فن وترفيه

معركة حطين؛ اسبابها وأحداثها

معركة حطين تعتبر من المعارك الفاصلة في التاريخ بين المسلمين والصليبيين، ويرجع سبب تسميتها بهذا الاسم كما جرت العادة في الغالب، إلى المكان الذي اندلعت فيه أحداثها، فقد وقعت معركة حطين في قرية حطين. 


معركة حطين تعتبر من المعارك الحاسمة في التاريخ التي وقعت بين المسلمين والصليبيين، ويرجع سبب تسميتها بهذا الاسم كما جرت العادة في الغالب، إلى المكان الذي اندلعت فيه أحداثها، فقد وقعت معركة حطين في قرية حطين الفلسطينية المدمرة، وهي تبعد قرابة تسعة كيلومترات عن مدينة طبرية الفلسطينية التي احتلها كيان الاحتلال الإسرائيلي، وتقع القرية على جبل حطين، كما تشرف على سهل حطين، وقد كان لها من المميزات والأهمية الاستراتيجية والتجارية الكثير. 


تفاصيل معركة حطين

أما عن تاريخ معركة حطين، فإن معركة حطين والتي قادها صلاح الدين الأيوبي، بعد إقامته للخلافة الإسلامية الراشدة، انطلاقًا من مصر، وعلى أنقاض الدولة الفاطمية الشيعية، قد وقعت في يوم السبت الموافق للخامس والعشرين من شهر ربيعٍ الثاني من العام الهجري 583، والتي توافق بالتقويم الميلادي للرابع من شهر يوليو من العام 1187، ووقعت أحداث معركة حطين، قرب قرية المجاودة، والتي تقع بين بلدة الناصرة وطبرية.


وقد أبلى المسلمون في المعركة بلاءًا حسنًا، أجمعت عليه كل كتب التاريخ التي تحدثت عن معركة حطين، حيث وجد الصليبيون أنفسهم في وضعٍ لا يحسدون عليه، وذلك بعد حصارٍ شديدٍ وتطويقٍ من قبل جيش المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي، داخل الأراضي التي يسيطرون عليهم في بلاد الشام، وانتهت المعركة بفوزٍ كاسحٍ لجيش المسلمين، مهد الطريق أمام نهاية أسطورة الصليبيين الذين عاثوا في الأرض فسادًا وأهلكوا الحرث والنسل، وسقطت بموجب معركة حطين مدينة القدس العربي، فيما تحررت معظم الأراضي التي قام الصليبيون باحتلالها خلال الفترة التي تواجدوا فيها في بلاد العرب والمسلمين.


الأسباب التي قامت لأجلها معركة حطين

ترجع الأسباب الرئيسية والمباشرة في اندلاع أحداث معركة حطين، التي بدت ضرورة محلة في ذلك الوقت، بغرض وقت الزحف العدائي والإجرامي الغاشم لجموع الصليبيين، فقبل اندلاعها، كانت العديد من المناطق في البلاد الإسلامية، وعلى وجه التحديد مدينة القدس، بما لها من حرمة وقدسية كبيرة لدى المسلمين والنصارى واليهود، تحت وطأة الاحتلال الصليبي منذ العام 1099 بالتقويم الميلادي.


وكانت فئات من الإقطاعيين الصليبيين الذين قدموا من أوروبا والفرسان الصليبيون، قد اختصوا أنفسهم، ومنحوا ذاتهم فرصة الإمارة وصفة الملوك لتلك المناطق التي احتلوها، فشكلت تلك الظروف السياسية دافعًا أمام المسلمين والعرب لضرورة التعجيل بالخلاص من الخطر الصليبي الداهم الذي لا يجد من يوقفه، وتحريرًا لبلاد الإسلام من احتلالهم البغيض.


إلا أن معركة حطين في وقائعها المباشرة، ترجع بالأساس إلى قيام أحد بارونات الإفرنج الصليبيين القادمين من فرنسا، والذي يُدعى " رينو دي شاتيلون " أو "أرناط"، قد شن غارة حقيرة بغرض السطو والسرقة، حيث يوصف "شاتيلون"، بأنه وقح ومغامر أحمق، سبق له أن قام باقتحام واجتياح جزيرة قبرص الواقعة تحت الحكم البيزنطي في عام 1155 من الميلاد، وقام فيها بأعمال سلب ونهب غير مسبوقة.


وقد وقع ذات مرة في أسر نور الدين زنكي، وهو بالمناسبة مؤسس الدولة الزنكية التي قامت بأعمال جهادية وبطولية في مواجهة الصليبيين في بلاد الشام، إلا أنه قد أخلي سبيله بعد ذلك، فاتخذ من حصن الكرك في المملكة الأردنية الهاشمية مقرًا له، إلا أن عادته القذرة والدنيئة لم تتوقف، فظل على حاله، يقطع الطرق، ويوقف القوافل بغرض السلب والنهب، وهو ما دفع المسلمين دفعًا، إلى الخروج للقتال ومجابهة ظلم وطغيان الصليبيين، ولإنهاء ملكهم، وتخليص المسلمين من شرهم وخطرهم.


إذا كان التاريخ قد تحدث عن إجرام التتار، وبشاعتهم في حربهم ضد المسلمين في كل مكان، فإن الصليبين لم يقلوا يومًا في خطرهم عن هؤلاء، بل ربما يفوقهم في بعض الأحيان، وقد كان لوقفة صلاح الدين الأيوبي البطولية، والتي رافقها فيها رجال، يحبون الموت في سبيل الله، كما يحب غيرهم الحياة، في معركة حطين، أبلغ الأثر، فقد أعاد للمسلمين عزتهم وكبريائهم، وأعاد للأذهان ذكريات بطولات المسلمين الأوائل، الذين أخذوا بأكثر الأسباب وأشدهم منعة وقوة، فكان نصرهم من الله عزيزًا مؤزرًا.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.