، مؤكدًا أن ما قام به كان دفاعًا عن وطنه ودينه، وحصل على حكم بالإعدام شنقًا.

ودخل إلى القاعة وهو مقيدًا بالحديد ومحاطًا بالجنود، وكان هناك مترجم، لكي يقوم بأعمال الترجمة بين المختار والقضاة، كما حضر محامي وهو ضابط إيطالي، من أجل الدفاع عنه؛ وتعاطف معه بشدة، حتى أنه طالب بحصوله على حكم بالسجن المؤبد بدلًا من الإعدام، خاصة أنه كبير في السن.


إعدام عمر المختار

عمر المختار .. على الرغم من شعوره بالإرهاق والتعب والحمى، إلا أنه تم تنفيذ الحكم بإعدامه في اليوم التالي للمحاكمة مباشرةً؛ وهو في الـ73 من عمره، وكان ذلك في الرابع من جمادي الأولى عام 1350هـ، الموافق السادس عشر من شهر سبتمبر عام 1931، وكان يتلو آيات من القرآن الكريم.

تم تجهيز ساحة يوجد بها حوالي 20 ألف من الأهلي، بالإضافة إلى جميع المعتقلين لأسباب سياسية، من أجل حضور تنفيذ حكم الإعدام في المختار، وتم إحضاره إلى الساحة وهو مقيدًا في التاسعة صباحًا تقريبًا، ثم تم تسليمه إلى الجلاد.

وقامت الطائرات بالتحليق فوق الساحة التي ستشهد إعدام أسد الصحراء، من أجل إحداث ضجيجًا لمنع الأهالي من الحديث مع المختار أو سماع أي كلام منه، ولكنه لم يتحدث إطلاقًا، واتجه إلى منصة الإعدام وهو ينطق بالشهادتين، وتم تنفيذ الحكم فيه وفارق الحياة، وأُطلق عليه بعد ذلك لقب شيخ الشهداء.

ولم يتم التعرف على المكان الذي تم دفن المختار فيه، نظرًا لسعي القوات الإيطالية إلى إخفاء مكانه عن الناس، الأمر الذي دفهم لجعلهم قبرًا خاصًا بأسد الصحراء في مدينة بنغازي الليبية، ثم تم نقله إلى سلوق، وهي المدينة التي شهدت واقعة إعدامه.


الهدف من إعدام عمر المختار

كان الهدف الأساسي من إعدام أسد الصحراء، هو الإضعاف من الروح القتالية لدى المقاومين الليبيين، وإخماد الثورة والعمل على القضاء عليها وتوقفها بشكل كامل، ولكن جاءت نتائج إعدام المختار بعكس ما توقعته القوات الإيطالية، حيث أدى هذا الحكم إلى زيادة الثورات والمعارك القتالية، وانتهت هذه المعارك في النهاية بالقضاء على العدو واستقلال ليبيا.


تعاطف الناس مع عمر المختار

أصبح المختار من أبرز الشخصيات ونال إعجاب وتعاطف أعداد كبيرة للغاية من الأشخاص سواء في حياته أو بعد إعدامه من قبل القوات الإيطالية، ووصلت أخباره إلى المسلمين والعرب في جميع أنحاء العالم، باعتباره رجل كبير وهب حياته للحفاظ على كرامة بلاده ودينه الإسلامي.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.